الباب الثاني ـ فضائله عليه‏السلام

وفيه فصول

 

الفصل الأوّل: النصّ على إمامته عليه‏السلام

الفصل الثاني: النصّ على إمامته ومناقبه عليه‏السلام

الفصل الثالث: مناقبه وعلائم إمامته  عليه‏السلام

الفصل الرابع: معجزاته عليه‏السلام

الفصل الخامس: زيارته عليه‏السلام والتوسّل به

الفصل السادس: ما ورد عن العلماء وغيرهم في

عظمته عليه‏السلام:

 


 

 

 

 

 

 

 

الباب الثاني ـ فضائله عليه‏السلام

ويشتمل هذا الباب على ستّة فصول

 

الفصل الأوّل: النصّ على إمامته عليه‏السلام

وفيه سبعة عشر موضوعاً

 

(أ) ـ النصّ على إمامته عليه‏السلام عن اللّه تبارك وتعالى

في لوح فاطمة الزهراء عليهاالسلام:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن أبي نضرة، قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمّد بن
عليّ الباقر عليهماالسلام عند الوفاة ... ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه، فقال له: يا جابر! حدّثنا بما
عاينت من الصحيفة، فقال له جابر: نعم، يا أبا جعفر! دخلت على مولاتي فاطمة
بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لأهنّئها بمولود الحسين عليه‏السلام، فإذا بيديها صحيفة بيضاء من
درّة.

فقلت لها: يا سيّدة النساء! ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟


قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي ... أبو إبراهيم موسى بن جعفر، الثقة ... [1].

(243) 2 ـ الشيخ الطوسيّ  رحمه‏الله:  ... عن محمد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبد اللّه
جعفر بن محمد  عليهماالسلام، قال: قال أبي لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة ... .قال جابر:
أُشهد باللّه! لقد دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... فقالت: هذا لوح أهداه
اللّه (عزّوجلّ) إلى أبي، فيه: اسم أبي، واسم بعلي، واسم الأوصياء بعده من
ولدي ... والحسين خير أولاد الأوّلين والآخرين ... فالويل كلّ الويل للمكذّب
بعبدي وخيرتي من خلقيموسى عليهم‏السلام ـ ... [2].

والحديث طويل أخذنا نه موضع الحاجة.

(244) 3 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه‏الله: ... عن عبد اللّه بن سنان
الأسديّ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: قال أبي ـ يعني محمّد الباقر عليه‏السلام ـ لجابر بن
عبد اللّه: لي إليك حاجة، أخلو بك فيها، فلمّا خلا به قال: يا جابر! أخبرني عن
اللوح الذي رأيته عند أُمّي فاطمة عليهاالسلام.

فقال جابر: أُشهد باللّه! لقد دخلت على سيّدتي فاطمة عليهاالسلام، لأهنّيها
بولدهاالحسين عليه‏السلام، فإذا بيدها لوح أخضر ... .

فقالت: هذا لوح أنزله اللّه عزّ وجلّ على أبي ... فقرأت فإذا فيه: اسم أبي، وبعلي،
واسم ابنيّ، والأوصياء من بعد ولدي الحسين ... وموسى الكاظم ... [3].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(245) 4 ـ الحرّ العاملي رحمه‏الله: ... عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على مولاي
علي بن الحسين  عليهماالسلام وفي يده صحيفة كان ينظر إليها، ويبكي بكاءا شديدا.

فقلت: ما هذه الصحيفة؟

قال: هذه نسخة اللوح الذي أهداه اللّه تعالى إلى رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فيه اسم
اللّه تعالى، ورسول اللّه، وأمير المؤمنين علي و ... وجعفر الصادق، وابنه موسى
الكاظم ... [4].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(ب) ـ النصّ على إمامته عليه‏السلام في الكتب السماويّة:

(246) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله:  ... عن محمّد بن محمّد الأشعريّ، عن غانم، قال:
كنت أكون مع ملك الهند بقشمير الداخلة، ونحن أربعون رجلاً نقعد حول كرسيّ
الملك، وقد قرأنا التوراة والإنجيل والزبور، ويفزع إلينا في العلم.

فتذاكرنا يوما أمر محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وقلنا نجده في كتبنا، واتّفقنا على أن أخرج في
طلبه، وأبحث عنه ... وخرجت من كابل إلى بلخ، والأمير بها ابن أبي شور، فأتيته
وعرّفته ما خرجت له، فجمع الفقهاء والعلماء لمناظرتي ... فدعا الأمير الحسين بن
إسكيب وقال له: ناظر الرجل.

فقال له: العلماء والفقهاء حولك، فمرهم بمناظرته، فقال له: ناظره كما أقول لك،
واخل به، والطف له، فقال: فخلا بي الحسين، فسألته عن محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم؟

فقال: هو كما قالوه لك، غير أنّ خليفته ابن عمّه عليّ بن أبي طالب بن عبد
المطّلب (ومحمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب)[5]، وهو زوج ابنته فاطمة، وأبو  ولديه:
الحسن والحسين.

فقلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وصرت إلى الأمير،
فأسلمت، فمضى بي إلى الحسين ففقّهني.

فقلت: إنّا نجد في كتبنا أ نّه لا يمضي خليفة إلاّ عن خليفة، فمن كان خليفة
عليّ عليه‏السلام؟

قال: الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ سمّى الأئمّة حتّى بلغ إلى الحسن
[العسكريّ] عليهم‏السلام ... [6].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه‏الله: قال ابن عمر: سمّاهم [ أي الأئمّة الاثنى عشر عليهم‏السلام]
كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا، أُوبايل، ميسور، مشموع، دموه،
سوه، حيدور، وتمر، بطور، بوقيش، قيدمه.

قال أبو عامر هشام الدستوانيّ: سألت عنها يهوديّا عالما؟

فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة صحيحة، نجدها في التوراة، ولو سألت عنها
غيري لعمي عنها للجهل بها ... .

قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها.

قال: نعم! فعه وصنه إلاّ عن أهله، ثمّ نعت لي أسماء تخالف ما سلف، وأظنّها من
تصحيف الكتّاب ... [ سوه] مسهو [ أي أبا الحسن موسى الكاظم عليه‏السلام] خير
المسجونين في سجن الظالمين ... [7].

3 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه‏الله: وأسند الشيخ الفاضل أحمد بن محمّد بن عيّاش إلى
السُدُوسيّ أنّه لقى في بيت المقدس عمران بن خاقان الذي أسلم من اليهوديّة على يد
أبي جعفر عليه‏السلام، وكان يحاجّ اليهود، فلا يستطيعون جحد علامات النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
والخلفاء عليهم‏السلاممن بعده. فقال لي يوما: إنّا نجد في التوراة محمّدا واثني عشر من أهل
بيته خلفاء، وليس فيهم تيميّ، ولا عدويّ، ولا أمويّ.

قلت: فأخبرني بهم ... .

فقال: شمعوعيل، شمعيشيحو ... عايذ [ أي الكاظم عليه‏السلام] ... [8].

(247) 4 ـ هامش عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: قد ورد أسماء النبيّ والأئمّة الإثني
عشر، صلوات اللّه عليهم في التورية بلسان العبرانيّة.

وقد نقل عنها بهذه العبارة: ميذميذ: «محمّد المصطفى» إيليا: «عليّ المرتضى»
قيذور: «الحسن المجتبى» إيرييل: «الحسين الشهيد» مشقور: «زين العابدين»
مسهور: «محمّد الباقر» مشموط : «جعفر الصادق» ذومرا: «موسى الكاظم» هذاذ:
«عليّ بن موسى الرضا» تيمورا: «محمّد التقيّ» نسطور: «عليّ النقيّ» نوقش: «الحسن
العسكريّ» قديمونيا: «محمّد بن الحسن» صاحب الزمان روحي وأرواح العالمين له
الفداء[9].


 

(ج) ـ النصّ على إمامته عن الخضر عليهماالسلام:

(248) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ، عن
أبي جعفر الثاني محمّد بن عليّ عليهماالسلام، قال: أقبل أمير المؤمنين عليه‏السلام ذات يوم، ومعه
الحسن بن عليّ وسلمان الفارسيّ رضى‏الله‏عنه ... فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل
رجل حسن الهيئة واللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه‏السلام، فردّ عليه، السلام،
فجلس، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن ثلاث مسائل ... .

فقال له أمير المؤمنين عليه‏السلام: سلني عمّا بدا لك؟ ... .

فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنّ محمّدا رسول
اللّه ... وأشهد أ نّك وصيّه والقائم بحجّته ... وأشهد أنّ موسى بن جعفر، القائم بأمر
جعفر بن محمّد ... والسلام عليك يا أمير المؤمنين! ورحمة اللّه وبركاته.

ثمّ قام فمضى.

فقال أمير المؤمنين عليه‏السلام: يا أبا محمّد! أ تعرفه؟

فقلت: اللّه ورسوله وأمير المؤمنين أعلم.

فقال: هو الخضر عليه‏السلام[10].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(د) ـ النصّ على إمامته عليه‏السلام عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

(249) 1 ـ سليم بن قيس الهلاليّ رحمه‏الله: ... إنّ معاوية دعا أبا الدرداء، ونحن مع
أمير المؤمنين عليه‏السلام بصفّين ... .

قال عليّ عليه‏السلام: أُنشدكم اللّه! أتعلمون أ نّ رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قام خطيبا،
ولم يخطب بعدها، وقال: يا أيّها الناس! إنّي قد تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما
تمسّكتم بهما: كتاب اللّه، وعترتي، أهل بيتي ... .

قام عمر بن الخطّاب شبه المغضب، فقال: يا رسول اللّه! أكُلُّ أهل بيتك؟!

فقال: لا! ولكن أوصيائي، أخي منهم، ووزيري، ووارثي، وخليفتي في أُمّتي،
ووليّ كلّ مؤمن بعدي، وأحد عشر من ولده ... ثمّ موسى بن جعفر عليهماالسلام ... [11].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(250) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن
الصادق جعفر بن محمّد عليه‏السلام ... قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: حدّثني جبرئيل عن ربّ
العزّة جلّ جلاله أ نّه قال: ... أنّ محمّدا عبدي ورسولي، وأنّ عليّ بن أبي طالب
خليفتي، وأنّ الأئمّة من ولده حججي ... .

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، فقال: يا رسول اللّه! ومن الأئمّة من ولد عليّ
ابن أبي طالب؟

قال: الحسن والحسين ... ثمّ الكاظم موسى بن جعفر عليهم‏السلام ... [12].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(251) 3 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن جابر بن يزيد الجعفيّ، قال:

سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ يقول: لمّا أنزل اللّه عزّ وجلّ على
نبيّه  محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى
الْأَمْرِ مِنكُمْ
»[13].

قلت: يا رسول اللّه! عرفنا اللّه ورسوله، فمن أُولي الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم
بطاعتك؟

فقال عليه‏السلام: هم خلفائي يا جابر! وأئمّة المسلمين [من ]بعدي أوّلهم عليّ بن
أبي طالب ... ثمّ موسى بن جعفر عليهم‏السلام ... [14].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(252) 4 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... قال ابن عبّاس: سمعت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
يقول: ... والأئمّة بعدي الهادي عليّ، والمهتدي الحسن، والناصر الحسين ...  والأمين
موسى بن جعفر عليهماالسلام ... [15].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(253) 5 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... ابن عبّاس، قال: قدم يهوديّ على
رسول  اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقال له: نعثل، فقال: يا محمّد! ... أخبرني وصيّك من هو؟ ... .

فقال: نعم! إنّ وصيّي والخليفة من بعدي، عليّ بن أبي طالب، و ... فإذا مضى
جعفر فابنه موسى عليهم‏السلام ... [16].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(254) 6 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: دخل
جُنْدَب بن جُنادة اليهوديّ من خيبر، على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: يا محمّد! ...
أخبرني بالأوصياء بعدك، لأتمسّك بهم؟ ... .

فقال: ... الأئمّة بعدي اثنا عشر ... .

قال: فسمّهم لي يا رسول اللّه! قال: نعم، تدرك سيّد الأوصياء ووارث الأنبياء
وأبا الأئمّة عليّ بن أبي طالب بعدي، ثمّ الحسن ... فإذا انقضت مدّة جعفر قام
بالأمر  بعده ابنه موسى عليه‏السلام يدعى بالكاظم ... في كلّ زمان منهم سلطان
يعتريه  ويؤذيه ... [17].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(255) 7 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن جعفر بن
محمّد  عليهماالسلام ... وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
للحسين بن عليّ عليهماالسلام: يا حسين! يخرج من صلبك تسعة من الأئمّة منهم مديّ هذه
الأمّة ... فإذا مضى جعفر فموسى ابنه عليهماالسلام ... [18].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(256) 8 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال عليّ عليه‏السلام:
كنت عند النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في بيت أُمّ سَلَمَة ... .

فقال سلمان: يا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم! إنّ لكلّ نبيّ وصيّا، وسبطين، فمن وصيّك،
وسبطاك[19]؟ ... .

قال: يا سلمان! أ تعرف من كان وصيّ آدم؟

فقال: اللّه ورسوله أعلم، فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّي لأعرفك يا أبا عبد اللّه! وأنت  منّا
أهل البيت، إنّ آدم أوصى إلى ابنه ... .

ثمّ قال: وأنا أدفعها [ أي الوصيّة ]إليك يا عليّ! وأنت تدفعها إلى ابنك
الحسن ... وجعفر عليه‏السلام يدفعها إلى ابنه موسى عليه‏السلام ... [20].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(257) 9 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام، قال: سمعت رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول لعليّ عليه‏السلام: أنت وارث علمي، ومعدن حكمي، والإمام بعديفإذا
استشهد الحسين، فعليّ ابنه، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمّة أطهار، فقلت:
يا رسول اللّه! فما أساميهم؟

قال: عليّ ومحمّد وجعفر وموسى عليهم‏السلام ... [21].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(258) 10 ـ الخزّاز القميّ  رحمه‏الله: ... عبد اللّه بن العبّاس قال: دخلت على
النبي  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... قلت: يا رسول اللّه! فكم الأئمّة بعدك؟

قال: بعدد حواري عيسى، وأسباط موسى، ونقباء بنى إسرائيل ... أوّلهم علي بن
أبي طالب وبعده ... .

فإذا انقضى جعفر فابنه موسى ... [22].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(259) 11 ـ الخزّاز القميّ  رحمه‏الله: ... سلمان الفارسي رضى‏الله‏عنه قال: خطبنا
رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقال: ... الأوصياء والخلفاء بعدي أئمّة أبرار ... أوّلهم علي بن أبي
طالب وبعده ... وابنه الكاظم سميّ موسى بن عمران ... [23].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(260) 12 ـ حسن بن سليمان الحلّيّ رحمه‏الله: ... عن جعفر بن محمّد المصريّ، عن
عمّه الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه‏السلام ... .

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ـ في الليلة التي كانت فيها وفاته، ـ لعليّ عليه‏السلام:
يا أبا الحسن! أحضر صحيفةً ودواةً.

فأملى رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وصيّته حتّى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا عليّ! إنّه
سيكون بعدي اثنا عشر إماما، ومن بعدهم اثنى عشر مهديّا، فأنت يا عليّ! أوّل
الاثنى عشر الإمام ... وأنت خليفتي على أُمّتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة
فسلّمها إلى ابني الحسن ... .

فإذا حضرته [ أي جعفر الصادق عليه‏السلام] فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم ...[24].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(261) 13 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه‏الله: أسند محمّد بن عليّ القمّيّ برجاله إلى
الحسن عليه‏السلام: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، خطب قبل وفاته وقال بعدها: اللّهمّ! إنّي أعلم أنّ
العلم يبيد، وأ نّك لا تخلي أرضك من حجّة ظاهرة، ليس بالمطاع، أو خائف مغمور.

فلمّا نزل قلت: يا رسول اللّه! أ لست الحجّة على الخلق؟

قال  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أنا الحجّة المنذر، وعليّ الهادي ... والحجّة بعده [ أي جعفر
الصادق عليه‏السلام] موسى ابنه ... [25].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(ه) ـ النصّ على إمامته، عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام:

(262) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني إبراهيم بن محمّد بن
حُمْران، عن إسماعيل بن منصور الزُباليّ، قال: سمعت شيخا بأذرعات[26] - قد أتت

عليه عشرون ومائة سنة - قال:

سمعت عليّا عليه‏السلام يقول على منبر الكوفة: كأنّي بابن حميدة، قد ملأها عدلاً وقسطا
كما ملئت ظلما وجورا.[27]

فقام إليه رجل، فقال: أهو منك أو من غيرك؟

فقال: لا، بل هو رجل منّي[28].

 

(و ) ـ النصّ على إمامته، عن الإمام الحسين بن عليّ عليهم‏السلام:

(263) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن يحيى بن يعمن[29]، قال:

كنت عند الحسين عليه‏السلام إذ دخل عليه رجل من العرب متلثّما أسمر، شديد
السمرة، فسلّم، وردّ الحسين عليه‏السلام، فقال: يا ابن رسول اللّه! مسألة؟

فأخبرني عن عدد الأئمّة بعد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم؟

قال: إثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.

قال: فسمّهم لي ... فقال: نعم، أخبرك يا أخا العرب! إنّ الإمام والخليفة بعد
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأمير المؤمنين عليّ عليه‏السلام ... جعفر وبعده موسى [ الكاظم]
ابنه عليه‏السلام ... [30].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(ز) ـ النصّ على إمامته، عن الإمام عليّ بن الحسين عليهم‏السلام:

(264) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني أبو محمّد الصيرافيّ، عن
الحسين بن سليمان، عن ضريس الكناسيّ، عن أبي خالد الكابليّ، قال:

سمعت عليّ بن الحسين عليهماالسلام وهو يقول: إنّ قارون كان يلبس الثياب الحمر، وإنّ
فرعون كان يلبس السود ويرخي الستور، فبعث اللّه عليهم موسى عليه‏السلام، وإنّ بني
فلان لبسوا السواد وأرخوا الستور، وأنّ اللّه تعالى مهلكهم بسميّه[31].

 

(ح) ـ النصّ على إمامته عن الإمام محمّد الباقر عليهماالسلام:

(265) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن الوَرْد بن الكميت، عن أبيه الكميت بن
أبي المستهلّ، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام  ... .

قال عليه‏السلام: يا أبا المستهلّ! إنّ قائمنا هو التاسع من ولد الحسين، لأنّ الأئمّة بعد
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم اثنا عشر ... قلت: يا سيّدي! فمن هؤلاء الاثنا عشر؟

قال: أوّلهم عليّ بن أبي طالب وبعده ... ثمّ بعدي هذا، ووضع يده على كتف
جعفر، قلت: فمن بعد هذا؟

قال: ابنه موسى [ الكاظم] ... [32].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(266) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني أحمد بن الحسن الميثميّ،
عن أبيه، عن أبي سعيد المدائنيّ، قال:

سمعت أبا جعفر عليه‏السلام يقول: إنّ اللّه استنقذ بني اسرائيل من فرعونها بموسى بن
عمران، وإنّ اللّه مستنقذ هذه الأُمّة من فرعونها بسميّه[33].

(267) 3 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني بحر بن زياد الطحّان،
عن محمّد بن مروان، عن أبي جعفر عليه‏السلام، قال: قال رجل: جعلت فداك! إنّهم يروون
أنّ أمير المؤمنين عليه‏السلام قال بالكوفة على المنبر: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه
ذلك اليوم حتّى يبعث اللّه رجلاً منّي يملأها قسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا.

فقال أبو جعفر عليه‏السلام: نعم، قال: فأنت هو؟

فقال: لا، ذاك سميّ فالق البحر[34].

(268) 4 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني حنّان، عن أبي عبد
الرحمن المسعوديّ، قال: حدّثنا المنهال بن عمرو، عن أبي عبد اللّه النعمان، عن أبي
جعفر عليه‏السلام، قال: صاحب الأمر يسجن حينا، ويموت حينا، ويهرب حينا[35].


 

(ط) ـ النصّ على إمامته، عن أبيه الصادق عليهماالسلام:

(269) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبيه، عن
ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال:

سألته وطلبت وقضيت إليه أن يجعل هذا الأمر إلى إسماعيل، فأبى اللّه إلاّ أن
يجعله لأبي الحسن موسى عليه‏السلام[36].

2 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‏السلامقال: كنت
عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من اليهود،
فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة على أهل الأرض؟ قال لهم: نعم ... .

قالوا: فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم، وأوتوا العلم تلقينا، وكذلك
ينبغي لأئمّتهم وخلفائهم وأوصيائهم، فهل أوتيتم ذلك؟

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أدن يا موسى! فدنوت، فمسح يده على صدري، ثمّ قال:
«اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».

ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت.

قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران؟


قلت: العصا، و ... .

فقالوا: نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّكم الأئمّة القادة،
والحجج من عند اللّه على خلقه.

فوثب أبو عبد اللّه عليه‏السلام، فقبّل بين عينيّ، ثمّ قال: أنت القائم من بعدي.

فلهذا قالت الواقفة: إنّه حيّ، وإنّه القائم، ثمّ كساهم أبو عبد اللّه عليه‏السلام، ووهب لهم،
وانصرفوا مسلمين[37].

(270) 3 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى والحسين بن محمّد، عن
جعفر بن محمّد، عن عليّ بن الحسين بن عليّ، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة،
عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال:

إنّ الوصيّة نزلت من السماء على محمّد كتابا لم ينزل على محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمكتاب مختوم
إلاّ الوصيّة.

فقال جبرئيل عليه‏السلام يا محمّد! هذه وصيّتك في أُمّتك عند أهل بيتك.

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أيّ أهل بيتي؟ يا جبرئيل!

قال: نجيب اللّه منهم وذرّيّته، ليرثك علم النبوّة كما ورّثه إبراهيم عليه‏السلام، وميراثه
لعليّ عليه‏السلام وذرّيّتك من صلبه ... .

فقلت: أسأل اللّه الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها
قبل الممات.

قال: قد فعل اللّه ذلك يا معاذ!


قال: فقلت: فمن هو جعلت فداك؟

قال: هذا الراقد - وأشار بيده إلى العبد الصالح - وهو راقد[38].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(271) 4 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى، عن
محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الكِنانيّ، عن جعفر بن نجيح
الكِنديّ، عن محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه العَمْريّ، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي عبد
اللّه عليه‏السلام، قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل على نبيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمكتابا قبل وفاته، فقال: يا
محمّد! هذه وصيّتك إلى النجبة من أهلك، قال: وما النجبة يا جبرئيل؟!

فقال: عليّ بن أبي طالب وولده عليهم‏السلام، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب،
فدفعه النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام وأمره أن يفكّ خاتما منه ويعمل بما فيه،
ففكّ أمير المؤمنين عليه‏السلام خاتما وعمل بما فيه ... .

ثمّ دفعه [ أي جعفر الصادق عليه‏السلام]إلى ابنه موسى عليه‏السلام وكذلك يدفعه موسى إلى
الذي بعده، ثمّ كذلك إلى قيام المهديّ صلّى اللّه عليه[39].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(272) 5 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين،
عن ابن أبي نجران، عن عيسى بن عبد اللّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، عن
أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: قلت له: إن كان كون - ولا أراني اللّه - فبمن أئتمّ؟

فأومأ إلى ابنه موسى ... [40].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(273) 6 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ،
عن عبد اللّه القَلاّء، عن الفيض بن المختار.

قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه‏السلام: خذ بيدي من النار، من لنا بعدك؟

فدخل عليه أبو إبراهيم عليه‏السلام - وهو يومئذ غلام -، فقال: هذا صاحبكم،
فتمسّك به[41].

(274) 7 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
قال: حدّثني أبو عليّ الأرجانيّ الفارسيّ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سألت
عبد الرحمن في السنة التي أخذ فيها أبو الحسن الماضي عليه‏السلام، فقلت له: إنّ هذا الرجل
قد صار في يد هذا، وما ندري إلى ما يصير، فهل بلغك عنه في أحد من ولده شيء؟

فقال لي: ما ظننت أنّ أحدا يسألني، عن هذه المسألة، دخلت على جعفر بن محمّد
في منزله، فإذا هو في بيت كذا في داره في مسجد له، وهو يدعو وعلى يمينه موسى بن
جعفر عليه‏السلام يؤّمن على دعائه، فقلت له: جعلني اللّه فداك، قد عرفت انقطاعي إليك،
وخدمتي لك، فمن وليّ الناس بعدك؟

فقال: إنّ موسى قد لبس الدرع وساوى عليه.

فقلت له: لا أحتاج بعد هذا إلى شيء[42].


(275) 8 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ،
عن موسى الصيقل، عن المفضّل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فدخل
أبو إبراهيم عليه‏السلام وهو غلام، فقال: استوص به، و ضع أمره عند من تثق به من
أصحابك[43].

(276) 9 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ،
عن يعقوب بن جعفر الجعفريّ، قال: حدّثني إسحاق بن جعفر، قال: كنت عند أبي
يوما، فسأله عليّ بن عمر بن عليّ، فقال: جعلت فداك، إلى من نفزع ويفزع الناس
بعدك؟

فقال: إلى صاحب الثوبين الأصفرين والغديرين - يعني الذؤابتين - وهو الطالع
عليك من هذا الباب، يفتح البابين بيده جميعا.

فما لبثنا أن طلعت علينا كفّان آخذة بالبابين ففتحهما، ثمّ دخل علينا
أبو إبراهيم[44].


(277) 10 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي نجران، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال:

قال له منصور بن حازم: بأبى أنت وأُمّي، إنّ الأنفس يُغدى عليها ويراح، فإذا
كان ذلك فمن؟

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام إذا كان ذلك، فهو صاحبكم، وضرب بيده على منكب أبي
الحسن عليه‏السلام الأيمن - في ما أعلم - وهو يومئذ خماسيّ، وعبد اللّه بن جعفر جالس
معنا[45].

(278) 11 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ،
عن عبد اللّه القَلاّء، عن المفضّل بن عمر، قال: ذكر أبو عبد اللّه عليه‏السلامأبا الحسن عليه‏السلام
- وهو يومئذ غلام -، فقال: هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على
شيعتنا منه، ثمّ قال لي: لا تجفوا إسماعيل[46].

(279) 12 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن
الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، عن أبي عبد اللّه، قال:

كان أبو عبد اللّه عليه‏السلام يلوم عبد اللّه ويعاتبه ويعظه، ويقول: ما منعك أن تكون
مثل أخيك، فواللّه! إنّي لأعرف النور في وجهه.

فقال عبد اللّه: لم، أ ليس أبي وأبوه واحدا وأُمّي وأُمّه واحدة؟

قال له أبو عبد اللّه: إنّه من نفسي وأنت ابني[47].

(280) 13 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن
محمّد، عن الوشّاء، عن محمّد بن سنان، عن يعقوب السرّاج، قال:

دخلت على أبي عبد اللّه، وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى، وهو في المهد،
فجعل يسارّه طويلاً، فجلست حتّى فرغ، فقمت إليه.

فقال لي: ادن من مولاك، فسلّم، فدنوت فسلّمت عليه، فردّ عليّ، السلام بلسان
فصيح، ثمّ قال لي: اذهب، فغيّر اسم ابنتك التي سمّيتها أمس، فإنّه اسم يبغضه اللّه.

وكان ولدت لي ابنة سمّيتها بالحميراء.

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: انته إلى أمره ترشد، فغيّرت اسمها[48].


(281) 14 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن إدريس، عن محمّد بن
عبد الجبّار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال:

دعا أبو عبد اللّه عليه‏السلام أبا الحسن عليه‏السلام يوما ونحن عنده، فقال لنا: عليكم بهذا، فهو
واللّه! صاحبكم بعدي[49].

(282) 15 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد، عن سهل أو غيره،
عن محمّد بن الوليد، عن يونس، عن داود بن زربيّ، عن أبي أيّوب النحويّ، قال:
بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل، فأتيته فدخلت عليه وهو جالس على
كرسيّ، وبين يديه شمعة، وفي يده كتاب.

قال: فلمّا سلمّت عليه رمى بالكتاب إليّ وهو يبكي، فقال لي: هذا كتاب محمّد بن
سليمان، يخبرنا أنّ جعفر بن محمّد قد مات، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون - ثلاثا - وأين
مثل جعفر؟ ثمّ قال لي: اكتب.

قال: فكتبت صدر الكتاب، ثمّ قال: اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه،
فقدّمه واضرب عنقه، قال: فرجع إليه الجواب: أنّه قد أوصى إلى خمسة وأحدهم أبو
جعفر المنصور، ومحمّد بن سليمان، وعبد اللّه، وموسى، وحميدة.

عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد بنحو من هذا، إلاّ أنّه ذكر أنّه
أوصى إلى أبي جعفر المنصور، وعبد اللّه، وموسى، ومحمّد بن جعفر مولى لأبي عبد
اللّه عليه‏السلام، قال: فقال أبو جعفر: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل[50].

(283) 16 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن
محمّد، عن الوشّاء، عن عليّ بن الحسن، عن صفوان الجمّال، قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه‏السلام عن صاحب هذا الأمر؟

فقال: إنّ صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب، وأقبل أبو الحسن موسى - وهو
صغير، ومعه عناق مكّيّة، وهو يقول لها: اسجدي لربّك - فأخذه أبو عبد اللّه عليه‏السلام
وضمّه إليه، وقال: بأبي و أُمّي من لا يلهو ولا يلعب[51].


(284) 17 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا،
عن عُبَيْس بن هِشام، قال: حدّثني عمر الرُمّانيّ، عن فيض بن المختار، قال: إنّي لعند
أبي عبد اللّه عليه‏السلام إذ أقبل أبو الحسن موسى عليه‏السلام - وهو غلام - فالتزمته وقبّلته.

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أنتم السفينة، وهذا ملاّحها.

قال: فحججت من قابل ومعي ألفا دينار، فبعثت بألف إلى أبي عبد اللّه عليه‏السلام
وألف إليه، فلمّا دخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام قال: يا فيض! عدلته بي؟

قلت: إنّما فعلت ذلك لقولك،

فقال: أما واللّه! ما أنا فعلت ذلك، بل اللّه عزّ وجلّ فعله به[52].

18 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... أبي بصير، قال: حججنا مع
أبي عبد اللّه عليه‏السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسى عليه‏السلام، فلمّا نزلنا الأبواء وضع لنا
الغداء، وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثر وأطاب.

قال: فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة، فقال له: إنّ حميدة، تقول: قد أنكرت
نفسي، وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرت ولادتي، وقد أمرتني أن لا أستبقك
بابنك هذا، فقام أبو عبد اللّه عليه‏السلام فانطلق مع الرسول، فلمّا  انصرف، قال له أصحابه:
سرّك اللّه وجعلنا فداك، فما أنت صنعت من حميدة؟

قال عليه‏السلام: سلّمها اللّه، وقد وهب لي غلاما، وهو خير من برأ اللّه في خلقه ... فهو
واللّه! صاحبكم من بعدي ... [53].

(285) 19 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله:  حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق رضى‏الله‏عنه،
قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن موسى بن عمران النخعيّ، عن عمّه
الحسين بن يزيد النَوْفَليّ، عن المفضّل بن عمر، قال:

دخلت على سيّدي جعفر بن محمّد عليهماالسلام فقلت: يا سيّدي! لو عهدت إلينا في
الخلف من بعدك.

فقال لي: يا مفضّل! الإمام من بعدي ابني موسى، والخلف المأمول المنتظر م ح م د
ابن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى[54].

(286) 20 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن
أبي عبد اللّه البرقيّ، قال: حدّثنا أبي، عن جدّي أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد
ابن خالد، عن محمّد بن سنان، وأبي عليّ الزرّاد جميعا، عن إبراهيم الكرخيّ، قال:
دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام، وإنّي لجالس عنده إذ دخل
أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلاموهو غلام، فقمت إليه فقبّلته وجلست، فقال أبو
عبد اللّه عليه‏السلام: يا إبراهيم! أما إنّه لصاحبك من بعدي، أما ليهلكنّ فيه أقوام، ويسعد
(فيه) آخرون، فلعن اللّه قاتله وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجنّ اللّه من
صلبه خير أهل الأرض في زمانه سميّ جدّه، ووارث علمه وأحكامه وفضائله،
ومعدن الإمامة، ورأس الحكمة، يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له،
ولكنّ اللّه (عزّ وجلّ) بالغ أمره ولو كره المشركون.

يخرج اللّه من صلبه تكملة اثنى عشر إماما مهديّا، اختصّهم اللّه بكرامته،
وأحلّهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يذبّ عنه.

قال: فدخل رجل من موالي بني أُميّة فانقطع الكلام، فعدت الى أبي عبد اللّه عليه‏السلام
إحدى عشرة مرّة أريد منه أن يستتمّ الكلام فما قدرت على ذلك، فلمّا كان قابل
السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس، فقال: يا إبراهيم! هو المفرّج للكرب عن
شيعته بعد ضنك شديد، وبلاء طويل، وجزع وخوف، فطوبى لمن أدرك ذلك
الزمان، حسبك يا إبراهيم!

قال إبراهيم: فما رجعت بشيء أسرّ من هذا لقلبي، ولا أقرّ لعيني[55].

(287) 21 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ،
قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ مولى بني هاشم، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد، عن
جعفر بن سليمان، عن عبد اللّه بن الفضل الهاشميّ، قال: كنت عند أبي عبد اللّه جعفر
ابن محمّد الصادق عليهماالسلام: فدخل عليه رجل من أهل طوس، فقال له: يا ابن رسول
اللّه! ما لمن زار قبر أبي عبد اللّه الحسين ابن عليّ عليهماالسلام؟

فقال له: يا طوسيّ! من زار قبر أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ عليهماالسلام، وهو يعلم أنّه
إمام من اللّه مفترض الطاعة على العباد، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه، وما تأخّر،
وقبل شفاعته في سبعين مذنبا، ولم يسأل اللّه عزّ وجلّ عند قبره حاجة إلاّ قضاها له.

قال: فدخل موسى بن جعفر عليهماالسلام، فأجلسه على فخذه، وأقبل يقبّل ما بين
عينيه، ثمّ التفت إليه، فقال له: يا طوسيّ! إنّه الإمام والخليفة والحجّة بعدي، وإنّه
سيخرج من صلبه رجل يكون رضا للّه عزّ وجلّ في سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل
في أرضكم بالسمّ ظلما وعدوانا، ويدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم
أنّه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من اللّه عزّ وجلّ كان كمن زار
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم[56].

22 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن عمر بن واقد، قال: إنّ هارون الرشيد لمّا
ضاق صدره ممّا كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر عليهماالسلام، وما كان يبلغه من
قول الشيعة بإمامته، واختلافهم في السرّ إليه بالليل والنهار خشية على نفسه وملكه،
ففكّر في قتله بالسمّ ... .

ثمّ إنّ سيّدنا موسى عليه‏السلام دعا بالمسيّب، وذلك قبل وفاته بثلاثة أيّام، وكان موكّلاً
به، فقال له: يا مسيّب!


قال: لبّيك يا مولاي! قال: إنّي ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة، مدينة جدّي
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لأعهد إلى عليّ ابني ما عهده إليّ أبي، وأجعله وصيّي وخليفتي،
وآمره أمري ... .

قال: فبكيت، فقال لي: لا تبك يا مسيّب! فإنّ عليّا ابني هو إمامك ومولاك بعدي
فاستمسك بولايته، فإنّك لن تضلّ ما لزمته، فقلت: الحمد للّه ... [57].

(288) 23 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن هشام، قال: كنت عند الصادق جعفر بن
محمّد  عليهماالسلام، إذ دخل عليه معاوية بن وهب و ... .

ثمّ قال عليه‏السلام: إنّ أفضل الفرائض، وأوجبها على الإنسان معرفة الربّ ... وبعده
معرفة الرسول، والشهادة له بالنبوّة ... وبعده معرفة الإمام ... ويعلم أنّ الإمام بعد
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن ... ثمّ من بعدي موسى ابني ... [58].

والحديث طويل أخدنا منه موضع الحاجة.

(289) 24 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن الصادق عليه‏السلام
قال: الأئمّة اثنا عشر، قلت: يا ابن رسول اللّه ! فسمّهم لي.

قال: من الماضين عليّ بن أبي طالب، والحسن، والحسين ... قلت: فمن بعدك يا ابن
رسول اللّه؟!

قال: إنّي قد أوصيت إلى ولدي موسى، وهو الإمام بعدي ... [59].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(290) 25 ـ النعمانيّ رحمه‏الله: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا
القاسم بن محمّد بن الحسن بن حازم من كتابه، قال: حدّثنا عُبَيْس بن هشام،  عن
دُرُسْت بن أبي منصور، عن الوليد بن صَبِيح، قال: كان بيني وبين رجل يقال له: عبد
الجليل كلام في قدم، فقال لي: إنّ أبا عبد اللّه عليه‏السلام أوصى إلى إسماعيل.

قال: فقلت ذلك لأبي عبد اللّه عليه‏السلام، إنّ عبد الجليل حدّثني بأنّك أوصيت إلى
إسماعيل في حياته قبل موته بثلاث سنين.

فقال عليه‏السلام: يا وليد! لا واللّه! فإن كنت فعلت فإلى فلان - يعني أبا الحسن
موسى عليه‏السلام - وسمّاه[60].

(291) 26 ـ النعمانيّ رحمه‏الله: وروي عن زُرارة بن أعْيَن أنّه قال:

دخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام وعن يمينه سيّد ولده موسى عليه‏السلام، وقدّامه مرقد
مغطّى، فقال لي: يا زرارة! جئني بداود بن كثير الرقّيّ وحمران وأبي بصير، ودخل
عليه المفضّل بن عمر، فخرجت فأحضرته من أمرني بإحضاره، ولم يزل الناس
يدخلون واحدا إثر واحد حتّى صرنا في البيت ثلاثين رجلاً.

فلمّا حشد المجلس، قال: يا داود! اكشف لي عن وجه إسماعيل، فكشف عن
وجهه، فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: يا داود! أحيّ هو أم ميّت؟

قال داود: يا مولاي! هو ميّت، فجعل يعرض ذلك على رجل رجل حتّى أتى
على آخر من في المجلس، وانتهى عليهم بأسرهم كلّ يقول: هو ميّت يا مولاي!

فقال: اللّهمّ اشهد، ثمّ أمر بغسله وحنوطه وإدراجه في أثوابه.

فلمّا فرغ منه قال للمفضّل: يا مفضّل! احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه، فقال:
أحيّ هو أم ميّت؟

فقال: ميّت قال: اللّهمّ اشهد عليهم، ثمّ حمل إلى قبره، فلمّا وضع في لحده قال: يا
مفضّل! اكشف عن وجهه، وقال للجماعة: أحيّ هو أم ميّت؟

قلنا له: ميّت.

فقال: اللّهمّ اشهد واشهدوا فإنّه سيرتاب المبطلون، يريدون إطفاء نور اللّه
بأفواههم - ثمّ أومأ إلى موسى عليه‏السلام - واللّه متمّ نوره ولو كره المشركون، ثمّ حثونا عليه
التراب، ثمّ أعاد علينا القول، فقال: الميّت المحنّط المكفّن المدفون في هذا اللحد، من هو؟

قلنا: إسماعيل.

قال: اللّهمّ اشهد، ثمّ أخذ بيد موسى عليه‏السلام وقال: هو حقّ، والحقّ منه إلى أن يرث
اللّه الأرض ومن عليها[61].

(292) 27 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسن البراثيّ، قال: حدّثني
أبو عليّ، قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل، عن موسى بن القاسم البجليّ، عن عليّ بن
جعفر عليه‏السلام، قال: جاء رجل إلى أخي عليه‏السلام فقال له: جعلت فداك! من صاحب هذا
الأمر؟

فقال: أما إنّهم يفتنون بعد موتي، فيقولون: هو القائم، وما القائم إلاّ بعدي بسنين[62].

(293) 28 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسن، قال: حدّثني أبو عليّ، قال:
حدّثنا محمّد بن الصباح، قال: حدّثنا إسماعيل بن عامر، عن أبان، عن حبيب
الخثعميّ، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند الصادق عليه‏السلام، إذ دخل موسى عليه‏السلام
فجلس، فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: يا ابن أبي يعفور! هذا خير ولدي، وأحبّهم إليّ، غير
أنّ اللّه عزّ وجلّ يضلّ به قوما من شيعتنا، فاعلم أنّهم قوم لا خلاق لهم في الآخرة،
ولا يكلّمهم اللّه يوم القيامة، ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم.

قلت: جعلت فداك! قد أزغت قلبي عن هؤلاء!

قال: يضلّ به قوم من شعيتنا بعد موته جزعا عليه، فيقولون: لم يمت وينكرون
الأئمّة من بعده، ويدعون الشيعة إلى ضلالهم، وفي ذلك إبطال حقوقنا، وهدم دين
اللّه، يا ابن أبي يعفور! فاللّه ورسوله منهم بريء، ونحن منهم برآء[63].

(294) 29 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وروى محمّد بن الوليد، قال: سمعت عليّ بن جعفر
ابن محمّد الصادق عليهماالسلام يقول:

سمعت أبي، جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول لجماعة من خاصّته وأصحابه: استوصوا
بابني موسى خيرا، فإنّه أفضل ولدي، ومن أخلف من بعدي، وهو القائم مقامي،
والحجّة للّه تعالى على كافّة خلقه من بعدي[64].

(295) 30 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وأخبرني أبو الحسن محمّد بن هارون بن
موسى، عن أبيه، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال:
حدّثني محمّد بن عليّ، عن إدريس، عن عبد الرحمن، عن داود بن كثير الرقّيّ، قال:
أتيت المدينة فدخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام فلمّا استويت في المجلس بكيت.

فقال: أبو عبد اللّه عليه‏السلام: ما يبكيك يا داود؟!

فقلت: يا ابن رسول اللّه! إنّ قوما يقولون لنا: لم يخصّكم اللّه بشيء سوى ما
خصّ به غيركم، ولم يفضّلكم بشيء سوى ما فضّل به غيركم.

فقال: كذبوا الملاعين.

قال: ثمّ قام فركض الدار برجله، ثمّ قال: كوني بقدرة اللّه، فإذا سفينة من ياقوتة
حمراء، وسطها درّة بيضاء على أعلى السفينة راية خضراء، عليها مكتوب «لا إله إلاّ
اللّه، محمّد رسول اللّه، يقتل القائم الأعداء، ويُبْعَث المؤمنون، وينصره اللّه
بالملائكة».

وإذا في وسط السفينة أربع كراسيّ من أنواع الجواهر، فجلس أبو عبد اللّه عليه‏السلام
على واحد، وأجلسني على واحد، وأجلس موسى على واحد، وأجلس إسماعيل
على واحد، ثمّ قال: سيري على بركة اللّه عزّ وجلّ فسارت في بحر عجاج، أشدّ
بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فسرنا بين جبال الدرّ والياقوت، حتّى انتهينا
إلى جزيرة وسطها قباب من الدرّ الأبيض، محفوفة بالملائكة،...

ثمّ قال: انظروا على يمين الجزيرة، فاذا قباب لا ستور عليها، قال: هذه لى ولمن
يكون من بعدي من الأئمّة ... [65].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(296) 31 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى بن
عبيد، عن عليّ بن الحكم وعليّ بن الحسن بن نافع، عن هارون بن خارجة، قال:
قال لي هارون بن سعد العجليّ: قد مات إسماعيل الذي كنتم تمدّون إليه أعناقكم،
وجعفر شيخ كبير يموت غدا أو بعد غد، فتبقون بلا إمام.

فلم أدر ما أقول، فأخبرت أبا عبد اللّه عليه‏السلام بمقالته.

فقال: هيهات، هيهات! أبى اللّه - واللّه ! - أن ينقطع هذا الأمر حتّى ينقطع الليل
والنهار، فإذا رأيته فقل له: هذا موسى بن جعفر يكبر ونزوّجه ويولد له فيكون
خلفا، إن شاء اللّه تعالى[66].

(297) 32 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وفي خبر آخر: قال أبو عبد اللّه عليه‏السلام في حديث
طويل: يظهر صاحبنا وهو من صلب هذا، وأومأ بيده إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام
فيملأها عدلاً كما ملئت جورا وظلما، وتصفو له الدنيا[67].

(298) 33 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وحدّثني حنّان بن سَدِير، قال: كان أبي جالسا
وعنده عبد اللّه بن سليمان الصيرفيّ، وأبو المراهف وسالم الأشلّ، فقال عبد اللّه بن
سليمان لأبي: يا أبا الفضل! أ علمت أنّه ولد لأبي عبد اللّه عليه‏السلامغلام، فسمّاه فلانا -
يسمّيه باسمه -.

فقال سالم: إنّ هذا لحقّ؟

فقال عبد اللّه: نعم.


فقال سالم: واللّه ! لأن يكون حقّا أحبّ إليّ من أن أنقلب إلى أهلي بخمسمائة
دينار، وإنّي محتاج إلى خمسة دراهم أعود بها على نفسي وعيالي.

فقال له عبد اللّه بن سليمان: ولم ذاك؟

قال: بلغني في الحديث أنّ اللّه عرض سيرة قائم آل محمّد على موسى بن عمران،
فقال: اللّهمّ اجعله من بني إسرائيل، فقال له: ليس إلى ذلك سبيل، فقال: اللّهمّ
اجعلني من أنصاره، فقيل له: ليس إلى ذلك سبيل، فقال: اللّهمّ اجعله سميّي، فقيل له:
أعطيت ذلك[68].

(299) 34 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وروى جعفر بن سَماعة، عن
محمّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن هارون، قال:

قال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: ابني هذا - يعني أبا الحسن عليه‏السلام - هو القائم، وهو من
المحتوم، وهو الذي يملأها قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجورا[69].

(300) 35 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني عبد اللّه بن سلام، عن
عبد اللّه بن سنان قال:

سمعت أبا عبد اللّه عليه‏السلام يقول: من المحتوم أنّ ابني هذا قائم هذه الأُمّة، وصاحب
السيف - وأشار بيده إلى أبي الحسن عليه‏السلام-[70].

(301) 36 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وأخبرني عليّ بن رِزْق اللّه،
عن أبي الوليد الطرائفيّ، قال: كنت ليلة عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام إذ نادى غلامه، فقال:
انطلق، فادع لي سيّد ولدي.


فقال له الغلام: من هو؟

فقال: فلان - يعني أبا الحسن عليه‏السلام -.

قال: فلم ألبث حتّى جاء بقميص بغير رداء - إلي أن قال: - ثمّ ضرب بيده على
عضدي وقال: يا أبا الوليد! كأنّي بالراية السوداء، صاحبة الرقعة الخضراء، تخفق
فوق رأس هذا الجالس، ومعه أصحابه يهدّون جبال الحديد هدّا لا يأتون على شيء
إلاّ هدّوه.

قلت: جعلت فداك! هذا؟

قال: نعم، هذا يا أبا الوليد! يملأها قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وعدوانا يسير في
أهل القبلة بسيرة عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، يقتل أعداء اللّه حتّى يرضى اللّه.

قلت: جعلت فداك! هذا؟

قال: هذا، ثمّ قال: فاتّبعه وأطعه وصدّقه، وأعطه الرضا من نفسك، فإنّك
ستدركه، إن شاء اللّه[71].

(302) 37 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني عبد اللّه بن جميل، عن
صالح بن أبي سعيد القمّاط، قال: حدّثني عبد اللّه بن غالب، قال: أنشدت أبا عبد
اللّه عليه‏السلام هذه القصيدة:


فإن تك أنت المرتجى للذي نرى

 فتلك التي من ذي العلى فيك نطلب



فقال عليه‏السلام: ليس أنا صاحب هذه الصفة، ولكن هذا صاحبها - وأشار بيده إلي
أبي الحسن عليه‏السلام -
[72].


(303) 38 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: حدّثني أبو عبد اللّه لذاذ، عن صارم بن عُلْوان
الجَوْخِيّ، قال: دخلت أنا والمفضّل ويونس بن ظبيان والفيض بن المختار والقاسم ـ
شريك المفضّل - على أبي عبد اللّه عليه‏السلام، وعنده إسماعيل ابنه، فقال الفيض: جعلت
فداك! نتقبّل من هؤلاء الضياع، فنقبّلها بأكثر ممّا نتقبّلها؟

فقال: لا بأس به.

فقال له إسماعيل ابنه: لم تفهم يا أبه !

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أنا لم أفهم!؟ أقول لك: الزمني فلا تفعل.

فقام إسماعيل مغضبا، فقال الفيض: إنّا نرى أنّه صاحب هذا الأمر من بعدك،
فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: لا، واللّه! ما هو كذلك، ثمّ قال: هذا ألزم لي من ذلك - وأشار
إلى أبي الحسن عليه‏السلام - وهو نائم، فضمّه إليه فنام على صدره، فلمّا انتبه أخذ أبو عبد
اللّه عليه‏السلام بساعده، ثمّ قال: هذا واللّه! ابني حقّا، هو واللّه! يملأها قسطا وعدلاً كما
ملئت ظلما وجورا.

فقال له قاسم الثانية: هذا، جعلت فداك!؟

قال: إي، واللّه ! ابني هذا، لا يخرج من الدنيا حتّى يملأ اللّه الأرض به قسطا
وعدلاً، كما ملئت ظلما وجورا، ثلاث أيمان يحلف بها
[73].

(304) 39 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني الحسين بن عليّ بن
معمّر، عن أبيه، عن عبد اللّه بن سنان، قال:


سمعت أبا عبد اللّه عليه‏السلام وذكر البداء للّه، فقال: فما أخرج اللّه إلى الملائكة
وأخرجه الملائكة إلى الرسل، فأخرجه الرسل إلى الآدميّين، فليس فيه بداء. وإنّ
من المحتوم أنّ ابني هذا هو القائم
[74].

(305) 40 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وروى بقباقة - أخو بنين
الصيرفيّ - قال: حدّثني الإصطخريّ أنّه سمع أبا عبد اللّه عليه‏السلام يقول:

كأنّي بابن حميدة على أعوادها قد دانت له شرق الأرض وغربها[75].

(306) 41 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني محمّد بن عطاء
ضرغامة، عن خلاّد اللؤلؤيّ، قال: حدّثني سعيد المكّيّ، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام -
وكانت له منزلة منه - قال:

قال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: يا سعيد ! (الأئمّة) اثنا عشر، إذا مضى ستّة فتح اللّه على
السابع، ويملك منّا أهل البيت خمسة، وتطلع الشمس من مغربها على يد السادس
[76].

(307) 42 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني حنّان بن سَدِير، عن
أبي إسماعيل الأبرص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: على رأس السابع
منّا الفرج
[77].

(308) 43 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني أبو محمّد الصيرفيّ، عن
عبدالكريم بن عمرو، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: سمعته يقول: كأنّي
بابني هذا - يعني أبا الحسن عليه‏السلام - قد أخذه بنو فلان فمكث في أيديهم حينا ودهرا،
ثمّ خرج من أيديهم، فيأخذ بيد رجل من ولده حتّى ينتهي (به) إلى جبل رضوى
[78].

(309) 44 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وأخبرني أعين بن عبد الرحمن
ابن أعين، قال: بعثني عبد اللّه بن بكير إلى عبد اللّه الكاهليّ سنة أخذ العبد
الصالح عليه‏السلام زمن المهديّ، فقال: اقرئه السلام، وسله أتاه خبر - إلى أن قال: - اقرئه
السلام، وقل له:

حدّثني أبو العيزار في مسجدكم منذ ثلاثين سنة، وهو يقول: قال أبو عبد
اللّه عليه‏السلام: يقدم لصاحب هذا الأمر العراق مرّتين.

فأمّا الأولى فيعجل سراحه ويحسن جائزته.

أمّا الثانية فيحبس فيطول حبسه، ثمّ يخرج من أيديهم عنوة[79].

(310) 45 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وأخبرني إبراهيم بن محمّد بن
حُمْران، وحمران، والهيثم بن واقد الجَزَريّ، عن عبد اللّه الرَجانيّ، قال:

كنت عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام إذ دخل عليه العبد الصالح عليه‏السلام، فقال: يا أحمد! افعل
كذا، فقلت: جعلت فداك! اسمه فلان.

فقال: بل اسمه أحمد ومحمّد.

ثمّ قال لي: يا عبد اللّه! إنّ صاحب هذا الأمر يؤخذ فيحبس فيطول حبسه، فإذا
همّوا به دعا باسم اللّه الأعظم، فأفلته من أيديهم
[80].

(311) 46 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وروى بحر بن زياد، عن عبد
اللّه الكاهليّ، أنّه سمع أبا عبد اللّه عليه‏السلام، يقول:


إن جاءكم من يخبركم بأنّه مرض ابني هذا، وهو شهده وهو أغمضه وغسّله
وأدرجه في أكفانه، وصلّى عليه، ووضعه في قبره، وهو حثّا عليه التراب، فلا
تصدّقوه، ولابدّ من أن يكون ذا.

فقال له محمّد بن زياد التميميّ: - وكان حاضر الكلام بمكّة - يا أبا يحيى! هذه
واللّه! فتنة عظيمة.

فقال له الكاهليّ: فسهم اللّه فيه أعظم، يغيب عنهم شيخ، ويأتيهم شابّ فيه سنّة
من يونس
[81].

(312) 47 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثني جعفر بن سليمان، عن
داود الصرميّ، عن عليّ بن أبي حمزة، قال:

قال لي أبو عبد اللّه عليه‏السلام: من جاءك فقال لك: إنّه مرض ابني هذا، وأغمضه
وغسّله ووضعه في لحده، ونفض يده من تراب قبره، فلا تصدّقه
[82].

(313) 48 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: روى بعض أصحابنا، عن أبي
محمّد البزّاز، قال: حدّثنا عمرو بن منهال القمّاط، عن حديد الساباطيّ، عن أبي عبد
اللّه عليه‏السلام، قال: إنّ لأبي الحسن عليه‏السلام غيبتين: أحدهما تقلّ، والأخرى تطول
[83]، حتّى
يجيئكم من يزعم أنّه مات، وصلّى عليه، ودفنه ونفض تراب القبر من يده، فهو في
ذلك كاذب، ليس يموت وصيّ حتّى يقيم وصيّا، ولا يلي الوصيّ إلاّ الوصيّ، فإن وليه
غير وصيّ عمى
[84].


(314) 49 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ، وأخبرني عليّ بن خلف
الأنماطيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن وضّاح، عن يزيد الصائغ، قال: لمّا ولد لأبي عبد
اللّه، أبو الحسن عليهماالسلام عملت له أوضاحا
[85]، وأهديتها إليه.

فلمّا أتيت أبا عبد اللّه عليه‏السلام بها، قال لي: يا يزيد! أهديتها، واللّه ! لقائم
آل محمّد عليهم‏السلام
[86].

(315) 50 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: وحدّثنا عبد اللّه بن سلام
أبو هريرة، عن زُرْعَة، عن مفضّل، قال:

كنت جالسا عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام إذ جاءه أبو الحسن ومحمّد، ومعهما عناق
يتجاذبانها، فغلبه محمّد عليها، فاستحيى أبو الحسن، فجاء فجلس إلى جانبي،
فضمّمته إليّ وقبّلته.

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أما إنّه صاحبكم مع أنّ بني العبّاس يأخذونه، فيلقى منهم
عنتا، ثمّ يفلته اللّه من أيديهم بضرب من الضروب، ثمّ يعمى على الناس أمره حتّى
تفيض عليه العيون، وتضطرب فيه القلوب كما تضطرب السفينة في لجّة البحر،
وعواصف الريح، ثمّ يأتي اللّه على يديه بفرج لهذه الأُمّة للدين والدنيا
[87].

(316) 51 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: قال الموسويّ: روى محمّد بن يعقوب، عن
محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل،
عن يونس بن عبد الرحمن، قال:

مات أبو إبراهيم عليه‏السلام وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير، وكان ذلك
سبب وقفهم وجحدهم موته، طمعا في الأموال، كان عند زياد بن مروان القنديّ
سبعون ألف دينار، وعند عليّ بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.

فلمّا رأيت ذلك وتبيّنت الحقّ، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه‏السلامما علمت
تكلّمت ودعوت الناس إليه، فبعثا إليّ، وقالا: ما يدعوك إلى هذا؟

إن كنت تريد المال فنحن نغنيك، وضمنا لي عشرة آلاف دينار، وقالا لي: كفّ.
فأبيت، وقلت لهما: إنّا روينا عن الصادقين عليهم‏السلام أنّهم قالوا:

إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان، وما
كنت لأدع الجهاد وأمر اللّه على كلّ حال، فناصباني وأضمرا لي العداوة
[88].

52 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ قوما من اليهود قالوا للصادق عليه‏السلام: أيّ معجز يدلّ على
نبوّة محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم؟

قال عليه‏السلام: كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين، مع ما أعطي من الحلال والحرام،
وغيرهما ممّا لو ذكرناه لطالت.


فقال اليهود: وكيف لنا بأن نعلم أنّ هذا كما وصفت؟

فقال لهم موسى بن جعفر عليه‏السلام - وهو صبيّ وكان حاضرا -: وكيف لنا بأن نعلم
ما تذكرون من آيات موسى أنّها على ما تصفون؟

قالوا: علمنا ذلك بنقل الصادقين.

قال لهم موسى بن جعفر عليهماالسلام: فاعلموا صدق ما أنبأكم به بخبر طفل لقّنه اللّه من
غير تعليم، ولا معرفة عن الناقلين.

فقالوا: نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّكم الأئمّة الهادية،
والحجج من عند اللّه على خلقه.

فوثب أبو عبد اللّه عليه‏السلام، فقبّل بين عيني موسى بن جعفر عليهماالسلام، ثمّ قال: أنت القائم
من بعدي. ( فلهذا قالت الواقفيّة: إنّ موسى بن جعفر عليهماالسلامحيّ وأنّه القائم) ...
[89].

(317) 53 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: يزيد بن أسباط، قال: دخلت على أبي عبد
اللّه عليه‏السلامفي مرضته التي مات فيها.

فقال لي: يا يزيد! أترى هذا الصبيّ؟

إذا رأيت الناس قد اختلفوا فيه، فاشهد عليّ بأنّي أخبرتك أنّ يوسف إنّما كان
ذنبه عند إخوته حتّى طرحوه في الجبّ الحسد له، حين أخبرهم أنّه رأى أحد عشر
كوكبا والشمس والقمر وهم له ساجدون، وكذلك لابدّ لهذا الغلام من أن يحسد، ثمّ
دعا موسى، وعبد اللّه، وإسحاق، ومحمّدا، والعبّاس وقال لهم: هذا وصيّ الأوصياء،
وعالم علم العلماء، وشهيد على الأموات والأحياء، ثمّ قال: يا يزيد! ستكتب
شهادتهم ويسألون
[90].

(318) 54 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: داود بن كثير الرقّيّ، قال: أتى أعرابيّ إلى
أبي حمزة الثـُماليّ، فسأله خبرا، فقال: توفّي جعفر الصادق، فشهق شهقة وأغمي
عليه، فلمّا أفاق، قال: هل أوصى إلى أحد؟

قال: نعم، أوصى إلى ابنه عبد اللّه، وموسى، وأبي جعفر المنصور، فضحك
أبو حمزة، وقال: الحمد للّه الذي هدانا إلى المهديّ، وبيّن لنا عن الكبير، ودلّنا على
الصغير، وأخفى عن أمر عظيم.

فسئل عن قوله؟ فقال: بيّن عيوب التكبير، ودلّ على الصغير، لإضافته إيّاه وكتم
الوصيّة للمنصور، لأنّه لو سأل المنصور عن الوصيّ لقيل: أنت
[91].

55 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله:  ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة
بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا
الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرّف لنا الأمر ... قال: مات
جعفر بن محمّد عليهماالسلام، فانقطع ظهري نصفين وقلت لنفسي: إلى أين أمضي!؟

فقال له أبو حمزة: إلى من أوصى؟

قال: إلى ثلاثة أوّلهم أبو جعفر المنصور، وإلى ابنه عبد اللّه، وإلى ابنه موسى،
فضحك أبو حمزة والتفت إليّ وقال: لا تغتمّ، فقد عرفت الإمام.

فقلت: وكيف أيّها الشيخ؟!


فقال: أمّا وصيّته إلى أبي جعفر المنصور، فستر على الإمام، وأمّا وصيّته إلى ابنه
الأكبر والأصغر فقد بيّن عن عوار الأكبر، ونصّ على الأصغر.

فقلت: وما فقه ذلك؟

فقال: قول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الإمامة في أكبر ولدك يا عليّ! ما لم يكن ذا عاهة، فلمّا
رأيناه قد أوصى إلى الأكبر والأصغر، علمنا أنّه قد بيّن عن عوار كبيره ونصّ على
صغيره، فسر إلى موسى، فإنّه صاحب الأمر ...
[92].

56 ـ السيّد جعفر آل بحر العلوم رحمه‏الله: وكانت أُمّه (اي أُمّ أحمد) من الخواتين
المحترمات، تدعى بأُمّ أحمد، وكان الإمام موسى عليه‏السلام شديد التلطّف بها، ولمّا توجّه
من المدينة إلى بغداد أودعها ودائع الإمامة، وقال لها:

كلّ من جاءك وطالب منك هذه الأمانة في أيّ وقت من الأوقات، فاعلمي بأنّي
قد استشهدت، وأنّه هو الخليفة من بعدي، والإمام المفترض

الطاعة عليك، وعلى سائر الناس.

وأمر ابنه الرضا عليه‏السلام بحفظ الدار، ولمّا سمّه المأمون في بغداد جاء إليها الرضا عليه‏السلام
وطالبها بالأمانة، فقالت له أُمّ أحمد: لقد استشهد والدك؟

فقال: بلى، والآن فرغت من دفنه، فأعطني الأمانة التي سلّمها إليك أبي حين
خروجه إلى بغداد، وأنا خليفته، والإمام بالحقّ على تمام الجنّ والإنس ...
[93].


(319) 57 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: وروي عن نصر بن قابوس، قال: دخلت على أبي
عبد اللّه عليه‏السلام فسألته عن الإمام من بعده؟

فقال: أبو الحسن موسى بن جعفر ابني الإمام بعدي[94].

(320) 58 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: ونشأ أبو الحسن عليّ مثل ما نشأ عليه آباؤه عليهم‏السلام
فلمّا حضرت وفاة أبي عبد اللّه عليه‏السلام دعاه فأوصى إليه وسلّم إليه المواريث وكان قد
اتّصل بأبي عبد اللّه عليه‏السلام: إنّ المنصور قال: إن حدث على جعفر بن محمّد حادثة وأنا
حيّ نظرت إلى من يوصي فأقتله.

فأوصى عليه‏السلاموصيّته الظاهرة ـ خوفا على ابنه موسى وتقيّة ـ إلى أربعة، أوّلهم
المنصور، والثاني عبد اللّه الأفطح ابنه، والثالث ابنته فاطمة، والرابع أبو الحسن
موسى عليه‏السلام.

وقام أبو الحسن موسى عليه‏السلام بأمر اللّه سرّا واتّبعه المؤمنون، وكان قيامه بالأمر في
سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة وله عشرون سنة في ذلك الوقت.

واتّصل بالمنصور خبر وفاة أبي عبد اللّه عليه‏السلام وسأل عن وصيّته، فأخبر بوصيّته
إليه وإلى ثلاثة معه، وحملت إليه، فوجد فيها اسمه مقدّما، فأمسك ولم يعرض لأبي
الحسن ... إلى أن مات المنصور في سنة ثمان وخمسين ومائة في عشر سنين من إمامة
أبي الحسن عليه‏السلام وبويع لابنه المهديّ محمّد بن عبد اللّه، فلمّا ملك وجّه بجماعة من
أصحابه فحمل أبو الحسن موسى عليه‏السلام إلى العراق
[95].


 

(ي) ـ نصّه عليه‏السلام علي نفسه:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن فلان الواقفيّ، قال: كان لي ابن
عمّ، يقال له: الحسن بن عبد اللّه، ... دخل عليه أبو الحسن موسى عليه‏السلام، [ فقال
له:] ... فأطلب المعرفة ... فقال له: جعلت فداك إنّي أحتجّ عليك بين يدي اللّه، فدلّني
على المعرفة؟

يقال: فأخبره بأمير المؤمنين عليه‏السلام، وما كان بعد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وأخبره بأمر
الرجلين فقبل منه، ثمّ قال له: فمن كان بعد أمير المؤمنين عليه‏السلام؛ قال: الحسن عليه‏السلام، ثمّ
الحسين عليه‏السلام حتّى انتهى إلى نفسه، ثمّ سكت.

قال: فقال له: جعلت فداك فمن هو اليوم؟

قال: إن أخبرتك تقبل؟

قال: بلى جعلت فداك.

قال: أنا هو ... [96].

 

(ك ) ـ النصّ على إمامته عن الإمام الهادي عليهماالسلام:

(321) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن محمّد، عن إسحاق بن محمّد،
عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: كنت عند أبي الحسن عليه‏السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر،
و إنّي لأُفكّر في نفسي أريد أن أقول كأنّهما أعني أبا جعفر وأبا محمّد في هذا الوقت
كأبي الحسن موسى، و إسماعيل ابني جعفر بن محمّد عليهم‏السلام، و إنّ قصّتهما كقصّتهما، إذ
كان أبو محمّد عليه‏السلام المرجى بعد أبي جعفر، فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق، فقال:
نعم، يا أبا هاشم! بدا  للّه في أبي محمّد عليه‏السلام بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له، كما بدا له
في موسى عليه‏السلام بعد مضيّ إسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدّثتك نفسك، و إن
كره المبطلون، وأبو محمّد إبني الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة
الإمامة[97].

(322) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، قال:
دخلت على سيّدي عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن
الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‏السلام.

فلمّا بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم! أنت وليّنا حقّا.

قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! إنّي أُريد أن أُعرض عليك ديني: ... وأنّ محمّدا
عبده ورسوله ... والخليفة ووليّ الأمر من بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ... ثمّ
موسى بن جعفر [ الكاظم عليه‏السلام]  ... .

فقال: يا أبا القاسم! هذا واللّه! دين اللّه، الذي ارتضاه لعباده، ...[98].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(ل) ـ النصّ على إمامته عليه‏السلام عن ابن عبّاس:

(323) 1 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه‏الله: وأسند إلى ابن عبّاس أ نّه قال يوم الشورى:
كم تمنعون حقّنا، وربّ البيت، إنّ عليّا هو الإمام والخليفة، وليملكنّ من ولده أئمّة
إحدى عشر، يقضون بالحقّ، أوّلهم، الحسن ... .

ثمّ ابنه [ أي جعفر الصادق عليه‏السلام] موسى [ الكاظم عليه‏السلام]  بوصيّة أبيه إليه، ...[99].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(م) ـ النصّ عليه عن أخيه إسماعيل عليهماالسلام:

(324) 1 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: ابن بابويه بالإسناد، عن منصور بن حازم، قال:
كنت جالسا مع أبي عبد اللّه عليه‏السلام على الباب ومعه إسماعيل، إذ مرّ علينا موسى وهو
غلام، فقال إسماعيل: سبق بالخير ابن الأمة[100].


 

(ن) ـ النصّ على إمامته عليه‏السلام عن زيد بن عليّ:

(325) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... يحيى بن زيد، قال: سألت أبي عن الائمّة عليهم‏السلام؟

فقال: الأئمّة إثنا عشر، أربعة من الماضين وثمانية من الباقين.

قلت: فسمّهم، يا أبة!

فقال: ... ومن الباقين ... وجعفر الصادق، وبعده موسى ابنه، ...  .

قلت: فمن أين عرفت أساميهم؟

قال: عهد معهود عهده إلينا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم[101].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(س) ـ النصّ على إمامته عليه‏السلام عن ابن طلحة:

(326) 1 ـ الحرّ العامليّ رحمه‏الله: قال ابن طلحة: ... أمّا ثبوت الإمامة، فإنّه حصل
لكلّ واحد منهم ممّن قبله، فحصلت للحسن النقيّ من أبيه عليّ بن
أبي طالب  عليهماالسلام ... . وحصلت بعد الصادق لولده موسى الكاظم منه ...[102].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(ع) ـ النصّ على إمامته عليه‏السلام عن زرارة:

(327) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: حدّثني محمّد بن قولويه، قال: حدّثني سعد بن
عبد اللّه بن أبي خَلَف، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن رشيد، قال: حدّثني الحسن بن
عليّ بن يقطين، عن أخيه أحمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن يقطين، قال: لمّاكانت وفاة
أبي عبد اللّه عليه‏السلام قال الناس بعبد اللّه بن جعفر واختلفوا، فقائل قال به، وقائل قال
بأبي الحسن عليه‏السلام.

فدعا زرارة ابنه عبيدا، فقال: يا بنيّ! الناس مختلفون في هذا الأمر، فمن قائل بعبد
اللّه، فإنّما ذهب إلى الخبر الذي جاء أنّ الإمامة في الكبير من ولد الإمام، فشدّ
راحلتك وامض إلى المدينة، حتّى تأتيني بصحّة الأمر.

فشدّ راحلته ومضى إلى المدينة، واعتلّ زرارة، فلمّا حضرته الوفاة سأل عن
عبيد، فقيل: إنّه لم يقدم.

فدعا بالمصحف، فقال: «اللّهمّ! إنّي مصدّق بما جاء نبيّك محمّد فيما أنزلته
عليه وبيّنته لنا على لسانه، وإنّي مصدّق بما أنزلته عليه في هذا الجامع، وإنّ
عقدي وديني الذي يأتيني به عبيد ابني، وما بيّنته في كتابك، فإن أمتّني
قبل هذا فهذه شهادتي على نفسي، وإقراري بما يأتي به عبيد ابني، وأنت
الشهيد عليّ بذلك».

فمات زرارة وقدم عبيد، فقصدناه لنسلّم عليه، فسألوه عن الأمر الذي قصده؟
فأخبرهم أنّ أبا الحسن عليه‏السلام صاحبهم[103].


 

(ف) ـ النصّ عليه وأنّ اسمه عليه‏السلام في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة:

(328) 1 ـ ابن عيّاش رحمه‏الله: ... عبد اللّه بن ربيعة، رجل من أهل مكّة، قال: قال لي
أبي: إنّي محدّثك الحديث فاحفظه عنّي واكتمه عليَ ما دمت حيّاً، أو يأذن اللّه فيه ما
يشاء: كنت مع من عمل مع ابن الزبير في الكعبة، حدّثني أنّ ابن الزبير أمر العمّال أن
يبلغوا في الأرض، قال: فبلغنا صخراً أمثال الإبل، فوجدت على بعض تلك الصخور
كتابا موضوعاً فتناولته وسترت أمره، فلمّا صرت إلى منزلي تأمّلته فرأيت
كتاباً ... فقرأت فيه: بسم الأوّل لا شيء قبله، لا تمنعوا الحكمة أهلها
فتظلموهم ... خلق الخلق بقدرته، وصوّرهم بحكمته، وميّزهم بمشيئته كيف شاء،
وجعلهم شعوباً وقبائل وبيوتاً لعلمه السابق فيهم، ثمّ جعل من تلك القبائل قبيلة
مكرّمة سمّاها قريشاً، وهىّ أهل الإمامة، ثمّ جعل من تلك القبيلة بيتاً خصّه اللّه
بالبناء والرفعة وهم ولد عبد المطّلب حفظة هذا البيت، وعمّاره وولاته وسكّانه، ثمّ
اختار من ذلك البيت نبيّاً يقال له محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... يؤيّده بنصره ويعضده بأخيه وابن
عمّه وصهره وزوج ابنته ووصيّه في أمّته ... هو القائم من بعده والإمام والخليفة في
أمّته ... ثمّ الإمام بعده [ أي جعفر الصادق عليه‏السلام] المختلف في دفنه، سميّ المناجي ربّه،
موسى بن جعفر، يقتل بالسمّ في محبسه، يدفن في الأرض المعروفة بالزوراء ... أولئك
عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون، وأولئك هم المفلحون،
وأولئك هم الفائزون[104].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني: النصّ على إمامته ومناقبه عليه‏السلام
وفيه ثمانية موضوعات

 

(أ) ـ النصّ عليه ومناقبه عليه‏السلام عن اللّه تعالى

في لوح فاطمة الزهراء عليهاالسلام

وفيه أربعة موارد

 

الأوّل ـ النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام حجّة اللّه ووليّه:

(329) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن أبي بصير عن
أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: قال أبي ـ  عليهماالسلام ـ لجابر بن عبد اللّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك
حاجة ... .

فقال جابر: أُشهد باللّه! أ نّي دخلت على أُمّك فاطمة صلوات اللّه عليها في حياة
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... ورأيت في يديها لوحا أخضر، ظننت أ نّه من زمرّد، ورأيت
فيه كتابا أبيض ... .

فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالى إلى رسوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فيه اسم أبي، واسم بعلي،
واسم ابنيّ، واسم الأوصياء من ولدي ... .

قال جابر: فأُشهد باللّه! إنّي هكذا رأيت في اللوح مكتوبا:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم ... حقّ القول منّي
لأكرمنّ مثوى جعفر، ولأُسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، أُتيحت بعده موسى
فتنة عمياء حندس[105]، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع، وحجّتي لا تخفى، و أنّ أوليائي
يسقون بالكأس الأوفي، من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، ومن غيّر آية من
كتابي فقد افترى عليّ منه ... [106].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني ـ النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام خير خلق اللّه:

(330) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن سِنان، عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر
ابن محمّد عليهماالسلام، قال: قال أبي لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة ... .

قال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... فقالت:
هذا لوح أهداه اللّه (عزّ وجلّ) إلى أبي، فيه: اسم أبي، واسم بعلي، واسم الأوصياء
بعده من ولدي ... .

وموسى [ الكاظم عليه‏السلام]  ... فالويل كلّ الويل للمكذّب بعبدي وخيرتى من
خلقي ... [107].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

الثالث ـ النصّ عليه وأ نّه  عليه‏السلام عبد اللّه وحبيبه:

(331) 1 ـ الحرّ العامليّ رحمه‏الله: وقال الحافظ رجب البرسيّ: ... روى جابر، عن
الزهراء عليهاالسلام حديث اللوح، ونسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم إلى محمّد نبيّه
وسفيره ... فضّلتك على الأنبياء، وجعلت لك عليّا وصيّا ... .

من جحد وليّا من أوليائي فقد جحد نعمتي، ومن غيّر آية من كتابي فقد افترى
عليّ، ويل للجاحدين فضل موسى عبدي وحبيبي ... أُولئك أوليائي حقّا، بهم أكشف
الزلازل والبلاء، وأُولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون[108].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الرابع ـ النصّ عليه، وأ نّه عليه‏السلام كاظم الغيظ:

(332) 1 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه‏الله: ... عن عبد اللّه بن سِنان
الأسديّ، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: قال أبي ـ يعني محمّد الباقر عليه‏السلام ـ لجابر بن
عبد اللّه: لي إليك حاجة، أخلو بك فيها ... .

فقال جابر: أُشهد باللّه لقد دخلت على سيّدتي فاطمة عليهاالسلام، لأهنّيها بولدها
الحسين عليه‏السلام، فإذا بيدها لوح أخضر ... .

فقالت: هذا لوح أنزله اللّه عزّ وجلّ على أبي، وقال لي [أبي]: احفظيه، فقرأت
فإذا فيه اسم أبي، وبعلي، واسم ابنيّ، والأوصياء من بعد ولدي الحسين ... .


فالويل كلّ الويل لمن كذّب عترة نبييّ، وموسى الكاظم الغيظ  ...[109].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

 

(ب) ـ النصّ عليه ومناقبه عليه‏السلام عن اللّه تعالى على

لسان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم

 

وفيه موردان

 

الأوّل - النصّ عليه ووجود نوره عليه‏السلام في العرش:

(333) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... أنس بن مالك، قال: كنت ... عند النبيّ  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
قال: ... لمّا عرج بي إلى السماء ... فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد! إنّي اطّلعت إلى الأرض
اطّلاعة، فاخترتك منها، فجعلتك نبيّا.

ثمّ اطّلعت ثانيا، فاخترت منها عليّا، فجعلته وصيّك، ووارث علمك، والإمام
بعدك. وأخرج من أصلابكما الذرّيّة الطاهرة والأئمّة المعصومين ... .

فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة، ولا الجنّة ولا النار، يا محمّد! أتحبّ أن
تراهم؟

قلت: نعم يا ربّ!

فنوديت: يا محمّد! ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار عليّ والحسن
وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر ... [110].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(334) 2 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن أُمّ سلمة، قالت:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لمّا أُسري بي إلى السماء، نظرت فإذا مكتوب على العرش:
لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ ... .

ورأيت أنوار عليّ وفاطمة ... وموسى بن جعفر [الكاظم عليه‏السلام] ... .

فقلت: يا ربّ! من هذا، ومن هؤلاء؟

فنوديت: يا محمّد! ... هذه أنوار الأئمّة بعدك من ولد الحسين ...[111].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(335) 3 - الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام، قال: إنّ الأئمّة
بعد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بعدد نقباء بني اسرائيل، وكانوا إثني عشر، الفائز من والاهم،
والهالك من عاداهم ... .

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لمّا أُسري بي إلى السماء، نظرت فإذا على ساق العرش
مكتوب، لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، أيّدته بعليّ ... .

ورأيت مكتوبا في مواضع: عليّا و ... وجعفرا وموسى ... .


قال: [اللّه تعالى]: بهم أُثيب وبهم أُعاقب[112].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(336) 4 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن
محمّد عليهماالسلام ... قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لمّا أُسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي جلّ
جلاله ... ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.

يا محمّد! لو أنّ عبدا عبدني حتّى ينقطع، ويصير كالشن البالي، ثمّ أتاني جاحدا
لولايتهم ما أسكنته جنّتي، ولا أظللته تحت عرشي.

يا محمّد! أتحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم، يا ربّي!

فقال عزّ وجلّ: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار عليّ، وفاطمة،
والحسن ... وموسى بن جعفر[ الكاظم عليه‏السلام
] و ... [113].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(337) 5 ـ الكراجكيّ رحمه‏الله: ... الجارود بن المنذر العبديّ ... قال: وفدت على
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في رجال من عبد القيس ... .

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: يا جارود! ليلة أُسري بي إلى السماء أوحى اللّه
عزّ وجلّ إليّ أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟

فقلت لهم: على ما بعثتم؟

فقالوا: على نبوّتك، وولاية عليّ بن أبي طالب، والأئمّة منكما.

ثمّ أوحى إليّ أن التفت عن يمين العرش، فالتفتّ فإذا عليّ والحسن ... وجعفر بن
محمّد، وموسى بن جعفر ... فقال لي الربّ تعالى: هؤلاء الحجّة لأوليائي ...[114].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(338) 6 ـ ابن شاذان رحمه‏الله ... عن أبي سلمى راعي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، قال: سمعت
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم يقول: ليلة أُسري بي إلى السماء، قال لي الجليل
جلّ جلاله: ... يا محمّد! إنّي خلقتك، وعليّا، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمّة من
ولده من شبح نور من نوري ... .

يا محمّد! تحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم، يا ربّ! فقال لي: التفت عن يمين العرش.


فالتفتّ، فإذا أنا بعليّ ... وموسى بن جعفر ] الكاظم  عليه‏السلام] ... .

فقال: يا محمّد! هؤلاء الحجج ... [115].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(339) 7 ـ شاذان بن جبرئيل القمّيّ رحمه‏الله: و بالإسناد يرفعه إلى عبد اللّه بن
أبي أوفى، عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أ نّه قال: لمّا خلق اللّه إبراهيم الخليل كشف له عن
بصره، فنظر إلى جانب العرش نورا، فقال: إلهي وسيّدي ما هذا النور؟

قال: يا إبراهيم هذا نور محمّد صفيّي ... .

قال: إلهي وسيّدي! أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بالخمسة الأنوار؟


قال: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة من ولدهم.

قال: إلهي وسيّدي! بم يعرفون؟ قال: يا إبراهيم! أوّلهم عليّ بن الحسينوموسى ]
الكاظم] ولد جعفر [ الصادق  عليهماالسلام] ... [116].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني - النصّ عليه وأنّ اسمه عليه‏السلام مكتوب على ساق العرش:

(340) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن عبد القيس، قالوا: لمّا كان يوم الجمل خرج
عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام ... فقال عليه‏السلام ... فاستقبلنا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمقال: لمّا عرج بي
إلى السماء، نظرت إلى ساق العرش، فإذا مكتوب بالنور: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول
اللّه، أيّدته بعليّ، ونصرته بعليّ، ورأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق
العرش بعد عليّ، منهم الحسن ... وموسى [ الكاظم عليه‏السلام] ... .

قلت: إلهي! من هؤلاء الذين أكرمتهم وقرنت أسماءهم باسمك؟

فنوديت: يا محمّد! هم الأوصياء بعدك والأئمّة، فطوبى لمحبّيهم، والويل
لمبغضيهم ...[117].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(341) 2 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن حذيفة اليمان، قال: صلّى بنا
رسول اللّه  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: ... لمّا عرج بي إلى السماء
ونظرت إلى ساق العرش، فرأيت مكتوبا بالنور ... ورأيت أنوار الحسن، والحسين
 ... وموسى [الكاظم عليه‏السلام] ... .

فقلت: ياربّ! من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟

قال: يا محمّد! إنّهم هم الأوصياء والأئمّة بعدك، ... فبهم أُنزل الغيث، وبهم أُثيب
وأُعاقب ...
[118].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(342) 3 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... جابر بن يزيد الجُعْفيّ، عن أبي جعفر محمّد بن
عليّ الباقر عليهماالسلام، قال: قلت له: يا ابن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ! إنّ قوما يقولون: إنّ اللّه
تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسن والحسين عليهماالسلام .

قال: كذبوا واللّه! ... قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: لمّا أُسري بي إلى السماء وجدت
أساميهم مكتوبة على ساق العرش، بالنور إثنا عشر اسما، منهم عليّ وسبطاه
و ... وجعفر وموسى [الكاظم عليه‏السلام] و ... .

فهذه الأئمّة من أهل بيت الصفوة والطهارة، واللّه، ما يدّعيه أحد غيرنا إلاّ حشره
اللّه تعالى مع إبليس وجنوده ...[119].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(343) 4 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... علقمة بن قيس، قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه‏السلام
على منبر الكوفة ... ولقد قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لمّا عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق
العرش ... .

فقلت: يا ربّ! أنوار من هذه؟

فنوديت: يا محمّد! هذه أنوار الأئمّة من ذرّيّتك.

قلت: يا رسول اللّه! أفلا تسمّيهم لي؟

قال: نعم! أنت الإمام والخليفة بعدي ... وبعد جعفر ابنه، موسى، يدعى بالكاظم ...[120].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(ج) ـ النصّ عليه ومناقبه عليه‏السلام عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم

وفيه ستّة عشر موردا

 

الأوّل ـ النصّ عليه وأنّ أشباحهم في العرش وكان سجود
الملائكة لآدم إجلالاً لهم عليهم‏السلام:

(344) 1 ـ البحرانيّ رحمه‏الله: أبو مِخْنَف: بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ،
قال: سألت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عن مولد عليّ عليه‏السلام ؟

قال: يا جابر! سألت عجيبا عن خير مولود ... .

أمر اللّه تعالى الملائكة بالسجود لآدم عليه‏السلام، فسجدوا تعظيما و إجلالاً لتلك
الأشباح، فتعجّب آدم من ذلك، فرفع رأسه إلى العرش، فكشف اللّه عن بصره
فرأى نورا، فقال: إلهي وسيّدي ومولاي! وما هذا النور؟

فقال: هذا نور محمّد صفوتي ... وهذا نور عليّ بن أبي طالب ... وهذا نور فاطمة
 ... فقال: أرى تسعة أنوار قد أحدقت بهم؟

فقيل: هؤلاء الأئمّة من ولد عليّ بن أبي طالب وفاطمة.

فقال: إلهي! بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ ما عرّفتني التسعة من ولد عليّ عليه‏السلام.

فقال: ... ثمّ موسى بن جعفر عليهماالسلام ... [121].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني - النصّ عليه وأنّه مولود نقيّ طاهر:

(345) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن أبي هريرة، قال: كنت عند النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
 ... إذ دخل الحسين بن عليّ  عليهماالسلام فأخذه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقبّله، ثمّ قال: ... يا حسين!
أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمّة التسعة، من ولدك أئمّة أبرار.

فقال له عبد اللّه بن مسعود: ما هؤلاء الأئمّة الذين ذكرتهم يا رسول اللّه! في
صلب الحسين؟ ... .

قال: يا عبد اللّه! سألت عظيما، ولكنّي أُخبرك: أنّ ابني هذا ـ ووضع يده على
كتف الحسين عليه‏السلام ـ يخرج من صلبه ولد مبارك ... .

ويخرج اللّه من صلبه [أي الصادق  عليه‏السلام] مولود طاهر [أسمر رابعه ]، سميّ موسى
ابن عمران ... .

فقال له عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: بأبي أنت وأُمّي يا رسول اللّه! من هؤلاء الذين
ذكرتهم؟

قال: يا عليّ ! أسامي الأوصياء من بعدك والعترة الطاهرة وذرّيّة مباركة ... [122].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثالث - النصّ عليه وأخذ العهد والميثاق عليه عليه‏السلام:

(346) 1 ـ الحضينيّ رحمه‏الله: ... عن جابر الأنصاريّ، قال: بعث
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمفقال لنا: ... كنت نورا شعشعانيّا، أسمع وأبصر وأنطق بلا جسم
ولا كيفيّة.

ثمّ خلق منّي أخي عليّا، ثمّ خلق منّا فاطمة، ثمّ خلق منّي ومن عليّ وفاطمة
الحسن ... وخلق منه [أي من جعفر الصادق عليه‏السلام] ابنه موسى ... .

فأخذ عليهم العهد والميثاق، ليؤمننّ به وبملائكته وكتبه ورسله ... والتسعة الأئمّة
من الحسين الذي سمّيتهم لكم ...[123].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الرابع - النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام محبّ للّه تعالى وواثق به:

(347) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عائشة، قالت: كان لنا مشربة، وكان
النبيّ  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم إذا أراد لقاء جبرئيل عليه‏السلام لقيه فيها، فلقيه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلممرّة
فيها ... .

فدخل عليه الحسين بن عليّ عليهماالسلام، فقال جبرئيل: من هذا؟

فقال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم : ابني ... ويخرج اللّه من صلبه [ أي جعفر الصادق  عليه‏السلام]
ابنه، وسمّاه عنده موسى، واثق باللّه، محبّ باللّه ... [124].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الخامس ـ النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم:

(348) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن سهل بن سعد الأنصاريّ، قال: سألت فاطمة
بنت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عن الأئمّة عليهم‏السلام؟

فقالت: كان رسول اللّه يقول لعليّ عليه‏السلام: يا عليّ! أنت الإمام، والخليفة
بعدي ... فإذا مضى جعفر [ الصادق عليه‏السلام]، فابنه موسى عليه‏السلام أولى بالمؤمنين من
أنفسهم وهم أئمّة الحقّ، وألسنة الصدق، منصور من نصرهم، مخذول من خذلهم[125].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

السادس - النصّ عليه وأنّ ولايته عليه‏السلام ولاية اللّه:

(349) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عبد اللّه بن العبّاس، قال: دخلت على
النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... قلت: يا رسول اللّه! فكم الأئمّة بعدك؟

قال: بعدد حواريّ عيسى، وأسباط موسى، ونقباء بني إسرائيل ... أوّلهم عليّ بن
أبي طالب وبعده ... .

فإذا انقضى جعفر فابنه موسى عليهم‏السلام ... يا ابن عبّاس! هم الأمّة بعدي، وإننهروا
أمناء معصومون نجباء أخيار ... يا ابن عبّاس! ولايتهم ولايتي، وولايتي ولاية
اللّه ...[126].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

السابع - النصّ عليه وأنّه عليه‏السلام أشدّ الناس تعبّدا:

(350) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن الحسن عليه‏السلام، قال: خطب رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
 ... قلت: يا رسول اللّه! فقولك: ... إنّ الأرض لا تخلو من حجّة؟ قال: نعم! عليّ هو
الإمام، والحجّة بعدي، وأنت الحجّة ... .

ويخرج اللّه تعالى من صلب جعفر [الصادق عليه‏السلام] مولودا يقال له: موسى، سميّ
موسى بن عمران عليه‏السلام، أشدّ الناس تعبّدا، فهو الإمام، والحجّة بعد أبيه ... [127].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثامن - النصّ عليه وأنّ غيظه عليه‏السلام صبرا في اللّه:

(351) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... عن سلمان  رضى‏الله‏عنه، قال: قال لي
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يبعث نبيّا ولا رسولاً إلاّ جعل له اثني
عشر نقيبا، فقلت: يا رسول اللّه! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.

قال: يا سلمان! هل علمت من نقبائي، ومن الاثنا عشر الذين اختارهم اللّه للأُمّة
من بعدي؟ فقلت: اللّه ورسوله أعلم.

فقال: يا سلمان! خلقني اللّه من صفوة نوره، ودعاني، فأطعته، وخلق من
نوري ...ثمّ ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في اللّه عزّوجلّ ... [128].

والحديث طويل أخذنا منه موضع حاجة.

 

التاسع - النصّ عليه وأنّه عليه‏السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم:

(352) 1 ـ الحرّ العامليّ رحمه‏الله: ... عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو جعفر عليه‏السلام: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ بن أبي طالب عليه‏السلام: يا عليّ! أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ
أنت يا عليّ! أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ الحسن ... ثمّ موسى بن جعفر عليهماالسلام
[ الكاظم] ... [129].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

العاشر - النصّ عليه وأنّ اللّه أعطاه علم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموفهمه:

(353) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الشيبانيّ، قال: حدّثنا
الحسن بن عليّ بن البَزَوْفَريّ، قال: حدّثنا يعلى بن عباد، قال: حدّثنا شعبة بن سعيد
ابن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد بن مالك، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه‏السلامقال: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما من أهل بيت فيهم من اسمه اسم نبيّ إلاّ بعث اللّه إليهم ملك
يسدّدهم، وإنّ من الأئمّة بعدي من اسمه اسمي، ومن هو سميّ موسى بن عمران، وإنّ
الأئمّة بعدي كعدد نقباء بني إسرائيل، أعطاهم اللّه علمي وفهمي، فمن خالفهم فقد
خالفني، ومن ردّهم وأنكرهم فقد ردّني وأنكرني، ومن أحبّني في اللّه فهو من
الفائزين يوم القيامة[130].

(354) 2 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... الحسين بن عليّ عليهماالسلام قال: لمّا أنزل اللّه تبارك
وتعالى هذه الآية: «وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ»[131]، سألت رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عن تأويلها؟

فقال: واللّه! ما عني غيركم، وأنتم أولوا الأرحام، فإذا متّ، فأبوك عليّ أولى بي
وبمكاني ... فإذا مضى جعفر] الصادق]، فابنه موسى أولى به من بعده ... .

فهذه الأئمّة التسعة من صلبك، أعطاهم علمي وفهمي، طينتهم من طينتي، ما لقوم
يؤذوني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي[132].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الحادي عشر ـ النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام مع الحقّ والحقّ معه:

(355) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام، قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ عليه‏السلام: أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، ثمّ أنت
يا عليّ ! ... ثمّ بعده [ أي جعفر الصادق عليه‏السلام] موسى [ الكاظم] أولى بالمؤمنين من
أنفسهم ... أئمّة أبرار، هم مع الحقّ والحقّ معهم[133].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني عشر - النصّ عليه وأنّه عليه‏السلام مع القرآن والقرآن معه:

(356) 1 ـ الحرّ العامليّ رحمه‏الله: عن سليم بن قيس، عن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام ... .

قال: قلت: يا رسول اللّه! ومن شركائي؟

قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك ... الأوصياء من بعدي ... هم مع
القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه ولا يفارقهم.

قلت: يا رسول اللّه! سمّهم لي؟


قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أنت يا عليّ، ثمّ ابني هذا، ووضع يده على رأس الحسن، ثمّ ... ثمّ
موسى بن جعفر [ الكاظم عليه‏السلام] ... [134].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثالث عشر - النصّ عليه وطهارته وعصمته عليه‏السلام:

(357) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ عليهماالسلام، قال:
دخلت على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في بيت أُمّ سلمة، وقد نزلت هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
»[135]... .

فقلت: يا رسول اللّه! وكم الأئمّة بعدك؟

قال: أنت يا عليّ، ثمّ ابناك، ... وبعد جعفر [الصادق ] موسى ابنه ... .

هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألت اللّه تعالى عن ذلك؟

فقال: يا محمّد! هم الأئمّة بعدك ، مطهّرون معصومون، وأعداؤهم ملعونون[136].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

الرابع عشر - النصّ عليه وأنّ نطفته عليه‏السلام مباركة طيّبة:

(358) 1 ـ الشيخ الصدوق  رحمه‏الله: ... عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسى،
عن أبيه عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه
محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب  عليهم‏السلام،
قال: دخلت على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وعنده أُبيّ بن كعب[137] فقال لي رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: مرحبا بك يا أبا عبد اللّه! يا زين السموات والأرضين.

قال له أُبيّ: وكيف يكون يا رسول اللّه! زين السموات والأرضين أحد غيرك؟

قال: يا أُبيّ! والذي بعثني بالحقّ نبيّا، إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في
الأرض، وإنّه لمكتوب عن يمين عرش اللّه عزّوجلّ: مصباح هدى، وسفينة نجاة،
وإمام خير، ويُمن عزّ، وفخر، وعلم، وذخر، وأنّ اللّه عزّوجلّ ركّب في صلبه نطفة
طيّبة مباركة زكيّة ... .

فركّب اللّه عزّوجلّ في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة.

وأخبرني جبرئيل عليه‏السلام: إنّ اللّه عزّوجلّ طيّب هذه النطفة، وسمّاها عنده جعفرا ... .

يا أُبي! إنّ اللّه تبارك وتعالى ركّب على هذه النطفة، نطفة زكيّة مباركة طيّبة، أنزل
عليها الرحمة، وسمّاها عنده موسى.

قال له أُبي: يا رسول اللّه! كأنّهم يتواصفون، ويتناسلون، ويتوارثون، ويصف
بعضهم بعضا؟

قال: وصفهم لي جبرئيل عن ربّ العالمين جلّ جلاله.

قال: فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟


قال: نعم! يقول في دعائه:

«يا خالق الخلق، ويا باسط الرزق، وفالق الحبّ والنوى، وبارى‏ء النسم،
ومحيي الموتى، ومميت الأحياء، ودائم الثبات، ومخرج النبات، افعل بي
ما أنت أهله».
من دعا بهذا الدعاء قضى اللّه تعالى حوائجه، وحشره يوم القيمة مع
موسى بن جعفر ... .

قال أُبي: يا رسول اللّه! كيف بيان حال هؤلاء الأئمّة عن اللّه عزّوجلّ؟

قال: إنّ اللّه عزّوجلّ أنزل عليّ اثنا عشر صحيفة، أسم كلّ إمام على خاتمه،
وصفته في صحيفة[138].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الخامس عشر - النصّ عليه وأنّه عليه‏السلام من أعلام الهدى:

(359) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... قال أمير المؤمنين عليه‏السلام:

قال لي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قصورا من ياقوت ...
فقلت: يا حبيبي! لمن هذه القصور؟

فقال: لشيعة أخيك عليّ بن أبي طالب ... ولشيعة ابنه [أي الصادق  عليه‏السلام ]موسى
ابن جعفر من بعده ... .

يا محمّد! هؤلاء الأئمّة من بعدك أعلام الهدى ومصابيح الدجى وشيعتهم، وشيعة
جميع ولدك، ومحبّهم شيعة الحقّ، وموالي اللّه، وموالي رسوله، الذين رفضوا الباطل
واجتنبوه، قصدوا الحقّ واتّبعوه، يتولّونهم في حياتهم، يزورونهم بعد وفاتهم،
متعاضدون على محبّيهم، رحمة اللّه عليهم، إنّه غفور رحيم[139].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

السادس عشر ـ النصّ عليه وأنّه عليه‏السلام إمام الهدى وعلم التقى:

(360) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: كتاب صفوة الأخبار، عن إبراهيم بن محمّد
النوفليّ، عن أبيه وكان خادما لأبي الحسن الرضا عليه‏السلام أ نّه قال: حدّثني العبد الصالح،
الكاظم موسى بن جعفر عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه
عليهم أجمعين قال: حدّثني أخي وحبيبي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قال: من سرّه أن يلقى
اللّه وهو راض عنه فليتوال ابنك الحسن ... ومن أحبّ أن يلقى اللّه عزّوجلّ طاهرا
مطهّرا، فليتوال موسى بن جعفر الكاظم عليه‏السلام ... .

هؤلاء أئمّة الهدى، وأعلام التقى، من أحبّهم وتولاّهم كنت ضامنا له على اللّه عزّ
وجلّ الجنّة[140].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

(د) ـ النصّ عليه ومناقبه عن أمير المؤمنين عليه‏السلام

وفيه مورد واحد

 

النصّ عليه وأنّه عليه‏السلام من أولياء اللّه وخيرة خلقه:

(361) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ... عن معاوية بن وهب، عن
أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: إنّ عندنا ما نكتمه ولا نعلّمه غيرنا، أشهد على أبي، أنّه
حدّثني عن أبيه، عن جدّه، قال: قال لي عليّ بن أبي طالب  عليه‏السلام:

يا بنيّ! إنّه لابدّ من أن تمضي مقادير اللّه وأحكامه على ما أحبّ وقضى، وسينفذ
اللّه قضاءه وقدره، وحكمه فيك، فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أسرّه إليك حتّى
أموت ... فقل هذا الدعاء:

«سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ إللّه ... وأنّ محمّدا صلواتك عليه
وآله، عبدك و رسولك ...  وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين
و ... وموسى بن جعفر ... الأئمّة الهداة المهديّون، غير الضالّين ولا
المضلّين، وأنّهم أولياؤك المصطفون وحزبك الغالبون، وصفوتك من خلقك،
وخيرتك من برّيّتك، ونجبائك الذين انتجبتهم لولايتك...»
[141].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

(ه) ـ النصّ عليه ومناقبه عن أبي جعفر الباقر عليه‏السلام

وفيه مورد واحد

 

النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام أمينه على وحيه وعلمه:

(362) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: روى جابر الجعفيّ قال: سألت أبا جعفر عليه‏السلامعن
تأويل قول اللّه عزّ وجلّ: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ  شَهْرًا...»[142].

قال: فتنفّس الصعداء، ثمّ قال: يا جابر! أمّا السنة، فهي جدّي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

وشهورها إثنا عشر شهرا، فهو أمير المؤمنين ... وابني جعفر، وابنه موسى ... إثنا
عشر إماما حجج اللّه في خلقه، وأمناؤه على وحيه وعلمه ... فالإقرار بهؤلاء هو
الدين القيّم «فَلاَ تَظْـلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ»[143]، أي قولوا بهم جميعا تهتدوا[144].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(و) ـ النصّ عليه ومناقبه عن أبيه الإمام الصادق عليهماالسلام

وفيه أحد عشر موردا

 

الأوّل ـ النصّ عليه وأنّ عنده عليه‏السلام ما يحتاج إليه الناس:

(363) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ،
عن أبي الحكم الأرمنيّ، قال: حدّثني عبد اللّه بن إبراهيم بن عليّ بن عبد اللّه بن
جعفر بن أبي طالب، عن يزيد بن سليط الزيديّ.

قال أبو الحكم: وأخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عمارة الجرمي، عن يزيد بن
سليط، قال: لقيت أبا إبراهيم عليه‏السلام ـ ونحن نريد العمرة ـ في بعض الطريق فقلت:
جعلت فداك؛ هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه؟

قال عليه‏السلام: نعم، فهل تثبته أنت؟

قلت: نعم، إنّي أنا وأبي لقيناك ههنا وأنت مع أبي عبد اللّه عليه‏السلام، ومعه إخوتك،
فقال له أبي: بأبي أنت وأُمّي! أنتم كلّكم أئمّة مطهّرون، والموت لا يعرى منه أحد،
فأحدث إليّ شيئا أحدّث به من يخلفني من بعدي فلا يضلّ.

قال عليه‏السلام: نعم، يا أبا عبد اللّه! هؤلاء ولدي وهذا سيّدهم - وأشار إليك -، وقد
علم الحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج إليه الناس، وما اختلفوا فيه من أمر
دينهم ودنياهم، وفيه حسن الخلق وحسن الجواب، وهو باب من أبواب اللّه عزّ
وجلّ، وفيه أخرى خير من هذا كلّه.

فقال له أبي: وما هي ـ بأبي أنت وأُمّي ـ؟

قال عليه‏السلام: يخرج اللّه عزّ وجلّ منه غوث هذه الأُمّة وغياثها، وعلمها ونورها،
وفضلها وحكمتها، خير مولد وخير ناشي، يحقن اللّه عزّ وجلّ به الدماء، ويصلح به
ذات البين، ويلمّ به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به
الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل اللّه به القطر، ويرحم به العباد، خير كهل وخير
ناشي، قوله حكم، وصمته علم، يبيّن للناس ما يختلفون فيه، ويسود عشيرته من
قبل أوان حلمه.

فقال له أبي: بأبي أنت و أُمّي! وهل ولد؟

قال عليه‏السلام: نعم، ومرّت به سنون.


قال يزيد: فجاءنا من لم نستطع معه كلاما. قال يزيد: فقلت لأبي إبراهيم عليه‏السلام:
فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوك عليه‏السلام.

فقال لي: نعم، إنّ أبي عليه‏السلام كان في زمان ليس هذا زمانه.

فقلت له: فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة اللّه.

قال: فضحك أبو إبراهيم ضحكا شديدا ثمّ قال: أُخبرك يا أبا عمارة! إنّي
خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان وأشركت معه بنيّ في الظاهر، وأوصيته
في الباطن فأفردته وحده، ولمّا كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني، لحبّي إيّاه
ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلى اللّه عزّ وجلّ يجعله حيث يشاء، ولقد جاءني بخبره
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ثمّ أرانيه وأراني من يكون معه، وكذلك لا يوصى إلى أحد منّا
حتّى يأتي بخبره رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وجدّي عليّ صلوات اللّه عليه، ورأيت مع
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم خاتما وسيفا وعصا وكتابا وعمامة، فقلت: ما هذا يا رسول اللّه؟

فقال لي: أمّا العمامة فسلطان اللّه عزّ وجلّ، وأمّا السيف فعزّ اللّه تبارك و تعالى،
وأمّا الكتاب فنور اللّه تبارك وتعالى، وأمّا العصا فقوّة اللّه، وأمّا الخاتم فجامع هذه
الأمور، ثمّ قال لي: والأمر قد خرج منك إلى غيرك.

فقلت: يا رسول اللّه! أرنيه أيّهم هو؟

فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: ما رأيت من الأئمّة أحدا أجزع على فراق هذا الأمر منك ولو كانت
الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلى أبيك منك، ولكن ذلك من اللّه عزّ وجلّ.

ثمّ قال أبو إبراهيم: ورأيت ولدي جميعا الأحياء منهم والأموات، فقال لي أمير
المؤمنين عليه‏السلام: هذا سيّدهم وأشار إلى ابني عليّ، فهو منّي وأنا منه، واللّه مع المحسنين.

قال يزيد: ثمّ قال أبو إبراهيم عليه‏السلام: يا يزيد! إنّها وديعة عندك.

قال: فلا تخبر بها إلاّ عاقلاً أو عبدا تعرفه صادقا، وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها،
وهو قول اللّه عزّ وجلّ:
«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَـنَـتِ إِلَى أَهْلِهَا»[145].

وقال لنا أيضا: «وَ مَنْ أَظْـلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَـدَةً عِندَهُو مِنَ اللَّهِ»[146]؟

قال: فقال أبو إبراهيم عليه‏السلام: فأقبلت على رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقلت: قد جمعتهم لي
- بأبي وأُمّي - فأيّهم هو؟

فقال: هو الذي ينظر بنور اللّه عزّ وجلّ، ويسمع بفهمه، وينطق بحكمته، يصيب
فلا يخطئ، ويعلم فلا يجهل، معلّما حكما وعلما، هو هذا - وأخذ بيد عليّ ابني ـ، ثمّ
قال: ما أقلّ مقامك معه، فإذا رجعت من سفرك فأوص وأصلح أمرك، وأفرغ ممّا
أردت، فإنّك منتقل عنهم ومجاور غيرهم، فإذا أردت فادع عليّا، فليغسّلك
وليكفّنك، فإنّه طهر لك، ولا يستقيم إلاّ ذلك، وذلك سنّة قد مضت فاضطجع بين
يديه وصفّ إخوته خلفه وعمومته، ومره فليكبّر عليك تسعا فإنّه قد استقامت
وصيّته ووليّك، وأنت حيّ، ثمّ أجمع له ولدك من بعدهم، فأشهد عليهم وأشهد اللّه
عزّ وجلّ وكفى باللّه شهيدا.

قال يزيد: ثمّ قال لي أبو إبراهيم عليه‏السلام: إنّي أوخذ في هذه السنة، والأمر هو إلى
ابني عليّ سميّ عليّ وعليّ، فأمّا عليّ الأوّل فعليّ بن أبي طالب، وأمّا الآخر فعليّ بن
الحسين عليهماالسلام أعطي فهم الأوّل وحلمه ونصره وودّه ودينه، ومحنته ومحنة الآخر،
وصبره على ما يكره، وليس له أن يتكلّم إلاّ بعد موت هارون بأربع سنين.

ثم قال لي: يا يزيد! وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشّره أ نّه سيولد له
غلام أمين مأمون مبارك، وسيعلمك أنّك قد لقيتني، فأخبره عند ذلك أ نّ الجارية
التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أُمّ
إبراهيم، فإن قدرت أن تبلغها منّى السلام فافعل.

قال يزيد: فلقيت بعد مضيّ أبي إبراهيم عليه‏السلام عليّا عليه‏السلام فبدأني فقال لي: يا يزيد!
ما تقول في العمرة؟

فقلت: بأبي أنت وأُمّى ذلك إليك، وما عندي نفقة؟

فقال: سبحان اللّه! ما كنّا نكلّفك ولا نكفيك، فخرجنا حتّى انتهينا إلى ذلك الموضع،
فأبدأني فقال: يا يزيد! إنّ هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك وعمومتك.

قلت: نعم، ثمّ قصصت عليه الخبر.

فقال لي: أمّا الجارية فلم تجئ بعد، فإذا جاءت بلّغتها منه السلام، فانطلقنا إلى
مكّة فاشتراها في تلك السنة فلم تلبث إلاّ قليلاً حتّى حملت فولدت ذلك الغلام.

قال يزيد: وكان إخوة عليّ يرجون أن يرتوه، فعاودنى إخوته من غير ذنب
فقال لهم إسحاق بن جعفر: واللّه! لقد رأيته وإنّه ليقعد من أبي إبراهيم بالمجلس الذي
لا أجلس فيه أنا[147].


 

الثاني ـ النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام معصوم مطهّر:

(364) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن مسعدة، قال: كنت عند الصادق عليه‏السلام إذ أتاه
شيخ كبير قد انحنا متّكئا على عصاه. فسلّم، فردّ أبو عبد اللّه عليه‏السلامالجواب ... قال: يا
شيخ! إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن، والحسن يخرج من صلب عليّ، وعليّ يخرج
من صلب محمّد، ومحمّد يخرج من صلب عليّ وعليّ يخرج من صلب ابني هذا ـ
وأشار إلى موسى عليه‏السلام ـ وهذا خرج من صلبي، نحن اثنا عشر كلّنا معصومون
مطهّرون ... [148].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثالث - النصّ عليه ونزول المطر لإمامته عليه‏السلام:

(365) 1 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: روي أنّ أبا عبد اللّه عليه‏السلام كان محبّا لإسماعيل ابنه
وكان يثني عليه خيرا، فتشاجر قوم من مواليه وموالي أبي الحسن موسى عليه‏السلام في
ذلك، وادّعوا لإسماعيل الأمر في حياة أبي عبد اللّه عليه‏السلام.

فقال لهم أصحاب أبي الحسن: باهلونا فيه، فخرجوا معهم إلى الصحراء
ليباهلوهم فأظلّت الجمع غمامة، فأمطرت على أصحاب أبي الحسن عليه‏السلامدون
أولئك.

فاستبشروا ورجعوا إلى أبي عبد اللّه فأخبروه بذلك، فسمّاهم الممطورة[149].

 

الرابع - النصّ عليه وأنّ الشيطان لا يتمثّل به عليه‏السلام:

(366) 1 ـ زيد النرسيّ رحمه‏الله: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد
التَلَّعُكْبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهمدانيّ، قال: حدّثنا
جعفر بن عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن
زيد، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: إنّ شيطانا قد ولع بابني إسماعيل يتصوّر في صورته
ليفتن به الناس، وإنّه لا يتصوّر في صورة نبيّ ولا وصيّ نبيّ، فمن قال لك من الناس:
إنّ إسماعيل ابني حيّ لم يمت، فإنّما ذلك الشيطان تمثّل له في صورة إسماعيل، ما زلت
أبتهل إلى اللّه عزّ وجلّ في إسماعيل ابني أن يحييه لي، ويكون القيّم من بعدي، فأبى
ربّي ذلك.

وإنّ هذا شيء ليس إلى الرجل منّا يضعه حيث يشاء، وإنّما ذلك عهد من اللّه
عزّ وجلّ يعهده إلى من يشاء، فشاء اللّه أن يكون موسى ابني، وأبى أن يكون إسماعيل،
ولو جهد الشيطان أن يتمثّل بابني موسى ما قدر على ذلك أبدا، والحمد للّه
[150].

 

الخامس - النصّ عليه وأنّ عنده عليه‏السلام كتب رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

(367) 1 ـ ابن بابويه القمّيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن الحسن
ابن عليّ بن مهزيار، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن فضالة
ابن أيّوب، عن أبي جعفر الضَرير، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام، وعنده
إسماعيل ابنه، فسألته عن قبالة الأرض، فأجابني فيها.

فقال له إسماعيل: يا أبة! إنّك لم تفهم ما قال لك!

قال: فشقّ ذلك عليَّ، لأنّا كنّا يومئذ نأتمّ به بعد أبيه.

فقال: إنّي كثيرا ما أقول لك: (الزمني، وخذ منّي) فلا تفعل.

قال: فطفق إسماعيل وخرج، ودارت بي الأرض، فقلت: إمام يقول لأبيه: (إنّك لم
تفهم) ويقول له أبوه: (إنّي كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي وتأخذ منّي فلا تفعل!).

قال: فقلت: بأبي أنت وأُمّي! وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك إذا
كان ذلك، وأفضت الأمور إليه، علم منها الذي علمته من أبيك حين كنت مثله؟


قال: فقال: إنّ إسماعيل ليس منّي كأنا من أبي.

قال: قلت: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ثمّ إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، فمن بعدك؟ -
بأبي أنت وأُمّي! - فقد كانت في يدي بقيّة من نفسي، وقد كبرت سنّي، ودقّ عظمي،
وجاء أجلي، وأنا أخاف أن أبقي بعدك.

قال: فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرّات، وهو ساكت لا يجيبني، ثمّ نهض في
الثالثة، وقال: لا تبرح.

فدخل بيتا كان يخلو فيه، فصلّى ركعتين يطيل فيهما، ودعا فأطال الدعاء، ثمّ
دعاني فدخلت عليه، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه العبد الصالح، وهو غلام حدث،
وبيده درّة، وهو يبتسم ضاحكا.

فقال له أبوه: بأبي أنت وأُمّي! ما هذه المخفقة التي أراها بيدك؟

فقال: كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له، فأخذتها منه.

فقال: ادن منّي، فالتزمه وقبّله وأقعده إلي جانبه، ثمّ قال: إنّي لأجد بابني هذا ما
كان يعقوب يجد بيوسف.

قال: فقلت: بأبي أنت وأُمّي! زدني.

فقال: ما نشأ فينا - أهل البيت - ناشى‏ء مثله.

قال: فقلت: زدني.

قال: فقال: ترى ابني هذا؟ إنّي لأجد به كما كان أبي يجد بي.

قال: قلت: يا سيّدي! زدني.

قال: إنّ أبي كان إذا دعا فأحبّ أن يستجاب له، وقّفني عن يمينه، ثمّ دعا وأمّنت،
وإنّي لأفعل ذلك بابني هذا، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك ـ كما كان أبي
يدعو لي - وابني هذا يؤمّن، وإنّي لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم منّي.

قال: فقلت: يا سيّدي! زدني.


قال: أترى ابني هذا؟ إنّي لأئتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه.

فقلت: يا مولاي! زدني.

فقال: إنّ أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه أخرجني معه، فرآنى أنعس في
الطريق، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته، ثمّ وسّدني ذراعي، وناقتانا مقترنان ما
يفترقان، فنكون كذلك الليلتين والثلاث، وإنّ ابني يصنع هذا، على ما ترى من
حداثة سنّه، كما كنت أصنع.

قال: قلت: يا مولاي! زدني.

قال: إنّ أبي كان يأتمنني على كتب رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم بخطّ عليّ بن
أبي طالب عليه‏السلام، وإنّي لأئتمن ابني هذا عليه، فهي عنده اليوم.

قال: قلت: يا مولاي زدني.

قال: قم، فخذ بيده فسلّم عليه، فهو مولاك وإمامك من بعدي، لا يدّعيها - فيما
بيني وبينه - أحد إلاّ كان مفتريا.

يا فلان! إن أخذ الناس يمينا وشمالاً، فخذ معه، فإنّه مولاك وصاحبك، أما إنّه لم
يؤذن لي في أوّل ما كان منك.

قال: فقمت إليه، فأخذت بيده، فقبّلتها وقبّلت رأسه، وسلّمت عليه، وقلت:
أشهد أنّك مولاي وإمامي.

قال: فقال لي: أجل، صدقت وأصبت وقد وفّقت، أما إنّه لم يؤذن لي فى أوّل ما
كان منك.

قال: قلت له: بأبي أنت وأُمّي! أخبر بهذا؟

قال: نعم، فأخبر به من تثق به وأخبر به فلانا وفلانا - رجلين من أهل الكوفة -
وأرفق بالناس، ولا تلقينّ بينهم أذى.

قال: فقمت فأتيت فلانا وفلانا، وهما في الرحل، فأخبرتهما الخبر.


وأمّا فلان فسلّم وقال: سلّمت ورضيت.

وأمّا فلان فشقّ جيبه وقال: لا واللّه ! لا أسمع ولا أطيع ولا أقرّ حتّى أسمع منه، ثمّ نهض
مسرعا من فوره - وكانت فيه أعرابيّة - وتبعته حتّى انتهى إلى باب أبي عبد اللّه
عليه‏السلام.

قال: فاستأذنّا، فأذن لي قبله، ثمّ أذن له فدخل.

فقال له أبو عبد اللّه عليه‏السلام: يا فلان! أيريد كلّ امري منكم أن يؤتى صحفا منشّرة،
إنّ الذي أتاك به فلان الحقّ فخذ به.

قال: فقلت: بأبي أنت وأُمّي! أنا أحبّ أن أسمعه من فيك.

فقال: ابني موسى عليه‏السلام إمامك ومولاك من بعدي لا يدّعيها أحد فيما بيني وبينه إلاّ
كاذب ومفتر.

قال: فالتفت إليّ - وكان رجلاً له قبالات يتقبّل بها، وكان يحسن كلام النبطيّة -
فالتفت إليّ فقال: (رزقه). قال: فقال أبو عبد اللّه: إنّ (رزقه) بالنبطيّة: خذ هذا،
أجل، خذها[151].


 

السادس - النصّ عليه وأنّه صاحب كتاب عليّ عليهماالسلام:

(368) 1 ـ النعمانيّ رحمه‏الله: أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا
أحمد بن محمّد بن رَباح الزُهْرِيّ الكوفيّ، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الحِمْيَريّ، قال:
حدّثني الحسن بن أيّوب، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعميّ، عن جماعة الصائغ،
قال: سمعت المفضّل بن عمر يسأل أبا عبد اللّه عليه‏السلام: هل يفرض اللّه طاعة عبد، ثمّ
يكتمه خبر السماء؟

فقال له أبو عبد اللّه عليه‏السلام: اللّه أجلّ وأكرم وأرأف بعباده وأرحم من أن يفرض
طاعة عبد، ثمّ يكتمه خبر السماء صباحا ومساء، قال: ثمّ طلع أبو الحسن موسى عليه‏السلام.

فقال له أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أيسرّك أن تنظر إلى صاحب كتاب عليّ؟

فقال له المفضّل: وأيّ شيء يسرّني إذا أعظم من ذلك؟

فقال: هو هذا صاحب كتاب عليّ، الكتاب المكنون الذي قال اللّه عزّ وجلّ:
«لاَّ يَمَسُّهُو إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ »[152][153].

 

السابع - النصّ عليه ووجوده قبل خلق آدم عليهماالسلام:

(369) 1 ـ النعمانيّ رحمه‏الله: ... عن داود بن كثير الرقّيّ، قال: دخلت على أبي عبد اللّه
جعفر بن محمّد عليهماالسلام ... فضرب بيده إلى بسرة من عذق، فشقّها، واستخرج منها رقّا
أبيض، ففضّه ودفعه إليّ، وقال: اقرأه.

فقرأته، وإذا فيه سطران ... والثاني: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
فِى كِتَـبِ اللَّهِ ...
»[154] أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ... موسى بن جعفر ... .

ثمّ قال: ... كتب هذا ... قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام[155].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 


 

الثامن - النصّ عليه وأنّ نوره عليه‏السلام في جنب العرش:

(370) 1 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه‏الله: ... سأل جابر بن يزيد الجعفيّ،
جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام عن تفسير هذه الآية: «وَ إِنَّ مِن شِيعَتِهِى
لاَءِبْرَ هِيمَ
»[156].

فقال  عليه‏السلام: إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليه‏السلام كشف له عن بصره، فنظر ...
فقال: إلهي! وأرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم؟!

قيل: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة، من ولد عليّ وفاطمة عليهماالسلام.

فقال إبراهيم: إلهي! بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ عرّفتني من التسعة؟

قيل: يا إبراهيم! أوّلهم عليّ بن الحسين، وابنه محمّد، وابنه جعفر، وموسى ...[157].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

التاسع - النصّ عليه وأ نّه وارث رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

(371) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... يونس بن ظبيان، قال: دخلت على
الصادق  عليه‏السلام ... .

ثمّ قال: يا يونس! إذا أردت العلم الصحيح، فعندنا أهل البيت، فإنّا ورثنا،
وأوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب.

فقلت: يا ابن رسول اللّه! وكلّ من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان
من ولد عليّ وفاطمة عليهماالسلام؟

فقال عليه‏السلام: ماورثه إلاّ الأئمّة الاثنا عشر.

قلت: سمّهم لي يا ابن رسول اللّه؟

فقال: أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وبعده الحسن ... ثمّ أنا وبعدي موسى ولدي،
و ... اصطفانا اللّه وطهّرنا، وأُوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين ...[158].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

العاشر - النصّ عليه وأ نّه عليه‏السلام الناطق بالقرآن:

(372) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... تَمِيم بن بُهلول، قال: حدّثني عبد اللّه بن
أبي الهذيل، وسألته عن الإمامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الإمامة؟

فقال: إنّ الدليل على ذلك والحجّة على المؤمنين، والقائم بأمور المسلمين،
والناطق بالقرآن، والعالم بالأحكام، ... ثمّ موسى بن جعفر ... .

وهم عترة الرسول صلوات اللّه عليهم أجمعين، المعروفون بالوصيّة والإمامة ... .

وقال تميم بن بهلول: حدّثني أبو معاوية عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام
في الإمامة مثله سواء[159].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الحادي عشر - النص عليه وأنّ عنده عليه‏السلام السلاح ومواريث الأنبياء عليهم‏السلام:

(373) 1 ـ حسين بن عبد الوهّاب رحمه‏الله: ولمّا حان وقته وقرب أمره عليه‏السلام، أحضر
ابنه أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهماالسلام، ودفع إليه السلاح ومواريث الأنبياء عليهم‏السلام،
ونصّ عليه بمشهد جماعة من مواليه وشيعته[160].

 

(ز) ـ النصّ عليه ومناقبه عن الإمام أبي الحسن الرضا عليهماالسلام

وفيه مورد واحد

 

النصّ عليه وأنّه عليه‏السلام العروة الوثقى:

(374) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... الفضل بن شاذان، قال: سئل المأمون عليّ بن
موسى الرضا  عليهماالسلام أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الإيجاز والاختصار.

فكتب: أنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ... وأنّ محمّدا
عبده ورسوله و ... وأنّ الدليل بعده والحجّة على المؤمنين ... ثمّ موسى بن جعفر
الكاظم ... أنّهم العروة الوثقى، وأئمّة الهدى، والحجّة على أهل الدنيا ... [161].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

(ح) ـ النصّ على إمامته ومناقبه عن الإمام الحسن العسكري عليهماالسلام

وفيه مورد واحد

 

النصّ عليه وأثر قدمه عليه‏السلام على البساط:

(375) 1 ـ الحضينيّ رحمه‏الله: عن أبي الحسن عاصم الكوفيّ، وكان محجوبا، قال:
دخلت على أبي محمّد الحسن عليه‏السلام بالعسكر، فطرقت شيئا ناعما، فقلت: ما هذا؟

فقال: يا عاصم! أنت على بساط قد جلس عليه، ووطئه كثير من المرسلين
والنبيّين والأئمّة الراشدين ... هذا أثر آدم و ...  وهذا أثر السيّد محمّد، وهذا أثر أمير
المؤمنين ... وهذا أثر موسى [ بن جعفر] ... [162].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث: مناقبه وعلائم إمامته  عليه‏السلام

وفيه ثمانية عشر موردا

 

الأوّل ـ وجود نوره عليه‏السلام في العرش:

(376) 1 ـ الخزّاز القمّيّ رحمه‏الله: ... عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
قال: أخبرني جبرئيل عليه‏السلام: لمّا ثبّت اللّه عزّ وجلّ اسم محمّد على ساق العرش قلت:
ياربّ! هذا الاسم المكتوب في سرادق العرش أرني أعزّ خلقك عليك.

قال: فأراه اللّه عزّ وجلّ إثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء والأرض،
فقال: يا ربّ! بحقّهم عليك إلاّ أخبرتني من هم؟

قال: هذا نور عليّ بن أبي طالب ... وهذا نور موسى بن جعفر ... ما أحد يتقرّب
إلى اللّه عزّوجلّ بهؤلاء القوم إلاّ أعتق اللّه تعالى رقبته من النار[163].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

الثاني ـ إنّه عليه‏السلام هو المراد من آية النور:

(377) 1 ـ ابن شهرآشوب رحمه‏الله: عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم في قوله: «اللَّهُ نُورُ
السَّمَـوَ تِ
»، أ نّه قال: يا عليّ! النور اسمي، والمشكوة أنت ... «مُّبَـرَكَةٍ»موسى بن
جعفر عليهماالسلام ... [164].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(378) 2 ـ البحرانيّ رحمه‏الله: روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ، قال: دخلت إلى
مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات اللّه وسلامه عليه يكتب بإصبعه ويتبسّم ... .

فقال عليه‏السلام: عجبت لمن يقرأ هذه الآية، ولم يعرفها حقّ معرفتها.

فقلت له: أيّ آية يا أمير المؤمنين!؟

فقال: قوله تعالى: «اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِى كَمِشْكَوةٍ»[165].

المشكوة محمّد  صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... «لاَّ شَرْقِيَّةٍ» موسى بن جعفر ... [166].

والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة.

 

الثالث ـ أنّه عليه‏السلام كان يخبر عن اللّه تعالى:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... خلف بن حمّاد الكوفيّ، قال: ... فلمّا
صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ... .


قال: فرفع يده إلى السماء، وقال: واللّه إنّي ما أخبرك إلاّ عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم،
عن جبرئيل، عن اللّه عزّ وجلّ[167].

 

الرابع ـ أنّه عليه‏السلام محصي الأُمّة:

(379) 1 ـ ابن شاذان القمّيّ رحمه‏الله: ... عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، قال: قال
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لعليّ بن أبي طالب: يا عليّ! أنا نذير أُمّتي، وأنت هاديها،وموسى
ابن جعفر محصيها...[168].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الخامس ـ عنده عليه‏السلام الاسم الأعظم:

(380) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: روى أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام قال:
إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء والخميس والجمعة، وصلّ ركعتين عند زوال
الشمس تحت السماء، وقل: «اللّهمّ! إنّي حللت بساحتك ... وبالاسم الذي جعلته
عند محمّد صلواتك ورحمتك عليه وعلى آله، وعند عليّ
والحسن ... وموسى
[الكاظم] وعليّ ومحمّد و ... »[169].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

السادس ـ إنّه  عليه‏السلام محصي المحبّين وقامع المنافقين:

(381) 1 ـ ابن شاذان القمّيّ رحمه‏الله: ... عن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام قال:

قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: أنا واردكم على الحوض، وأنت يا عليّ!
الساقي ... وموسى بن جعفر محصي المحبّين، وقامع المنافقين ... [170].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

السابع ـ ثمرة الأخذ بولايته  عليه‏السلام:

(382) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن
المنصور، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ عليهماالسلامعن  عليّ عليه‏السلامقال:
قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من سرّه أن يلقى اللّه عزّ وجلّ آمنا مطهّرا لا يحزنه الفزع
الأكبر فليتولّك وليتولّ ... وموسى بن جعفر ... .

يؤثرونك وولدك على الآباء والاُمّهات والإخوة والأخوات، وعلى عشائرهم
والقرابات صلوات اللّه عليهم أفضل الصلوات، أولئك يحشرون تحت لواء الحمد
يتجاوز عن سيّئاتهم، ويرفع درجاتهم جزاءً بما كانوا يعملون[171].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(383) 2 ـ ابن شاذان رحمه‏الله: ... وبالإسناد يرفعه إلى عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام،
يرفعه إلى النسب الطاهر الزكّيّ إلى سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليهماالسلام، قال: قال لي
أبي: قال أخي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: من سرّه أن يلقى اللّه تعالى مقبلاً عليه، غير
معرض عنه، فليوال عليّا ... .

ومن أحبّ أن يلقى اللّه، وهو طاهر مطهّر، فليوال موسى الكاظم عليه‏السلامفهؤلاء
مصابيح الدجى وأئمّة الهدى، وأعلام التقى، فمن أحبّهم وتولاّهم كنت ضامنا له على
اللّه الجنّة[172].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثامن ـ علائم إمامته  عليه‏السلام:

(384) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن
يعقوب، عن أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن بن الجهم، قال: كنت مع
أبي الحسن عليه‏السلام جالسا، فدعا بابنه، وهو صغير، فأجلسه في حجري وقال لي:
جرّده وانزع قميصه، فنزعته.

فقال لي: انظر بين كتفيه.

قال: فنظرت فإذا في إحدى كتفيه شبه الخاتم داخل في اللحم.

ثمّ قال لي: أترى هذا؟[173] مثله في هذا الموضع[174] كان من أبي عليه‏السلام[175].


(385) 2 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: وروي عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت على
الرضا  عليه‏السلام، وأبو جعفر عليه‏السلام، صغير بين يديه، فقال لي بعد كلام طويل جرى:
لو قلت لك يا حسن إنّ هذا إمام، ما كنت تقول؟

قال: قلت: ما تقول لي جعلت فداك.

قال: أصبت، ثمّ كشف عن كتف أبي جعفر عليه‏السلام، فأراني مثل رمز إصبعين.

فقال لي: مثل هذا كان في مثل هذا الموضع من أبي موسى صلوات اللّه عليه[176].

 

التاسع ـ احتجاجه عليه‏السلام في طفوليّته:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... عن معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‏السلامقال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليه‏السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من
اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة على أهل الأرض؟ قال لهم:
نعم ... .

فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: أدن يا موسى! فدنوت، فمسح يده على صدري، ثمّ قال:
«اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».


ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت.

قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران؟

قلت: العصا، وإخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم،
ورفع الطور، والمنّ والسلوى آية واحدة، وفلق البحر ...[177].

 

العاشر ـ تخصيص بعض الأزمان به  عليه‏السلام:

(386) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... الصقر بن أبي دلف الكرخيّ، قال: لمّا حمل
المتوكّل سيّدنا أبا الحسن العسكريّ عليه‏السلام جئت أسأل عن خبره ... .

فقلت: قوله: لا تعادو الأيّام فتعاديكم، ما معناه؟

فقال عليه‏السلام:نعم، الأيّام نحن، ما قامت السموات والأرض،فالسبت اسم رسول
اللّه
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم  ... والأربعاء موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وأنا ...[178].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(387) 2 ـ الحافظ رجب البرسيّ رحمه‏الله: وعنهم عليهم‏السلام أ نّهم قالوا: نحن الليالي
والأيّام، من لم يعرف هذه الأيّام لم يعرف اللّه حقّ معرفته، فالسبت،
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم النبوّة ولا نبيّ بعده ... والأربعاء أربعة أنوار، الساجد، والباقر،
والصادق، والكاظم و ... [179].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الحادي عشر ـ تحيّة المهديّ عليه‏السلام له حين ولادته عليه‏السلام:

(388) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: عن حكيمة، [قالت]: دخلت يوما على أبي محمّد عليه‏السلام؛
فقال: يا عمّة! بيّتي عندنا الليلة، فإنّ اللّه سيظهر الخلف فيها ... فبتّ ... وأشرق نور في
البيت، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد [للّه تعالى
]إلى القبلة، فأخذته.

فناداني أبو محمّد من الحجرة: هلمّي بابني إليّ يا عمّة!

قالت: فأتيته به ... وقال: انطق يا بنيّ بإذن اللّه!

فقال عليه‏السلام: «أعوذ باللّه السميع العليم، ... وصلّى اللّه على محمّد
المصطفى،وموسى بن جعفر ...
[180]».

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني عشر ـ شهادة النخلة بإمامته عليه‏السلام:

(389) 1 ـ الحضينيّ رحمه‏الله: عن أبي الحسن محمّد بن يحيى، وأبي داود الطوسيّ،
قالا: دخلنا على أبي شعيب ... .

فأمرنا بالجلوس، فجلسنا دون القوم، وكان الوقت في غير أوان حمل النخل
والشجر، فانثنى أبو شعيب إلى عليّ بن أُمّ الرقّاد، وقال: قم يا عليّ! إلى هذه النخلة،
واجتن منها رطبا، وائتنا.

فقام عليّ إلى النخلة، نخلة في جانب الدار لا حمل فيها، فلم يصل إليها حتّى
رأيناها قد تهدّلت أثمارها، فلم يزل يلقط منها، ونحن ننظر إليه حتّى لقط ملأ طبق
معه، ثمّ أتى به ووضعه بين أيدينا، وقال لنا: كلوا ! واعلموا يسيرا في فضل اللّه على
سيّدكم أبي محمّد الحسن  عليه‏السلام ... .


فأكلنا منه، وأقبل يظهر لنا فيه ألوانا من الرطب من كلّ نوع غريب، وإذا نحن
بخادم قد أتى من دار سيّدنا الحسن عليه‏السلام، ... .

وقال: مولاك يقول لك: يا أبا شعيب! أغرس هذا النوى في بستانك بالبصرة
يخرج منه نخلة واحدة آية لك، وعبرة في حياتك وبعد وفاتك ... .

فعدت من قابل، فجاء في نفسي من أمر النخلة ... فدنونا منها وأسعافها تحرّكها
الرياح، فسمعنا في تخشخشها، ألسُنا تنطق وتقول: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول
اللّه ... وجعفر وموسى [ الكاظم] ... حجج اللّه على خلقه ... [181].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثالث عشر ـ حضور الملائكة عنده عليه‏السلام:

(390) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن
المفضّل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام فبينا أنا جالس عنده، إذ أقبل
موسى ابنه وفي رقبته قِلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبّلته، وضممته إليّ، ثمّ
قلت لأبي عبد اللّه عليه‏السلام: جعلت فداك! أيّ شيء هذا الذي في رقبة موسى؟

فقال: هذا من أجنحة الملائكة.

قال: فقلت: وإنّها لتأتينّكم؟

قال: نعم، إنّها لتأتينا، وتتعفّر في فرشنا، وإنّ هذا الذي في رقبة موسى من
أجنحتها[182].


 

الرابع عشر ـ حضور الملائكة والمعصومين عند دفنه عليهم‏السلام:

(391) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: ... القاسم بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد اللّه عليه‏السلام، قال: لمّا قبض رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم هبط جبرئيل، ومعه الملائكة
والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر.

قال: ففتح لأمير المؤمنين عليه‏السلام بصره فرآهم في منتهى السموات إلى الأرض،
يغسلون النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم معه، ويصلّون معه عليه ويحفرون له، واللّه ما حفر له غيرهم
حتّى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل، فوضعوه فتكلّم وفتح لأمير المؤمنين عليه‏السلام
سمعه، فسمعه يوصيهم به، فبكى وسمعهم يقولون: لا نالوه جهدا، وإنّما هو صاحبنا
بعدك إلاّ أنّه ليس يعايننا ببصره بعد مرّتنا هذه ... حتّى إذا مات محمّد بن عليّ رأى
جعفر مثل ذلك ورأى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموعليّا عليه‏السلام والحسن والحسين وعليّ بن الحسين
يعينون الملائكة، حتّى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك، هكذا يجري إلى
آخرنا[183].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الخامس عشر ـ عنده مصحف فاطمة عليهماالسلام:

(392) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن عليّ بن
أبي حمزة، عن عبد صالح عليه‏السلام، قال:

عندي مصحف فاطمة عليهاالسلام ليس فيه شيء من القرآن[184].

 

السادس عشر ـ عنده عليه‏السلام أسماء شيعته:

(393) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا عليّ بن الحسن، عن الحسين بن الحسن السجانيّ،
عن الحسين بن يسار، عن داود الرقّيّ، قال:

قلت لأبي الحسن الماضي عليه‏السلام: اسمي عندكم في السفط[185] التي فيها أسماء
شيعتكم؟

فقال: اي، واللّه! في الناموس[186].

 

السابع عشر ـ طاعة الجنّ له عليه‏السلام:

(394) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، قال: حدّثني عليّ بن حسّان
الواسطيّ، عن موسى بن بكر، قال: دفع إليّ أبو الحسن الأوّل عليه‏السلام رقعة فيها حوائج،
وقال لي: اعمل بما فيها، فوضعتها تحت المصلّى، وتوانيت عنها، فمررت، فإذا الرقعة
في يده، فسألني عن الرقعة؟

فقلت: في البيت.

فقال: يا موسى! إذا أمرتك بالشيء فاعمله، وإلاّ غضبت عليك، فعلمت أنّ الذي
دفعها إليه بعض صبيان الجنّ[187].

 

الثامن عشر ـ عنده خطّ عليّ عليه‏السلام وإملاء رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

(395) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح، قال: كنت
مع الحسين بن زيد ومعه ابنه عليّ، إذ مرّ بنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام فسلّم
عليه، ثمّ جاز.

فقلت: جعلت فداك! يعرف موسى قائم آل محمّد.

قال: فقال لي: إن يكن أحد يعرفه فهو، ثمّ قال: وكيف لا يعرفه وعنده خطّ عليّ
ابن أبي طالب عليه‏السلام، وإملاء رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

فقال عليّ ابنه: يا أبة! كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن عليّ؟

فقال: يا بنيّ! إنّ عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ سيّدا الناس وإمامهم، فلزم يا بنيّ
أباك زيد أخاه، فتأدّب بأدبه، وتفقّه بفقهه.

قال: فقلت: فأريه يا أبة! إن حدث بموسى حدث يوصي إلى أحد من إخوته؟

قال: لا، واللّه! ما يوصي إلاّ إلى ابنه، أما ترى - أي بنيّ - هؤلاء الخلفاء
لا يجعلون الخلافة إلاّ في أولادهم[188].


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع: معجزاته عليه‏السلام

وفيه أربعة عشر عنوانا

 

(أ) ـ معجزاته عليه‏السلام في أيّام طفولته

وفيه موردان اثنان

 

الأوّل ـ تكلّمه عليه‏السلام في المهد:

(396) 1 ـ الإربليّ رحمه‏الله: عن زكريّا بن آدم، قال: سمعت الرضا عليه‏السلام يقول: كان أبي
ممّن تكلّم في المهد[189].

 

الثاني ـ تكلّمه عليه‏السلام مع الحيوانات:

(397) 1 ـ النعمانيّ رحمه‏الله: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هَوْذَة الباهليّ، قال: حدّثنا
إبراهيم بن إسحاق النهاونديّ، عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ، عن معاوية بن
وهب، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فرأيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام، وله يومئذ
ثلاث سنين، ومعه عناق[190] من هذه المكّيّة وهو آخذ بخطام عليها، وهو يقول لها:
اسجدي للّه الذي خلقك، ففعل ذلك ثلاث مرّات.

فقال له غلام صغير: يا سيّدي! قل لها تموت، فقال موسى عليه‏السلام: ويحك! أنا أحيي
وأميت؟! اللّه يحيي ويميت[191].

 

(ب)  ـ  علمه عليه‏السلام بالمغيبات

وفيه ثلاثة عشر عنوانا

 

الأوّل - علمه عليه‏السلام بمن تحيّر في اعتقاده:

(398) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا الهيثم النهديّ، عن إسماعيل بن سهل، عن ابن
أبي عمير، عن هِشام بن سالم، قال: دخلت على عبد اللّه بن جعفر، وأبو الحسن في
المجلس، قدّامه مرآة وآلتها مردّى بالرداء موزّرا.

فأقبلت على عبد اللّه فلم أسأله حتّى جرى ذكر الزكاة، فسألته؟!

قال: تسألني عن الزكاة، من كانت عنده أربعون درهما ففيها درهم.

قال: فاستشعرته وتعجّبت منه، فقلت له: أصلحك اللّه! قد عرفت مودّتي لأبيك
وانقطاعي إليه، وقد سمعت منه كتبا، أفتحبّ أن آتيك بها؟

قال: نعم، بنو أخ، ائتنا.

فقمت مستغيثا برسول اللّه، فأتيت القبر، فقلت: يا رسول اللّه! إلى من، إلى
القدريّة، إلى الحروريّة، إلى المرجئيّة، إلى الزيديّة؟

قال: فإنّي كذلك إذ أتاني غلام صغير دون الخمس، فجذب ثوبي، فقال لي:
أجب! قلت: من؟

قال: سيّدي موسى بن جعفر، فدخلت إلى صحن الدار، فإذا هو في بيت، وعليه
كِلَّة[192]، فقال: يا هشام! قلت: لبّيك  فقال لي: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدريّة، ولكن
إلينا، ثمّ دخلت عليه[193].

(399) 2 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن بعض
أصحابنا، قال: دخلت على أبي الحسن الماضي عليه‏السلام وهو محموم، ووجهه إلى الحائط،
فتناول بعض أهل بيته يذكر، فقلت في نفسي: هذا خير خلق اللّه في زمانه، يوصينا
بالبرّ ويقول في رجل من أهل بيته هذا القول.

قال: فحوّل وجهه، فقال: إنّ الذي سمعت من البرّ أنّي إذا قلت هذا لم يصدّقوا
قوله، وإن لم أقل هذا صدّقوا قوله عليّ[194].

 

الثاني - علمه عليه‏السلام بمن وقف عليه وجحد إمامة من بعده:

(400) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق رضى‏الله‏عنه، قال:
حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن ربيع
ابن عبد الرحمن، قال: كان واللّه! موسى بن جعفر عليهماالسلام من المتوسّمين، يعلم من يقف
عليه بعد موته، ويجحد الإمامة بعد إمامته، وكان يكظم غيظه عليهم، ولا يبدي لهم
ما يعرفه منهم، فسمّي الكاظم لذلك[195].

 

الثالث ـ إجابته عليه‏السلام عن سؤال استتره السائل:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن خطّاب بن سلمة، قال: كانت
عندي امرأة تصف هذا الأمر، وكان أبوها كذلك، وكانت سيّئة الخلق، فكنت أكره
طلاقها لمعرفتي بإيمانها وإيمان أبيها، فلقيت أبا الحسن موسى عليه‏السلام، وأنا أريد أن
أسأله، عن طلاقها ... فدخلت عليه وجلست بين يديه، فابتدأني.

فقال: يا خطّاب كان أبي زوّجني ابنة عمّ لي، وكانت سيّئة الخلق، وكان أبي ربّما
أغلق عليّ وعليها الباب رجاء أن ألقاها، فأتسلّق الحائط، وأهرب منها، فلمّا مات
أبي طلّقتها.

فقلت: اللّه أكبر، أجابني واللّه! عن حاجتي من غير مسألة[196].

 

الرابع ـ علمه عليه‏السلام بدفن الغريق والمصعوق وهم أحياء:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عليّ بن أبي حمزة، قال: أصاب الناس
بمكّة سنة من السنين صواعق كثيرة، مات من ذلك خلق كثير، فدخلت على
أبي إبراهيم عليه‏السلام فقال مبتدئا من غير أن أسأله:

ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربّص به ثلاثا لا يدفن إلاّ أن تجيى‏ء منه ريح تدلّ
على موته.

قلت: جعلت فداك، كأ نّك تخبرني أنّه قد دفن ناس كثير أحياء؟

فقال عليه‏السلام: نعم، يا عليّ! قد دفن ناس كثير أحياء ما ماتوا إلاّ في قبورهم[197].

 

الخامس ـ علمه عليه‏السلام بما أخفاه الرجل والجارية:

(401) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن عليّ بن جعفر بن ناجية، أنّه كان
اشترى طيلسانا[198] طرازيّا[199] أزرق بمائة درهم، وحمله معه إلى أبي الحسن
الأوّل عليه‏السلام، ولم يعلم به أحد، وكنت أخرج أنا مع عبد الرحمن بن الحجّاج، وكان هو
إذ ذاك قيّما لأبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، فبعث بما كان معه.

فكتب: اطلبوا لي ساجا[200] طرازيّا أزرق، فطلبوه بالمدينة، فلم يوجد عند أحد،
فقلت له: هو ذا، هو معي، وما جئت به إلاّ له، فبعثوا به إليه وقالوا له: أصبناه مع عليّ
ابن جعفر.

ولمّا كان من قابل اشتريت طيلسانا مثله وحملته معي، ولم يعلم به أحد، فلمّا
قدمنا المدينة أرسل إليهم: اطلبوا لي طيلسانا مثله مع ذلك الرجل، فسألوني؟ فقلت:
هو ذا، هو معي، فبعثوا به إليه[201].

2 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ عيسى المدائنيّ قال: ... قدمت المدينة، فنزلت طرف
المصلّى إلى جنب دار أبي ذرّ، فجعلت أختلف إلى سيّدي فأصابنا مطر شديد
بالمدينة، فأتيت أبا الحسن عليه‏السلام مسلّما عليه يوما، وإنّ السماء تهطل.

فلمّا دخلت ابتدأني، فقال لي: وعليك سلام اللّه يا عيسى! ارجع فقد انهدم بيتك
على متاعك.

فانصرفت راجعا وإذا البيت قد انهار، واستعملت عملة، فاستخرجوا متاعي
كلّه، ولا افتقدته غير سطل كان لي.

فلمّا أتيته الغد ... قلت: ما فقدت شيئا ما خلا سطلاً كان لي أتوضّأ منه، فقدته.

فأطرق مليّا، ثمّ رفع رأسه إليّ، فقال لي: قد ظننت أنّك قد أنسيت (السطل) فسل
جارية ربّ الدار عنه، وقل لها: أنت رفعت السطل في الخلاء، فردّيه، فإنّها ستردّه عليك.

فلمّا انصرفت أتيت جارية ربّ الدار فقلت: إنّي نسيت السطل في الخلاء فردّيه
عليَ أتوضّأ منه، فردّت عليّ سطلي[202].

 

السادس ـ علمه عليه‏السلام بما يسأل الناس:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... إبراهيم بن أبي البلاد، قال:

قلت لإبراهيم بن عبد الحميد: وقد هيّأنا نحوا من ثلاثين مسألة نبعث بها إلى أبي
الحسن موسى عليه‏السلام، أدخل لي هذه المسألة ولا تسمّني له، سله عن العمرة المفردة،
على صاحبها طواف النساء؟

قال عليه‏السلام: فجاءه الجواب في المسائل كلّها غيرها.

فقلت له: أعدّها في مسائل أخر، فجاءه الجواب فيها كلّها غير مسألتي.

فقلت: لإبراهيم بن عبد الحميد إنّ هاهنا لشيئا أفرد المسألة بإسمي، فقد  عرفت
مقامي بحوائجك، فكتب بها إليه فجاء الجواب: نعم هو واجب، لابدّ منه ...[203].


 

السابع ـ علمه عليه‏السلام بما يحتاج الناس إليه:

(402) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: محمّد بن مسعود، قال: حدّثني أبو عبد اللّه
الحسين بن اِشْكِيب، قال: أخبرنا بكر بن صالح الرازيّ، عن إسماعيل بن عبّاد
القَصْريّ قصر ابن هُبَيْرة، عن إسماعيل بن سلام وفلان بن حميد، قالا: بعث إلينا عليّ
ابن يقطين، فقال: اشتريا راحلتين، فقال: اشتريا راحلتين: عليّ بن يقطين، 4 وتجنّبا الطريق، ودفع إلينا مالاً وكتبا حتّى توصلا
ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى عليه‏السلام، ولا يعلم بكما أحد.

قالا: فأتينا الكوفة، فاشترينا راحلتين، وتزوّدنا زادا، وخرجنا نتجنّب الطريق
حتّى إذا صرنا ببطن الرُمّة[204]، شدّدنا راحلتنا، ووضعنا لهما العلف، وقعدنا نأكل،
فبينا نحن كذلك إذا راكب قد أقبل ومعه شاكريّ[205].

فلمّا قرب منّا فإذا هو أبو الحسن موسى عليه‏السلام، فقمنا إليه وسلّمنا عليه، ودفعنا إليه
الكتب وما كان معنا، فأخرج من كمّه كتبا فناولنا إيّاها، فقال: هذه جوابات كتبكم.

قال: قلنا: إنّ زادنا قد فنى، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة، فزرنا
رسول  اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وتزوّدنا زادا؟

فقال: هاتا ما معكما من الزاد! فأخرجنا الزاد إليه، فقلّبه بيده، فقال: هذا يبلغكما
إلى الكوفة، وأمّا رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فقد رأيتما، إنّي صلّيت معهم الفجر، وأنا أريد أن
أصلّي معهم الظهر، انصرفا في حفظ اللّه.

حدّثني حمدويه بن نصير، قال: حدّثني يحيي بن محمّد، عن سيبويه الرازيّ، عن
بكر بن صالح، بإسناده مثله[206].

(403) 2 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ عليّ بن أبي حمزة، قال: بعثني أبو الحسن عليه‏السلامفي
حاجة، فجئت وإذا مُعَتّب على الباب، فقلت: أعلم مولاي بمكاني.

فدخل معتّب، ومرّت بي امرأة، وقلت: لولا أنّ معتّبا دخل فأعلم مولاي بمكاني
لاتّبعت هذه المرأة فتمتّعت بها.

فخرج معتّب، فقال: ادخل، فدخلت عليه وهو على مصلّى تحته مرفقة، فمدّ يده
وأخرج من تحت المرفقة صرّة فناولنيها، وقال: ألحق المرأة، فإنّها على دكّان العلاّف
بالبقيع تنتظرك.

فأخذت الدراهم، وكنت إذا قال لي شيئا لا أراجعه، فأتيت البقيع، فإذا المرأة
على دكّان العلاّف تقول: يا عبد اللّه! قد حبستني.

قلت: أنا!؟ قالت: نعم، فذهبت بها وتمتّعت بها[207].


 

الثامن ـ علمه عليه‏السلام بما فعله ابن اليقطين:

(404) 1 ـ الحسين بن عبد الوهّاب رحمه‏الله: عن محمّد بن عليّ الصوفيّ، قال: استأذن
إبراهيم الجمّال على أبي الحسن عليّ بن يقطين الوزير فحجبه، فحجّ عليّ بن يقطين في
تلك السنة، فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر عليهماالسلام، فحجبه، فرآه ثاني
يومه، فقال عليّ بن يقطين: يا سيّدي! ما  ذنبي؟

فقال عليه‏السلام: حجبتك لأنّك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال، وقد أبى اللّه أن يشكرسعيك، أو
يغفر لك إبراهيم الجمّال، فقلت: سيّدي ومولاي! من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت؟

وأنا بالمدينة، وهو بالكوفة، فقال: إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن
يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك، واركب نجيبا هناك مسرّجا، قال: فوافى البقيع وركب
النجيب، ولم يلبث أن أناخه عليّ بباب إبراهيم الجمّال بالكوفة، فقرع الباب، وقال: أنا عليّ
ابن يقطين، فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدار: ما يعمل عليّ بن يقطين الوزير ببابي؟

فقال عليّ بن يقطين: يا هذا! إنّ أمري عظيم، وآلى عليه الإذن له، فلمّا دخل،
قال: يا إبراهيم! إنّ المولى عليه‏السلام أبى أن يقبلني، أو تغفر لي، فقال: يغفر اللّه لك، فآلى
عليّ بن يقطين على إبراهيم الجمّال أن يطأ خدّه، فامتنع إبراهيم من ذلك، فآلى عليه
ثانيا ففعل، فلم يزل إبراهيم يطأ خدّه، وعليّ بن يقطين يقول: اللّهمّ اشهد.

ثمّ انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر عليهماالسلام
بالمدينة، فأذن له، ودخل عليه فقبله[208].


 

التاسع ـ علمه عليه‏السلام بالفتنة التي كانت يهدّد أصحابه:

(405) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روى عليّ بن أبي حمزة، قال: كان رجل من موالي
أبي الحسن عليه‏السلام لي صديقا، قال: خرجت من منزلي يوما فإذا أنا بامرأة حسناء
جميلة، ومعها أخرى فتبعتها، فقلت لها: تمتّعيني نفسك؟

فالتفتت إليّ وقالت: إن كان لنا عندك جنس فليس فينا مطمع، وإن لم يكن لك
زوجة، فامض بنا.

فقلت: ليس لك عندنا جنس، فانطلقت معي حتّى صرنا إلى باب المنزل،
فدخلت فلمّا أن خلعت فرد خفّ وبقي الخفّ الآخر تنزعه إذا قارع يقرع الباب،
فخرجت فإذا أنا بموفّق مولى أبي الحسن عليه‏السلام، فقلت له: ما وراك؟

قال: خير، يقول لك أبو الحسن: أخرج هذه المرأة التي معك في البيت ولا تمسّها،
فدخلت، فقلت لها: البسي خفّك يا هذه! واخرجي.

فلبست خفّها وخرجت.

فنظرت إلى موفّق بالباب، فقال: سدّ الباب، فسددته، فواللّه! ما جازت غير
بعيد، وأنا وراء الباب أستمع وأطّلع حتّى لقيها رجل مستفزّ.

فقال لها: ما لك خرجت سريعا، ألست قلت: لا تخرجي؟

قالت: إنّ رسول الساحر جاء يأمره أن يخرجني فأخرجني.

قال: فسمعته يقول: أولى له.

وإذا القوم طمعوا في مال عندي، فلمّا كان العشاء عدت إلى أبي الحسن عليه‏السلام، قال:
لا تعد فإنّ تلك امرأة من بني أُميّة أهل بيت اللعنة، إنّهم كانوا بعثوا أن يأخذوها في
منزلك، فاحمد اللّه الذي صرفها.

ثمّ قال لي أبو الحسن عليه‏السلام: تزوّج بابنة فلان، وهو مولى أبي أيّوب الأنصاريّ، فإنّ له
ابنة قد جمعت كلّ ما تريد من أمر الدنيا والآخرة، فتزوّجت، فكان كما قال
عليه‏السلام[209].

 

العاشر ـ علمه عليه‏السلام بالدراهم التي أرسلت إليه:

(406) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن عليّ بن جعفر بن ناجية، عن عبد
الرحمن بن الحجّاج، قال: استقرضت من غالب - مولى الربيع - ستّة آلاف درهم
تمّت بها بضاعتي، ودفع إليّ شيئا أدفعه إلى أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، وقال: إذا قضيت
من الستّة آلاف درهم حاجتك، فادفعها أيضا إلى أبي الحسن.

فلمّا قدمت المدينة بعثت إليه بما كان معي، والذي من قبل غالب، فأرسل إليّ:
فأين الستّة آلاف درهم؟

فقلت: استقرضتها منه وأمرني أن أدفعها إليك، فإذا بعت متاعي بعثت بها إليك،
فأرسل إليّ: عجّلها لنا! فإنّا نحتاج إليها، فبعثت بها إليه[210].

 

الحادي عشر ـ علمه عليه‏السلام باستيلاد الرجل:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن عمر(و) قال: لم يولد لي شيء
قطّ، وخرجت إلى مكّة ... .


ودخلت على أبي الحسن عليه‏السلام بالمدينة.

فلمّا صرت بين يديه، قال لي: كيف أنت، وكيف ولدك؟

فقلت: جعلت فداك، خرجت وما لي ولد ... .

فتبسّم عليه‏السلام ... [211].

 

الثاني عشر ـ جوابه عليه‏السلام عن مسائل التي لم يره:

1 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: روي أنّ عليّ بن يقطين أرسل كتابا إلى
موسى بن جعفر عليهماالسلام بالمدينة.

فلمّا وصل الجماعة إلى المدينة لقيهم موسى بن جعفر عليهماالسلام، فأخرج كتابا قبل أن
يقرأ كتاب عليّ بن يقطين، وقال: فيه جواب ما في الكتاب[212].

 

الثالث عشر ـ علمه عليه‏السلام بما في الأرحام:

1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: حججت أيّام خالي إسماعيل
ابن إلياس، فكتبنا إلى أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، فكتب خالي: إنّ لي بنات، وليس لي
ذكر، وقد قلّ رجالنا، وقد خلّفت امرأتي، وهي حامل، فادع اللّه أن يجعله غلاما
وسمّه.

فوقّع في الكتاب: قد قضى اللّه تبارك وتعالى حاجتك ... .


فقدمنا الكوفة، وقد ولد لي غلام قبل دخول الكوفه بستّة أيّام، ودخلنا يوم
سابعه، قال أبو محمّد: فهو واللّه! اليوم رجل له أولاد[213].

 

(ج)  ـ  إخباره عليه‏السلام بالمغيبات

وفيه خمسة عناوين

 

الأوّل ـ إخباره عليه‏السلام بما في النفس:

(407) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن حفص بن البَخْتَريّ وغيره، عن عيسى [بن] شَلَقان، قال: كنت
قاعدا فمرّ  أبو الحسن موسى عليه‏السلام، ومعه بَهْمة[214]، قال: قلت: يا غلام! ما ترى ما
يصنع  أبوك؟ يأمرنا بالشيء ثمّ ينهانا عنه، أمرنا أن نتولّى أبا الخطّاب، ثمّ أمرنا أن
نلعنه، ونتبرّء منه.

فقال أبو الحسن عليه‏السلام، وهو غلام: إنّ اللّه خلق خلقا للإيمان لا زوال له، وخلق
خلقا للكفر لا زوال له، وخلق خلقا بين ذلك أعاره الإيمان، يسمّون المعارين، إذا
شاء سلبهم، وكان أبو الخطّاب ممّن أعير الإيمان.

قال: فدخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فأخبرته ما قلت لأبي الحسن عليه‏السلاموما قال
لي، فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: إنّه نبعة نبوّة[215].


2 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... حسام بن حاتم الأصمّ، قال: حدّثني أبي، قال:
قال لي شقيق ـ يعني ابن إبراهيم البلخيّ ـ: خرجت حاجّا إلى بيت اللّه الحرام في
سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسيّة ... .

فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن
الناس، إذ نظرت إلى فتىً حدث السنّ حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء
العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجّادة كأنّها كوكب درّيّ، وعليه من فوق ثوبه شملة
من صوف، وفي رجله نعل عربيّ، وهو منفرد في عزلة من الناس، فقلت في نفسي:
هذا الفتى من هؤلاء الصوفيّة المتوكّلة، يريد أن يكون كلاًّ على الناس في هذا
الطريق، واللّه ! لأمضينّ إليه، ولأوبّخنّه.

قال: فدنوت منه، فلمّا رآني مقبلاً نحوه قال لي: يا شقيق! «اجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ
الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لاَ تَجَسَّسُواْ
» وقرأ الآية، ثمّ تركني ومضى، فقلت في
نفسي: قد تكلّم هذا الفتى على سرّي، ونطق بما في نفسي، وسمّاني باسمي، وما فعل هذا
إلاّ وهو وليّ اللّه، ألحقه وأسأله أن يجعلني في حلّ، فأسرعت وراءه، فلم ألحقه وغاب
عن عيني فلم أره.

وارتحلنا حتّى نزلنا واقصة، فنزلت ناحية من الحاجّ، ونظرت فإذا صاحبي قائم
يصلّي على كثيب رمل، وهو راكع وساجد، وأعضاؤه تضطرب، ودموعه تجري من
خشية اللّه (عزّ وجلّ).

فقلت: هذا صاحبي لأمضينّ إليه، ثمّ لأسألنّه أن يجعلني في حلّ، فأقبلت نحوه،
فلمّا نظر إليّ مقبلاً قال لي: يا شقيق! «وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَــلِحًا
ثُمَّ اهْتَدَى
»، ثمّ غاب عن عيني فلم أره ... .

فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من هذا الفتى؟

فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمّد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟


قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن
أبيطالب عليهم‏السلام ...[216].

3 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن الحسين، أنّ بعض أصحابنا،
كتب إلى أبي الحسن الماضي عليه‏السلام، يسأله عن الصلاة على الزجاج؟ ... .

قال: فلمّا نفذ كتابي إليه تفكّرت، وقلت: هو ممّا أنبتت الأرض، وما كان لي أن
أسأله عنه، قال: فكتب إليّ: لا تصلّ على الزجاج، وإن حدّثتك نفسك أنّه ممّا أنبتت
الأرض ... [217].

(408) 4 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا عليّ بن إبراهيم المصريّ، عن صرّاد بن
الأرمور، يرفعه إلى المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي موسى بن
جعفر عليهماالسلام، وكان [ الوقت] شتاءا شديد البرد، وعلى مولاي عليه‏السلامجبّة حرير صينيّ
سوداء، وعلى رأسه عمامة خزّ صفراء، وبين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة،
كان كاتبه وعليه طاق قميص، وهو يرتعد بين يديه من شدّة البرد.

فقال له المولى عليه‏السلام: ما استوفيت واجبك؟

فقال: بلى، فقال: أفلا أعددت لمثل هذا اليوم ما يدفع عن نفسك البرد؟!

فقال: يا مولاي! ما علمت أن يأتي الزمهرير عاجلاً.

فقال عليه‏السلام: أما إنّك يا مهران! لشاكّ في مولاك موسى؟!

فقال: إنّما أنا شاكّ فيك لأنّه ما ظهر في الأئمّة أسود مثلك، أو غيرك.


فقال عليه‏السلام: ويلك، لا تخاف من سطوات ربّ العالمين ونقمته؟! ويلك، سأزيل
الشكّ عن قلبك، إن شاء اللّه.

فاستدعى البوّاب، فقال: لا تدعه يدخل إليّ بعد هذا اليوم إلاّ أن آذن له بذلك،
فخرج من بين يديه، وهو يقول: واسوءة منقلباه!

وخرج إلى الجبّانة، فإذا السحب قد انقطعت، والغيوم قد انقشعت، وكان يتردّد
متفكّرا، فإذا هو بقصر قد حفّت به النخيل والأشجار والرياحين، وإذا بابه مفتوح،
فدنا من الباب ودخل القصر.

فإذا به ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، وإذا مولاي عليه‏السلام على سرير من ذهب
ونور وجهه يبهر نور الشمس، وحواليه خدم ووصائف، فلمّا رآه تحيّر.

فقال له: يا مهران! مولاك أسود أم أبيض؟!

فخرّ مهران ساجدا.

فقال عليه‏السلام: لولا ما سبق لك عندنا من الخدمة، لأنزلنا بك النقمة.

قال: فألهمني اللّه أن أقرأ: «ذَ لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ
»[218].

ثمّ غاب عنّي القصر ومن فيه، وعدت إلى موضعي وأنا مذعور، وإذا أنا بمولاي،
هو على بغلة، فقال لها: قولي له.

فقالت لي البغلة بلسان فصيح: ما كان مولاك، أسود أم أبيض؟

فخررت ساجدا.

فقال: ارفع رأسك فقد عفوت عنك، فإنّ قولك من قلّة معرفتك.

ثمّ قال لي: انظر الساعة، فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه.


ثمّ قال: أنا ذلك الأسود، وأنا ذلك الأبيض، ثمّ هوى من البغلة، وقال: « عَــلِمُ
الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِى أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ
[219] »[220].

(409) 5 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: روى الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلّى بن
محمّد، عن الوشّاء، عن محمّد بن عليّ، عن خالد الجَوّان، قال: دخلت على
أبي الحسن عليه‏السلام، وهو في عرصة داره، وهو يومئذ بالرميلة، فلمّا نظرت إليه، قلت في
نفسي: بأبي وأُمّي، سيّدي مظلوم، مغصوب مضطهد، ثمّ دنوت منه، فقبّلت بين عينيه،
ثمّ جلست بين يديه، فالتفت إليّ، ثمّ قال: يا خالد! نحن أعلم بهذا الأمر، فلا يضيقنّ
هذا في نفسك.

قلت: جعلت فداك! واللّه، ما أردت بهذا شيئا.

فقال: نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا، وإنّ لهؤلاء القوم مدّة وغاية، لابدّ من
الإنتهاء إليها.

قلت: لا أعود، ولا أضمر في نفسي شيئا[221].


(410) 6 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وعن الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد، عن
محمّد بن عليّ، عن عليّ بن محمّد، عن الحسن، عن عيسى شَلَقان، قال: دخلت على
أبي عبد اللّه عليه‏السلام أريد أن أسأله عن أبي الخطّاب.

فقال عليه‏السلام مبتدئا: ما يمنعك أن تلقى ابني، فتسأله عن جميع ما تريد.

قال: فذهبت إليه، وهو قاعد في الكتّاب، وعلى شفتيه أثر مداد، فقال لي مبتدئا:
يا عيسى! إنّ اللّه تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيّين على النبوّة، فلن يتحوّلوا إلى
غيرها عنها أبدا، وأخذ ميثاق الوصيّين على الوصيّة، فلن يتحوّلوا عنها أبدا، وأعار
قوما الإيمان زمانا، ثمّ سلبهم إيّاه، وإنّ أبا الخطّاب ممّن أعير الإيمان ثمّ سلبه اللّه إيّاه.

قال: فضممته إلى صدري وقبّلت بين عينيه، فقلت: بأبي أنت وأُمّي «ذُرِّيَّةَم
بَعْضُهَا مِنم بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
»[222].

ثمّ رجعت إلى أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فقال لي: ما صنعت يا عيسى؟!

قلت له: بأبي أنت وأُمّي! أتيته فأخبرني، مبتدئا من غير أن أسأله، عن شيء،
بجميع ما أردت.

قال: يا عيسى! إنّ ابني الذي رأيته، لو سألته عمّا بين دفّتي المصحف لأجابك فيه بعلم.

قال عيسى: ثمّ أخرجه ذلك اليوم من الكتّاب، فعلمت عند ذلك أنّه صاحب
هذا  الأمر[223].


(411) 7 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وروى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد، عن
محمّد بن عليّ، عن عليّ، عن ، 4شعيب العَقَرْقُوفيّ، قال: بعثت مولاي إلى
أبي الحسن عليه‏السلام ومعه مائتي دينار، وكتبت معه كتابا، وكان من الدنانير خمسين
دينارا من دنانير أختي فاطمة، وأخذتها سرّا لتمام المائتي دينار، وكنت سألتها ذلك
فلم تعطني، وقالت: إنّي أريد أن أشتري بها قراح[224] فلان بن فلان.

فذكر مولاي أنّه قدم فسأل عن أبي الحسن عليه‏السلام، فقيل له: إنّه قد خرج، فأسرع
في السير، فقال: واللّه! إنّي لأسير من المدينة إلى مكّة في ليلة مظلمة، وإذا الهاتف
يهتف بي: يا مبارك! يا مبارك، مولى شعيب العقرقوفيّ!

قلت: من أنت؟

قال: أنا معتّب، يقول لك أبو الحسن عليه‏السلام: هات الكتاب الذي معك، ووافني بما
معك إلى منى.

قال: فنزلت من محملي، فدفعت إليه الكتاب، وصرت إلى منى، فدخلت عليه
وطرحت الدنانير عنده، فجرّ بعضها إليه، ودفع بعضها بيده، ثمّ قال لي: يا مبارك!
ادفع هذه الدنانير إلى شعيب، وقل له: يقول لك أبو الحسن: ردّها إلى موضعها الذي
أخذتها منه، فإنّ صاحبتها تحتاج إليها.

قال: فخرجت من عنده، وقدمت على شعيب، فقلت له: قد ردّ عليك من الدنانير
التي بعثت بها خمسين دينارا، وهو يقول لك: ردّها إلى موضعها الذي أخذتها منه، فما
قصّة هذه الدنانير، فقد دخلني من أمرها ما اللّه به عليم.

فقال: يا مبارك! إنّي طلبت من فاطمة أختي خمسين دينارا لتمام هذه الدنانير،
فامتنعت، وقالت: أريد أن أشتري بها قراح فلان بن فلان، فأخذتها سرّا، ولم ألتفت
إلى كلامها.

قال شعيب: فدعوت بالميزان فوزنتها، فإذا هي خمسون دينارا، لا تزيد
ولا تنقص.

قال: فو اللّه! لو حلفت عليها أنّها دنانير فاطمة لكنت صادقا.

قال شعيب: فقلت لمبارك: هو واللّه! إمام فرض اللّه طاعته، وهكذا صنع بي
أبو عبد اللّه عليه‏السلام الإمام من الإمام[225].

(412) 8 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: خالد السمّان في خبر: أنّه دعا الرشيد رجلاً يقال
له: عليّ بن صالح الطالقانيّ، وقال له: أنت الذي تقول: إنّ السحاب حملتك من بلد
الصين إلى طالقان؟

فقال: نعم، قال: فحدّثنا كيف كان؟

قال: كسر مركبي في لجج البحر، فبقيت ثلاثة أيّام على لوح تضربني الأمواج،
فألقتني الأمواج إلى البرّ، فإذا أنا بأنهار وأشجار، فنمت تحت ظلّ شجرة، فبينا أنا
نائم إذ سمعت صوتا هائلاً، فانتبهت فزعا مذعورا، فإذا أنا بدابّتين يقتتلان على هيئة
الفرس، لا أحسن أن أصفهما، فلمّا بصرا بي دخلتا في البحر.

فبينما أنا كذلك إذا رأيت طائرا عظيم الخلق، فوقع قريبا منّي بقرب كهف في جبل،
فقمت مستترا بالشجر حتّى دنوت منه لأتأمّله، فلمّا رآني طار، وجعلت أقفو أثره،
فلمّا قمت بقرب الكهف سمعت تسبيحا وتهليلاً وتكبيرا، وتلاوة قرآن، فدنوت من
الكهف، فناداني مناد من الكهف: ادخل يا عليّ بن صالح الطالقانيّ! رحمك اللّه!

فدخلت وسلّمت، فإذا رجل فخم ضخم غليظ الكراديس[226]، عظيم الجثّة، أنزع،
أعين، فردّ عليّ السلام، وقال:

يا عليّ بن صالح الطالقانيّ! أنت من معدن الكنوز، لقد أقمت ممتحنا بالجوع
والعطش والخوف، لولا أنّ اللّه رحمك في هذا اليوم، فأنجاك وسقاك شرابا طيّبا،
ولقد علمت الساعة التي ركبت فيها، وكم أقمت في البحر، وحين كسر بك المركب،
وكم لبثت تضربك الأمواج، وما هممت به من طرح نفسك في البحر لتموت اختيارا
للموت، لعظيم ما نزل بك، والساعة التي نجوت فيها، ورؤيتك لما رأيت من
الصورتين الحسنتين، واتّباعك للطائر الذي رأيته واقعا، فلمّا رآك صعد طائرا إلى
السماء، فهلمّ فاقعد رحمك اللّه!

فلمّا سمعت كلامه قلت: سألتك باللّه! من أعلمك بحالي؟

فقال: عالم الغيب والشهادة، والذي يراك حين تقوم، وتقلّبك في الساجدين، ثمّ
قال: أنت جائع، فتكلّم بكلام تململت به شفتاه، فإذا بمائدة عليها منديل فكشفه،
وقال: هلمّ إلى ما رزقك اللّه فكل.


فأكلت طعاما ما رأيت أطيب منه، ثمّ سقاني ماءً ما رأيت ألذّ منه ولا أعذب، ثمّ
صلّى ركعتين.

ثمّ قال: يا عليّ! أتحبّ الرجوع إلى بلدك؟

فقلت: ومن لي بذلك؟

فقال: كرامة لأوليائنا أن نفعل بهم ذلك، ثمّ دعا بدعوات، ورفع يده إلى السماء،
وقال: الساعة، الساعة.

فإذا سحاب قد أظلّت باب الكهف قطعا قطعا.

وكلّما وافت سحابة قالت: سلام عليك يا وليّ اللّه وحجّته!

فيقول: وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته، أيّتها السحابة السامعة المطيعة! ثمّ
يقول لها: أين تريدين؟

فتقول: أرض كذا، فيقول: لرحمة أو سخط؟

فتقول: لرحمة أو سخط، وتمضي حتّى جاءت سحابة حسنة مضيئة.

فقالت: السلام عليك يا وليّ اللّه وحجّته!

قال: وعليك السلام أيّتها السحابة السامعة المطيعة! أين تريدين؟

فقالت: أرض طالقان.

فقال: لرحمة، أو سخط؟

فقالت: لرحمة.

فقال لها: احملي ما حملت مودعا في اللّه.

فقالت: سمعا وطاعة.

قال لها: فاستقرّي بإذن اللّه على وجه الأرض، فاستقرّت، فأخذ بعض عضدي
فأجلسني عليها، فعند ذلك قلت له: سألتك باللّه العظيم، وبحقّ محمّد خاتم النبيّين،
وعليّ سيّد الوصيّين، والأئمّة الطاهرين، من أنت؟! فقد أعطيت واللّه! أمرا عظيما.


فقال: ويحك! يا عليّ بن صالح! إنّ اللّه لا يخلّي أرضه من حجّة طرفة عين، إمّا
باطن وإمّا ظاهر، أنا حجّة اللّه الظاهرة، وحجّته الباطنة، أنا حجّة اللّه يوم الوقت
المعلوم، وأنا المؤدّي الناطق عن الرسول، أنا في وقتي هذا موسى بن جعفر.

فذكرت إمامته وإمامة آبائه، وأمر السحاب بالطيران، فطارت واللّه ! ما
وجدت ألما ولا فزعت، فما كان بأسرع من طرفة العين حتّى ألقتني بالطالقان في
شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالما في عافية.

فقتله الرشيد وقال: لا يسمع بهذا أحد[227].

9 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: بيان بن نافع التفليسيّ، قال: خلّفت والدي مع الحرم
في الموسم، وقصدت موسى بن جعفر عليهماالسلام ... فجئت إليه أسأله عمّا أخفاه ورائي.

فقال لي: أبدا ما أخفاه وراءك، ثمّ قال: يا ابن نافع! إن كان في أمنيّتك كذا وكذا
أن تسأل عنه، فأنا جنب اللّه، وكلمته الباقية، وحجّته البالغة[228].

(413) 10 ـ الإربليّ رحمه‏الله: عن خالد، قال: خرجت وأنا أريد أبا الحسن عليه‏السلام
فدخلت عليه وهو في عرصة داره جالس، فسلّمت عليه وجلست وقد كنت أتيته
لأسأله عن رجل من أصحابنا كنت سألته حاجة فلم يفعل، فالتفت إليّ.

وقال: ينبغي لأحدكم إذا لبس الثوب الجديد أن يمرّ يده عليه، ويقول: «الحمد
للّه الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمّل به بين الناس».

وإذا أعجبه شيء فلا يكثر ذكره، فإنّ ذلك ممّا يهدّه، وإذا كانت لأحدكم إلى أخيه
حاجة أو وسيلة لا يمكنه قضاؤها فلا يذكره إلاّ بخير، فإنّ اللّه يوقع ذلك في صدره
فيقضي حاجته.

قال: فرفعت رأسي وأنا أقول: لا إله إلاّ اللّه، فالتفت إليّ، وقال: يا خالد! اعمل
ما أمرتك[229].

(414) 11 ـ حسن بن سليمان الحلّيّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسن بن عليّ بن فضّال،
عن الحسن بن الجهم، عن حبيب بن عليّ، قال: كنت في المسجد الحرام ونحن
مجاورون، وكان هِشام بن أحمر يجلس معنا في المجلس، فنحن يوما في ذلك المجلس،
فأتانا سعيد الأزرق، وابن أبي  الأصبغ، فقال لهشام: إنّي قد جئتك في حاجة، وهي
يد تتّخذها عندي وعظم الأمر، وقال: ما هو؟

قال: معروف أشكرك عليه ما بقيت.

فقال هشام: هاتها، قال: تستأذن لي على أبي الحسن عليه‏السلام، وتسأله أن يأذن لي في
الوصول إليه.

قال له: نعم، أنا أضمن لك ذلك، فلمّا دخل علينا سعيد وهو شبه الواله، فقلت له:
ما لك؟

فقال: ابغ لي هشاما، فقلت له: اجلس، فإنّه يأتي.

فقال: إنّي لأحبّ أن ألقاه، فلم يلبث أن جاء هشام، فقال له سعيد: يا أبا الحسن!
إنّي قد سألتك ما قد علمت، فقال له: نعم، قد كلّمت صاحبك، فأذن لك، فقال له
سعيد: فإنّي لمّا انصرفت جاءني جماعة من الجنّ، فقالوا: ما أردت بطلبتك إلى هشام
يكلّم لك إمامك؟

أردت القربة إلى اللّه تعالى بأن يدخل عليه ما يكره، ويكلّفه ما لا يحبّ، إنّما
عليك أن تجيب إذا دعيت، وإذا فتح بابه تستأذن، وإلاّ جرمك في تركه أعظم من أن
تكلّفه ما لا يحبّ، فأنا أرجع فيما كلّفتك فيه، ولا حاجة لي في الرجوع إليه، ثمّ
انصرف.

فقال لنا هشام: أما علمت يا أبا الحسن بها!؟

قال: فإن كان الحائط كلّمني فقد كلّمني، أو رأيت في الحائط شيئا فقد رأيته في
وجهه[230].

 

الثاني ـ إخباره عليه‏السلام بالوقائع الماضية:

(415) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، قال:

سمعت أبا إبراهيم عليه‏السلام، يقول: لمّا احتفر عبد المطّلب زمزم، وانتهى إلى قعرها،
خرجت عليه من إحدى جوانب البئر رائحة منتنة أفظعته، فأبى أن ينثني، وخرج
ابنه الحارث عنه.

ثمّ حفر حتّى أمعن، فوجد في قعرها عينا تخرج عليه برائحة المسك، ثمّ احتفر فلم
يحفر إلاّ ذراعا حتّى تجلاّه النوم.

فرأى رجلاً طويل الباع، حسن الشعر، جميل الوجه، جيّد الثوب، طيّب الرائحة،
وهو يقول: احفر تغنم، وجدّ تسلم، ولا تدّخرها للمقسم، الأسياف لغيرك، والبئر لك.

أنت أعظم العرب قدرا، ومنك يخرج نبيّها ووليّها، والأسباط النجباء الحكماء
العلماء البصراء، والسيوف لهم، وليسوا اليوم منك ولا لك، ولكن في القرن الثاني منك.

بهم ينير اللّه الأرض، ويخرج الشياطين من أقطارها، ويذلّها في عزّها، ويهلكها
بعد قوّتها، ويذلّ الأوثان، ويقتل عبّادها حيث كانوا.

ثمّ يبقى بعده نسل من نسلك، هو أخوه ووزيره ودونه في السنّ، وقد كان القادر
على الأوثان لا يعصيه حرفا، ولا يكتمه شيئا، ويشاوره في كلّ أمر هجم عليه.

واستعيى عنها عبد المطّلب، فوجد ثلاثة عشر سيفا مسندة إلى جنبه، فأخذها
وأراد أن يبثّ.

فقال: وكيف ولم أبلغ الماء، ثمّ حفر فلم يحفر شبرا حتّى بدا له قرن الغزال ورأسه،
فاستخرجه، وفيه طبع: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ وليّ اللّه، فلان خليفة اللّه.

فسألته، فقلت: فلان متى كان قبله، أو بعده؟

قال: لم يجئ بعد، ولا جاء شيء من أشراطه، فخرج عبد المطّلب، وقد استخرج
الماء، وأدرك وهو يصعد، فإذا أسود له ذنب طويل يسبقه بدارا إلى فوق، فضربه
فقطع أكثر ذنبه، ثمّ طلبه ففاته، وفلان قاتله إن شاء اللّه.

ومن رأى عبد المطّلب أن يبطل الرؤيا التي رآها في البئر، ويضرب السيوف
صفائح البيت.

فأتاه اللّه بالنوم فغشيه، وهو في حجر الكعبة، فرأى ذلك الرجل بعينه، وهو
يقول: يا شيبة الحمد! احمد ربّك، فإنّه سيجعلك لسان الأرض، ويتّبعك قريش
خوفا، ورهبة، وطمعا، ضع السيوف في مواضعها.

واستيقظ عبد المطّلب، فأجابه أنّه يأتيني في النوم، فإن يكن من ربّي فهو أحبّ
إليّ، وإن يكن من شيطان، فأظنّه مقطوع الذنب، فلم ير شيئا، ولم يسمع كلاما.


فلمّا أن كان الليل، أتاه في منامه بعدّة من رجال وصبيان.

فقالوا له: نحن أتباع ولدك، ونحن من سكّان السماء السادسة، السيوف ليست لك،
تزوّج في مخزوم تقو[ ي]، واضرب بعد في بطون العرب، فإن لم  يكن معك مال فلك
حسب، فادفع هذه الثلاثة عشر سيفا إلى ولد المخزوميّة، ولا يبان لك أكثر من هذا،
وسيف لك منها واحد سيقع من يدك، فلا تجد له أثر إلاّ أن يستجنّه جبل كذا وكذا.

فيكون من أشراط قائم آل محمّد صلّى اللّه عليه وعليهم.

فانتبه عبد المطّلب، وانطلق والسيوف على رقبته، فأتى ناحية من نواحي مكّة،
ففقد منها سيفا كان أرقّها عنده، فيظهر من ثمّ، ثمّ دخل معتمرا وطاف بها على رقبته
والغزالين أحدا وعشرين طوافا، وقريش تنظر إليه.

وهو يقول: «اللّهمّ صدّق وعدك، فأثبت لي قولي، وانشر ذكري، وشدّ
عضدي»
، وكان هذا ترداد كلامه، وما طاف حول البيت بعد رؤياه في البئر ببيت
شعر حتّى مات، ولكن قد ارتجز على بنيه يوم أراد نحر عبد اللّه، فدفع الأسياف،
جميعها إلى بني المخزوميّة إلى الزبير، وإلى أبي طالب، وإلى عبد اللّه.

فصار لأبي طالب من ذلك أربعة أسياف، سيف لأبي طالب، وسيف لعليّ، وسيف
لجعفر، وسيف لطالب، وكان للزبير سيفان، وكان لعبد اللّه سيفان.

ثمّ عادت، فصارت لعليّ الأربعة الباقية، اثنين من فاطمة، واثنين من أولادها،
فطاح سيف جعفر يوم أصيب، فلم يدر في يد من وقع حتّى الساعة.

ونحن نقول: لا يقع سيف من أسيافنا في يد غيرنا إلاّ رجل يعين به معنا إلاّ صار فحما.

قال: وإنّ منها لواحدا في ناحية يخرج كما تخرج الحيّة، فيبين منه ذراع وما
يشبهه، فتبرق له الأرض مرارا، ثمّ يغيب فإذا كان الليل فعل مثل ذلك، فهذا دأبه
حتّى يجيء صاحبه، ولو شئت أن أسمّي مكانه لسمّيته، ولكن أخاف عليكم من أن
أُسمّيه فتسمّوه، فينسب إلى غير ما هو عليه[231].

(416) 2 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أبي رحمه‏الله قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، قال:
حدّثني الهيثم بن أبي مسروق النهديّ، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن يقطين،
قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: إنّه كان في بني إسرائيل رجل مؤمن،
وكان له جار كافر، وكان يرفق بالمؤمن ويولّيه المعروف في الدنيا، فلمّا أن مات
الكافر بنى اللّه له بيتا في النار من طين، فكان يقيه حرّها ويأتيه الرزق من غيرها،
وقيل له: هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق، وتولّيه من
المعروف في الدنيا[232].

(417) 3 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ عيسى المدائنيّ قال: خرجت سنة إلى مكّة فأقمت
بها، ثمّ قلت: أقيم بالمدينة مثل ما أقمت بمكّة (فهو أعظم) لثوابي.

فقدمت المدينة، فنزلت طرف المصلّى إلى جنب دار أبي ذرّ، فجعلت أختلف إلى
سيّدي فأصابنا مطر شديد بالمدينة، فأتيت أبا الحسن عليه‏السلاممسلّما عليه يوما، وإنّ
السماء تهطل.

فلمّا دخلت ابتدأني، فقال لي: وعليك سلام اللّه يا عيسى! ارجع فقد انهدم بيتك
على متاعك.

فانصرفت راجعا وإذا البيت قد انهار، واستعملت عملة، فاستخرجوا متاعي
كلّه، ولا افتقدته غير سطل كان لي.

فلمّا أتيته الغد مسلّما عليه، قال: هل فقدت من متاعك شيئا فندعوا اللّه لك بالخلف؟

قلت: ما فقدت شيئا ما خلا سطلاً كان لي أتوضّأ منه، فقدته.

فأطرق مليّا، ثمّ رفع رأسه إليّ، فقال لي: قد ظننت أنّك قد أنسيت (السطل) فسل
جارية ربّ الدار عنه، وقل لها: أنت رفعت السطل في الخلاء، فردّيه، فإنّها ستردّه عليك.

فلمّا انصرفت أتيت جارية ربّ الدار فقلت: إنّي نسيت السطل في الخلاء فردّيه
عليَ أتوضّأ منه، فردّت عليّ سطلي[233].

(418) 4 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمه‏الله: روي عن عليّ بن يقطين أنّه قال: أمر
أبو جعفر الدوانيقيّ يقطين أن يحفر له بئرا بقصر العباديّ، فلم يزل يقطين في حفرها
حتّى مات أبو جعفر، ولم يستنبط منها الماء، فأخبر المهديّ بذلك، فقال له: احفر أبدا
حتّى يستنبط الماء، ولو أنفقت عليها جميع ما في بيت المال.

قال: فوجّه يقطين أخاه أبا موسى في حفرها، فلم يزل يحفرها حتّى ثقبوا ثقبا في أسفل
الأرض فخرجت منه الريح، قال: فهالهم ذلك، فأخبروا به أبا موسى، فقال: أنزلوني.

قال: فأنزل، وكان رأس البئر أربعين ذراعا في أربعين ذراع، فأجلس في شقّ
محمل ودلي في البئر، فلمّا صار في قعرها نظر إلى هول، وسمع دويّ الريح في أسفل
ذلك، فأمرهم أن يوسّعوا الخرق، فجعلوه شبه الباب العظيم، ثمّ دلي فيه رجلان في
شقّ محمل، فقال: ايتوني بخبر هذا ما هو؟

قال: فنزلا في شقّ محمل فمكثا مليّا، ثمّ حرّكا الحبل فأصعدا، فقال لهما: ما رأيتما؟

قالا: أمرا عظيما، رجالاً ونساءً وبيوتا وآنية ومتاعا، كلّه ممسوخ من حجارة،
فأمّا الرجال والنساء فعليهم ثيابهم، فمن بين قاعد ومضطجع ومتّكئ، فلمّا
مسسناهم إذا ثيابهم تتفشّى شبه الهباء، ومنازل قائمة.

قال: فكتب بذلك أبو موسى إلى المهديّ، فكتب المهديّ إلى المدينة إلى موسى بن
جعفر عليهماالسلام يسأله أن يقدم عليه، فقدم عليه، فأخبره فبكى بكاءً شديدا، وقال: يا
أمير المؤمنين! هؤلاء بقيّة قوم عاد، غضب اللّه عليهم فساخت بهم منازلهم، هؤلاء
أصحاب الأحقاف.

قال: فقال له المهديّ: يا أبا الحسن! وما الأحقاف؟

قال: الرمل[234].

 

الثالث ـ إخباره عليه‏السلام بالوقائع الحاليّة:

(419) 1 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله:  عن سليمان بن عبد اللّه، قال: كنت عند أبي الحسن
موسى عليه‏السلام قاعدا، فأتي بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها،
ويده اليسرى من خلف ذلك، ثمّ عصر وجهها عن اليمين، ثمّ قال: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ
»[235]، فرجع وجهها، فقال: احذري أن تفعلين كما
فعلت.

قالوا: يا ابن رسول اللّه! وما فعلت؟

فقال: ذلك مستور إلاّ أن تتكلّم به، فسألوها؟

فقالت: كانت لي ضرّة[236]، فقمت أصلّي، فظننت أنّ زوجي معها، فالتفتّ إليها
فرأيتها قاعدة، وليس هو معها، فرجع وجهي[237] على ما كان[238].

(420) 2 ـ الصفّار رحمه‏الله:  حدّثنا سلمة بن الخطّاب، عن عبد اللّه بن محمّد، عن عبد
اللّه بن القاسم بن الحرث البطل، عن مُرازِم، قال:

دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فعجبتني، فأردت أن أتمتّع منها،
فأبت أن تزوّجني نفسها، قال: فجئت بعد العتمة، فقرعت الباب، فكانت هي التي
فتحت لي، فوضعت يدي على صدرها، فبادرتني حتّى دخلت، فلمّا أصبحت دخلت
على أبي الحسن عليه‏السلام فقال: يا مرازم! ليس من شيعتنا من خلا، ثمّ لم يرع قلبه[239].


(421) 3 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا جعفر بن إسحاق، عن سعد، عن عثمان بن عيسى،
عن خالد بن نجيح، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال:

قال لي: افرغ فيما بينك وبين من كان له معك عمل في سنة أربع وسبعين ومائة
حتّى يجيئك كتابي، وانظر ما عندك وما بعث به إليّ، و لا تقبل من أحد شيئا،
وخرج عليه‏السلام إلى المدينة، وبقي خالد بمكّة خمسة عشر يوما، ثمّ مات[240].

(422) 4 ـ الراونديّ رحمه‏الله: وعن ابن بابويه، حدّثنا محمّد بن عليّ ماجِيلَوَيْه، عن
عمّه محمّد بن أبي القاسم، حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن شريف بن سابق
التفليسيّ، عن أسود بن رزين القاضي، قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه‏السلامولم
يكن رآني قطّ، فقال: من أهل السدّ أنت؟

فقلت: من أهل الباب.

فقال الثانية: من أهل السدّ أنت؟

قلت: من أهل الباب.

قال: من أهل السدّ، قلت: نعم، ذاك السدّ الذي عمله ذو القرنين[241].


(423) 5 ـ الراونديّ رحمه‏الله: قال المعلّى بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن بكّار
القمّيّ، قال: حججت أربعين حجّة، فلمّا كان في آخرها أصبت بنفقتي بجمع، فقدمت
مكّة، فأقمت حتّى يصدر الناس، ثمّ قلت: أصير إلى المدينة، فأزور رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
وأنظر إلى سيّدي أبي الحسن موسى عليه‏السلام، وعسى أن أعمل عملاً بيدي، فأجمع شيئا
فأستعين به على طريقي إلى الكوفة.

فخرجت حتّى صرت إلى المدينة، فأتيت رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فسلّمت عليه ثمّ
جئت إلى المصلّى إلى الموضع الذي يقوم فيه الفعلة، فقمت فيه رجاء أن يسبّب اللّه
لي عملاً أعمله، فبينا أنا كذلك إذ أنا برجل قد أقبل فاجتمع حوله الفعلة، ف‏جئت
فوقفت معهم، فذهب بجماعة فاتّبعته.

فقلت: يا عبد اللّه! إنّي رجل غريب، فإن رأيت أن تذهب بي معهم فتستعملني؟

فقال: أنت من أهل الكوفة؟

قلت: نعم.

قال: اذهب، فانطلقت معه إلى دار كبيرة تبنى جديدة، فعملت فيها أيّاما وكنّا
لا نعطى من أسبوع إلى أسبوع إلاّ يوما واحدا، وكان العمّال لا يعملون، فقلت
للوكيل: استعملني عليهم حتّى أستعملهم وأعمل معهم.

فقال: قد استعملتك، فكنت أعمل وأستعملهم.

قال: فإنّي لواقف ذات يوم على السلّم إذ نظرت إلى أبي الحسن موسى عليه‏السلام قد
أقبل وأنا في السلّم في الدار، فدار في الدار ثمّ رفع رأسه إليّ فقال: يا بكّار! جئتنا،
انزل، فنزلت.

قال: فتنحّى ناحية، فقال لي: ما تصنع هاهنا؟

فقلت: جعلت فداك! أصبت بنفقتي بجمع، فأقمت بمكّة إلى أن صدر الناس، ثمّ إنّي
صرت إلى المدينة فأتيت المصلّى، فقلت: أطلب عملاً فبينا أنا قائم إذ جاء وكيلك
فذهب برجال، فسألته أن يستعملني كما يستعملهم؟

فقال لي: قم يومك هذا.

(فلمّا كان من الغد وكان اليوم الذي يعطون فيه جاء)، فقعد على الباب، فجعل
يدعو الوكيل برجل رجل يعطيه، فكلّما ذهبت إليه أومأ بيده إليّ أن اقعد، حتّى إذا
كان في آخرهم، قال لي: ادن، فدنوت فدفع إليّ صرّة فيها خمسة عشر دينارا، فقال:
خذ، هذه نفقتك إلى الكوفة.

ثمّ قال: اخرج غدا، قلت: نعم، جعلت فداك! ولم أستطع أن أردّه، ثمّ ذهب وعاد
إليّ الرسول، فقال: قال أبو الحسن عليه‏السلام: ائتني غدا قبل أن تذهب، [فقلت: سمعا وطاعة].

فلمّا كان من الغد أتيته، فقال: اخرج الساعة حتّى تصير إلى فيد، فإنّك توافق
قوما يخرجون إلى الكوفة، وهاك هذا الكتاب فادفعه إلى عليّ بن أبي حمزة.

قال: فانطلقت فلا واللّه ! ما تلقّاني خلق حتّى صرت إلى فيد، فإذا قوم قد تهيّؤوا
للخروج إلى الكوفة من الغد، فاشتريت بعيرا، وصحبتهم إلى الكوفة فدخلتها ليلاً،
فقلت: أصير إلى منزلي، فأرقد ليلتي هذه ثمّ أغدو بكتاب مولاي إلى عليّ بن أبي
حمزة، فأتيت منزلي، فأخبرت أنّ اللصوص دخلوا إلى حانوتي قبل قدومي بأيّام.

فلمّا أن أصبحت صلّيت الفجر، فبينا أنا جالس متفكّر فيما ذهب لي من حانوتي
إذا أنا بقارع يقرع [عليّ] الباب، فخرجت فإذا [هو] عليّ بن أبي حمزة، فعانقته
وسلّم عليّ، ثمّ قال لي: يا بكّار! هات كتاب سيّدي.

قلت: نعم، [وإنّني] قد كنت على [عزم] المجيء إليك الساعة.

قال: هات، قد علمت أنّك قدمت ممسيا، فأخرجت الكتاب فدفعته إليه فأخذه
وقبّله ووضعه على عينيه وبكى، فقلت: ما يبكيك؟

قال: شوقا إلى سيّدي، ففكّه وقرأه، ثمّ رفع رأسه [إليّ] وقال: يا بكّار! دخل
عليك اللصوص؟


قلت: نعم. قال: فأخذوا ما كان في حانوتك؟

قلت: نعم.

قال: إنّ اللّه قد أخلفه عليك قد أمرني مولاك ومولاي أن أخلف عليك ما ذهب
منك، أعطاني أربعين دينارا.

قال: فقوّمت ما ذهب [منّي] فإذا قيمته أربعون دينارا ففتح عليّ الكتاب، فإذا
فيه: ادفع إلى بكّار قيمة ما ذهب من حانوته أربعين دينارا[242].

(424) 6 ـ الخطيب البغداديّ: أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بن محمّد
ابن عبيد اللّه المؤدّب، قالا: أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ، حدّثنا القاضي الحسين بن
إسماعيل، حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد المجيد
الكِنانيّ اللَيْثيّ، قال: حدّثني عيسى بن محمّد بن مغيث القرظيّ ـ وبلغ تسعين سنة ـ
قال: زرعت بطّيخا وقثّاءا وقرعا في موضع بالجُوّانيّة على بئر، يقال لها: أُمّ عظام.

فلمّا قرب الخير واستوي الزرع بغتني الجراد، وأتى على الزرع كلّه، وكنت غرمت
على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا، فبينا أنا جالس طلع موسى بن
جعفر بن محمّد عليهم‏السلام فسلّم، ثمّ قال: ايش حالك؟

فقلت: أصبحت كالصريم بغتني الجراد، فأكل زرعي.

قال: وكم غرمت فيه؟

قلت: مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين.


فقال: يا عرفة! زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا، فربحك ثلاثين دينارا
والجملين.

فقلت: يا مبارك! ادخل وادع لي فيها، فدخل ودعا، وحدّثني عن
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أنّه قال: تمسّكوا ببقايا المصائب، ثمّ علقت عليه الجملين وسقيته،
فجعل اللّه فيها البركة زكت، فبعت منها بعشرة آلاف[243].

 

الرابع ـ إخباره عليه‏السلام بالوقائع الآتية:

(425) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عيسى، عن السائي[244]، قال: دخلت عليه
وهو شديد العلّة، فرفع رأسه من المخدّة، ثمّ يضرب بها رأسه ويزيده.

قال: فقال لي: صاحبكم أبو فلان.

قال: فقلت: جعلت فداك! نخاف أن يكون هؤلاء اغتالوك عند ما رأوك من شدّة
عليك.

قال: فقال: ليس عليَّ بأس، فبرأ، الحمد اللّه ربّ العالمين[245].

(426) 2 ـ الحميريّ رحمه‏الله: الحسن بن عليّ بن النعمان، عن عثمان بن عيسى، قال:

قال أبو الحسن عليه‏السلام لإبراهيم بن عبد الحميد - ولقيه سحرا، وإبراهيم ذاهب إلى
قبا، وأبو الحسن عليه‏السلام داخل إلى المدينة - فقال: يا إبراهيم!

فقلت: لبّيك، فقال: إلى أين؟

قلت: إلى قبا، فقال: في أيّ شيء؟.

فقلت: إنّا كنّا نشتري في كلّ سنة هذا التمر، فأردت أن آتي رجلاً من الأنصار
فأشتري منه من الثمار.

فقال: وقد أمنتم الجراد.

ثمّ دخل ومضيت أنا، فأخبرت أبا العزّ، فقال: لا واللّه ! لا أشتري العام نخلة، فما
مرّت بنا خامسة حتّى بعث اللّه جرادا، فأكل عامّة ما في النخل[246].

(427) 3 ـ الحميريّ رحمه‏الله: أحمد بن محمّد، عن أحمد بن أبي محمود الخراسانيّ، عن
عثمان بن عيسى، قال: رأيت أبا الحسن الماضي عليه‏السلام في حوض من حياض ما بين
مكّة والمدينة، عليه إزار وهو في الماء، فجعل يأخذ الماء في فيه، ثمّ يمجّه وهو يصفر،
فقلت: هذا خير من خلق اللّه في زمانه، ويفعل هذا! ثمّ دخلت عليه بالمدينة، فقال
لي: أين نزلت؟

فقلت له: نزلت أنا ورفيق لي في دار فلان.

فقال: بادروا وحوّلوا ثيابكم، وأخرجوا منها الساعة.

قال: فبادرت وأخذت ثيابنا وخرجنا، فلمّا صرنا خارجا من الدار انهارت
الدار[247].


4 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... إبراهيم بن عبد الحميد، قال: كتب إليّ أبو الحسن عليه‏السلام-
قال: عثمان بن عيسى وكنت حاضرا بالمدينة - تحوّل عن منزلك.

فاغتمّ بذلك، وكان منزله منزلاً وسطا بين المسجد والسوق، فلم يتحوّل. فعاد
إليه الرسول: تحوّل عن منزلك، فبقي.

ثمّ عاد إليه الثالثة: تحوّل عن منزلك، فذهب وطلب منزلاً، وكنت في المسجد، ولم
يجئ إلى المسجد إلاّ عتمة، فقلت له: ما خلفك؟

فقال: ما تدري ما أصابني اليوم، قلت: لا.

قال: ذهبت أستقي الماء من البئر لأتوضّأ، فخرج الدلو مملوءًا خرءًا، وقد عجنّا
وخبزنا بذلك الماء، فطرحنا خبزنا، وغسلنا ثيابنا، فشغلني عن المجيء، ونقلت
متاعي إلى المنزل الذي اكتريته، فليس بالمنزل إلاّ الجارية، الساعة أنصرف وآخذ
بيدها.

فقلت: بارك اللّه لك، ثمّ افترقنا، فلمّا كان سحر تلك الليلة خرجنا إلى المسجد،
فجاء فقال: ما ترون ما حدث في هذه الليلة؟

قلت: لا، قال: سقط واللّه! منزلي السفليّ والعلويّ[248].

5 ـ الحميريّ رحمه‏الله: ... إبراهيم بن عبد الحميد، قال: كتب إليّ أبو الحسن عليه‏السلام-
قال: عثمان بن عيسى وكنت حاضرا بالمدينة - تحوّل عن منزلك.

فاغتمّ بذلك، وكان منزله منزلاً وسطا بين المسجد والسوق، فلم يتحوّل. فعاد
إليه الرسول: تحوّل عن منزلك، فبقي.

ثمّ عاد إليه الثالثة: تحوّل عن منزلك، فذهب وطلب منزلاً، وكنت في المسجد، ولم
يجئ إلى المسجد إلاّ عتمة، فقلت له: ما خلفك؟

فقال: ما تدري ما أصابني اليوم، قلت: لا.

قال: ذهبت أستقي الماء من البئر لأتوضّأ، فخرج الدلو مملوءًا خرءًا، وقد عجنّا
وخبزنا بذلك الماء، فطرحنا خبزنا، وغسلنا ثيابنا، فشغلني عن المجيء، ونقلت
متاعي إلى المنزل الذي اكتريته، فليس بالمنزل إلاّ الجارية، الساعة أنصرف وآخذ
بيدها.

فقلت: بارك اللّه لك، ثمّ افترقنا، فلمّا كان سحر تلك الليلة خرجنا إلى المسجد،
فجاء فقال: ما ترون ما حدث في هذه الليلة؟

قلت: لا، قال: سقط واللّه! منزلي السفليّ والعلويّ[249].

6 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عبد اللّه بن إبراهيم الجعفريّ، قال:

كتب يحيى بن عبد اللّه بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... .

فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام: ... أحذّرك معصية الخليفة، وأحثّك
على برّه وطاعته ... أبقاه اللّه، فيؤمنك ويرحمك ويحفظ فيك أرحام رسول اللّه ... .

قال الجعفريّ: فبلغني أنّ كتاب موسى بن جعفر عليهماالسلام وقع في يدي هارون، فلمّا
قرأه قال: الناس يحملوني على موسى بن جعفر، وهو بريء ممّا يرمى به[250].


(428) 7 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن ابن محبوب، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه، قال:

اشتريت إبلاً وأنا بالمدينة مقيم، فأعجبني إعجابا شديدا، فدخلت على
أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، فذكرتها له.

فقال: ما لك وللإبل؟ أما علمت أنّها كثيرة المصائب؟!

قال: فمن إعجابي بها أكريتها وبعثت بها مع غلمان لي إلى الكوفة.

قال: فسقطت كلّها، فدخلت عليه فأخبرته.

فقال: «فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ‏ى أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ
»[251]،[252].

(429) 8 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: بعض أصحابنا، عن محمّد بن حَسّان،
عن محمّد بن رنجويه، عن عبد اللّه بن الحكم الأرمنيّ، عن عبد اللّه بن جعفر بن
إبراهيم الجعفريّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المفضّل مولى عبد اللّه بن جعفر بن أبي
طالب، قال: لمّا خرج الحسين بن عليّ المقتول بفخّ[253] واحتوى على المدينة، دعا
موسى بن جعفر إلى البيعة، فأتاه، فقال له: يا ابن عمّ! لا تكلّفني ما كلّف ابن عمّك أبا
عبد اللّه، فيخرج منّي ما لا أريد كما خرج من أبي عبد اللّه ما لم يكن يريد.

فقال له الحسين: إنّما عرضت عليك أمرا، فإن أردته دخلت فيه، وإن كرهته لم
أحملك عليه، واللّه المستعان، ثمّ ودّعه.

فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودّعه: يا ابن عمّ! إنّك مقتول فأجدّ
الضراب، فإنّ القوم فسّاق يظهرون إيمانا ويسترون شركا، و«إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ
رَ جِعُونَ
»[254]، أحتسبكم عند اللّه من عصبة، ثمّ خرج الحسين وكان من أمره ما
كان، قتلوا كلّهم كما قال عليه‏السلام[255].

9 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... عن الحسين بن موسى، عن أُمّه وأُمّ أحمد
بنت موسى، قالتا: كنّا مع أبي الحسن عليه‏السلام بالبادية، ونحن نريد بغداد، فقال لنا يوم
الخميس: اغتسلا اليوم لغد يوم الجمعة، فإنّ الماء بها غدا قليل...[256].

10 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن يحيى، عن وصيّ عليّ بن
السريّ، قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه‏السلام: إنّ عليّ بن السريّ توفّي فأوصى إليّ،
فقال: «رحمه اللّه»، قلت: وإنّ ابنه جعفر بن عليّ وقع على أُمّ ولد له، فأمرني أن
أخرجه من الميراث؟

قال: فقال لي: أخرجه من الميراث، وإن كنت صادقا فسيصيبه خبل ... .

قال الوصيّ: فأصابه الخبل بعد ذلك.


قال: أبو محمّد الحسن بن عليّ الوشّاء فرأيته بعد ذلك، وقد أصابه الخبل[257].

(430) 11 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدّثنا
محمّد بن عيسى، قال: حدّثني الحسن بن عليّ الوشّاء، عن هشام بن الحكم، قال:كنت
في طريق مكّة قائما أريد شراء بعير، فمرّ بي أبو الحسن عليه‏السلام.

فلمّا نظرت إليه تناولت رقعة، فكتبت إليه: جعلت فداك! إنّي أريد شراء هذا
البعير فما ترى؟

فنظر إليه ثمّ قال: لا أرى في شراه بأسا، فإن خفت عليه ضعفا فألقمه[258]،
فاشتريته وحملت عليه، فلم أر منكرا حتّى إذا كنت قريبا من الكوفة في
بعض  المنازل عليه حمل ثقيل، رمى بنفسه واضطرب للموت، فذهب
الغلمان  ينزعون عنه، فذكرت الحديث فدعوت بلقم، فما ألقموه إلاّ سبعا حتّى قام
بحمله[259].

12 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن عثمان بن عيسى، عن سفيان بن نِزار، قال:
كنت يوما على رأس المأمون، فقال: أتدرون من علّمني التشيّع؟

فقال القوم جميعا: لا، واللّه ! ما نعلم.

قال: علّمنيه الرشيد.

فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع، فقال: يا أمير المؤنين! على الباب
رجل يزعم أنّه موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي
طالب عليهم‏السلام، فأقبل علينا...

فأقبل عليّ أبو الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام سرّا بيني وبينه، فبشّرني بالخلافة،
فقال لي: إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي ...[260].

(431) 13 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق
الطالقانيّ رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى الصُوليّ، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن
عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد بن سليمان النوفليّ، عن صالح بن عليّ بن عطيّة، قال: كان
السبب في وقوع موسى بن جعفر عليهماالسلامإلى بغداد أنّ هارون الرشيد أراد أن يقعد
الأمر لابنه محمّد بن زبيدة، وكان له من البنين أربعة عشر ابنا، فاختار منهم ثلثة
محمّد بن زبيدة وجعله وليّ عهده، وعبد اللّه المأمون وجعل الأمر له بعد ابن زبيدة،
والقاسم المؤتمن وجعل له الأمر من بعد المأمون، فأراد أن يحكم الأمر في ذلك
ويشهره شهرة يقف عليها الخاصّ والعامّ، فحجّ في سنة تسع وسبعين ومائة، وكتب
إلى جميع الآفاق يأمر الفقهاء والعلماء والقرّاء والأمراء أن يحضروا مكّة أيّام الموسم،
فأخذ هو طريق المدينة.

قال عليّ بن محمّد النوفليّ: فحدّثني أبي أنّه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى
ابن جعفر عليهماالسلام وضع الرشيد ابنه محمّد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمّد بن الأشعث
فساء ذلك يحيى، وقال: إذا مات الرشيد، وأفضى الأمر إلى محمّد انقضت دولتي
ودولة ولدي وتحوّل الأمر إلى جعفر بن محمّد بن الأشعث وولده، وكان قد عرف
مذهب جعفر في التشيّع، فأظهر له أنّه على مذهبه، فسرّ به جعفر وأفضى إليه بجميع
أموره، وذكر له ما هو عليه في موسى بن جعفر عليهماالسلام، فلمّا وقف على مذهبه سعى به
إلى الرشيد، وكان الرشيد يرعى له موضعه وموضع أبيه من نصرة الخلافة.

فكان يقدم في أمره ويؤخّر ويحيى لا يألو أن يخطب عليه إلى أن دخل يوما إلى
الرشيد، فأظهر له إكراما وجرى بينهما كلام مزيّة جعفر لحرمته وحرمة أبيه.

فأمر له الرشيد في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار، فأمسك يحيى عن أن يقول فيه
شيئا حتّى أمسى، ثمّ قال للرشيد: يا أمير المؤمنين! قد كنت أخبرتك عن جعفر
ومذهبه، فتكذب عنه، وههنا أمر فيه الفيصل.

قال: وما هو؟

قال: إنّه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلاّ أخرج خمسه فوجّه به إلى
موسى بن جعفر، ولست أشكّ أنّه قد فعل ذلك في العشرين الألف دينار التي أمرت
بها له.

فقال هرون: إنّ في هذا لفيصلاً، فأرسل إلى جعفر ليلاً، وقد كان عرف سعاية
يحيى به، فتباينا وأظهر كلّ واحد منهما لصاحبه العداوة.

فلمّا طرق جعفر رسول الرشيد بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى، وأنّه
إنّما دعاه ليقتله، فأفاض عليه ماء ودعا بمسك وكافور، فتحنّط بهما، ولبس بردة
فوق ثيابه، وأقبل إلى الرشيد، فلمّا وقعت عليه عينه وشمّ رائحة الكافور ورأى
البردة عليه، قال: يا جعفر! ما هذا؟

فقال: يا أمير المؤمنين! قد علمت أنّه سعى بي عندك، فلمّا جاءني رسولك في هذه
الساعة لم أمن [ آمن] أن يكون قد قرح في قلبك ما يقول عليّ، فأرسلت إليّ لتقتلني.

قال: كلاّ، ولكن قد خبّرت أنّك تبعث إلى موسى بن جعفر من كلّ ما يصير إليك
بخمسه، وأنّك قد فعلت بذلك في العشرين الألف دينار، فأحببت أن أعلم ذلك.

فقال جعفر: اللّه أكبر! يا أمير المؤمنين! تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها
بخواتيمها.


فقال الرشيد لخادم له: خذ خاتم جعفر، وانطلق به حتّى تأتيني بهذا المال وسمّى له
جعفر جاريته التي عندها المال، فدفعت إليه البدر بخواتيمها، فأتى بها الرشيد، فقال
له جعفر: هذا أوّل ما تعرف به كذب من سعى بي إليك.

قال: صدقت يا جعفر! انصرف آمنا، فإنّي لا أقبل فيك قول أحد.

قال: وجعل يحيى يحتال في إسقاط جعفر.

قال النوفليّ: فحدّثني عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ، عن بعض
مشايخه، وذلك في حجّة الرشيد قبل هذه الحجّة، قال: لقيني عليّ بن إسماعيل بن
جعفر بن محمّد، فقال لي: مالك، قد اخملت نفسك؟!

ما لك لا تدبّر أمور الوزير؟

فقد أرسل إليّ فعادلته، وطلبت الحوائج إليه، وكان سبب ذلك أن يحيى بن خالد،
قال ليحيى بن أبي مريم: ألا تدلّني على رجل من آل أبي طالب له رغبة في الدنيا،
فأوسّع له منها.

قال: بلى، أدلّك على رجل بهذه الصفة، وهو عليّ بن إسماعيل بن جعفر فأرسل
إليه يحيى، فقال: أخبرني عن عمّك وعن شيعته، والمال الذي يحمل إليه، فقال له:
عندي الخبر، وسعى بعمّه، فكان من سعايته أن قال: من كثرة المال عنده أنّه اشترى
ضيعة تسمّى البشريّة بثلثين ألف دينار، فلمّا أحضر المال، قال البايع: لا أريد هذا
النقد، أريد نقدا كذا وكذا، فأمر بها فصبّت في بيت ماله، وأخرج منه ثلثين ألف
دينار من ذلك النقد ووزنه في ثمن الضيعة.

قال النوفليّ: قال أبي: وكان موسى بن جعفر عليهماالسلام يأمر لعليّ بن إسماعيل ويثق به
حتّى ربما خرج الكتاب منه إلى بعض شيعته بخطّ عليّ بن إسماعيل، ثمّ استوحش
منه، فلمّا أراد الرشيد الرحلة إلى العراق بلغ موسى بن جعفر: أنّ عليّا ابن أخيه يريد
الخروج مع السلطان إلى العراق، فأرسل إليه ما لك والخروج مع السلطان؟!


قال: لأنّ عليَ دينا، فقال: دينك عليَ، قال: فتدبير عيالي؟!

قال: أنا أكفيهم، فأبى إلاّ الخروج، فأرسل إليه مع أخيه محمّد بن إسماعيل ابن
جعفر بثلثمائة دينار وأربعة آلاف درهم، فقال له: اجعل هذا في جهازك ولا توتم
ولدي[261].

(432) 14 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى‏الله‏عنه،
قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن سِنان، قال: دخلت
على أبي الحسن عليه‏السلام [262] قبل أن يحمل إلى العراق بسنة، وعليّ ابنه  عليه‏السلام[جالس
]بين
يديه، فقال لي: يا محمّد! فقلت: لبّيك!

قال: إنّه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها!

[قال: قلت: وما يكون جعلت فداك؟! فقد أقلني ما ذكرت، فقال: أصير إلى
الطاغية، أما إنّه لا يبداني منه سوء ومن الذي يكون بعده.

قال: قلت: وما يكون جعلت فداك؟! [263]].

ثمّ أطرق، ونكت بيده في الأرض، ورفع رأسه إليّ وهو يقول: ويضلّ اللّه
الظالمين ويفعل اللّه مايشاء.

قلت: وما ذاك جعلت فداك؟

قال: من ظلم ابني هذا حقّه وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم عليّ بن أبي
طالب عليه‏السلام حقّه، وجحد إمامته من بعد محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.


فعلمت أ نّه قد نعى إلى نفسه، ودلّ على ابنه.

فقلت: واللّه، لئن مدّ اللّه في عمري لأُسلّمنّ إليه حقّه، ولأُقرّنّ له بالإمامة،
وأُشهد أ نّه من بعدك حجّة اللّه تعالى على خلقه، والداعي إلى دينه.

فقال لي: يا محمّد! يمدّ اللّه في عمرك وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من
بعده.

فقلت: من ذاك، جعلت فداك؟

قال: محمّد ابنه.

قال: قلت فالرضا والتسليم. قال: نعم! كذلك وجدتك في كتاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أما
إنّك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.

ثمّ قال: يا محمّد! إنّ المفضّل كان أُنسي ومستراحي، وأنت أُنسهما ومستراحهما.
حرام على النار أن تمسّك أبدا[264].


(433) 15 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وروى عبد اللّه بن إدريس، عن ابن سنان، قال:
حمل الرشيد في بعض الأيّام إلى عليّ بن يقطين ثيابا أكرمه بها، وكان في جملتها
دُرّاعة[265] خزّ سوداء من لباس الملوك مثقّلة بالذهب، فأنفذ عليّ بن يقطين جلّ تلك
الثياب إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام، وأنفذ في جملتها تلك الدرّاعة، وأضاف إليها مالاً
كان أعدّه على رسم له فيما يحمله إليه من خمس ماله.

فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن عليه‏السلام قبل ذلك المال والثياب، وردّ الدرّاعة على يد
الرسول إلى عليّ بن يقطين، وكتب إليه: احتفظ بها، ولا تخرجها عن يدك، فسيكون
لك بها شأن تحتاج إليها معه، فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه، ولم يدر ما سبب
ذلك، واحتفظ بالدرّاعة.

فلمّا كان بعد أيّام تغيّر عليّ بن يقطين علي غلام كان يختصّ به، فصرفه عن
خدمته، وكان الغلام يعرف ميل عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليه‏السلام ويقف
على ما يحمله إليه في كلّ وقت من مال وثياب وألطاف وغير ذلك.

فسعى به إلى الرشيد، فقال: إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر، ويحمل إليه خمس
ماله في كلّ سنة، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا
وكذا، فاستشاط[266] الرشيد لذلك، وغضب غضبا شديدا، وقال: لأكشفنّ عن هذا
الحال، فإن كان الأمر كما تقول أزهقت نفسه، وأنفذ في الوقت بإحضار عليّ بن
يقطين، فلمّا مثل بين يديه قال له: ما فعلت الدرّاعة التي كسوتك بها؟


قال: هي يا أمير المؤمنين! عندي في سفط مختوم، وفيه طيب قد احتفظت بها، فلمّا
أصبحت وفتحت السفط، ونظرت إليها تبرّكا بها، وقبّلتها ورددتها إلى موضعها،
وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك.

فقال: أحضرها الساعة.

قال: نعم، يا أمير المؤمنين! فاستدعى بعض خدمه، فقال له: امض إلى البيت
الفلاني من داري، فخذ مفتاحه من خازني وافتحه، ثمّ افتح الصندوق الفلاني،
فجئني بالسفط الذي فيه بختمه.

فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوما، فوضع بين يدي الرشيد، فأمر بكسر
ختمه وفتحه، فلمّا فتح نظر إلى الدرّاعة فيه بحالها مطويّة مدفونة في الطيب، فسكن
الرشيد من غضبه، ثمّ قال لعليّ بن يقطين: ارددها إلى مكانها وانصرف راشدا، فلن
أصدّق عليك بعدها ساعيا، وأمر أن يتبع بجائزة سنيّة، وتقدّم بضرب الساعي به
ألف سوط، فضرب نحو خمس مائة سوط، فمات في ذلك[267].


(434) 16 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا أحمد بن عُبْدُون سماعا وقراءة عليه،
قال: أخبرنا أبو الفرج عليّ بن الحسين الأصبهانيّ، قال: حدّثني أحمد بن عبيد اللّه
ابن عمّار، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد النَوْفَليّ، عن أبيه، قال الأصبهانيّ: وحدّثني أحمد
ابن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني يحيى بن الحسن العلويّ، وحدّثني غيرهما ببعض
قصّته، وجمعت ذلك بعضه إلى بعض، قالوا: كان السبب في أخذ موسى بن
جعفر عليهماالسلام أنّ الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمّد بن الأشعث، فحسده يحيى
ابن خالد البرمكيّ، وقال: إن أفضت الخلافة إليه زالت دولتي ودولة ولدي، فاحتال
على جعفر بن محمّد - وكان يقول بالإمامة - حتّى داخله وأنس إليه، وكان يكثر
غشيانه في منزله، فيقف على أمره فيرفعه إلى الرشيد، ويزيد عليه بما يقدح في قلبه.

قال يوما لبعض ثقاته: تعرفون لي رجلاً من آل أبي طالب ليس بواسع الحال
يعرّفني ما أحتاج [إليه]، فدلّ على عليّ بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد، فحمل إليه
يحيى بن خالد مالاً، وكان موسى عليه‏السلام يأنس إليه ويصله، وربّما أفضى إليه بأسراره
كلّها، فكتب ليشخص به، فأحسن موسى عليه‏السلامبذلك فدعاه، فقال: إلى أين يا ابن
أخي؟ قال: إلى بغداد.


قال: ما تصنع؟

قال: عليّ دين، أنا مملق.

قال: فأنا أقضي دينك وأفعل بك وأصنع، فلم يلتفت إلى ذلك، فقال له: انظر،
يا ابن أخي! لا تؤتم أولادي، وأمر له بثلثمائة دينار وأربعة آلاف درهم، فلمّا قام من
بين يديه، قال أبو الحسن موسى عليه‏السلام: لمن حوله  واللّه ! ليسعينّ في دمي ويؤتمنّ
أولادي.

فقالوا له: جعلنا اللّه فداك! فأنت تعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله!؟

فقال لهم: نعم، حدّثني أبي، عن آبائه، عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلمأنّ الرحم إذا
قطعت فوصلت قطعها اللّه، فخرج عليّ بن إسماعيل حتّى أتى إلى يحيى بن خالد
فتعرّف منه خبر موسى بن جعفر عليهماالسلام، ورفعه إلى الرشيد، وزاد عليه وقال له: إنّ
الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب، وإنّ له بيوت أموال، وإنّه اشترى ضيعة
بثلاثين ألف دينار، فسمّاها اليسيرة.

وقال له صاحبها وقد أحضر المال: لا آخذ هذا النقد، ولا آخذ إلاّ نقد كذا. فأمر
بذلك المال فردّ وأعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه، فرفع ذلك كلّه
إلى الرشيد فأمر له بمائتي ألف درهم يسبّب له على بعض النواحي، فاختار كور
المشرق، ومضت رسله لتقبض المال، ودخل هو في بعض الأيّام إلى الخلاء، فزحر[268]
زحرة خرجت منها حشوته كلّها، فسقط وجهدوا في ردّها، فلم يقدروا، فوقع لما به
وجاءه المال وهو ينزع، فقال: ما أصنع به وأنا في الموت.

وحجّ الرشيد في تلك السنة، فبدأ بقبر النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، فقال: يا رسول اللّه! إنّي
أعتذر إليك من شيء أريد أن أفعله أريد أن أحبس موسى بن جعفر، فإنّه يريد
التشتيت بأُمّتك وسفك دمائها، ثمّ أمر به فأخذ من المسجد، فأدخل إليه فقيّده،
وأخرج من داره بغلان عليهما قبّتان مغطّاتان هو عليه‏السلامفي إحداهما ووجّه مع كلّ
واحدة منهما خيلاً، فأخذ بواحدة على طريق البصرة والأخرى على طريق الكوفة،
ليعمي على الناس أمره.

وكان في التي مضت إلى البصرة، وأمر الرسول أن يسلّمه إلى عيسى بن جعفر بن
المنصور، وكان على البصرة حينئذ فمضى به فحبسه عنده سنة.

ثمّ كتب إلى الرشيد أن خذه منّي وسلّمه إلى من شئت وإلاّ خلّيت سبيله فقد
اجتهدت بأن أجد عليه حجّة فما أقدر على ذلك حتّى أنّي لأتسمّع عليه إذا دعا لعلّه
يدعو عليّ أو عليك، فما أسمعه يدعو إلاّ لنفسه يسأل الرحمة والمغفرة.

فوجّه من تسلّمه منه وحبسه عند الفضل بن الربيع ببغداد، فبقي عنده مدّة
طويلة، وأراد الرشيد على شيء من أمره فأبى، فكتب بتسليمه إلى الفضل بن يحيى،
فتسلّمه منه، وأراد ذلك منه فلم يفعل، وبلغه أنّه عنده في رفاهيّة وسعة، وهو حينئذ
بالرقّة.

فأنفذ مسرور الخادم إلى بغداد على البريد، وأمره أن يدخل من فوره إلى موسى
ابن جعفر عليه‏السلام، فيعرف خبره، فإن كان الأمر على ما بلغه أوصل كتابا منه إلى
العبّاس بن محمّد، وأمره بامتثاله، وأوصل كتابا منه آخر إلى السنديّ بن شاهك
يأمره بطاعة العبّاس، فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد.

ثمّ دخل على موسى بن جعفر عليهماالسلام، فوجده على ما بلغ الرشيد، فمضى من فوره
إلى العبّاس بن محمّد والسنديّ، فأوصل الكتابين إليهما، فلم يلبث الناس أن خرج
الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى، فركب معه وخرج مشدوها دهشا حتّى دخل
على العبّاس، فدعا بسياط وعقابين، فوجّه ذلك إلى السنديّ، وأمر بالفضل فجرّد،
ثمّ ضربه مائة سوط، وخرج متغيّر اللون خلاف ما دخل، فأذهبت نخوته، فجعل
يسلّم على الناس يمينا وشمالاً.

وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد، فأمر بتسليم موسى عليه‏السلام إلى السنديّ بن
شاهك، وجلس مجلسا حافلاً وقال: أيّها الناس! إنّ الفضل بن يحيى قد عصاني،
وخالف طاعتي، ورأيت أن ألعنه فالعنوه، فلعنه الناس من كلّ ناحية حتّى ارتجّ
البيت والدار بلعنه، وبلغ يحيى بن خالد، فركب إلى الرشيد ودخل من غير الباب
الذي يدخل الناس منه حتّى جاءه من خلفه، وهو لا  يشعر، ثمّ قال له: التفت إليّ
يا أمير المؤمنين! فأصغى إليه فزعا، فقال له: إنّ الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد،
فانطلق وجهه وسرّ وأقبل على الناس، فقال: إنّ الفضل كان عصاني في شيء فلعنته،
وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولّوه.

فقالوا له: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت، وقد تولّيناه، ثمّ خرج يحيى
ابن خالد بنفسه على البريد حتّى أتى بغداد، فماج الناس وارجفوا بكلّ شيء، فأظهر
أنّه ورد لتعديل السواد، والنظر في أمر العمّال، وتشاغل ببعض ذلك، ودعا السنديّ
فأمره فيه بأمره فامتثله.

وسأل موسى عليه‏السلام السنديّ عند وفاته أن يحضره مولى له ينزل عند دار العبّاس
ابن محمّد في أصحاب القصب ليغسّله، ففعل ذلك.

قال: سألته أن يأذن لي أن أكفّنه فأبى، وقال: إنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ
صرورتنا، وأكفان موتانا من طهرة أموالنا، وعندي كفني، فلمّا مات أدخل عليه
الفقهاء ووجوه أهل بغداد، وفيهم الهيثم بن عديّ وغيره، فنظروا إليه لا أثر به
وشهدوا على ذلك، وأخرج فوضع على الجسر ببغداد، ونودي هذا موسى بن جعفر
قد مات فانظروا إليه، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميّت.

قال: وحدّثني رجل من بعض الطالبيّين أنّه نودي عليه هذا موسى بن جعفر
الذي تزعم الرافضة أنّه لا يموت، فانظروا إليه، فنظروا إليه.


قالوا: وحمل فدفن في مقابر قريش، فوقع قبره إلى جانب رجل من النوفليّين،
يقال له: عيسى بن عبد اللّه[269].


(435) 17 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وروى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد،
عن محمّد بن عليّ، عن عليّ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: دخلت
المدينة وأنا شديد المرض، وكان أصحابنا يدخلون عليّ، فلم أعقل بهم، وذلك أنّه
أصابني حصر[270]، فذهب عقلي، فأخبرني إسحاق بن عمّار أنّه أقام عليّ بالمدينة
ثلاثة أيّام لا يشكّ أنّه لا يخرج منها حتّى يدفنني ويصلّي عليّ، فخرج وأفقت بعد
خروج إسحاق، فقلت لأصحابي: افتحوا كيسي وأخرجوا منه مائة درهم،
واقسموها في أصحابي، ففعلوا.

وأرسل إليّ أبو الحسن عليه‏السلام بقدح فيه ماء، فقال الرسول: يقول لك
أبو الحسن عليه‏السلام: تشرب هذا الماء، فإنّ فيه شفاءك، إن شاء اللّه تعالى.

ففعلت، فأسهل بطني، وأخرج اللّه ما كنت أجده في بطني من الأذى.

فدخلت على أبي الحسن عليه‏السلام، فقال: يا عليّ! كيف تجد نفسك؟

قلت: جعلت فداك! قد ذهب عنّي ما كنت أجده في بطني.

فقال: يا عليّ! أما إنّ أجلك كان قد حضر مرّة بعد أخرى، ولكنّك رجل وصول
لقرابتك وإخوانك فأنسأ اللّه في أجلك مرّة بعد أخرى.

قال: وخرجت إلى مكّة فلحقني إسحاق بن عمّار، فقال: واللّه! لقد أقمت بالمدينة
ثلاثة أيّام، فأخبرني بقصّتك.

فأخبرته بما صنعت، وما قال لي أبو الحسن عليه‏السلام.

فقال لي إسحاق بن عمّار: هكذا قال لي أبو عبد اللّه عليه‏السلام مرّة بعد أخرى،
وأصابني مثل الذي أصابك[271].

(436) 18 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وروى الحسن، قال: أخبرني أحمد بن محمّد،
عن محمّد بن عليّ، عن عليّ، عن الحسن، عن أبي خالد الزباليّ، قال: مرّ بي
أبو الحسن عليه‏السلام يريد بغداد زمن المهديّ، أيّام كان أخذ محمّد بن عبد اللّه، فنزل في
هاتين القبّتين، في يوم شديد البرد، في سنة مجدبة، لا يقدر على عود يستوقد به تلك
السنة، وأنا يومئذ أرى رأي الزيديّة، أدين اللّه بذلك؛ فقال لي: يا أبا خالد، إئتنا
بحطب نستوقد.

قلت: واللّه! ما أعرف في المنزل عودا واحدا.

فقال: كلاّ، خذ في هذا الفجّ[272] فإنّك تلقى أعرابيّا معه حملين، فاشترهما منه، ولا تماكسه.

فركبت حماري، وانطلقت نحو الفجّ الذي وصف لي، فإذا أعرابيّ معه حملين حطب،
فاشتريتهما منه، وأتيته، فاستوقدوا منه يومهم، وأتيته بظرف ممّا عندنا، يطعم منه.

ثمّ قال: يا أبا خالد! أنظر خفاف الغلمان ونعالهم، فأصلحها حتّى نقدم عليك يوم
كذا وكذا، من شهر كذا وكذا.

قال أبو خالد: وكتبت تاريخ ذلك اليوم، وليس همّي غير هذه الأيّام، فلمّا كان
يوم الميعاد ركبت حماري، وسرت أميالاً ونزلت، فقعدت عند الجبل أفكّر في نفسي،
وأقول: واللّه! إن وافاني هذا اليوم الذي قال لي، فإنّه الإمام الذي فرض اللّه طاعته
على خلقه، لا يسع الناس جهله.


فقعدت حتّى أمسيت، وأردت الإنصراف، فإذا أنا براكب مقبل، فأشرت إليه،
فأقبل إليّ فسلّم، فرددت عليه السلام، فقلت: وراءك أحد؟

قال: نعم، قطار فيه نحو من عشرين، يشبهون أهل المدينة.

قال: فما لبثت أن ارتفع القطار، فركبت حماري وتوجّهت نحو القطار، فإذا هو
يهتف بي: يا أبا خالد! هل وفينا لك بما وعدناك؟

قلت: قد واللّه! كنت أيست من قدومك، حتّى أخبرني راكب، فحمدت اللّه على
ذلك، وعلمت أنّك هو.

قال: ما فعلت القبّتان اللتان كنّا نزلنا فيهما؟

قلت: جعلت فداك، تذهب إليهما، وانطلقت معه حتّى نزل القبّتين، فأتيناه بغذاء
فتغذّى، وقال: ما حال خفاف الغلمان ونعالهم؟

قلت: أصلحتها، فأتيته بها، فسرّ بذلك، فقال: يا أبا خالد! زوّدنا من هذه
الفسقارات[273] التي بالمدينة، فإنّا لا نقدر فيها على هذه الأشياء التي تجدونها عندكم.
قال: فلم يبق شيء إلاّ زوّدته منه، ففرح وقال: سلني حاجتك، وكان معه محمّد أخوه.

قلت: جعلت فداك، أخبرك بما كنت فيه، وأدين اللّه به، إلى أن وقعت عليك،
وقدمت عليّ، فسألتني الحطب، فأخبرتك بما أخبرتك، فأخبرتني بالأعرابيّ، ثمّ
قلت لي: إنّي موافيك يوم كذا وكذا، من شهر كذا وكذا، كما قلت، لم ينقص، ولم يزد
يوما واحدا، فعلمت أنّك الإمام الذي فرض اللّه طاعته، لا يسع الناس جهلك،
فحمدت اللّه لذلك.

فقال: يا أبا خالد! من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة، وحوسب بما عمل
في الإسلام[274].

(437) 19 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روى واضح عن الرضا عليه‏السلام، قال: قال أبي
موسى عليه‏السلامللحسين بن أبي العلاء: اشتر لي جارية نوبيّة.

فقال الحسين: أعرف واللّه! جارية نوبيّة نفيسة، أحسن ما رأيت من النوبة،
فلولا خصلة لكانت من شأنك.


قال عليه‏السلام: وما تلك الخصلة؟

قال: لا تعرف كلامك، وأنت لا تعرف كلامها

فتبسّم عليه‏السلام، ثمّ قال: اذهب حتّى تشتريها.

فلمّا دخلت [ بها] إليه، قال لها بلغتها: ما اسمك؟

قالت: مؤنسة.

قال: أنت لعمري! مؤنسة، قد كان لك اسم غير هذا، [ وقد] كان اسمك قبل هذا حبيبة.

قالت: صدقت، ثمّ قال عليه‏السلام: يا ابن أبي العلاء! إنّها ستلد لي غلاما لا يكون في
ولدي أسخى، ولا أشجع، ولا أعبد منه.

قلت: فما تسمّيه، حتّى أعرفه؟

قال: اسمه إبراهيم.

فقال عليّ بن أبي حمزة: كنت مع موسى عليه‏السلام بمنى، إذ أتا رسوله، فقال: الحق بي
بالثعلبيّة، فلحقت به، ومعه عياله و عمران خادمه.

فقال: أيّما أحبّ إليك المقام ههنا، أوتلحق بمكّة؟

قلت: أحبّهما إليّ ما أحببت.

قال: مكّة خير لك، ثمّ سبقني إلى داره بمكّة، وأتيته وقد صلّى المغرب.

فدخلت عليه، فقال: اخلع نعليك، إنّك بالواد المقدّس [طوى].

فخلعت نعلي، وجلست معه، فأتيت بخوان فيه خبيص[275]، فأكلت أنا وهو، ثمّ
رفع الخوان.

وكنت أحدّثه، ثمّ غشيني النعاس، فقال لي: قم فنم حتّى أقوم أنا لصلاة الليل،
فحملني النوم إلى أن فرغ من صلاة الليل، ثمّ جائني فنبهّني، فقال: فتوضّأ وصلّ
صلاة الليل وخفّف.

فلمّا فرغت من الصلاة، صلّينا الفجر، ثمّ قال لي: يا عليّ! إنّ أُمّ ولدي ضربها
الطلق، فحملتها إلى الثعليّة، مخافة أن يسمع الناس صوتها، فولدت هناك الغلام الذي
ذكرت لك كرمه وسخائه وشجاعته.

قال عليّ: فواللّه! لقد أدركت الغلام، فكان كما وصف[276].

(438) 20 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روي عن محمّد بن عبد اللّه، عن صالح بن واقد
الطبريّ، قال: دخلت على موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقال: يا صالح! إنّه يدعوك
الطاغية - يعني هارون - فيحبسك في محبسه ويسألك عنّي فقل: إنّي لا أعرفه، فإذا
صرت في محبسه، فقل: من أردت أن تخرجه، فأخرجه بإذن اللّه تعالى.

قال صالح: فدعاني هارون الرشيد من طبرستان، فقال: ما فعل موسى بن
جعفر عليه‏السلام، فقد بلغني أنّه كان عندك.

فقلت: وما يدريني من موسى بن جعفر؟ أنت يا أمير المؤمنين! أعرف به وبمكانه.

فقال: اذهبوا به إلى الحبس، فواللّه! إنّي لفي بعض الليالي قاعد، وأهل الحبس نيام
إذ أنا به يقول: يا صالح! قلت: لبّيك.

قال: قد صرت إلي هاهنا؟


فقلت: نعم، يا سيّدي!.

قال: قم! فاخرج واتّبعني، فقمت وخرجت، فلمّا أن صرنا إلى بعض الطريق،
قال: يا صالح! السلطان سلطاننا كرامة من اللّه أعطاناها.

قلت: يا سيّدي! فأين أحتجز من هذا الطاغية؟

قال: عليك ببلادك، فارجع إليها، فإنّه لن يصل إليك.

قال صالح: فرجعت إلى طبرستان، فواللّه! ما سأل عنّي، ولا درى أحبسني
أم لا[277].

(439) 21 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روى إسماعيل بن موسى، قال: كنّا مع أبي الحسن عليه‏السلام
في عمرة، فنزلنا بعض قصور الأمراء، فأمر بالرحلة، فشدّت المحامل، وركب بعض
العيال.

وكان أبو الحسن عليه‏السلام في بيت، فخرج فقام على بابه، فقال: حطّوا حطّوا.

فقال إسماعيل: وهل ترى شيئا؟

قال: إنّه ستأتيكم ريح سوداء مظلمة، فتطرح بعض الإبل.

قال: فحطّوا، وجاءت ريح سوداء، فأشهد لقد رأيت جملنا عليه كنيسة حتّى
أركب أنا فيها وأحمد أخي، ولقد قام ثمّ سقط على جنبه بالكنيسة[278].


(440) 22 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: عن مرازم، قال: حضرت باب الرشيد أنا
وعبد الحميد الطائيّ ومحمّد بن حكيم، وأدخل عبد الحميد، فما لبثنا أن طرح برأسه
وحده، فتغيّرت ألواننا وقلنا: قد وقع الأمر.

فلمّا دخلت عليه وجدته مغضبا، والسياف قائم بين يديه، وبيده سيف مصلّت،
ورأيت خلفه علويّا، فعلمت أنّه قد فعل بنا ذلك، فقلت: اتّق اللّه ! يا أمير المؤمنين!
في دمي، فإنّه لا يحلّ لك إلاّ بحجّة، ولا تسمع فينا قول هذا الفاسق.

فقال العلويّ: أتفسقني وقد كنت بالمدينة تلقمني الفالوذج بيدك محبّة لي؟

فقال الرشيد بحيث لم يسمع هو: إذا عرفت حقّه.

فقلت: يا أمير المؤمنين! أنشدك اللّه إلاّ قلت لهذا: ألست كنت أبيع دارا بالمدينة
لي فطلب منّي أن أبيعها منه، ثمّ إنّه استشفع في ذلك بموسى بن جعفر عليهماالسلام فما قبلت
ولا شفّعته فيه، وبعته من غيره؟

فسأله أكذلك؟

قال: نعم.

فقال: قم، قبّحك اللّه! تقول: إنّه يقول بربوبيّة موسى بن جعفر عليهماالسلام، ثمّ تقول: إنّه
لم يقبل شفاعته في بيع دار منّي؟!

ثمّ أقبل عليّ وقال: ارجع راشدا.

فخرجت وأخذت بيد صاحبي وقلت: امض، فقد خلّصنا اللّه تعالى، ورحم اللّه
عبد الحميد، وحكيت له ما جرى، فقال لي: وما منعك من قبول شفاعة
أبي الحسن عليه‏السلام؟

فقلت له: هو أمرني بذلك، وقال لي: إن استشفع بي إليك فلا تقبل شفاعتي[279].


(441) 23 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: عن عليّ بن عيسى، عن أيّوب بن يحيى
الجندل، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال: رجل من أهل قمّ يدعوا الناس إلى الحقّ،
يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلّهم الرياح العواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا
يجبنون، وعلى اللّه يتوكّلون، والعاقبة للمتّقين[280].

(442) 24 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم الحسنيّ،
عن إسحاق الناصح مولى جعفر، عن أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام، قال: قمّ عُشّ آل
محمّد، ومأوى شيعتهم، ولكن سيهلك جماعة من شبابهم بمعصية آبائهم،
والاستخفاف والسخريّة بكبرائهم ومشايخهم، ومع ذلك يدفع اللّه عنهم شرّ
الأعادي وكلّ سوء[281].

(443) 25 ـ أبو الفرج الإصفهانيّ: حدّثني عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثني جعفر
ابن محمّد الفَزاريّ، قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، قال: حدّثنا عنيزة القصبانيّ قال:
رأيت موسى بن جعفر عليه‏السلام بعد عتمة، وقد جاء إلى الحسين  صاحب فخّ، فانكبّ
عليه شبه الركوع، وقال: أحبّ أن تجعلني في سعة وحلّ من تخلّفي عنك، فأطرق
الحسين طويلاً لا يجيبه، ثمّ رفع رأسه إليه فقال: أنت في سعة.

وبأسانيد أخرى قال: قال الحسين لموسى بن جعفر في الخروج، فقال له: إنّك
مقتول، فأحدّ الضراب، فإنّ القوم فسّاق، يظهرون إيمانا، ويضمرون  نفاقا وشركا،
فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، وعند اللّه عزّ وجلّ أحتسبكم من عصبة[282].


 

الخامس ـ إخباره عليه‏السلام بالوقائع العامّة:

(444) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وروى أحمد بن عليّ، عن محمّد بن الحسين  بن
إسماعيل، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: سمعت أبا إبراهيم عليه‏السلام  يقول: إنّ بني
فلان يأخذونني ويحبسونني، وقال: وذاك وإن طال فإلى سلامة [في دينه[283]].

 

(د) ـ علمه عليه‏السلام بأمور مختلفة

وفيه خمسة عناوين

 

الأوّل ـ علمه عليه‏السلام بالأمور الصعبة والغامضة:

1 ـ النباطيّ البياضيّ رحمه‏الله: قيل: حضر مجلس الرشيد هنديّ حكيم، فدخل
الكاظم عليه‏السلام، فرفع الرشيد مقامه، فحسده الهنديّ ... .

فقال عليه‏السلام: أخبرني، الصور الصدفيّة إذا تكاملت فيها الحرارة الكليّة، وتواترت
عليها الحركات الطبيعيّة، واستحكمت فيها القوى العنصريّة، صارت أخصاصا
عقليّة، أم أشباحا وهميّة؟

فبهت الهنديّ وقبّل رأس الإمام عليه‏السلام، وقال: لقد كلّمتني بكلام لاهوت، من
جسم ناسوت ...[284].


 

الثاني ـ علمه عليه‏السلام بجميع اللغات:

1 ـ العيّاشيّ رحمه‏الله: عن أبي بصير، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: ... فمرّت السفينة
تدور في الطوفان على الجبال كلّها حتّى انتهت إلى الجوديّ، فوقعت عليه، فقال نوح:
يا راتقي! يا راتقي!

قال: قلت له: جعلت فداك أيّ شيء هذا الكلام؟

فقال: اللّهمّ أصلح، اللّهمّ أصلح[285].

(445) 2 ـ الراونديّ رحمه‏الله: قال بدر مولى الرضا عليه‏السلام: إنّ إسحاق بن عمّار 1رإسحاق بن عمّار ، 4دخل
على موسى بن جعفر عليهماالسلام فجلس عنده، إذ استأذن عليه رجل خراسانيّ، فكلّمه
بكلام لم يسمع مثله قطّ كأنّه كلام الطير.

قال إسحاق: فأجابه موسى عليه‏السلام بمثله وبلغته إلى أن قضى وطره من مسألته،
فخرج من عنده.

فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام؟!

قال: هذا كلام قوم من أهل الصين، وليس كلّ كلام أهل الصين مثله.

ثمّ قال: أتعجب من كلامي بلغته؟

قلت: هو موضع التعجّب.

قال عليه‏السلام: أخبرك بما هو أعجب منه، (اعلم) أنّ الإمام يعلم منطق الطير ونطق
كلّ ذي روح خلقه اللّه تعالى، وما يخفى على الإمام شيء[286].


 

الثالث ـ تكلّمه عليه‏السلام بألسنة مختلفة:

(446) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روي عن معتّب مولى أبي عبد اللّه، قال: إنّ موسى بن
جعفر لم يكن يرى له ولد، فأتاه يوما أخواه إسحاق الزاهد ومحمّد الديباج - ابنا
جعفر عليه‏السلام- وسمعاه يتكلّم بلسان ليس بعربيّ، فجاءه غلام صقلبيّ، فكلّمه بلسانه،
فمضى الغلام وجاءه بعليّ ابنه، فقال موسى: لإخوته: هذا عليّ ابني، فضمّاه إلى
صدورهما واحد بعد واحد وقبّلاه، وكلّم الغلام بلسانه، فحمله وردّه.

ثمّ تكلّم مع غلام أسود بالحبشيّة، فجاء بغلام آخر، ثمّ ردّه ثمّ تكلّم مع غلام
آخر بلسان آخر غيره، فجاء بغلام حتّى أحضر خمسة أولاد مع خمسة غلمان
مختلفين[287].


2 ـ الطريحيّ رحمه‏الله: روي أنّ الرشيد لمّا أراد أن يقتل الإمام موسى بن
جعفر عليهماالسلام أعرض قتله على سائر جنده وفرسانه، فلم يقتله أحد منهم، فأرسل إلى
عمّاله في بلاد الإفرنج، يقول لهم: التمسوا إليّ قوما لا يعرفون اللّه ولا يعرفون رسول
اللّه، فإنّي أريد أستعين بهم على مهمّ.

قال: فأرسلوا إليه قوما، لا يعرفون من شرائط الإسلام كلمة واحدة ... وأنزلهم
في دار الكرامة، وحمل لهم الهدايا والتحف والخلع الثمينة ... .

فقال لوزيره: قل لهم: إنّ الملك له عدوّ في هذا البيت جالس ـ يعني موسى بن
جعفر عليهماالسلام ـ، فادخلوا إليه واقتلوه، ولكم الجائزة العظمى، فقالوا: سمعا وطاعة،
وهذا أمر هيّن علينا، فإن أردتم قطّعناه قطعا، وأكلنا لحمه.

قال: فقاموا جميعا بأسلحتهم، كأنّهم السباع الضارية، ودخلوا على الإمام موسى
ابن جعفر عليهماالسلام، والرشيد ينظر إليهم من طاقة حجرته، ويبصر ما ذا يفعلون.

قال: فلمّا رأوه رموا أسلحتهم، وارتعدت فرائصهم، وخرّوا سجّدا يبكون رحمة له.

قال: فجعل الإمام عليه‏السلام يمرّ يده الشريفة على رؤوسهم، وهم يبكون، ومع ذلك
يخاطبهم بلحنهم ولغتهم ...[288].

 

الرابع ـ علمه عليه‏السلام بمنطق الحيوانات:

(447) 1 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن جعفر،
عن أبي إبراهيم عليه‏السلام، قال: ما من دابّة يريد صاحبها أن يركبها إلاّ قالت: «اللّهمّ
اجعله بي رحيما»
[289].


2 ـ الصفّار رحمه‏الله: ... أحمد بن هارون بن موفّق مولى أبي الحسن، قال: أتيت
أبا الحسن عليه‏السلام لأُسلّم عليه، فقال لي: اركب ندور في أموالنا ... فأمسكت ركابه،
وأهويت لأخذ العنان، فأبى وأخذه هو فأخرجه من رأس الدابّة، وعلّقه في طنب
من أطناب الفازة، فجلس ... إلى أن حمحم الفرس، فضحك عليه‏السلامونطق بالفارسيّة
وأخذ بعرفها، فقال: إذهب فبل، فرفع رأسه فنزع العنان، ومرّ يتخطّى الجداول
والزرع إلى براح حتّى بال ورجع ... [290].

(448) 3 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: روى عليّ بن أبي حمزة البَطائِنيّ، قال: خرج أبو
الحسن موسى عليه‏السلام في بعض الأيّام من المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها، فصحبته
أنا، وكان عليه‏السلام راكبا بغلة، وأنا على حمار لي، فلمّا صرنا في بعض الطريق اعترضنا
أسد، فأحجمت خوفا.

وأقدم أبو الحسن عليه‏السلام غيرمكترث به، فرأيت الأسد يتذلّل لأبي الحسن عليه‏السلام
ويهمهم، فوقف له أبو الحسن عليه‏السلام كالمصغى إلى همهمته، ووضع الأسد يده على كفل
بغلته، وقد همّتني نفسي من ذلك، وخفت خوفا عظيما، ثمّ تنحّى الأسد إلى جانب
الطريق، وحوّل أبو الحسن عليه‏السلام وجهه إلى القبلة، وجعل يدعو ويحرّك شفتيه بما لا
أفهمه.

ثمّ أومى إلى الأسد بيده أن امض، فهمهم الأسد همهمة طويلة وأبو  الحسن عليه‏السلام
يقول: آمين، آمين، وانصرف الأسد حتّى غاب عن بين أعيننا، ومضى
أبو الحسن عليه‏السلام لوجهه وأتبعته، فلمّا بعدنا عن الموضع لحقته، فقلت له: جعلت فداك!
ما شأن هذا الأسد؟ ولقد خفته واللّه عليك، وعجبت من شأنه معك!


فقال لي أبو الحسن عليه‏السلام: إنّه خرج إليّ يشكو عسر الولادة على لبوته، سألني أن
أسأل اللّه أن يفرّج عنها؟ ففعلت ذلك له، وألقي في روعي أنّها تلد ذكرا فخبّرته
بذلك.

فقال لي: امض في حفظ اللّه، فلا سلّط اللّه عليك، ولا على ذرّيّتك ولا على أحد
من شيعتك شيئا من السباع، فقلت: آمين[291].

 

الخامس ـ علمه عليه‏السلام بمنطق الطيور:

(449) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، عن محمّد بن إبراهيم، عن عمر،
عن بشير، عن عليّ بن أبي حمزة، قال: دخل رجل من موالي أبي الحسن عليه‏السلامفقال:
جعلت فداك! أحبّ أن تتغذّى عندي.

فقام أبو الحسن عليه‏السلام حتّى مضى معه ودخل البيت، فإذا في البيت سرير، فقعد
على السرير، وتحت السرير زوج حمام، فهدر الذكر على الأنثى، وذهب الرجل
ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسن عليه‏السلام يضحك.

فقال: أضحك اللّه سنّك، بم ضحكت؟

فقال: إنّ هذا الحمام هدر على هذه الحمامة، فقال له: يا سكني وعرسي! واللّه! ما
على وجه الأرض أحد أحبّ إليّ منك، ما خلا هذا القاعد على السرير!

قال: قلت: جعلت فداك! وتفهم كلام الطير؟

فقال: نعم، «عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْ‏ءٍ »[292][293].

(450) 2 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وروى أحمد بن محمّد المعروف بغزال، قال:
كنت جالسا مع أبي الحسن عليه‏السلام في حائط له، إذ جاء عصفور فوقع بين يديه، وأخذ
يصيح، ويكثر الصياح، ويضطرب، فقال لي: تدري ما يقول هذا العصفور؟

قلت: اللّه ورسوله ووليّه أعلم.

فقال: يقول: يا مولاي! إنّ حيّة تريد أن تأكل فراخي في البيت؛ فقم بنا ندفعها
عنه، وعن فراخه.

فقمنا ودخلنا البيت، فإذا حيّة تجول في البيت، فقتلناها[294].


 

(ه)  ـ  علمه عليه‏السلام بالآجال

وفيه عشرة عناوين

 

الأوّل ـ علمه عليه‏السلام بأجل عبد اللّه بن جعفر:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... عن أبي بصير، قال: سمعت العبد الصالح عليه‏السلام
يقول: ... قال أبو بصير: جعلت فداك! ما بالك حججت العام، ونحر عبد اللّه
جزورا؟ ... .

قال أبو بصير: فظننت أنّه عرّض بنفسه، وقال: أما إنّ عبد اللّه لا يعيش أكثر من
سنة، فذهب أصحابه حتّى انقضت السنة.

قال: فهذه فيها يموت.

قال: فمات في تلك السنة[295].

 

الثاني ـ علمه عليه‏السلام بأجل الأخرس:

1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: ... أحمد بن عمر الحلاّل، قال: سمعت الأخرس يذكر موسى
ابن جعفر عليهماالسلام بسوء، فاشتريت سكّينا، وقلت في نفسي: واللّه! لأقتلنّه إذا خرج
من المسجد، فأقمت على ذلك، وجلست فما شعرت إلاّ برقعة أبي الحسن عليه‏السلامقد
طلعت عليَّ فيها: بحقّي عليك لما كففت عن الأخرس، فإنّ اللّه ثقتي، وهو حسبي. (فما
بقي أيّاما إلاّ ومات)[296].


 

الثالث ـ علمه عليه‏السلام بأجل شهاب بن عبد ربّه:

1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: استقرض
أبو الحسن عليه‏السلام من شهاب بن عبد ربّه مالاً، وكتب كتابا، ووضعه على يدي، وقال:
إن حدث بي حدث فخرّقه.

قال عبد الرحمن: فخرجت إلى مكّة، فلقيني أبو الحسن عليه‏السلام، وأنا بمنى، فقال لي:
يا عبد الرحمن! خرّق الكتاب، قال: ففعلت، وقدمت الكوفة وسألت عن شهاب،
فإذا هو قد مات في الوقت [الذي] أومأ إليّ في خرق الكتاب[297].

 

الرابع ـ علمه عليه‏السلام بأجل عبد اللّه بن يحيى الكابليّ:

(451) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: وجدت بخطّ جبريل بن أحمد، حدّثني محمّد بن
عبد اللّه بن مهران، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أخطل الكاهليّ،
عن عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ، قال: حججت فدخلت على أبي الحسن عليه‏السلام، فقال
لي: اعمل خيرا في سنتك هذه، فإنّ أجلك قد دنى.

قال: فبكيت، فقال لي: وما يبكيك؟

قلت: جعلت فداك! نعيت إلى نفسي.

قال: أبشر! فإنّك من شيعتنا، وأنت إلى خير.

قال أخطل: فما لبث عبد اللّه بعد ذلك إلاّ يسيرا حتّى مات[298].


 

 

الخامس ـ علمه عليه‏السلام بأجل الرجل الذي كان موكّلاً عليه في السجن:

 

(452) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ إسحاق بن عمّار قال: لمّا حبس هارون أبا الحسن
موسى عليه‏السلام دخل عليه أبو يوسف ومحمّد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة، فقال أحدهما
للآخر: نحن على أحد أمرين: إمّا أن نساويه، وإمّا أن نشاكله.

فجلسا بين يديه، فجاء رجل كان موكّلاً به من قبل السنديّ بن شاهك، فقال: إنّ
نوبتي قد انقضت وأنا على الانصراف، فإن كانت لك حاجة أمرتني حتّى آتيك بها
في الوقت الذي تلحقني النوبة؟

فقال [له]: ما لي حاجة.

فلمّا أن خرج، قال لأبي يوسف ومحمّد بن الحسن: ما أعجب هذا يسألني أن أكلّفه
حاجة من حوائجي ليرجع، وهو ميّت في هذه الليلة.

قال: فغمز أبو يوسف محمّد بن الحسن للقيام، فقاما، فقال أحدهما للآخر: إنّا
جئنا لنسأله عن الفرض والسنّة وهو الآن جاء بشيء آخر، كأنّه من علم الغيب. ثمّ
بعثا برجل مع الرجل، فقالا: اذهب حتّى تلزمه وتنتظر ما يكون من أمره في هذه
الليلة، وتأتينا بخبره من الغد.

فمضى الرجل فنام في مسجد عند باب داره، فلمّا أصبح سمع الواعية ورأى الناس
يدخلون داره، فقال: ما هذا؟


قالوا: [قد] مات فلان في هذه الليلة فجأة من غير علّة، فانصرف [الرجل ]إلى
أبي يوسف ومحمّد وأخبرهما (الخبر فأتيا) أبا الحسن عليه‏السلامفقالا: قد علمنا أنّك قد
أدركت العلم في الحلال والحرام، فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكّل بك أنّه
يموت في هذه الليلة؟

قال: من الباب الذي أخبر بعلمه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، فلمّا
أورد عليهما هذا، بقيا لا يحيران جوابا[299].

 

السادس ـ علمه عليه‏السلام بأجل أبي بصير:

(453) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله:  قال إسحاق بن عمّار: إنّ أبا بصير أقبل مع أبي الحسن
موسى عليه‏السلام من المدينة يريد العراق، فنزل أبو الحسن المنزل الذي يقال له: زبالة
بمرحلة، فدعا بعليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، وكان تلميذا لأبي بصير، فجعل يوصيه
بوصيّة بحضرة أبي بصير، ويقول: يا عليّ! إذا صرنا إلى الكوفة فتقدّم في كذا.

فغضب أبو بصير وخرج من عنده، فقال: لا واللّه! ما أعجب ما أرى هذا
[الرجل] أنا أصحبه منذ حين، ثمّ يتخطّاني بحوائجه إلى بعض غلماني.

فلمّا كان من الغد حمّ أبو بصير بزبالة، فدعا بعليّ بن أبي حمزة، فقال له: أستغفر
اللّه ممّا حكّ في صدري من مولاي و [من] سوء ظنّي به، كان قد علم أنّي ميّت، وأنّي
لا ألحق الكوفة، فإذا أنا متّ فافعل كذا، وتقدّم في كذا.


فمات أبو بصير بزبالة[300].

 

السابع ـ علمه عليه‏السلام بأجل أربعة رجال بمكّة:

(454) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن الحسين، عن الحسن بن برّة، عن عثمان بن
عيسى، قال: دخلت على أبي الحسن عليه‏السلام سنة الموت بمكّة، وهي سنة أربع وسبعون
ومائة، فقال لي: من هيهنا من أصحابكم مريض؟

فقلت: عثمان بن عيسى من أوجع الناس.

فقال: قل له: يخرج، ثمّ قال: من هيهنا؟ فعددت عليه ثمانية فأمرنا بإخراج أربعة
وكفّ عن أربعة، فما أمسينا من غد حتّى دفنّا الأربعة الذين كفّ عن إخراجهم، فقال
عثمان: فخرجت أنا، فأصبحت معافا[301].


 

الثامن ـ علمه عليه‏السلام بأجل الجارية:

(455) 1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن هِشام، قال:
أردت شراء جارية بمنى، فكتبت إلى أبي الحسن عليه‏السلام أستشيره في ذلك، فأمسك ولم
يخبر.

قال: فإنّني من الغد عند مولى الجارية إذ مرّ بي، وهي جالسة عند جوار تتحدّث
مع جارية، فنظر إليها، ثمّ رجع إلى منزله وقال لي: لا بأس إن لم يكن في عمرها قلّة،
فأمسكت عن شرائها، فلم أخرج من مكّة حتّى ماتت[302].

 

التاسع ـ علمه عليه‏السلام بأجل شطيطة:

(456) 1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله:  عن عثمان بن سعيد، عن أبي عليّ بن راشد،
قال: اجتمعت العصابة بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه‏السلام، فتذاكروا ما هم فيه من
الانتظار للفرج، وقالوا: نحن نحمل في كلّ سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت
الكاذبة، ومن يدّعي هذا الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلى الإمام،
ليتعرّف لنا الأمر.

فاختاروا رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ، ودفعوا إليه ما
وجب عليهم في السنة من مال وثياب، وكانت الدنانير ثلاثين ألف دينار، والدراهم
خمسين ألف درهم، والثياب ألفي شقّة، وأثواب مقاربات ومرتفعات.

وجاءت عجوز[303] من عجائز الشيعة الفاضلات اسمها (شطيطة)، ومعها درهم
صحيح فيه درهم ودانقان، وشقّة من غزلها خام تساوي أربعة دراهم، وقالت: ما
يستحقّ عليّ في مالي غير هذا، فادفعه إلى مولاي. فقال: يا امرأة! أستحيي من أبي
عبد اللّه عليه‏السلام أن أحمل إليه درهما، وشقّة بطانة.

فقالت: ألا تفعل!؟ إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ، هذا الذي يستحقّ، فاحمل
يا فلان! فلئن ألقى اللّه عزّ وجلّ وما له قبلي حقّ قلّ أم كثر أحبّ إليّ من أن ألقاه
وفي رقبتي لجعفر بن محمّد حقّ.

قال: فعوجت الدرهم، وطرحته في كيس فيه أربعمائة درهم لرجل يعرف بخلف
ابن موسى اللؤلوئيّ، وطرحت الشقّة في رزمة فيها ثلاثون ثوبا لأخوين بلخيّين
يعرفان بابني نوح بن إسماعيل.

وجاءت الشيعة بالجزء الذي فيه المسائل، وكان سبعين ورقة، وكلّ مسألة تحتها
بياض، وقد أخذوا كلّ ورقتين فحزموها بحزائم ثلاثة، وختموا على كلّ حزام بخاتم،
وقالوا: تحمل هذا الجزء معك، وتمضي إلى الإمام، فتدفع الجزء إليه وتبيّته عنده ليلة،
وعد عليه وخذه منه، فإن وجدت الخاتم بحاله لم يكسر ولم يتشعّب فاكسر منها
ختمه وانظر الجواب، فإن أجاب ولم يكسر الخواتيم فهو الإمام، فادفعه إليه، وإلاّ
فردّ أموالنا علينا.

قال أبو جعفر: فسرت حتّى وصلت إلى الكوفة، وبدأت بزيارة أمير المؤمنين
صلوات اللّه عليه، ووجدت على باب المسجد شيخا مسنّا قد سقط حاجباه على
عينيه من الكبر، وقد تشنّج وجهه، متّزرا ببرد، متّشحا بآخر، وحوله جماعة
يسألونه عن الحلال والحرام، وهو يفتيهم على مذهب أمير المؤمنين عليه‏السلام، فسألت من
حضر عنده؟

فقالوا: أبو حمزة الثمالي، فسلّمت عليه، وجلست إليه، فسألني عن أمري، فعرّفته
الحال، ففرح بي وجذبني إليه، وقبّل بين عينيّ، وقال: لو تجدب الدنيا ما وصل إلى
هؤلاء حقوقهم، وإنّك ستصل بحرمتهم إلى جوارهم، فسررت بكلامه، وكان ذلك
أوّل فائدة لقيتها بالعراق، وجلست معهم أتحدّث إذ فتح عينيه، ونظر إلى البرّيّة
وقال: هل ترون ما أرى؟

فقلنا: وأيّ شيء رأيت؟

قال: أرى شخصا على ناقة، فنظرنا إلى الموضع، فرأينا رجلاً على جمل، فأقبل
فأناخ البعير، وسلّم علينا وجلس، فسأله الشيخ وقال: من أين أقبلت؟

قال: من يثرب، قال: ما وراءك؟

قال: مات جعفر بن محمّد عليهماالسلام، فانقطع ظهري نصفين وقلت لنفسي: إلى أين
أمضي!؟

فقال له أبو حمزة: إلى من أوصى؟

قال: إلى ثلاثة أوّلهم أبو جعفر المنصور، وإلى ابنه عبد اللّه، وإلى ابنه موسى،
فضحك أبو حمزة والتفت إليّ وقال: لا تغتمّ، فقد عرفت الإمام.

فقلت: وكيف أيّها الشيخ؟!

فقال: أمّا وصيّته إلى أبي جعفر المنصور، فستر على الإمام، وأمّا وصيّته إلى ابنه
الأكبر والأصغر فقد بيّن عن عوار الأكبر، ونصّ على الأصغر.

فقلت: وما فقه ذلك؟


فقال: قول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم: الإمامة في أكبر ولدك يا عليّ! ما لم يكن ذا عاهة، فلمّا
رأيناه قد أوصى إلى الأكبر والأصغر، علمنا أنّه قد بيّن عن عوار كبيره ونصّ على
صغيره، فسر إلى موسى، فإنّه صاحب الأمر.

قال أبو جعفر: فودّعت أمير المؤمنين وودّعت أبا حمزة، وسرت إلى المدينة
وجعلت رحلي في بعض الخانات، وقصدت مسجد رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلموزرته
وصلّيت، ثمّ خرجت وسألت أهل المدينة إلى من أوصى جعفر بن محمّد؟

فقالوا: إلى ابنه الأفطح عبد اللّه، فقلت: هل يفتي؟

قالوا: نعم، فقصدته وجئت إلى باب داره، فوجدت عليها من الغلمان ما لم يوجد
على باب دار أمير البلد، فأنكرت ثمّ قلت: الإمام لا يقال له: لم؟ وكيف؟ فاستأذنت،
فدخل الغلام وخرج وقال: من أين أنت؟

فأنكرت وقلت: واللّه ! ما هذا بصاحبي، ثمّ قلت: لعلّه من التقيّة، فقلت: قل:
فلان الخراسانيّ، فدخل وأذن لي، فدخلت فإذا به جالس في الدست على منصّة
عظيمة، وبين يديه غلمان قيام، فقلت في نفسي: ذا أعظم، الإمام يقعد في الدست؟!

ثمّ قلت: هذا أيضا من الفضول الذي لا يحتاج إليه، يفعل الإمام ما يشاء،
فسلّمت عليه فأدناني وصافحني وأجلسني بالقرب منه، وسألني فأحفى، ثمّ قال: في
أيّ شيء جئت؟

قلت: في مسائل أسأل عنها، وأريد الحجّ.

فقال لي: اسأل عمّا تريد؟

فقلت: كم في المائتين من الزكاة؟

قال: خمسة دراهم.

قلت: كم في المائة؟

قال: درهمان ونصف.


فقلت: حسن يا مولاي! أعيذك باللّه، ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق
عدد نجوم السماء؟

قال: يكفيه من رأس الجوزاء ثلاثة.

فقلت: الرجل لا يحسن شيئا، فقمت وقلت: أنا أعود إلى سيّدنا غدا.

فقال: إن كان لك حاجة فإنّا لا نقصّر.

فانصرفت من عنده، وجئت إلى ضريح النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم فانكببت على قبره،
وشكوت خيبة سفري، وقلت: يا رسول اللّه! بأبي أنت وأُمّي! إلى من أمضي في هذه
المسائل التي معي؟ إلى اليهود، أم إلى النصارى، أم إلى المجوس، أم إلى فقهاء
النواصب؟ إلى أين يا رسول اللّه؟

فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق
القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسى بن جعفر عليهماالسلام: لا إلى
اليهود، ولا إلى النصارى، ولا إلى المجوس، ولا إلى أعدائنا من النواصب، إليّ، فأنا
حجّة اللّه، قد أجبتك عمّا في الجزو وبجميع ما تحتاج إليه منذ أمس، فجئني به وبدرهم
شطيطة الذي فيه درهم ودانقان، الذي في كيس أربعمائة درهم اللؤلوئيّ، وشقّتها
التي في رزمة الأخوين البلخيّين.

قال: فطار عقلي وجئت إلي رحلي، ففتحت وأخذت الجزو والكيس والرزمة
فجئت إليه فوجدته في دار خراب، وبابه مهجور ما عليه أحد، وإذا بذلك الغلام قائم
على الباب، فلمّا رآني دخل بين يديّ، ودخلت معه فإذا بسيّدنا عليه‏السلام جالس على
الحصير، وتحته شاذكونه يمانيّة، فلمّا رآني ضحك وقال: لا تقنط، ولم تفزع؟ لا إلى
اليهود، ولا إلى النصارى والمجوس، أنا حجّة اللّه ووليّه، ألم يعرّفك أبو حمزة على
باب مسجد الكوفة جري أمري؟!


قال: فأزاد ذلك في بصيرتي، وتحقّقت أمره، ثمّ قال لي: هات الكيس، فدفعته إليه،
فحلّه وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟

فقلت: نعم، فأخذ الرزمة وحلّها وأخرج منها شقّة قطن مقصورة، طولها خمسة
وعشرون ذراعا، وقال لي: اقرأ عليها السلام كثيرا، وقل لها: قد جعلت شقّتك في
أكفاني، وبعثت إليك بهذه من أكفاننا من قطن قريتنا صريا، قرية فاطمة عليهاالسلام، وبذر
قطن كانت تزرعه بيدها الشريفة لأكفان ولدها، وغزل أختي حكيمة بنت أبي عبد
اللّه عليه‏السلام وقصارة يده لكفنه، فاجعليها في كفنك.

ثمّ قال: يا معتب! جئني بكيس نفقة مؤوناتنا، فجاء به فطرح درهما فيه، وأخرج
منه أربعين درهما، وقال: أقرئها منّي السلام، وقل لها: ستعيشين تسع عشرة ليلة من
دخول أبي جعفر، ووصول هذا الكفن وهذه الدراهم، فأنفقي منها ستّة عشر درهما،
واجعلي أربعة وعشرين صدقة عنك، وما يلزم عليك، وأنا أتولّي الصلاة عليك،
فإذا رأيتني فاكتم، فإنّ ذلك أبقى لنفسك، وافكك هذه الخواتيم وانظر هل أجبناك أم
لا، قبل أن تجيء بدراهمهم كما أوصوك فإنّك رسول.

فتأمّلت الخواتيم فوجدتها صحاحا، ففككت من وسطها واحدا، فوجدت تحتها:
ما يقول العالم عليه‏السلام في رجل قال: نذرت للّه عزّ وجلّ لأعتقنّ كلّ مملوك كان في
ملكي قديما، وكان له جماعة من المماليك؟

تحته الجواب من موسى بن جعفر عليهماالسلام: من كان في ملكه قبل ستّة أشهر، والدليل
على صحّة ذلك قوله تعالى: «حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ»[304]، (وكان بين
العرجون القديم والعرجون الجديد في النخلة) ستّة أشهر.

وفككت الآخر، فوجدت فيه: ما يقول العالم عليه‏السلام في رجل قال: واللّه! أتصدّق
بمال كثير بما يتصدّق؟.

تحته الجواب بخطّه عليه‏السلام: إن كان الذي حلف بهذا اليمين من أرباب الدنانير تصدّق
بأربعة وثمانين دينارا، وإن كان من أرباب الدراهم تصدّق بأربعة وثمانين درهما،
وإن كان من أرباب الغنم فيتصدّق بأربعة وثمانين غنما، وإن كان من أرباب البعير
فبأربعة وثمانين بعيرا، والدليل على ذلك قوله تعالى:

«لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ»[305] فعددت مواطن رسول
اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قبل نزول الآية، فكانت أربعة وثمانين موطنا.

وكسرت الأخرى فوجدت تحته: ما يقول العالم عليه‏السلام في رجل نبش قبرا وقطع
رأس الميّت وأخذ كفنه؟

الجواب تحته بخطّه عليه‏السلام: تقطع يده لأخذ الكفن من وراء الحرز، ويؤخذ منه مائة
دينار لقطع رأس الميّت، لأنّا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أُمّه من قبل نفخ الروح
فيه، فجعلنا في النطفة عشرين دينارا، وفي العلقة عشرين دينارا، وفي المضغة
عشرين دينارا، وفي اللحم عشرين دينارا، وفي تمام الخلق عشرين دينارا، فلو نفخ
فيه الروح لألزمناه ألف دينار على أن لا يأخذ ورثة الميّت منها شيئا، بل يتصدّق بها
عنه، أو يحجّ، أو يغزى بها، لأنّها أصابته في جسمه بعد الموت.

قال أبو جعفر: فمضيت من فوري إلى الخان، وحملت المال والمتاع إليه، وأقمت معه
وحجّ في تلك السنة، فخرجت في جملته معادلاً له في عماريّته في ذهابي يوما، وفي
عماريّة أبيه يوما، ورجعت إلي خراسان فاستقبلني الناس، وشطيطة من جملتهم،
فسلّموا عليّ، فأقبلت عليها من بينهم وأخبرتها بحضرتهم بما جرى، ودفعت إليها
الشقّة والدراهم، وكادت تنشق مرارتها من الفرح، ولم يدخل إلى المدينة من الشيعة
إلاّ حاسد، أو متأسّف على منزلتها ودفعت الجزء إليهم، ففتحوا الخواتيم، فوجدوا
الجوابات تحت مسائلهم.

وأقامت شطيطة تسعه عشر يوما، وماتت رحمها اللّه، فتزاحمت الشيعة على
الصلاة عليها، فرأيت أبا الحسن عليه‏السلام على نجيب، فنزل عنه وأخذ بخطامه، ووقف
يصلّي عليها مع القوم، وحضر نزولها إلى قبرها، ونثر في قبرها من تراب قبر
أبي عبد اللّه الحسين عليه‏السلام.

فلمّا فرغ من أمرها ركب البعير وألوى برأسه نحو البرّيّة، وقال: عرّف أصحابك
واقرئهم عنّي السلام، وقل لهم: إنّني ومن جرى مجراي من أهل البيت لابدّ لنا من
حضور جنائزكم في أيّ بلد كنتم، فاتّقوا اللّه في أنفسكم وأحسنوا الأعمال لتعينونا
على خلاصكم، وفكّ رقابكم من النار.

قال أبو جعفر: فلمّا ولّي عليه‏السلام عرّفت الجماعة، فرأوه وقد بعد والنجيب يجري به،
فكادت أنفسهم تسيل حزنا، إذ لم يتمكّنوا من النظر إليه[306].


 

العاشر ـ علمه عليه‏السلام بأجل رجل:

(457) 1 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: بيان بن نافع التفليسيّ، قال: خلّفت والدي مع
الحرم في الموسم، وقصدت موسى بن جعفر عليهماالسلام، فلمّا أن قربت منه هممت بالسلام
عليه، فأقبل عليّ بوجهه، وقال عليه‏السلام: برّ حجّك يا ابن نافع! آجرك اللّه في أبيك! فإنّه
قد قبضه إليه في هذه الساعة، فارجع فخذ في جهازه، فبقيت متحيّرا عند قوله، وقد
كنت خلّفته وما به علّة.

فقال: يا ابن نافع! أفلا تؤمن؟

فرجعت، فإذا أنا بالجواري يلطمن خدودهنّ، فقلت: ما وراءكنّ؟

قلن: أبوك فارق الدنيا.

قال ابن نافع: فجئت إليه أسأله عمّا أخفاه ورائي.

فقال لي: أبدا ما أخفاه وراءك، ثمّ قال: يا ابن نافع! إن كان في أمنيّتك كذا وكذا
أن تسأل عنه، فأنا جنب اللّه، وكلمته الباقية، وحجّته البالغة[307].


 

(و) ـ إخباره عليه‏السلام بالآجال

وفيه عشرة عناوين

 

الأوّل ـ إخباره عليه‏السلام بشهادة نفسه:

(458) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: روى أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن محمّد
ابن أحمد بن نصر التيميّ، قال: سمعت حرب بن الحسن الطحّان، يحدّث يحيى بن
الحسن العلويّ أنّ يحيى بن المُساوِر، قال: حضرت جماعة من الشيعة، وكان فيهم
عليّ بن أبي حمزة، فسمعته يقول: دخل عليّ بن يقطين على أبي الحسن موسى عليه‏السلام،
فسأله عن أشياء، فأجابه، ثمّ قال أبو الحسن عليه‏السلام: يا عليّ! صاحبك يقتلني.

فبكى عليّ بن يقطين وقال: يا سيّدي! وأنا معه؟

قال: لا، يا عليّ! لا تكون معه ولا تشهد قتلي.

قال عليّ: فمن لنا بعدك يا سيّدي!؟

فقال: عليّ ابني هذا، هو خير من أخلف بعدي، هو منّي بمنزلة أبي، هو لشيعتي
عنده علم ما يحتاجون إليه، سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، وإنّه لمن المقرّبين.

فقال يحيى بن الحسن لحرب: فما حمل عليّ بن أبي حمزة على أن برء منه وحسده؟

قال: سألت يحيى بن المساور عن ذلك؟

فقال: حمله ما كان عنده من ماله الذي اقتطعه ليشقيه اللّه في الدنيا والآخرة، ثمّ
دخل بعض بني هاشم وانقطع الحديث[308].


(459) 2 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: أحمد بن خالد البرقيّ، عن محمّد بن عبّاد المهلبيّ،
قال: لمّا حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر، وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في
الحبس دعا الرشيد يحيى بن خالد البرمكيّ، وسأله تدبيرا في شأن موسى عليه‏السلام؟

فقال: الذي أراه لك أن تمنّ عليه، وتصل رحمه.

فقال الرشيد: انطلق إليه وأطلق عنه الحديد، وأبلغه عنّي السلام، وقل له: يقول
لك ابن عمّك: إنّه قد سبق منّي فيك يمين أن لا أخلّيك حتّى تقرّ لي بالإساءة،
وتسألني العفو عمّا سلف منك، وليس عليك في إقرارك عار، ولا في مسألتك إيّاي
منقصة، وهذا يحيى وهو ثقتي ووزيري، فله بقدر ما أخرج من يميني، وانصرف
راشدا.

فقال عليه‏السلام: يا أبا عليّ! أنا ميّت، وإنّما بقي من أجلي أسبوع، اكتم موتي وائتني يوم
الجمعة، وصلّ أنت وأوليائي عليّ فرادى، وانظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقّة،
وعاد إلى العراق لا يراك ولا تراه، واحتل لنفسك، فإنّي رأيت في نجمك ونجم ولدك
ونجمه أنّه يأتي عليكم فاحذروه.

ثمّ قال له: يا أبا عليّ! أبلغه عنّي، يقول موسى بن جعفر: رسولي يأتيك يوم
الجمعة، ويخبرك بما يرى، وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي اللّه، من الظالم والمتعدّي
على صاحبه؟.

فلمّا أخبره بجوابه، قال له هارون: إن لم يدّع النبوّة بعد أيّام، فما أحسن حالنا! فلمّا
كان يوم الجمعة توفّي أبو إبراهيم عليه‏السلام[309].


 

الثاني ـ إخباره عليه‏السلام بشهادة ابنه الرضا عليه‏السلام:

(460) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه‏الله: حدّثني أبي، عن سعد، عن إبراهيم بن ريّان،
قال: حدّثني يحيى بن الحسن الحسينيّ، قال: حدّثني عليّ بن عبد اللّه بن قطرب، عن
أبي الحسن موسى عليه‏السلام، قال: مرّ به ابنه، وهو شابّ حدث، وبنوه مجتمعون عنده،
فقال: إنّ ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلّما لأمره عارفا بحقّه كان عند
اللّه عزّ وجلّ كشهداء بدر[310].

 

الثالث ـ إخباره عليه‏السلام بموت المفضّل:

(461) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: حدّثني نصر بن الصباح، قال: حدّثني إسحاق
ابن محمّد البصريّ، قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن يقطين، عن عيسي بن سليمان،
عن أبي أبراهيم عليه‏السلام، قال: قلت: جعلني اللّه فداك! خلّفت مولاك المفضّل عليلاً، فلو
دعوت له!

قال: رحم اللّه المفضّل! قد استراح.

قال: فخرجت إلى أصحابنا، فقلت لهم: قد واللّه ! مات المفضّل، قال: ثمّ دخلت
الكوفة، وإذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيّام[311].


 

الرابع ـ إخباره عليه‏السلام بأجل عمّه إسحاق بن جعفر:

(462) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وروى محمّد بن الحسين، عن عبد اللّه بن سعيد
الدَغَشيّ، عن الحسن بن موسى، قال: اشتكى عمّي محمّد بن جعفر، حتّى خفت عليه
الموت.

قال: فكنّا مجتمعين عنده إذ دخل أبو الحسن عليه‏السلام، فقعد إلى ناحية، وإسحاق
عمّي عند رأسه يبكي، فقعد قليلاً ثمّ قام، فتبعته، فقلت: جعلت فداك! يلومك
إخوتك وأهل بيتك ويقولون: دخلت على عمّك، وهو في الموت، ثمّ خرجت.

فقال: أدن منّي أخي؛ أ رأيت هذا الباكي؟ سيموت وسيبكي عليه هذا.

قال: فبرأ محمّد بن جعفر، واشتكى إسحاق فبكى عليه محمّد[312].


 

الخامس ـ إخباره عليه‏السلام بأجل إسحاق بن عمّار:

(463) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: أحمد بن مهران - رحمه اللّه -، عن
محمّد بن عليّ، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار، قال:

سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسه، فقلت في نفسي: وإنّه ليعلم متى يموت
الرجل من شيعته!

فالتفت إليّ شبه المغضب، فقال: يا إسحاق ! قد كان رشيد الهجريّ يعلم علم
المنايا والبلايا، والإمام أولى بعلم ذلك، ثمّ قال: يا إسحاق ! اصنع ما أنت صانع، فإنّ
عمرك قد فنى، وإنّك تموت إلى سنتين، وإخوتك و أهل بيتك لا يلبثون بعدك إلاّ
يسيرا حتّى تتفرّق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا حتّى يشمت بهم عدوّهم، فكان هذا
في نفسك.

فقلت: فإنّي أستغفر اللّه بما عرض في صدري.

فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلاّ يسيرا حتّى مات، فما أتى عليهم إلاّ قليل
حتّى قام بنو عمّار بأموال الناس، فأفلسوا[313].


 

السادس ـ إخباره عليه‏السلام بأجل ابن أخيه محمّد بن إسماعيل:

(464) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى،
عن موسى بن القاسم البجليّ، عن عليّ بن جعفر، قال:

جاءني محمّد بن إسماعيل، وقد اعتمرنا عمرة رجب، ونحن يومئذ بمكّة، فقال: يا
عمّ ! إنّي أريد بغداد، وقد أحببت أن أودّع عمّي أبا الحسن - يعني موسى بن
جعفر عليه‏السلام - وأحببت أن تذهب معي إليه، فخرجت معه نحو أخي وهو في داره التي
بالحوبة، وذلك بعد المغرب بقليل، فضربت الباب، فأجابني أخي، فقال: من هذا؟

فقلت: عليّ، فقال: هو ذا اخرج - وكان بطيء الوضوء -.

فقلت: العجل، قال: وأعجل فخرج وعليه إزار ممشّق، قد عقده في عنقه حتّى قعد
تحت عتبة الباب، فقال عليّ بن جعفر: فانكببت عليه، فقبّلت رأسه وقلت: قد جئتك
في أمر إن تره صوابا فاللّه وفّق له، وإن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطي.

قال: وما هو؟

قلت: هذا ابن أخيك يريد أن يودّعك ويخرج إلى بغداد، فقال لي: ادعه،
فدعوته، وكان متنحّيا، فدنا منه فقبّل رأسه، وقال: جعلت فداك، أوصني.

فقال: أوصيك أن تتّقي اللّه في دمي.

فقال مجيبا له: من أرادك بسوء فعل اللّه به، وجعل يدعو على من يريده بسوء، ثمّ
عاد فقبّل رأسه، فقال: يا عمّ ! أوصني.

فقال: أوصيك أن تتّقي اللّه في دمي.

فقال: من أرادك بسوء فعل اللّه به وفعل، ثمّ عاد فقبّل رأسه، ثمّ قال: يا عمّ !
أوصني.

فقال: أوصيك أن تتّقي اللّه في دمي، فدعا على من أراده بسوء، ثمّ تنحّى عنه،
ومضيت معه.

فقال لي أخي: يا عليّ مكانك، فقمت مكاني، فدخل منزله، ثمّ دعاني فدخلت
إليه، فتناول صرّة فيها مائة دينار فأعطانيها، وقال: قل لابن أخيك يستعين بها على
سفره.

قال عليّ: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي، ثمّ ناولني مائة أخرى، وقال:
أعطه أيضا، ثمّ ناولني صرّة أخرى، وقال: أعطه أيضا.

فقلت: جعلت فداك، إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت، فلم تعينه على نفسك؟

فقال عليه‏السلام: إذا وصلته وقطعني قطع اللّه أجله، ثمّ تناول مخدّة أدم فيها ثلاثة
آلاف درهم وضح، وقال: أعطه هذه أيضا، قال: فخرجت إليه فأعطيته المائة
الأولى، ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمّه، ثمّ أعطيته الثانية والثالثة، ففرح بها حتّى
ظننت أنّه سيرجع ولا يخرج، ثمّ أعطيته الثلاثة آلاف درهم، فمضى على وجهه حتّى
دخل على هارون، فسلّم عليه بالخلافة، وقال: ما ظننت أنّ في الأرض خليفتين
حتّى رأيت عمّي موسى بن جعفر يسلّم عليه بالخلافة، فأرسل هارون إليه بمائة ألف
درهم، فرماه اللّه بالذبحة، فما نظر منها إلى درهم ولا مسّه[314].


 

السابع ـ إخباره عليه‏السلام بأجل عبد اللّه بن صالح:

(465) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وروى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد، عن
محمّد بن عليّ، عن عليّ، عن الحسن بن عليّ، عن عليّ بن أبي حمزة، قال: أرسلني أبو
الحسن عليه‏السلام إلى رجل من أهل الوازارين، قلت: ليس يعرف الوازارين.

قال: الوازارين الذي يشتري غدد اللحم.

قلت: قد عرفته.

قال: أ تعرف فيه زقاقا يباع فيه الجواري؟

قلت: نعم.

قال: فإنّ على باب الزقاق شيخ يقعد على ظهر الطريق، بين يديه طبق فيه نبع[315]،
يبيعه بنفسه للصبيان بفلس فلس، فائته وأقرئه منّي السلام، وأعطه هذه الثمانية عشر
درهما، وقل له: يقول لك أبو الحسن: انتفع بهذه الدراهم، فإنّها تكفيك حتّى تموت.

قال: فأتيت الموضع، فطلبت الرجل فلم أجده في موضعه، فسألت عنه، فقالوا:
هذه الساعة يجيء، فلم ألبث أن جاء.

فقلت: فلان يقرئك السلام، وهذه الدنانير خذها، فإنّها تكفيك حتّى تموت،
فبكى الشيخ، فقلت له: ما يبكيك؟

قال: ولِمَ لا أبكي وقد نعيت إليّ نفسي؟!

فقلت: ما عند اللّه خير لك ممّا أنت فيه.


قال: من أنت؟ قلت: أنا عليّ بن أبي حمزة.

قال: واللّه! ما كذبني، قال لي سيّدي ومولاي: أنا باعث إليك مع عليّ بن
أبي حمزة برسالتي.

فقلت: ومن أنت، لا أعرفك من إخواني؟

قال: أنا عبد اللّه بن صالح. قلت وأين المنزل؟

قال: في سكّة البربر، عند دار أبي داود، وأنا معروف في منزلي، إذا سألت عنّي
هناك.

قال: فلبثت عشرين ليلة وسألت عنه، فخبّرت أنّه شاك منذ أيّام، فأتيت الموضع
الذي وصف، فإذا الرجل في حدّ الموت، فسلّمت عليه فأثبتني، فقلت له: أوصني بما
أحببت، أنفذه من مالي.

قال: يا عليّ! لست أخلّف إلاّ ابنتي، وهذه الدويرة، فإذا أنا متّ فزوّج ابنتي ممّن
أحببت من إخوانك، ولا تزوّجها إلاّ من رجل يدين اللّه بدينك، فإذا فعلت، فبع
داري واحمل ثمنها إلى أبي الحسن عليه‏السلام، ولتشهد لي بالوصيّة، ولا يلي أحد غسلي
غيرك حتّى تدخلني قبري.

ففعلت جميع ما أوصاني به، وزوّجت ابنته رجلاً من أصحابنا له دين، وبعت
داره، وحملت الثمن إلى أبي الحسن عليه‏السلام، وأخبرته بجميع ما أوصاني به.

فقال أبو الحسن عليه‏السلام: رحمه اللّه، قد كان من شيعتنا، وكان لا يعرف[316].


 

الثامن ـ إخباره عليه‏السلام بموت الرجل المغربيّ:

(466) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وروى الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن
محمّد بن عليّ، عن عليّ، عن الحسن، عن أبيه عليّ بن أبي حمزة، قال: قال لي
أبو الحسن عليه‏السلام مبتدئا من غير أن أسأله عن شيء: يا عليّ! يلقاك غدا رجل من أهل
المغرب، يسألك عنّي، فقل له: هو واللّه! الإمام الذي قال لنا أبو عبد اللّه عليه‏السلام: وإذا
سأل عن الحلال والحرام، فأجبه عنّي.

قلت: ما علامته؟

قال: رجل طوال، جسيم، اسمه يعقوب، وهو رائد قومه، وإذا أحبّ أن تدخله
عليّ فأدخله.

قال: فو اللّه! إنّي لفي الطواف، إذ أقبل إليّ رجل طوال جسيم، فقال: إنّي أريد أن
أسألك عن صاحبك.

قلت:، عن أيّ أصحابي؟

قال:، عن فلان بن فلان؛ قلت: ما اسمك؟

قال: يعقوب، قلت: من أين أنت؟

قال: من المغرب. قلت من أين عرفتني؟

قال: أتاني آت في منامي، فقال لي: ألق عليّا، فاسأله عن جميع ما تحتاج إليه،
فسألت عنك حتّى دللت عليك.

فقلت: اقعد في هذا الموضع حتّى أفرغ من طوافي، وآتيك إن شاء اللّه.

فطفت، ثمّ أتيته، فكلّمت رجلاً عاقلاً، وطلب إليّ أن أدخله على
أبي الحسن عليه‏السلام، فأخذت بيده، واستأذنت، فأذن لي، فلمّا رآه أبو الحسن عليه‏السلامقال:
يا يعقوب! قدمت أمس، ووقع بينك وبين أخيك شرّ في موضع كذا وكذا، حتّى شتم
بعضكم بعضا، وليس هذا من ديني ولا دين آبائي، ولا نأمر بهذا أحدا، فاتّق اللّه
وحده، فإنّكما ستعاقبان بموت، أمّا أخوك فيموت في سفره قبل أن يصل إلى أهله،
وستندم أنت على ما كان، ذلك أنّكما تقاطعتما فبتر اللّه أعماركما.

قال الرجل: جعلت فداك! فأنا متى أجلي؟

قال: كان حضر أجلك، فوصلت عمّتك بما وصلتها في منزلك كذا وكذا، فأنسأ
اللّه به أجلك عشرين سنة.

قال: فلقيت الرجل قابل بمكّة، فأخبرني أنّ أخاه توفّي في ذلك الوجه، ودفنه قبل
أن يصل إلى أهله[317].


 

التاسع ـ إخباره عليه‏السلام بموت أخي جندب:

(467) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وبإسناده، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، رفعه
إلى عليّ بن أبي حمزة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه‏السلام إذ أتاه رجل من أهل الريّ،
يقال له: (جندب)، فسلّم عليه، وجلس، فسأله أبو الحسن عليه‏السلامفأحسن السؤال،
فقال له: ما فعل أخوك؟

فقال: بخير، جعلت فداك! وهو يقرئك السلام.

قال: يا جندب! أعظم اللّه أجرك في أخيك.

فقال: ورد واللّه! عليَّ كتابه لثلاثة عشر يوما بالسلامة.

فقال: يا جندب! إنّه واللّه! مات بعد كتابه بيومين، ودفع إلى إمرأته مالاً، وقال:
ليكن هذا عندك، فإذا قدم أخي فادفعيه إليه، وقد أودعته الأرض في البيت الذي
كان هو فيه، فإذا أنت أتيتها فتلطّف لها، وأطمعها في نفسك، فإنّها ستدفعه إليك.

قال عليّ بن أبي حمزة: فلقيت جندبا بعد ذلك، فسألته عمّا كان قال
أبو الحسن عليه‏السلام ؟

فقال: صدق واللّه! سيّدي، ما زاد، ولا نقص[318].


 

العاشر ـ إخباره عليه‏السلام بأجل المنصور الدوانيقيّ:

(468) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: موسى بن جعفر البغداديّ، عن الوشّاء، عن عليّ بن
أبي حمزة، قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه‏السلام يقول: لا واللّه ! لا يرى أبو جعفر[319]
بيت اللّه أبدا.

فقدمت الكوفة، فأخبرت أصحابنا، فلم يلبث أن خرج، فلمّا بلغ الكوفة قال لي
أصحابنا في ذلك، فقلت: لا واللّه ! لا يرى بيت اللّه أبدا.

فلمّا صار إلى البستان اجتمعوا أيضا إليّ، فقالوا: بقي بعد هذا شيء!؟

قلت: لا واللّه ! لا يرى بيت اللّه أبدا.

فلمّا نزل بئر ميمون أتيت أبا الحسن عليه‏السلام، فوجدته في المحراب قد سجد فأطال
السجود، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال: اخرج، فانظر ما يقول الناس، فخرجت، فسمعت
الواعية على أبي جعفر، فرجعت فأخبرته.

فقال: اللّه أكبر! ما كان ليرى بيت اللّه أبدا[320].

(469) 2 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، عن أبيه،
قال: حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد العلويّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد بن
نهيْك أبو العبّاس النخعيّ، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن عمر بن
يزيد، قال: سمعت أبو الحسن عليه‏السلام يقول: لا يشهد أبو جعفر بالناس موسما بعد السنة.

وكان حجّ في تلك السنة، فذهب عمر، فخبّر أنّه يموت في تلك السنة، وكانت تسع
عشرة.

وكان يروي أنّه لا يملك عشرين سنة[321].

 

(ز) ـ استجابة دعائه عليه‏السلام

وفيه موردان اثنان

 

الأوّل ـ استجابة دعائه عليه‏السلام للنجاة عن الحبس:

(470) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجِيلَوَيْه رضى‏الله‏عنه، قال: حدّثنا
عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: سمعت رجلاً من أصحابنا، يقول: لمّا حبس
الرشيد موسى بن جعفر عليهماالسلام جنّ عليه الليل، فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدّد
موسى بن جعفر عليهماالسلام طهوره، فاستقبل بوجهه القبلة، وصلّى للّه عزّ وجلّ أربع
ركعات، ثمّ دعا بهذه الدعوات، فقال:

«يا سيّدي نجّني من حبس هارون، وخلّصني من يده، يا مخلّص الشجر
من بين رمل وطين، ويا مخلّص اللبن من بين فرث ودم، ويا مخلّص الولد
من بين مشيمة ورحم، ويا مخلّص النار من الحديد والحجر، ويا مخلّص
الروح  من بين الأحشاء والأمعاء، خلّصني من يد هارون».

قال: فلمّا دعا موسى عليه‏السلام بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه، وبيده
سيف قد سلّه، فوقف على رأس هارون، وهو يقول: يا هارون! أطلق موسى بن
جعفر، وإلاّ ضربت علاوتك بسيفي هذا.

فخاف هارون من هيبته، ثمّ دعا الحاجب، فجاء الحاجب، فقال له: اذهب إلى
السجن فأطلق عن موسى بن جعفر عليهماالسلام، قال: فخرج الحاجب فقرع باب السجن،
فأجابه صاحب السجن، فقال: من ذا؟

قال: إنّ الخليفة يدعو موسى بن جعفر عليهماالسلام، فأخرجه من سجنك، وأطلق عنه،
فصاح السجّان: يا موسى! إنّ الخليفة يدعوك، فقام موسى عليه‏السلاممذعورا فزعا، وهو
يقول: لا يدعوني في جوف هذا الليل إلاّ لشرّ يريده بي، فقام باكيا حزينا مغموما
آيسا من حياته، فجاء هارون وهو يرتعد فرائصه، فقال: سلام على هارون، فردّ
عليه السلام.

ثمّ قال له هارون: ناشدتك باللّه، هل دعوت في جوف هذا الليل بدعوات؟

فقال: نعم، قال: وما هنّ؟

قال: جدّدت طهورا، وصلّيت للّه عزّ وجلّ أربع ركعات، ورفعت طرفي إلى السماء،
وقلت: «يا سيّدي خلّصني من يد هارون وشرّه»، وذكر له ما كان من دعائه.

فقال هارون: قد استجاب اللّه دعوتك، يا حاجب! أطلق عن هذا، ثمّ دعا بخلع
عليه ثلاثا، وحمله على فرسه، وأكرمه، وصيّره نديما لنفسه، ثمّ قال: هات الكلمات،
فعلّمه، قال: فأطلق عنه، وسلّمه إلى الحاجب، ليسلّمه إلى الدار ويكون معه.

فصار موسى بن جعفر عليهماالسلام كريما شريفا عند هارون، وكان يدخل عليه في كلّ
خميس إلى أن حبسه الثانية، فلم يطلق عنه حتّى سلّمه إلى السنديّ بن شاهك، وقتله
بالسمّ[322].


 

الثاني ـ استجابة دعائه عليه‏السلام لأحد من أصحابه:

(471) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: أخبرني عليّ بن هبة اللّه الموصليّ، قال: حدّثني
أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى القمّيّ، عن أبيه، قال: حدّثنا سعد بن
عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه محمّد بن خالد البرقيّ، قال: حدّثنا حَمّاد بن عيسى الجُهَنيّ،
قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه‏السلام، فقلت له: جعلت فداك! ادع اللّه أن
يرزقني دارا، وزوجة، وولدا، وخادما، وأحجّ في كلّ سنة.

فرفع يده ثمّ قال: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وارزقه دارا، وزوجة،
وولدا، وخادما، والحجّ خمسين سنة».

قال حمّاد: فحججت ثمان وأربعين سنة، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي،
وهذا ابني، وهذا خادمي.

وحجّ بعد هذا الكلام حجّتين، ثمّ خرج بعد الخمسين فزامل أبا العبّاس النوفليّ،
فلمّا صار في موضع الإحرام دخل يغتسل، فجاء الوادي فحمله، فغرق فمات، ودفن
بسيّالة[323].


 

(ح) ـ شفاء الأمراض

وفيه ثلاثة موارد

 

الأوّل ـ شفاء الخليفة بدعائه عليه‏السلام:

(472) 1 ـ ابن شهرآشوب رحمه‏الله: حكي أنّه مغص[324] بعض الخلفاء، فعجز بختيشوع
النصرانيّ عن دوائه، وأخذ جليدا فأذابه بدواء، ثمّ أخذ ماء وعقده بدواء، وقال:
هذا الطبّ إلاّ أن يكون مستجاب دعاء ذا منزلة عند اللّه يدعو لك.

فقال الخليفة: عليّ بموسى بن جعفر، فأتي به، فسمع في الطريق أنينه، فدعا اللّه
سبحانه، وزال مغص الخليفة.

فقال له: بحقّ جدّك المصطفى أن تقول: بم دعوت لي؟


فقال: قلت: «اللّهمّ كما أريته ذلّ معصيته، فأره عزّ طاعته»، فشفاه اللّه من
ساعته[325].

 

الثاني ـ معالجته عليه‏السلام عادة أكل الطين:

1 ـ الحرّ العامليّ رحمه‏الله: يروى أنّ الرشيد قال للكاظم عليه‏السلام: إنّي مولع بأكل الطين،
لا أقدر على تركه، وقد وصف لي الأطبّاء كلّ دواء فلم ينفعني، فعلّمني شيئا لذلك،
فقال عليه‏السلام: أين عزمة من عزمات الملوك؟

قال الرشيد: فما هممت بأكل الطين إلاّ ذكرت كلامه، فتركته[326].

 

الثالث ـ شفاء من أصابه الحصر:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، قال:
دخلت المدينة وأنا شديد المرض، وكان أصحابنا يدخلون عليّ، فلم أعقل بهم،
وذلك أنّه أصابني حصر، فذهب عقلي، فأخبرني إسحاق ابن عمّار أنّه أقام عليّ
بالمدينة ثلاثة أيّام لا يشكّ أنّه لا يخرج منها حتّى يدفنني ويصلّي عليّ ... وأرسل إليّ
أبو الحسن عليه‏السلام بقدح فيه ماء، فقال الرسول: يقول لك أبو الحسن عليه‏السلام: تشرب هذا
الماء، فإنّ فيه شفاءك، إن شاء اللّه تعالى.

ففعلت، فأسهل بطني، وأخرج اللّه ما كنت أجده في بطني من الأذى ...[327].


 

(ط) ـ طيّ الأرض له عليه‏السلام

وفيه موردان اثنان

 

الأوّل ـ طيّ الأرض إلى ذي القرنين وإبلاغ سلام أبيه عليهماالسلام
إليه:

(473) 1 ـ الحضيني رحمه‏الله: قال الحسين بن حَمْدان، حدّثني عليّ بن بِشر، عن محمّد
ابن زيد، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن محمّد، عن الحسن والحسين ابني العلاء
جميعا، عن صفوان بن مِهْران الجمّال لأبي عبد اللّه الصادق عليه‏السلام، قال: قال صفوان:
أمرني الصادق عليه‏السلام أن أقدّم له ناقته الشعلاء إلى باب الدار واضع عليها رحلها،
ففعلت ووقفت أفتقد أمره، فإذا أنا بأبي الحسن موسى صلوات اللّه عليه قد خرج
مسرعا، وله في ذلك الوقت ستّ سنين مشتملاً ببردته اليمانيّة، وذوائبه تضرب على
كتفيه، حتّى استوى في ظهر الناقة وأثارها، فلم أجسر على منعه من ركوبها وذهبت
به، فغاب عن نظري.

فقلت: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ»[328] وما الذي أقول لسيّدي
أبي عبد اللّه عليه‏السلامإن خرج ليركب الناقة، وبقيت متململاً حتّى نمت ساعة، فإذا أنا
بالناقة قد انحنت كأنّها كانت في السماء وانقضت إلى الأرض، وهي تعرق عرقا
جاريا، ونزل عنها ولم يعرق لها جبين، وسبق فدخل الدار، فخرج مغيث الخادم إليّ
وقال لي: يا صفوان! إنّ مولاك يأمرك أن تحطّ عن الناقة رحلها، وتردّها إلى
مربطها.


فقلت: الحمد للّه أرجو أنّ الإمام ندم على ركوبه إيّاها، وقلت ذلك ووقفت في
الباب، فأذن لي بالدخول على سيّدي أبي عبد اللّه الصادق صلوات اللّه عليه، فقال:
يا صفوان! لا لوم عليك فيما أمرتك به من إحضارك الناقة وإصلاح رحلها عليها،
وما ذاك إلاّ ليركبها أبو الحسن موسى عليه‏السلام، فهل علمت أين بلغ عليها في مقدار هذه
الساعة؟

قلت: واللّه ! إنّه لا علم لي بذلك.

قال: بلغ ما بلغه ذو القرنين وجاوزه أضعافا مضاعفة، فشاهد كلّ مؤمن ومؤمنة،
وعرّفه نفسه وبلّغه سلامي وعاد، فادخل عليه يخبرك بما كان في نفسك وما قلت
لك؟

قال صفوان: فدخلت على موسى صلوات اللّه عليه وهو جالس وبين يديه
فاكهة ليست من فاكهة الزمان والوقت، فقال لي: يا صفوان! لمّا ركبت الناقة، قلت:
في نفسك «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ»، ما ذا أقول لسيّدي أبي عبد اللّه إذا خرج
ليركب فلا يجدها، وأردت منعي من الركوب، فلم تجسر، فوقفت متململاً حتّى
نزلت، فخرج الأمر إليك بالحطّ عن الراحلة.

فقلت: الحمد للّه أرجو بالدخول.

فقال: يا صفوان! لا لوم عليك، هل علمت أين بلغ موسى في مقدار هذه الساعة؟

فقلت: اللّه وأنت يا مولاي! أعلم.

فقال لك: إنّي بلغت ما بلغه ذو القرنين، وجاوزته أضعافا مضاعفة وشاهدت كلّ
مؤمن ومؤمنة، وعرّفته نفسي، وبلّغته سلام أبي.

فقال: ادخل عليه فإنّه يخبرك بما كان في نفسك، وما قلت لك؟

قال صفوان: فسجدت للّه شكرا، وقلت له: يا مولاي! هذه الفاكهة التي بين
يديك في غير أوانها يأكلها مثلي إذا أكل منها من هو مثلك.

قال: فعد إلى دارك فقد أتاك منها رزقك، فخرجت من عنده.

فقال لي مولاي أبو عبد اللّه الصادق صلوات اللّه عليه: يا صفوان! ما زادك
كلمة ولا نقصك كلمة .

فقلت: لا، واللّه! يا مولاي!

فقال: كن في دارك، فإنّي آكل من الفاكهة، وأطعمه وأطعم إخوانك ويأتيك
رزقك كما وعدك موسى.

فقلت: «ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِنم بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»[329] ومضيت إلى منزلي
وحضرت الصلاتان الظهر والعصر فصلّيتهما، وإذا بطبق من تلك الفاكهة بعينها.

وقال لي الرسول: يقول لك مولاك: فما تركنا لنا وليّا إلاّ وأطعمناه على قدر
استحقاقه[330].

 

 

الثاني ـ طيّ الأرض لزيارة أمير المؤمنين والحسين وإبراهيم الخليل

ورسول اللّه عليهم‏السلام:

 

(474) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه
الحرميّ، قال: حدّثني أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التَلَّعُكْبريّ، قال: حدّثني
أبو عليّ محمّد بن همّام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفَزاريّ، عن أبي عقيلة،
عن أحمد التَبّان، قال: كنت نائما على فراشي، فما أحسست إلاّ ورجل قد رفسني
برجله، فقال لي: يا هذا! ينام شيعة آل محمّد؟

فقمت فزعا، فلمّا رآني فزعا ضمّني إلى صدره، فالتفتّ فإذا أنا بأبي الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقال: يا أحمد! توضّأ للصلاة.

فتوضّأت، وأخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، وكان باب الدار مغلقا، ما
أدري من أين أخرجني، فإذا أنا بناقة معقلة له، فحلّ عقالها وأردفني خلفه، وسار
بي غير بعيد، فأنزلني موضعا، فصلّى بي أربعا وعشرين ركعة.

ثمّ قال: يا أحمد! تدري في أيّ موضع أنت؟

قلت: اللّه ورسوله ووليّه، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر جدّي الحسين بن عليّ عليهماالسلام.

ثمّ سار غير بعيد حتّى أتى الكوفة، وإنّ الكلاب والحرس لقيام، ما من كلب
ولا حارس يبصر شيئا، فأدخلني المسجد، وإنّي لأعرفه وأنكره، فصلّى بي سبع
عشرة ركعة.

ثمّ قال: يا أحمد! تدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا مسجد الكوفة، وهذه الطست.

ثمّ سار غير بعيد وأنزلني، فصلّى بي أربعا وعشرين ركعة، ثمّ قال: يا أحمد!
أتدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر جدّي عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام.


ثمّ سار بي غير بعيد، فأنزلني، فقال لي: أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر الخليل إبراهيم عليه‏السلام.

ثمّ سار بي غير بعيد، فأدخلني مكّة، وإنّي لأعرف البيت وبئر زمزم وبيت
الشراب، فقال لي: يا أحمد، أتدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذه مكّة، وهذا البيت، وهذه زمزم، وهذا بيت الشراب.

ثمّ سار بي غير بعيد، فأدخلني مسجد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وقبره، فصلّى بي أربعا
وعشرين ركعة، ثمّ قال لي: أتدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا مسجد جدّي رسول اللّه وقبره.

ثمّ سار بي غير بعيد، فأتى بي الشعب، شعب أبي جبير، فقال: يا أحمد! تريد أريك
من دلالات الإمام؟

قلت: نعم.

قال: ياليل ! أدبر، فأدبر الليل عنّا، ثمّ قال: يا نهار! أقبل، فأقبل النهار إلينا بالنور
العظيم، وبالشمس حتّى رجعت بيضاء نقيّة، فصليّنا الزوال، ثمّ قال: يا نهار! أدبر، يا
ليل ! أقبل. فأقبل علينا الليل حتّى صلّينا المغرب، قال: يا أحمد! أرأيت؟!

قلت: حسبي هذا يا ابن رسول اللّه!

فسار حتّى أتى بي جبلاً محيطا بالدنيا، ما الدنيا عنده إلاّ مثل سُكُرُّجة[331]، فقال:
أتدري أين أنت؟


قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا جبل محيط بالدنيا، وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد!
هؤلاء قوم موسى، فسلّم عليهم، فسلّمت عليهم، فردّوا علينا السلام، قلت: يا ابن
رسول اللّه! قد نعست.

قال: تريد أن تنام على فراشك؟

قلت: نعم، فركض برجله ركضة، ثمّ قال: نم، فإذا أنا في منزلي نائم، وتوضّأت
وصلّيت الغداة في منزلي، والحمد للّه أوّلاً وآخرا[332].

 

(ي) ـ معجزاته عليه‏السلام في الحيوانات

وفيه سبعة موارد

 

الأوّل ـ تكلّمه عليه‏السلام مع الحيّة:

(475) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن
راشد، عن يعقوب بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قال:
سمعت إبراهيم بن وهب، وهو يقول: خرجت وأنا أريد أبا الحسن عليه‏السلامبالعريض،
فانطلقت حتّى أشرفت على قصر بني سراة، ثمّ انحدرت الوادي، فسمعت صوتا لا
أرى شخصه، وهو يقول: يا أبا جعفر! صاحبك خلف القصر عند السدّة، فأقرئه منّي
السلام، فالتفتّ فلم أر أحدا، ثمّ ردّ عليّ الصوت باللفظ الذي كان، ثمّ فعل ذلك ثلثا،
فاقشعرّ جلدي، ثمّ انحدرت في الوادي حتّى أتيت قصد رأي الطريق الذي خلف
القصر، ولم أطأ في القصر، ثمّ أتيت السدّ نحو السمرات، ثمّ انطلقت قصد الغدير،
فوجدت خمسين حيّات روافع من عند الغدير، ثمّ استمعت فسمعت كلاما
ومراجعة، فطفقت بنعلي ليسمع وطئي.

فسمعت أبا الحسن عليه‏السلام يتنحنح، فتنحنحت وأجبته، ثمّ نظرت وهجمت فإذا
حيّة متعلّقة بساق شجرة.

فقال: لا تخشي ولا ضائر، فرمت بنفسها، ثمّ نهضت على منكبه، ثمّ أدخلت
رأسها في أذنه، فأكثرت من الصفير، فأجاب: بلى، قد فصّلت بينكم ولا يبغي خلاف
ما أقول إلاّ ظالم، ومن ظلم في دنياه فله عذاب النار في آخرته مع عقاب شديد
أعاقبه إيّاه، وأخذ ماله إن كان له حتّى يتوب.

فقلت: بأبي أنت وأُمّي! ألكم عليهم طاعة؟

فقال: نعم، والذي أكرم محمّدا بالنبوّة، وأعزّ عليّا بالوصيّة والولاية! إنّهم لأطوع
لنا منكم، يا معشر الإنس! وقليل ما هم[333].

 

الثاني ـ مكالمته عليه‏السلام مع ثعبان الجنّي وجواب مسألته:

(476) 1 ـ البحرانيّ رحمه‏الله: السيّد الرضيّ في المناقب الفاخرة في العترة
الطاهرة عليهم‏السلام، قال: روى أحمد بن حنبل، قال: دخلت في بعض الأيّام على الإمام
موسى بن جعفر عليهماالسلام حتّى أقرأ عليه، وإذا بثعبان قد وضع فمه على أذن موسى عليه‏السلام
كالمحدّث له، فلمّا فرغ حدّثه موسى حديثا لم أفهمه، ثمّ انساب الثعبان، فقال: يا أحمد!
هذا رسول من الجنّ قد اختلفوا في مسألة، فجاءني يسألني عنها، فأخبرته، فباللّه!
عليك يا أحمد! لا تخبر بهذا إلاّ بعد موتي، فما أخبرت به حتّى مات[334].

 

الثالث ـ تكلّم البغلة بأمره عليه‏السلام:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي
موسى بن جعفر عليهماالسلام ... وبين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة، كان كاتبه
وعليه طاق قميص ... .

فقال عليه‏السلام: أما إنّك يا مهران! لشاكّ في مولاك موسى؟!

فقال: إنّما أنا شاكّ فيك لأنّه ما ظهر في الأئمّة أسود مثلك، أو غيرك ... .

وإذا أنا بمولاي، هو على بغلة، فقال لها: قولي له.

فقالت لي البغلة بلسان فصيح: ما كان مولاك، أسود أم أبيض؟

فخررت ساجدا ...[335].

 

الرابع ـ خضوع السباع له عليه‏السلام في الحبس:

(477) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد البلويّ، قال:
حدّثنا عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعد: أدخل إلى موسى بن جعفر عليه‏السلام
بسباع لتأكله، فجعلت تلوذ به وتبصبص له، وتدعو له بالإمامة، وتعوذ به من شرّ
الرشيد، فلمّا بلغ ذلك الرشيد أطلق عنه.


وقال: أخاف أن يفتنني ويفتن الناس ومَنْ معي[336].

(478) 2 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ موسى بن جعفر عليهماالسلام كان محبوسا ببغداد عند شرّ
الناس من موالي بني العبّاس، فطرحه في الموضع الذي فيه السباع الجياع، فلمّا
أصبحوا لم يشكّوا أن لم يبق من موسى بن جعفر عليهماالسلام إلاّ العظام، فوجدوه قائما
يصلّي في ذلك الموضع، والأُسود حواليه كالسنانير[337].

 

الخامس ـ معجزته عليه‏السلام في أكل الأسد المصوّر عدوّه:

(479) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال:
حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، وحدّثنا سعد بن عبد اللّه جميعا، قال: حدّثنا أحمد بن
محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه عليّ بن
يقطين، قال:

استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلامويقطعه
ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم، فلمّا أحضرت المائدة عمل ناموسا على
الخبز، فكان كلّما رام خادم أبي الحسن عليه‏السلام، تناول رغيف من الخبز طار من بين
يديه، واستفزّ هارون الفرح والضحك لذلك.

فلم يلبث أبو الحسن عليه‏السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصوّر على بعض الستور، فقال
له: يا أسد اللّه! خذ عدوّ اللّه.


قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترست ذلك المعزم
فخرّ هارون وندماؤه على وجوههم مغشيّا عليهم، وطارت عقولهم خوفا من هزل
ما رأوه، فلمّا أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون: لأبي الحسن عليه‏السلام: أسألك بحقّي
عليك لما سئلت الصورة أن تردّ الرجل؟

فقال: إن كانت عصى موسى ردّت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيّهم، فإنّ هذه
الصورة تردّ ما ابتلعته من هذا الرجل، فكان ذلك  أعمل الأشياء في إفاقة نفسه[338].

(480) 2 ـ ابن شهرآشوب رحمه‏الله: في رواية: أنّ الرشيد أمر حميد بن مهران الحاجب
بالاستخفاف به عليه‏السلام، فقال له: إنّ القوم قد افتتنوا بك بلا حجّة، فأريد أن يأكلني
هذان الأسدان المصوّران على هذا المسند.

فأشار عليه‏السلام إليهما، وقال: خذا عدوّ اللّه، فأخذاه وأكلاه، ثمّ قالا: وما الأمر؟
أنأخذ الرشيد؟

قال: لا، عوّدا إلى مكانكما[339].

 

السادس ـ معجزته عليه‏السلام في إحياء بقرة ميتة:

(481) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،
عن عليّ بن الحكم، عن عبد اللّه بن المغيرة، قال: مرّ العبد الصالح عليه‏السلامبامرأة بمنى،
وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون، وقد ماتت لها بقرة، فدنا منها، ثمّ قال لها: ما
يبكيك؟ يا أمة اللّه !

قالت: يا عبد اللّه ! إنّ لنا صبيانا يتامى، وكانت لي بقرة، معيشتي ومعيشة
صبياني كان منها، وقد ماتت و بقيت منقطعا بي وبولدي لا حيلة لنا.

فقال: يا أمة اللّه ! هل لك أن أحييها لك؟ فألهمت أن قالت: نعم، يا عبد اللّه،
فتنحّى وصلّى ركعتين ثمّ رفع يده هنيئة وحرّك شفتيه، ثمّ قام، فصوّت بالبقرة،
فنخسها نخسة[340]، أو ضربها برجله، فاستوت على الأرض قائمة، فلمّا نظرت المرأة
إلى البقرة، صاحت وقالت: عيسى بن مريم، وربّ الكعبة ! فخالط الناس وصار
بينهم ومضى عليه‏السلام[341].

 

السابع ـ معجزته عليه‏السلام في إحياء الحمار الميّت:

(482) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: قال عليّ بن أبي حمزة، قال: أخذ بيدي موسى بن
جعفر عليهماالسلام يوما، فخرجنا من المدينة إلى الصحراء، فإذا نحن برجل مغربيّ على
الطريق يبكي وبين يديه حمار ميّت، ورحله مطروح.

فقال له موسى عليه‏السلام: ما شأنك؟

قال: كنت مع رفقائي نريد الحجّ، فمات حماري هاهنا، وبقيت وحدي ومضى
أصحابي، وقد بقيت متحيّرا ليس لي شيء أحمل عليه.

فقال موسى عليه‏السلام: لعلّه لم يمت.

قال: أما ترحمني حتّى تلهو بي!

قال: إنّ لي رقية جيّدة.

قال الرجل: ليس يكفيني ما أنا فيه حتّى تستهزأ بي!

فدنا موسى عليه‏السلام من الحمار ودعا بشيء لم أسمعه، وأخذ قضيبا كان مطروحا،
فنخسه به وصاح عليه، فوثب الحمار صحيحا سليما.

فقال: يا مغربيّ! ترى هاهنا شيئا من الاستهزاء، الحق بأصحابك، ومضينا
وتركناه.

قال عليّ بن أبي حمزة: فكنت واقفا يوما على بئر زمزم بمكّة، فإذا المغربيّ هناك،
فلمّا رآني عدا إليّ وقبّل يديّ فرحا مسرورا.

فقلت له: ما حال حمارك؟

فقال: هو واللّه! سليم صحيح، وما أدري من أين ذلك الرجل الذي منّ اللّه به
عليّ، فأحيا لي حماري بعد موته؟

فقلت له: قد بلغت حاجتك، فلا تسأل عمّا لا تبلغ معرفته[342].


 

(ك) ـ معجزاته عليه‏السلام في الأشجار

وفيه أربعة موارد

 

الأوّل ـ ظهور شجرة مثمرة وعين ماء له عليه‏السلام في الحبس:

(483) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البَلَويّ، قال: حدّثنا
غالب بن مُرَّة ومحمّد بن غالب، قالا: كنّا في حبس الرشيد، فأدخل موسى بن
جعفر عليهماالسلام، فأنبع اللّه له عينا، وأنبت له شجرة، فكان منهما يأكل ويشرب ونهنّيه،
وكان إذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتّى لا ترى[343].

 

الثاني ـ إثمار الشجرة المقطوعة:

(484) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا أبو محمّد سفيان، عن وكيع، قال: قال
الأعمش: رأيت موسى بن جعفر عليه‏السلام وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة فمسّها بيده
فأورقت، ثمّ اجتنى منها ثمرا وأطعمني[344].


 

الثالث ـ إثمار شجرة العنب والرمّان في الشتاء:

(485) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: إنّ داود بن كثير الرقّيّ، قال: دخلت على أبي عبد
اللّه عليه‏السلام فدخل عليه ابنه موسى، وهو ينتفض [من البرد]، فقال له أبو عبد اللّه عليه‏السلام:
كيف أصبحت؟

قال: أصبحت في كنف اللّه، متقلّبا في رحمة اللّه، أشتهي عنقود عنب جرشيّ،
ورمّانة خضراء.

قال داود: قلت: سبحان اللّه! هذا الشتاء!

فقال: يا داود! إنّ اللّه قادر على كلّ شيء، ادخل البستان، [فدخلته ]فإذا شجرة
عليها عنقود من عنب جرشيّ، ورمّانة خضراء.

فقلت: آمنت بسرّكم وعلانيتكم، فقطعهما وأخرجهما إلى موسى، فقعد يأكل،
فقال: يا داود! واللّه! لهذا فضل من رزق قديم خصّ اللّه به مريم بنت عمران من
الأفق الأعلى[345].

 

الرابع ـ معجزته عليه‏السلام في إتيان شجرة إليه:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... محمّد بن فلان الواقفيّ، قال:

كان لي ابن عمّ، يقال له: الحسن بن عبد اللّه، ... دخل عليه أبو الحسن
موسى عليه‏السلام ... .


قال: اذهب إلى تلك الشجرة - وأشار بيده إلى أُمّ غيلان - فقل لها: يقول لك
موسى بن جعفر: أقبلي.

قال: فأتيتها، فرأيتها واللّه تخدّ الأرض خدّا حتّى وقفت بين يديه، ثمّ أشار إليها
فرجعت ... [346].

 

(ل)  ـ  معجزاته عليه‏السلام في الجمادات

وفيه أحد عشر موردا

 

الأوّل ـ معجزته عليه‏السلام في فيضان ماء البئر:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... حسام بن حاتم الأصمّ، قال: حدّثني أبي، قال:
قال لي شقيق ـ يعني ابن إبراهيم البلخيّ ـ: خرجت حاجّا إلى بيت اللّه الحرام في
سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسيّة ... .

فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن
الناس، إذ نظرت إلى فتىً حدث السنّ حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء
العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجّادة كأنّها كوكب درّيّ ... .

ورحل الحاجّ وأنا معهم حتّى نزلنا بزبالة، فإذا أنا بالفتى قائم على البئر، وبيده
ركوة يستقي بها ماءً، فانقطعت الركوة في البئر، فقلت صاحبي واللّه! فرأيته قد رمق
السماء بطرفه، وهو يقول: ... إلهي وسيّدي ما لي سواها، فلا تعدمنيها.

قال شقيق: فواللّه! لقد رأيت البئر، وقد فاض ماؤها حتّى جرى على وجه
الأرض، فمدّ يده فتناول الركوة فملأها ماءً، ثمّ توضّأ، فأسبغ الوضوء وصلّى
ركعات ... .

فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من هذا الفتى؟

فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمّد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن
أبيطالب عليهم‏السلام ... [347].

 

الثاني ـ معجزته عليه‏السلام في تبديل الرمل سويقاً:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... حسام بن حاتم الأصمّ، قال: حدّثني أبي، قال:
قال لي شقيق ـ يعني ابن إبراهيم البلخيّ ـ: خرجت حاجّا إلى بيت اللّه الحرام في
سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسيّة ... .

فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن
الناس، إذ نظرت إلى فتىً حدث السنّ حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء
العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجّادة كأنّها كوكب درّيّ ... .

ورحل الحاجّ وأنا معهم حتّى نزلنا بزبالة، فإذا أنا بالفتى قائم على البئر، وبيده
ركوة يستقي بها ماءً، فانقطعت الركوة في البئر ..

قال شقيق: فواللّه! لقد رأيت البئر، وقد فاض ماؤها حتّى جرى على وجه
الأرض، فمدّ يده فتناول الركوة فملأها ماءً، ثمّ توضّأ، فأسبغ الوضوء وصلّى ركعات،
ثمّ مال إلى كثيب رمل أبيض، فجعل يقبض بيده من الرمل، ويطرحه في الركوة، ثمّ
يحرّكها ويشرب، فقلت في نفسي: أتراه قد حوّل الرمل سويقا؟!

فدنوت منه فقلت له: أطعمني رحمك اللّه! ... .

فأخذت الركوة من يده، وشربت فإذا سويق وسكّر، فواللّه ما شربت شيئا قطّ
ألذّ منه، ولا أطيب رائحة، فشبعت ورويت وأقمت أيّاما لا أشتهي طعاما ولا شرابا،
فدفعت إليه الركوة ... .

فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من هذا الفتى؟

فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمّد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟

قال: موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن
أبيطالب عليهم‏السلام ...[348].

 

الثالث ـ تكلّمه عليه‏السلام مع السحاب وانقياده له:

1 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: خالد السمّان في خبر: أنّه دعا الرشيد رجلاً يقال له:
عليّ بن صالح الطالقانيّ، وقال له: أنت الذي تقول: إنّ السحاب حملتك من بلد
الصين إلى طالقان؟

فقال: نعم، قال: فحدّثنا كيف كان؟

قال: كسر مركبي في لجج البحر، فبقيت ثلاثة أيّام على لوح تضربني الأمواج،
فألقتني الأمواج إلى البرّ ... قمت بقرب الكهف سمعت تسبيحا وتهليلاً وتكبيرا،
وتلاوة قرآن، فدنوت من الكهف، فناداني مناد من الكهف: ادخل يا عليّ بن صالح
الطالقانيّ! رحمك اللّه! ... .


ثمّ قال: يا عليّ! أتحبّ الرجوع إلى بلدك؟

فقلت: ومن لي بذلك؟

فقال: كرامة لأوليائنا أن نفعل بهم ذلك، ثمّ دعا بدعوات، ورفع يده إلى السماء،
وقال: الساعة، الساعة.

فإذا سحاب قد أظلّت باب الكهف قطعا قطعا.

وكلّما وافت سحابة قالت: سلام عليك يا وليّ اللّه وحجّته!

فيقول: وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته، أيّتها السحابة السامعة المطيعة! ثمّ
يقول لها: أين تريدين؟

فتقول: أرض كذا، فيقول: لرحمة أو سخط؟

فتقول: لرحمة أو سخط، وتمضي حتّى جاءت سحابة حسنة مضيئة.

فقالت: السلام عليك يا وليّ اللّه وحجّته!

قال: وعليك السلام أيّتها السحابة السامعة المطيعة! أين تريدين؟

فقالت: أرض طالقان.

فقال: لرحمة، أو سخط؟

فقالت: لرحمة.

فقال لها: احملي ما حملت مودعا في اللّه.

فقالت: سمعا وطاعة.

قال لها: فاستقرّي بإذن اللّه على وجه الأرض، فاستقرّت، فأخذ بعض عضدي
فأجلسني عليها، فعند ذلك قلت له: سألتك باللّه العظيم، وبحقّ محمّد خاتم النبيّين،
وعليّ سيّد الوصيّين، والأئمّة الطاهرين، من أنت؟! فقد أعطيت واللّه! أمرا عظيما.

فقال: ويحك! يا عليّ بن صالح! إنّ اللّه لا يخلّي أرضه من حجّة طرفة عين، إمّا
باطن وإمّا ظاهر، أنا حجّة اللّه الظاهرة، وحجّته الباطنة، أنا حجّة اللّه يوم الوقت
المعلوم، وأنا المؤدّي الناطق عن الرسول، أنا في وقتي هذا موسى بن جعفر.

فذكرت إمامته وإمامة آبائه، وأمر السحاب بالطيران، فطارت واللّه ! ما
وجدت ألما ولا فزعت، فما كان بأسرع من طرفة العين حتّى ألقتني بالطالقان في
شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالما في عافية ...[349].

 

الرابع ـ صيرورة العصا أفعيّا:

(486) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا هِشام بن منصور، عن رشيق مولى
الرشيد، قال: وجّه بي الرشيد في قتل موسى بن جعفر عليه‏السلام، فأتيته لأقتله، فهزّ عصا
كانت في يده، فإذا هي أفعى، وأخذت هارون الحمّى، ووقعت الأفعى في عنقه حتّى
وجّه إليّ بإطلاقه، فأطلقت عنه[350].

 

الخامس ـ معجزته عليه‏السلام في ردّ الليل والنهار:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... أحمد التَبّان، قال: كنت نائما على فراشي، فما
أحسست إلاّ ورجل قد رفسني برجله، فقال لي: يا هذا! ينام شيعة آل محمّد؟

فقمت فزعا، فلمّا رآني فزعا ضمّني إلى صدره، فالتفتّ فإذا أنا بأبي الحسن
موسى بن جعفر عليهماالسلام، فقال: يا أحمد! توضّأ للصلاة.

فتوضّأت، وأخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، وكان باب الدار مغلقا، ما
أدري من أين أخرجني، فإذا أنا بناقة معقلة له، فحلّ عقالها وأردفني خلفه، وسار
بي غير بعيد، فأنزلني موضعا، فصلّى بي أربعا وعشرين ركعة.

ثمّ قال: يا أحمد! تدري في أيّ موضع أنت؟

قلت: اللّه ورسوله ووليّه، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر جدّي الحسين بن عليّ عليهماالسلام.

ثمّ سار غير بعيد حتّى أتى الكوفة ...  فقال: يا أحمد! تريد أريك من دلالات
الإمام؟

قلت: نعم.

قال: ياليل ! أدبر، فأدبر الليل عنّا، ثمّ قال: يا نهار! أقبل، فأقبل النهار إلينا بالنور
العظيم، وبالشمس حتّى رجعت بيضاء نقيّة، فصليّنا الزوال، ثمّ قال: يا نهار! أدبر، يا
ليل ! أقبل. فأقبل علينا الليل حتّى صلّينا المغرب، قال: يا أحمد! أرأيت؟!

قلت: حسبي هذا يا ابن رسول اللّه! ... [351].

 

السادس ـ أخذه عليه‏السلام الكتاب عن بيت مقفّل لأحد من أصحابه:

1 ـ الحضينيّ رحمه‏الله: روى أبو حمزه، عن أبيه، قال: كنت في مسجد الكوفة،
معتكفا في شهر رمضان، في العشر الأواخر، إذ جاءني حبيب الأحول بكتاب مختوم
من أبي الحسن عليه‏السلام، قدر أربع أصابع، فقرأته، فكان في كتابه: إذا قرأت الكتاب
الصغير المختوم الذي في جوف كتابك، فاحرزه حتّى أطلبه منك.

قال: فأخذت الكتاب، وأدخلته بيت بزّي، فجعلته في جوف صندوق مقفل، في
جوف قمطر مقفل، وبيت البزّ مقفل، ومفاتيح هذه الأقفال في حجرتي، فإذا كان الليل
فهي تحت رأسي، وليس يدخل بيت بزّي أحد غيري، فلمّا حضر الموسم خرجت
إلى مكّة، ومعي جميع ما كتب لي من حوائجه، فلمّا دخلت عليه، قال: يا عليّ! ما فعل
الكتاب الصغير الذي كتبت إليك، وقلت: احتفظ به؟

قلت: جعلت فداك! عندي.

قال: أين؟

قلت:  في بيت بزّي، قد أحرزته، والبيت لا يدخله غيري.

قال: يا عليّ! إذا نظرت إليه، أليس تعرفه؟

قلت: بلى، واللّه! لو كان بين ألف كتاب لأخرجته.

فرفع مصلّى تحته، فأخرجه إليّ ...[352].

 

السابع ـ ظهور القصر له عليه‏السلام في الجبانة مع الوصائف والأشجار:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي
موسى بن جعفر عليهماالسلام ... وبين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة، كان كاتبه
وعليه طاق قميص ... .

فقال عليه‏السلام: أما إنّك يا مهران! لشاكّ في مولاك موسى؟!

فقال: إنّما أنا شاكّ فيك لأنّه ما ظهر في الأئمّة أسود مثلك، أو غيرك ... .

وخرج إلى الجبّانة، فإذا السحب قد انقطعت، والغيوم قد انقشعت، وكان يتردّد
متفكّرا، فإذا هو بقصر قد حفّت به النخيل والأشجار والرياحين، وإذا بابه مفتوح،
فدنا من الباب ودخل القصر.

فإذا به ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، وإذا مولاي عليه‏السلام على سرير من ذهب
ونور وجهه يبهر نور الشمس، وحواليه خدم ووصائف ...[353].

 

الثامن ـ ظهوره عليه‏السلام كالقمر المنير:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: ... المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي
موسى بن جعفر عليهماالسلام ... وبين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة، كان كاتبه
وعليه طاق قميص ... .

فقال عليه‏السلام: أما إنّك يا مهران! لشاكّ في مولاك موسى؟!

فقال: إنّما أنا شاكّ فيك لأنّه ما ظهر في الأئمّة أسود مثلك، أو غيرك ... .

ثمّ قال لي: انظر الساعة، فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه.

ثمّ قال: أنا ذلك الأسود، وأنا ذلك الأبيض ...[354].

 

التاسع ـ معجزته عليه‏السلام لمن أراد استخفافه:

(487) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روي أنّ هارون الرشيد بعث يوما إلى موسى بن
جعفر عليهماالسلامعلى يد ثقة له طبقا من السرقين الذي هو على هيئة التين، وأراد
استخفافه.


فلمّا رفع الإزار منها، فإذا هي من أحلى التين وأطيبه، فأكل عليه‏السلام وأطعم بعضها
الحامل، وردّ بقيّتها إلى هارون.

فلمّا تناوله هارون  صار سرقينا في فيه، وكان في يده تينا[355].

 

العاشر ـ صيرورة الرمل بالسويق والسكر:

(488) 1 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: وفي كتاب أمثال الصالحين، قال شقيق البلخيّ:
وجدت رجلاً عند فيد يملأ الإناء من الرمل ويشربه، فتعجّبت من ذلك واستسقيته
فسقاني، فوجدته سويقا وسكّرا «القصّة».

وقد نظموها:


سل شقيق البلخيّ عنه بما شا

 هد منه وما الذي كان أبصر


قال لمّا حججت عاينت شخصا

 ناحل الجسم شاحب اللون أسمر


سائرا وحده وليس له زاد

  فما زالت دائبا أتفكّر


وتوهّمت أنّه يسأل الناس

 ولم أدر أنّه الحجّ الأكبر


ثمّ عاينته ونحن نزول

 دون فيد على الكثيب الأحمر


يضع الرمل في الإناء ويشربه

 فناديته وعقلي محيّر


اسقني شربة فلمّا سقاني

 منه عاينته سويقا وسكّر


فسألت الحجيج من يك هذا؟

 قيل هذا الإمام موسى بن جعفر[356].




 

الحادي عشر ـ طبع خاتمه على الحصاة:

(489) 1 ـ الحضينيّ رحمه‏الله: عن جعفر بن المفضّل المخلول، عن إبراهيم، عن جعفر بن
يحيى القرنيّ، يونس بن ظبيان، عن أبي خالد عبد اللّه بن غالب، رُشَيْد الهَجَريّ
رضى‏الله‏عنه، قال:
كنت وأبو عبد اللّه سلمان
، وأبو عبد الرحمن قيس بن ورقاء، و ... بين يدي أمير
المؤمنين عليه‏السلام بالمدينة، إذ دخلت عليه حبابة الوالبيّة ... وأخذ عليه‏السلاممن يدها حصاة
بيضاء تلمع وترى من صفائها، وأخذ خاتم من يده فطبع به في الحصاة، فانطبعت.

فقال لها: ... يا حبابة! لتلقينّ بهذه الحصاة ابنيّ الحسن والحسين ... موسى بن
جعفر، وعليّ بن موسى الرضا، وكلاًّ إذ أتيته استدعى بالحصاة منك، وطبعها بهذا
الخاتم لك ... .

قالت حبابة: فلمّا قبض أمير المؤمنين عليه‏السلام بضربة عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه
في مسجد الكوفة، أتيت مولاى الحسن فلمّا رآني قال: أهلاً وسهلاً بك يا حبابة!
هاتي الحصاة ... ثمّ صرت بذلك الخاتم ... إلى موسى بن جعفر، وإلى عليّ بن موسى
الرضا عليهماالسلام، فكلّ يفعل كفعل أمير المؤمنين عليه‏السلام ...
[357].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

(م) - علمه عليه‏السلام ومعجزاته في أمور مختلفة

وفيه خمسة عشر موردا

 

الأوّل ـ علمه عليه‏السلام بما في السماوات:

(490) 1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: لقد وجدت في بعض كتب أصحابنا رضي اللّه
عنهم أنّه كان للرشيد باز أبيض يحبّه حبّا شديدا، فطار في بعض متصيّداته حتّى
غاب عن أعينهم، فأمر الرشيد أن يضرب له قبّة ونزل تحتها، وحلف أنّه لا يبرح
من موضعه أو يجيئوا إليه بالباز، وأقام بالموضع، وأنفذ وجوه العسكر، وسرّح
الأمراء والأقواد في طلبه على مسيرة يوم أو يومين وثلاثة.

فلمّا كان في اليوم الثاني آخر النهار نزل البازي عليه في يده حيوان يتحرّك، ويلمع كما
يلمع السيف في الشمس، فأخذه من يده بالرفق، ورجع إلى داره فطرحه في طست ذهب،
ودعا بالأشراف والأطبّاء والحكماء والفقهاء والقضاة والحكّام، فقال: هل فيكم من رأى
مثل هذه الصورة قطّ، فقالوا: ما رأينا مثلها قطّ ولا ندري ما هي؟

قال: كيف لنا بعلمها؟

فقال له ابن أكثم القاضي[358] وأبو يوسف يعقوب القاضي: ما لك غير إمام
الروافض موسى بن جعفر تبعث وتحضر جماعة من الروافض، وتسأله عنها، فإن
علم كانت معرفتها لنا فائدة، وإن لم يعلم افتضح عند أصحابه الذين عندهم أنّه يعلم
الغيب، وينظر في السماء إلى الملائكة.


فقال: هذا وتربة المهديّ، نعم الرأي، وأرسلوا خلف أبي الحسن عليه‏السلاموسألوه أن
يحضر المجلس الساعة ومن عنده من أصحابه، وبعثوا خلف فلان وفلان من
أصحاب الروافض.

فحضر أبو الحسن عليه‏السلام وجماعة من الشيعة معه، فقال: يا أبا الحسن! إنّما
أحضرتك شوقا إليك.

فقال: دعني من شوقك ألا إنّ اللّه تبارك خلق بين السماء والأرض بحرا مكفوفا
عذبا زلالاً، كفّ الموج بعضه على بعض من حواشيه لئلاّ يطغى خزنته فينزل منه
مكيال فيهلك ما تحته، وطوله أربعة فراسخ في أربعة فراسخ من فراسخ الملائكة،
الفرسخ مسيرة مائتي عام للراكب المجدّ يحفّ به الصافّون المسبّحون من الملائكة
الذين قال اللّه تعالى: «وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّآفُّونَ * وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ»[359].

وخلق له سكّانا أشخاصا على عمل السمك صغارا وكبارا، فأكبر ما فيه من هذه
الصورة شبر، وله رأس كرأس الآدميّ، وله أنف وأذنان وعينان، والذكور منها له
سواد في وجهه مثل اللحى، والأناث لها شعور على رأسها مثل النساء، ولها أجساد
مثل أجساد السمك، وفلوس مثل (فلوس السمك ) وبطون مثل بطونها، ومواضع
الأجنحة منها مثل أكفّ وأرجل مثل أيدي الناس وأرجلهم، تلمع لمعانا عظيما
لأنّها متبرّجة بالأنوار، تغشي الناظر إليها حتّى يرد طرفه حسيرا.

غداؤها التقديس والتكبير والتهليل، فإذا قصّر أحدهما في التسبيح سلّط اللّه
عليها البزاة البيض، فأكلتها وجعلت رزقها، وما يحلّ لك أن تأخذ من هذا البازي
رزقه الذي بعثه اللّه إليه ليأكله.

فقال الرشيد: أخرجوا الطست، فأخرجوه، فنظر إليها، فما أخطأ ممّا قال
أبو الحسن موسى عليه‏السلام شيئا، ثمّ انصرف، فطرحها الرشيد للبازي فقطعها وأكلها، فما
نقط لها دم، ولا سقط منها شيء.

فقال الرشيد لجماعة الهاشميّين ومن حضر: أترانا لو حدّثنا بهذا كنّا نصدّق؟![360].

 

الثاني ـ علمه عليه‏السلام بما في الكتب السماويّة:

(491) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: أبي رحمه‏الله، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس ومحمّد بن
يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن حمّاد، عن
الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم، عن جاثليق
من جثالقة النصارى، يقال له: بريهة، قد مكث جاثليق النصرانيّة سبعين سنة، وكان
يطلب الإسلام، و يطلب من يحتجّ عليه ممّن يقرء كتبه ويعرف المسيح بصفاته
ودلائله وآياته.

قال: وعرف بذلك حتّى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس حتّى
افتخرت به النصارى وقالت: لو لم يكن في دين النصرانيّة إلاّ بريهة لأجزأنا، وكان
طالباً للحقّ والإسلام مع ذلك، وكانت معه امرأة تخدمه، طال مكثها معه، وكان يسرّ
إليها ضعف النصرانيّة وضعف حجّتها.

قال: فعرفت ذلك منه، فضرب بريهة الأمر ظهرا لبطن، وأقبل يسأل فرق
المسلمين والمختلفين في الإسلام، من أعلمكم وأقبل يسأل عن أئمّة المسلمين وعن
صلحائهم وعلمائهم وأهل الحجى منهم، وكان يستقرئ فرقة فرقة لا يجد عند القوم
شيئا، وقال: لو كانت أئمّتكم أئمّة على الحقّ لكان عندكم بعض الحقّ، فوصفت له
الشيعة، ووصف له هشام بن الحكم.

فقال يونس بن عبد الرحمن: فقال لي هشام: بينما أنا على دكّاني على باب الكرخ
جالس، وعندي قوم يقرؤون عليّ القرآن، فإذا أنا بفوج النصارى معه ما بين
القسّيسين إلى غيرهم نحو من مائة رجل عليهم السواد والبرانس  والجاثليق الأكبر
فيهم بريهة، حتّى نزلوا حول دكّاني، وجعل  لبريهة كرسيّ يجلس عليه، فقامت
الأساقفة والرهابنة على عصيّهم وعلى رؤوسهم برانسهم.

فقال بريهة: ما بقي من المسلمين أحد ممّن يذكر بالعلم بالكلام إلاّ وقد ناظرته في
النصرانيّة فما عندهم شيء، وقد جئت أناظرك في الإسلام.

قال: فضحك هشام، فقال: يا بريهة! إن كنت تريد منّي آيات كآيات المسيح،
فليس أنا بالمسيح ولا مثله ولا أدانيه، ذاك روح طيّبة خميصة مرتفعة، آياته ظاهرة،
وعلاماته قائمة.

قال بريهة: فأعجبني الكلام والوصف.

قال هشام: إن أردت الحجاج فههنا.

قال بريهة: نعم، فإنّي أسألك؛ مانسبة نبيّكم هذا من المسيح نسبة الأبدان؟

قال هشام: ابن عمّ جدّه (لأُمّه)، لأنّه من ولد إسحاق، ومحمّد من ولد إسماعيل،
قال بريهة: وكيف تنسبه إلى أبيه؟

قال هشام: إن أردت نسبه عندكم أخبرتك، وإن أردت نسبه عندنا أخبرتك؟

قال بريهة: أريد نسبه عندنا، وظننت أنّه إذا نسبه نسبتنا أغلبه، قلت: فانسبه
بالنسبة التي ننسبه بها؟

قال هشام: نعم، تقولون: إنّه قديم من قديم، فأيّهما الأب؟ وأيّهما الابن؟

قال بريهة: الذي نزل إلى الأرض الابن.

قال هشام: الذي نزل إلى الأرض الأب.


قال بريهة: الابن رسول الأب.

قال هشام: إنّ الأب أحكم من الابن، لأنّ الخلق خلق الأب.

قال بريهة: إنّ الخلق خلق الأب، وخلق الابن.

قال هشام: ما منعهما أن ينزلا جميعا كما خلقا إذا اشتركا!؟

قال بريهة: كيف يشتركان وهما شيء واحد؟ إنّما يفترقان بالاسم.

قال هشام: إنّما يجتمعان بالاسم.

قال بريهة: جهل هذا الكلام.

قال هشام: عرف هذا الكلام.

قال بريهة: إنّ الابن متّصل بالأب.

قال هشام: إنّ الابن منفصل من الأب.

قال بريهة: هذا خلاف ما يعقله الناس.

قال هشام: إن كان ما يعقله الناس شاهدا لنا وعلينا فقد غلبتك، لأنّ الأب كان
ولم يكن الابن، فتقول هكذا يا بريهة!؟

قال: ما أقول هكذا.

قال: فلم استشهدت قوما لا تقبل شهادتهم لنفسك؟

قال بريهة: إنّ الأب اسم والابن اسم يقدر به القديم.

قال هشام: الاسمان قديمان كقدم الأب والابن؟

قال بريهة: لا، ولكنّ الأسماء محدثة.

قال: فقد جعلت الأب ابنا والابن أبا، إن كان الابن أحدث هذه الأسماء دون
الأب فهو الأب، وإن كان الأب أحدث هذه الأسماء دون الابن فهو الأب والابن
أب، وليس ههنا ابن.

قال بريهة: إنّ الابن اسم للروح حين نزلت إلى الأرض.


قال هشام: فحين لم تنزل إلى الأرض فاسمها ما هو؟

قال بريهة: فاسمها ابن، نزلت أو لم تنزل.

قال هشام: فقبل النزول هذه الروح كلّها واحدة واسمها اثنان.

قال بريهة: هي كلّها واحدة، روح واحدة.

قال: قد رضيت أن تجعل بعضها ابنا وبعضها أبا؟

قال بريهة: لا، لأنّ اسم الأب واسم الابن واحد.

قال هشام: فالابن أبوالأب والأب أبو الابن والابن واحد.

قالت الأساقفة بلسانها لبريهة: ما مرّ بك مثل ذا قطّ تقوم، فتحيّر بريهة وذهب
ليقوم، فتعلّق به هشام، قال: مايمنعك من الإسلام؟ أفي قلبك حزازة؟ فقلها وإلاّ
سألتك عن النصرانيّة مسألة واحدة تبيت عليها ليلك هذا فتصبح وليس لك همّة
غيري.

قالت الأساقفة: لا تردّ هذه المسألة لعلّها تشكّكك.

قال بريهة: قلها يا أبا الحكم.

قال هشام: أفرأيتك الابن يعلم ما عند الأب؟

قال: نعم، قال: أفرأيتك الأب يعلم كلّ ما عند الابن؟

قال: نعم، قال: أفرأيتك تخبر عن الابن؟ أيقدر على حمل كلّ ما يقدر عليه
الأب؟

قال: نعم، قال: أفرأيتك تخبر عن الأب؟ أيقدر على كلّ ما يقدر عليه الابن؟

قال: نعم، قال هشام: فكيف يكون واحد منهما ابن صاحبه وهما متساويان؟
وكيف يظلم كلّ واحد منهما صاحبه؟

قال بريهة: ليس منهما ظلم.

قال هشام: من الحقّ بينهما أن يكون الابن أب الأب، والأب ابن الابن، بت
عليها يا بريهة! وافترق النصارى وهم يتمنّون أن لا يكونوا رأوا هشاما
ولا أصحابه.

قال: فرجع بريهه مغتمّا مهتمّا حتّى صار إلى منزله، فقالت امرأته التي تخدمه: ما
لي أراك مهتمّا مغتمّا؟

فحكى لها الكلام الذي كان بينه وبين هشام، فقالت لبريهة: ويحك! أتريد أن
تكون على حقّ، أو على باطل!؟

فقال بريهة: بل على الحقّ.

فقالت له: أينما وجدت الحقّ فمل إليه، وإيّاك واللجاجة! فإنّ اللجاجة شكّ،
والشك شؤم وأهله في النار.

قال: فصوّب قولها، وعزم على الغدوّ على هشام.

قال: فغدا عليه وليس معه أحد من أصحابه، فقال: يا هشام! ألك من تصدر عن
رأيه، وترجع إلى قوله، وتدين بطاعته؟

قال هشام: نعم، يا بريهة!

قال: وما صفته؟

قال هشام: في نسبه أو في دينه؟

قال: فيهما جميعا صفة نسبه وصفة دينه.

قال هشام: أمّا النسب خير الأنساب، رأس العرب، وصفوة قريش، وفاضل بني
هاشم، كلّ من نازعه في نسبه وجدّه أفضل منه، لأنّ قريشا أفضل العرب وبني
هاشم أفضل قريش، وأفضل بني هاشم خاصّهم وديّنهم وسيّدهم، وكذلك ولد
السيّد أفضل من ولد غيره، وهذا من ولد السيّد.

قال: فصف دينه؟

قال هشام: شرائعه، أو صفة بدنه وطهارته؟


قال: صفة بدنه وطهارته.

قال هشام: معصوم فلا يعصي، وسخيّ فلا يبخل، شجاع فلا يجبن، وما استودع
من العلم فلا يجهل، حافظ للدين، قائم بما فرض عليه من عترة الأنبياء، وجامع علم
الأنبياء، يحلم عند الغضب، وينصف عند الظلم، ويعين عند الرضا، وينصف من
الوليّ والعدوّ، ولا يسأل شططا في عدوّه، ولا يمنع إفادة وليّه، يعمل بالكتاب،
ويحدث بالأعجوبات، من أهل الطهارات، يحكي قول الأئمّة الأصفياء، لم تنقض له
حجّة، ولم يجهل مسألة، يفتي في كلّ سنّة، ويجلو كلّ مدلهمّة.

قال بريهة: وصفت المسيح في صفاته وأثبتّه بحججه وآياته، إلاّ أنّ الشخص بائن
عن شخصه، والوصف قائم بوصفه، فإن يصدق الوصف نؤمن بالشخص.

قال هشام: إن تؤمن ترشد، وإن تتّبع الحقّ لا تؤنّب، ثمّ قال هشام: يا بريهة! ما
من حجّة أقامها اللّه على أوّل خلقه إلاّ أقامها على وسط خلقه وآخر خلقه،
فلا تبطل الحجج، ولا تذهب الملل، ولا تذهب السنن.

قال بريهة: ما أشبه هذا بالحقّ، وأقربه من الصدق، وهذه صفة الحكماء يقيمون
من الحجّة ما ينفون به الشبهة.

قال هشام: نعم ! فارتحلا حتّى أتيا المدينة والمرأة معهما، وهما يريدان أبا عبد
اللّه عليه‏السلام، فلقيا موسى بن جعفر عليهماالسلام، فحكى له هشام الحكاية.

فلمّا فرغ قال موسى بن جعفر عليهماالسلام: يا بريهة! كيف علمك بكتابك؟

قال: أنا به عالم.

قال: كيف ثقتك بتأويله؟

قال: ما أوثقني بعلمي فيه.

قال: فابتدأ موسى بن جعفر عليهماالسلام بقراءة الإنجيل.

قال بريهة: والمسيح لقد كان يقرء هكذا، وما قرأ هذه القراءة إلاّ المسيح، ثمّ قال
بريهة: إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك.

قال: فآمن وحسن إيمانه، وآمنت المرأة وحسن إيمانها.

قال: فدخل هشام وبريهة والمرأة على أبي عبد اللّه عليه‏السلام، وحكى هشام الحكاية
والكلام الذي جرى بين موسى عليه‏السلام وبريهة. فقال أبو عبد اللّه عليه‏السلام: «ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا
مِنم بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
»[361].

فقال بريهة: جعلت فداك! أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟

قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها، ونقولها كما قالوها، إنّ اللّه
لا يجعل حجّة في أرضه يسأل عن شيء فيقول: لا أدري.

فلزم بريهة أبا عبد اللّه عليه‏السلام حتّى مات أبو عبد اللّه عليه‏السلام، ثمّ لزم موسى بن
جعفر عليهماالسلام حتّى مات في زمانه، فغسّله بيده، وكفّنه بيده، ولحده بيده، وقال: هذا
حواريّ من حواريّي المسيح يعرف حقّ اللّه عليه.

قال: فتمنّى أكثر أصحابه أن يكونوا مثله[362].


 

الثالث ـ إخباره عليه‏السلام بقضاء الحاجة:

(492) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، قال: قلت لأبي
الحسن الأوّل عليه‏السلام: إنّ الحسن بن محمّد له إخوة من أبيه، وليس يولد له ولد إلاّ مات،
فادع اللّه له؟

فقال: قضيت حاجته، فولد له غلامان[363].

 

الرابع ـ معجزته عليه‏السلام في تحوّل أعدائه بالتكلّم بلغاتهم:

(493) 1 ـ ابن شهرآشوب رحمه‏الله: عليّ بن أبي حمزة، قال: كان يتقدّم الرشيد إلى
خدمه إذا خرج موسى بن جعفر عليهماالسلام من عنده أن يقتلوه.

فكانوا يهمّون به، فيتداخلهم من الهيبة والزمع، فلمّا طال ذلك أمر بتمثال من
خشب، وجعل له وجها مثل موسى بن جعفر عليهماالسلام، وكانوا إذا سكروا أمرهم أن
يذبحوه بالسكاكين، فكانوا يفعلون ذلك أبدا.

فلمّا كان في بعض الأيّام جمعهم في الموضع وهم سكارى، وأخرج سيّدي إليهم،
فلمّا بصروا به همّوا به على رسم الصورة، فلمّا علم منهم ما يريدون كلّمهم بالخزريّة
والتركيّة، فرموا من أيديهم السكاكين، ووثبوا إلى قدميه فقبّلوها وتضرّعوا إليه،
وتبعوه إلى أن شيّعوه إلى المنزل الذي كان ينزل فيه، فسألهم الترجمان عن حالهم؟

فقالوا: إنّ هذا الرجل يصير إلينا في كلّ عام فيقضي أحكامنا، ويرضي بعضنا من
بعض، ونستسقي به إذا قحط بلدنا، وإذا نزلت بنا نازلة فزعنا إليه، فعاهدهم أنّه لا
يأمرهم بذلك، فرجعوا[364].


 

الخامس ـ معجزته عليه‏السلام في الخروج عن الحبس:

(494) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه، قال:
حدّثنا جعفر [بن محمّد] بن مالك الفزاريّ، قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل الحسينيّ،
عن أبي محمّد الحسن بن عليّ الثاني عليه‏السلام، قال:

إنّ موسى عليه‏السلام قبل وفاته بثلاثة أيّام دعا المسيّب وقال له: إنّي ظاعن[365] عنك في
هذه الليلة إلى مدينة جدّي رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، لأعهد إلى من بها عهدا أن يعمل به
بعدي.

قال المسيّب: قلت: مولاي، كيف تأمرني والحرس والأبواب؟! كيف أفتح لك
الأبواب والحرس معي على الأبواب، وعليها أقفالها؟!

فقال: يا مسيّب! ضعفت نفسك في اللّه وفينا.

قلت: يا سيّدي! بيّن لي.

فقال: يا مسيّب! إذا مضى من هذه الليلة المقبلة ثلثها، فقف فانظر.

قال المسيّب: فحرّمت على نفسي الانضجاع[366] في تلك الليلة، فلم أزل راكعا
وساجدا وناظرا ما وعدنيه، فلمّا مضى من الليل ثلثه غشيني النعاس وأنا جالس،
فإذا أنا بسيّدي موسى يحرّكني برجله.

ففزعت وقمت قائما، فإذا بتلك الجدران المشيّدة والأبنية المعلاّة، وما حولنا من
القصور والأبنية، قد صارت كلّها أرضا، فظننت بمولاي أنّه أخرجني من المحبس
الذي كان فيه، قلت: مولاي، خذ بيدي من ظالمك وظالمي.

فقال: يا مسيّب! تخاف القتل؟

قلت: مولاي، معك لا، فقال: يا مسيّب! فاهدأ على حالتك، فإنّني راجع إليك
بعد ساعة واحدة، فإذ ولّيت عنك فسيعود المحبس إلى شأنه.

قلت: يا مولاي، فالحديد الذي عليك، كيف تصنع به؟

فقال ويحك يا مسيّب! بنا واللّه، ألان اللّه الحديد لنبيّه داود، كيف يصعب علينا
الحديد؟!

قال المسيّب: ثمّ خطا، فمرّ بين يديّ خطوة، ولم أدر كيف غاب عن بصري، ثمّ
ارتفع البنيان وعادت القصور على ما كانت عليه، واشتدّ اهتمام نفسي، وعلمت أنّ
وعده الحقّ، فلم أزل قائما على قدمي، فلم ينقض إلاّ ساعة كما حدّه لي، حتّى رأيت
الجدران والأبنية قد خرّت إلى الأرض سجّدا، وإذا أنا بسيّدي عليه‏السلام وقد عاد إلى
حبسه، وعاد الحديد إلى رجليه، فخررت ساجدا لوجهي بين يديه.

فقال لي: ارفع رأسك يا مسيّب، واعلم أنّ سيّدك راحل عنك إلى اللّه في ثالث
هذا اليوم الماضي.

فقلت: مولاي، فأين سيّدي عليّ؟

فقال: شاهد غير غائب يا مسيّب! وحاضر غير بعيد، يسمع ويرى.

قلت: يا سيّدي! فإليه قصدت؟

قال: قصدت واللّه يا مسيّب! كلّ منتخب للّه على وجه الأرض شرقا وغربا،
حتّى الجنّ في البراري والبحار، حتّى الملائكة في مقاماتهم وصفوفهم.

قال: فبكيت.

قال: لا تبك يا مسيّب! إنّا نور لا نطفأ، إن غبت عنك، فهذا عليّ ابني يقوم مقامي
بعدي، هو أنا.


فقلت: الحمد للّه.

قال: ثمّ إنّ سيّدي في ليلة اليوم الثالث دعاني فقال لي: يا مسيّب! إنّ سيّدك
يصبح من ليلة يومه على ما عرّفتك من الرحيل إلى اللّه تعالى، فإذا أنا دعوت
بشربة ماء فشربتها فرأيتني قد انتفخت بطني، يا مسيّب! واصفرّ لوني، واحمرّ،
واخضرّ، وتلوّن ألوانا، فخبّر الظالم بوفاتي، وإيّاك بهذا الحديث أن تظهر عليه أحدا
من عندي إلاّ بعد وفاتي.

قال المسيّب: فلم أزل أترقّب وعده حتّى دعا بشربة الماء، فشربها.

ثمّ دعاني فقال: إنّ هذا الرجس السنديّ بن شاهك، سيقول: إنّه يتولّى أمري
ودفني، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا! فإذا حملت نعشي إلى المقبرة المعروفة
بمقابر قريش، فالحدوني بها، ولا تعلوا على قبري علوّا واحدا، ولا تأخذوا من
تربتي لتتبرّكوا بها، فإنّ كلّ تربة لنا محرّمة إلاّ تربة جدّي الحسين بن عليّ عليه‏السلام، فإنّ
اللّه جعلها شفاءً لشيعتنا وأوليائنا.

قال: فرأيته تختلف ألوانه، وتنتفخ بطنه، ثمّ قال: رأيت شخصا أشبه الأشخاص
به، جالسا إلى جانبه في مثل هيئته، وكان عهدي بسيّدي الرضا عليه‏السلام في ذلك الوقت
غلاما، فأقبلت أريد سؤاله، فصاح بي سيّدي موسى عليه‏السلام: قد نهيتك يا مسيّب!
فتولّيت عنهم، ولم أزل صابرا حتّى قضى، وعاد ذلك الشخص.

ثمّ أوصلت الخبر إلى الرشيد، فوافى الرشيد و ابن شاهك، فواللّه! لقد رأيتهم
بعيني وهم يظنّون أنّهم يغسّلونه ويحنّطونه ويكفّنونه، وكلّ ذلك أراهم لا يصنعون به
شيئا، ولا تصل أيديهم إلى شيء منه، ولا إليه، وهو مغسول، مكفّن، محنّط.

ثمّ حمل ودفن في مقابر قريش، ولم يعل على قبره إلى الساعة.


وبقي في الحديث ما لم يحسن ذكره ممّا فعله الرشيد به، كذا وجدت الحكاية[367].

(495) 2 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا أبو محمّد سفيان، قال: حدّثنا وكيع، قال:
حدّثنا الأعمش، قال: لحقت موسى بن جعفر الكاظم الغيظ عليه‏السلام، وهو في حبس
الرشيد، فرأيته يخرج من حبسه ويغيب، ثمّ يدخل من حيث لا يُرى[368].

 

السادس ـ معجزته عليه‏السلام في السجن وملاقاته مع بعض الأشخاص:

(496) 1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: عن بشّار مولى السِنْديّ بن شاهَك، قال:
كنت من أشدّ الناس بغضا لآل محمّد، فدعاني السنديّ يوما فقال: يا بشّار! إنّي أريد
أن أئتمنك على ما ائتمنني هارون. قلت: إذن لا أبقي فيه غاية.

قال: هذا موسى بن جعفر قد دفعه إليّ، وقد دفعته ووكّلتك بحفظه.

فجعلته في دار في جوف دور، وكنت أقفل عليه عدّة أقفال، فإذا مضيت في
حاجة وكّلت امرأتي بالباب لا تفارقه حتّى أرجع.

قال بشّار: فحوّل اللّه ما كان في قلبي من البغض حبّا.

قال: فدعاني عليه‏السلام يوما، فقال: يا بشّار! احضر في سجن القنطرة، وادع لي هند
ابن الحجّاج، وقل له: أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه، فإنّه ينتهرك ويصيح عليك،
فإذا فعل ذلك فقل: أنا قد قلت وأبلغت رسالته، فإن شئت فافعل، وإن شئت
لا تفعل، واتركه وانصرف.

قال: ففعلت ما أمرني، وأقفلت الأبواب كما كنت أقفل، وأقعدت امرأتي على
الباب، وقلت: لا تبرحي حتّى آتيك، وقصدت إلى سجن القنطرة، ودخلت على هند
ابن الحجّاج، وقلت له: أبو الحسن عليه‏السلام يأمرك بالمصير إليه، فصاح عليّ وانتهرني،
فقلت له: قد أبلغتك، فإن شئت فافعل، وإن شئت لا تفعل، وانصرفت وتركته.

وجئت إلى أبي الحسن عليه‏السلام فوجدت امرأتي قاعدة على الباب، والأبواب مغلقة،
فلم أزل أفتح واحدا بعد واحد حتّى وصلت إليه، فأعلمته الخبر، فقال: نعم، قد
جاءني وانصرف.

فخرجت إلى امرأتي فقلت لها: هل جاء أحد بعدي، فدخل هذا الباب؟

فقالت: لا واللّه! ما فارقت الباب، ولا فتحت الأقفال حتّى جئت.

قال: وروى عليّ بن محمّد بن الحسن الأنباريّ أخو صندل، قال: بلغني من جهة
أخرى أنّه لمّا صار إليه هند بن الحجّاج، قال له العبد الصالح عليه‏السلامعند انصرافه: إن
شئت رجعت إلى موضعك ولك الجنّة، وإن شئت انصرفت إلى منزلك، فقال: إلى
موضعي، إلى السجن[369].

 

السابع ـ خروجه عليه‏السلام من السجن وعلمه بما يكون:

(497) 1 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: أبو الأزهر ناصح بن عليّة البُرْجُميّ في حديث
طويل: أنّه جمعني مسجد بإزاء دار السنديّ بن شاهك وابن السكّيت، فتفاوضنا في
العربيّة، ومعنا رجل لا نعرفه، فقال: يا هؤلاء! أنتم إلى إقامة دينكم أحوج منكم إلى
إقامة ألسنتكم.

وساق الكلام إلى إمام الوقت، وقال: ليس بينكم وبينه غير هذا الجدار، قلنا:
تعني هذا المحبوس موسى؟

قال: نعم.

قلنا: سترنا عليك، فقم من عندنا خيفة أن يراك أحد جليسنا فنؤخذ بك، قال:
واللّه ! لا يفعلون ذلك أبدا، واللّه ! ما قلت لكم إلاّ بأمره، وإنّه ليرانا ويسمع كلامنا،
ولو شاء أن يكون معنا لكان.

قلنا: فقد شئنا، فادعه إلينا، فإذا قد أقبل رجل من باب المسجد داخلاً كانت
لرؤيته العقول أن تذهل، فعلمنا أنّه موسى بن جعفر عليهماالسلام.

ثمّ قال: أنا هذا الرجل، وتركنا وخرجنا من المسجد مبادرا، فسمعنا وجيبا
شديدا، وإذا السنديّ بن شاهك يعدو داخلاً إلى المسجد معه جماعة، فقلنا كان معنا
رجل، فدعانا إلى كذا وكذا، ودخل هذا الرجل المصلّي، وخرج ذاك الرجل ولم نره،
فأمر بنا فأمسكنا.

ثمّ تقدّم إلى موسى، وهو قائم في المحراب، فأتاه من قبل وجهه ونحن نسمع، فقال:
يا ويحك! كم تخرج بسحرك هذا وحيلتك من وراء الأبواب والأغلاق والأقفال
وأردّك؟

فلو كنت هربت كان أحبّ إليّ من وقوفك ههنا، أتريد يا موسى! أن يقتلني
الخليفة؟

قال: فقال موسى، ونحن نسمع كلامه: كيف أهرب، وللّه في أيديكم موقت لي
يسوق إليها أقداره، وكرامتي على أيديكم، في كلام له.

قال: فأخذ السنديّ بيده ومشى، ثمّ قال للقوم: دعوا هذين، واخرجوا إلى
الطريق، فامنعوا أحدا يمرّ من الناس حتّى أتمّ أنا وهذا إلى الدار[370].

 

الثامن ـ حضوره عند ابنه عليهماالسلام بعد موته:

(498) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: معاوية بن حكيم، عن الحسن بن عليّ بن بنت إلياس،
عن أبي الحسن الرضا عليه‏السلام، قال: قال لي ابتداءً: إنّ أبي كان عندي البارحة.

قلت: أبوك؟

قال: أبي، قلت: أبوك؟

قال: أبي، قلت: أبوك؟

قال: في المنام، إنّ جعفرا كان يجيء إلى أبي فيقول: يا بنيّ! افعل كذا، يا بنيّ! افعل كذا.

قال: فدخلت عليه بعد ذلك فقال لي: يا حسن! إنّ منامنا ويقظتنا واحدة[371].

 

التاسع ـ تكلّمه عليه‏السلام بالحبشيّة:

(499) 1 ـ الحميريّ رحمه‏الله: محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عليّ بن أبي حمزة،
قال: كنت عند أبي الحسن عليه‏السلامإذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، وقد
اشتروهم له، فكلّم غلاما منهم - وكان من الحبش جميلاً - فكلّمه بكلامه ساعة
حتّى أتى على جميع ما يريد وأعطاه درهما، فقال: أعط أصحابك هؤلاء كلّ غلام
منهم كلّ هلال ثلاثين درهما، ثمّ خرجوا.

فقلت: جعلت فداك! لقد رأيتك تكلّم هذا الغلام بالحبشيّة، فما ذا أمرته؟

قال: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا، ويعطيهم في كلّ هلال ثلاثين درهما،
وذلك أنّي لمّا نظرت إليه علمت أنّه غلام عاقل من أبناء ملكهم، فأوصيته بجميع ما
احتاج إليه، فقبل وصيّتي، ومع هذا غلام صدق.

ثمّ قال: لعلّك عجبت من كلامي إيّاه بالحبشيّة، لا تعجب فما خفي عليك من أمر
الإمام أعجب وأكثر، وما هذا من الإمام في علمه إلاّ كطير أخذ بمنقاره من البحر
قطرة من ماء، أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا؟

قال: فإنّ الإمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده، وعجائبه أكثر من ذلك والطير حين
أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا، كذلك العالم لا ينقصه علمه
شيئا، ولا تنفد عجائبه[372].


 

العاشر ـ معجزته عليه‏السلام في انشقاق الأرض وإرائة أعداء عليّ عليه‏السلام في نار جهنّم:

(500) 1 ـ المسعوديّ رحمه‏الله: وروى السيّاري، عن محمّد بن الفضيل، عن داود
الرِقّيّ، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه‏السلام: حدّثني عن القوم.

فقال: الحديث أحبّ إليك، أو المعاينة؟

قلت: المعاينة، فقال لأبي الحسن موسى عليه‏السلام: انطلق فائتني بالقضيب.

فمضى فأحضره وأمره، فضرب به الأرض ضربة، فانشقّت عن بحر أسود، ثمّ
ضرب البحر بالقضيب فانفلق عن صخرة سوداء، فضرب الصخرة فانفتح فيها
باب، فإذا بالقوم جميعا لا يحصون كثرة وجوههم مسوّدة وأعينهم مزرقة، وكلّ
واحد منهم مصفود مشدود إلى جانب من الصخرة. موكّل بكلّ واحد منهم ملك
وهم ينادون: يا محمّد.

والزبانية تضرب وجوههم وتقول لهم: كذبتم ليس محمّد لكم ولا أنتم له.

فقلت له: جعلت فداك! من هؤلاء؟

فقال لي: ذاك الجبت والطاغوت، وذاك الرجس (قرمان)، وذاك اللعين ابن
اللعين، ولم يزل يعدّهم بأسمائهم كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم حتّى أتى على أصحاب
السقيفة وبني الأزرق والأوزاع من آل أبي سفيان وآل مروان ـ جدّد اللّه عليهم
العذاب بكرة وأصيلاً ـ .

ثمّ قال للصخرة: انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم[373].


 

الحادي عشر ـ معجزته في إرائة أبيه بعد شهادته عليهماالسلام:

(501) 1 ـ الصفّار رحمه‏الله: حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّى بن محمّد بن
عبد اللّه، عن بشير، عن عثمان بن مروان، عن سَماعة بن مهران، قال: كنت عند أبي
الحسن عليه‏السلام فأطلت الجلوس عنده، فقال: أتحبّ أن ترى أبا عبد اللّه عليه‏السلام؟

فقال: وددت، واللّه!

فقال: قم، وادخل ذلك البيت، فدخلت البيت، فإذا هو أبو عبد اللّه صلوات اللّه
عليه قاعد[374].

 

الثاني عشر ـ معجزته في نزول المائدة له عليه‏السلام من السماء:

(502) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا علقمة بن شريك بن أسلم، عن موسى
ابن هامان، قال: رأيت موسى بن جعفر عليه‏السلام في حبس الرشيد، وتنزل عليه مائدة
من السماء، ويطعم أهل السجن كلّهم، ثمّ يصعد بها من غير أن ينقص منها شيء[375].

 

الثالث عشر ـ معجزته في صعوده عليه‏السلام إلى السماء:

(503) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه‏الله: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا وكيع، عن إبراهيم
ابن الأسود، قال: رأيت موسى بن جعفر عليهماالسلام صعد إلى السماء ونزل ومعه حربة من نور.


فقال: أتخوّفونني بهذا؟! ـ يعني الرشيد ـ لو شئت لطعنته بهذه الحربة، فأبلغ ذلك
الرشيد، فأغمي ثلاثا، وأطلقه[376].

 

الرابع عشر ـ معجزته عليه‏السلام في خروجه من الحبس مقيّداً إلى المدينة:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه‏الله: ... عن عمر بن واقد، قال: إنّ هارون الرشيد لمّا ضاق
صدره ممّا كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر عليهماالسلام ... .

ثمّ إنّ سيّدنا موسى عليه‏السلامدعا بالمسيّب، وذلك قبل وفاته بثلاثة أيّام، وكان موكّلاً
به، فقال له: يا مسيّب!

قال: لبّيك يا مولاي! قال: إنّي ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة، مدينة جدّي
رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم لأعهد إلى عليّ ابني ما عهده إليّ أبي، وأجعله وصيّي وخليفتي،
وآمره أمري.

قال المسيّب: فقلت: يا مولاي! كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب وأقفالها،
والحرس معي على الأبواب؟!

فقال: يا مسيّب! ضعف يقينك باللّه عزّ وجلّ وفينا.

قلت: لا، يا سيّدي! قال: فمه، قلت: يا سيّدي! ادع اللّه أن يثبّتني، فقال: اللّهم
ثبّته، ثمّ قال: «إنّي أدعو اللّه عزّ وجلّ باسمه العظيم الذي دعا آصف حتّى جاء
بسرير بلقيس، ووضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه إليه حتّى يجمع
بيني وبين ابني عليّ بالمدينة».


قال المسيّب: فسمعته عليه‏السلام يدعو، ففقدته عن مصلاّه، فلم أزل قائما على قدمي
حتّى رأيته قد عاد إلى مكانه، وأعاد الحديد إلى رجليه، فخررت للّه ساجدا لوجهي
شكرا على ما أنعم به عليّ من معرفته ... [377].

 

الخامس عشر ـ معجزته عليه‏السلام في إخراج السوار من البحر:

(504) 1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه‏الله: عن إسحاق بن أبي عبد اللّه، قال: كنت مع
أبي الحسن موسى عليه‏السلام حين قدم من البصرة، فبينما نحن نسير في البطائح في هول
أرياح إذ سايرنا قوم في السفينة، فسمعنا لهم جلبة، فقال عليه‏السلام: ما هذا؟

فقيل: عروس تهدى إلى زوجها. قال: ثمّ مكثنا ما شاء اللّه تعالى، فسمعنا
صراخا وصيحة، فقال عليه‏السلام: ما  هذا؟

فقيل: العروس أرادت تغرف ماء فوقع سوارها في الماء.

فقال: (أحبسوا، وقولوا لملاّحهم يحبس، فحبسنا وحبس ) ملاّحهم، فجلس
ووضع أبو الحسن عليه‏السلام صدره على السفينة، وتكلّم بكلام خفيّ، وقال للملاّح: انزل،
فنزل الملاّح بفوطة[378]، فلم يزل في الماء نصف ساعة وبعض ساعة، فإذا هو بسوارها
فجاء به.

فلمّا أخرج الملاّح السوار قال له إسحاق أخوه: جعلت فداك! الدعاء الذي قلت
أخبرنا به؟

فقال له: استره إلاّ ممّن تثق به، ثمّ قال: «يا سابق كلّ فوت، ويا سامع كلّ
صوت، ويا بارئ النفوس بعد الموت، يا كاسي العظام لحما بعد الموت، يا
من لا تغشاه الظلمات الحندسيّة، ولا تتشابه عليه الأصوات المختلفة، ويا
من لا يشغله شأن عن شأن، يا من له عند كلّ شيء من خلقه سمع حاضر،
وبصر نافذ، لا يغلّطه كثرة المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحّين، يا حيّ حين لا
حيّ في ديمومة ملكه وبقائه، يا من سكن العلى واحتجب عن خلقه بنوره، يا
من أشرق بنوره دياجي الظلم، أسألك باسمك الواحد الأحد الفرد الوتر
الصمد أن تصلّي على محمّد وآل محمّد الطيّبين الطاهرين»
[379].

(505) 2 ـ الحرّ العامليّ رحمه‏الله: روي أنّ موسى بن جعفر عليهماالسلام كان في سفينة عند
مسيره إلى بصرة، وكان فيها عروس سقطت سوارها في البحر.

فدعا عليه‏السلام، فظهرت على سطح الماء حتّى أخذها[380].

 

(ن) ـ معجزات قبره الشريف صلوات اللّه عليه

وفيه ثلاثة موارد

 

الأوّل ـ صيرورة المدفون عنده إلى الرماد:

(506) 1 ـ الإربليّ رحمه‏الله: ولقد قرع سمعى ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور
العراق، أثبتت لموسى عليه‏السلام أشرف منقبته، وشهدت له بعلوّ مقامه عند اللّه تعالى،
وزلفى منزلته لديه، وظهرت بها كراماته بعد وفاته، ولا شكّ أنّ ظهور الكرامة بعد
الموت أكثر منها دلالة حال الحياة، وهي:

أنّ من عظماء الخلفاء مجّدهم اللّه تعالى من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا من
مماليكه الأعيان، وكان في ولاية عامّة طالت فيها مدّته، وكان ذا سطوة وجبروت،
فلمّا انتقل إلى اللّه تعالى اقتضت عناية الخليفة له أن تقدّم بدفنه في ضريح مجاور
لضريح الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام بالمشهد المطهّر، وكان بالمشهد المطهّر نقيب
معروف ومشهود له بالصلاح، كثير التودّد والملازمة للضريح والخدمة له، قائم
بوظائفها، فذكر هذا النقيب أنّه بعد دفن هذا المتوفّى في ذلك القبر بات بالمشهد
الشريف، فرأى في منامه أنّ القبر قد انفتح والنار تشتعل فيه، وقد انتشر منه دخان
ورائحة قُتار[381] ذلك المدفون فيه إلى أن ملأت المشهد، وأنّ الإمام موسى عليه‏السلام واقف
فصاح لهذا النقيب باسمه.

وقال له: تقول للخليفة: يا فلان! ـ وسمّاه باسمه ـ لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم،
وقال: كلاما خشنا.

فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا وخوفا، ولم يلبث أن كتب ورقة وسيّرها
منهيا صورة الواقعة بتفصيلها، فلمّا جنّ الليل جاء الخليفة إلى المشهد المطهّر بنفسه،
واستدعى النقيب، ودخلوا إلى الضريح، وأمر بكشف ذلك القبر، ونقل ذلك المدفون
إلى موضع آخر خارج المشهد.

فلمّا كشفوه وجدوا فيه رماد الحرق، ولم يجدوا للميّت أثرا.

وفي هذه القضيّة زيادة استغناء عن تعداد بقيّة مناقبه، واكتفاء عن بسط القول
فيها[382].

 

الثاني ـ نجاة بغداد بسبب قبره عليه‏السلام:

(507) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وفي رواية زكريّا بن آدم القمّيّ، عن الرضا عليه‏السلام: إنّ
اللّه تعالى نجّى بغداد لمكان قبر أبي الحسن عليه‏السلام فيها[383].

(508) 2 ـ الشعيريّ: وعن محمّد بن أحمد بن داود ومحمّد بن همّام، قال: حدّثنا
أبو جعفر بن أحمد بن پابنداز، عن منصور بن العبّاس، عن جعفر الجوهريّ، عن
زكريّا بن آدم القمّيّ، عن الرضا عليه‏السلام، قال: إنّ اللّه نجّى بغداد بمكان قبر أبي الحسن
موسى ومحمّد الجواد عليهماالسلام[384].

(509) 3 ـ ابن أبي جمهور الإحسائيّ رحمه‏الله: روي عن الرضا عليه‏السلام، أنّه قال: قبر
أبي ببغداد أمان لأهل الجانبين[385].

 

الثالث ـ دفع البلاء عن أهل بغداد بسبب قبره الشريف:

(510) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه‏الله: حدّثني محمّد بن قولويه، قال: حدّثنا سعد بن
عبد اللّه بن أبي خلف، عن محمّد بن حمزة، عن زكريّا بن آدم، قال: قلت للرضا عليه‏السلام:
إنّي أريد الخروج عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء فيهم! فقال: لا تفعل، فإنّ أهل بيتك
يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم عليه‏السلام[386].

 


 

 

 

 

 

 

 

الفصل الخامس: زيارته عليه‏السلام والتوسّل به

وفيه موضوعان

 

(أ) ـ فضل زيارته عليه‏السلام وثوابها

وفيه ثمانية موارد

 

الأوّل ـ ثواب زيارته عليه‏السلام:

(511) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،
عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن الرضا عليه‏السلام، قال: سألته عن زيارة قبر
أبي الحسن عليه‏السلام مثل زيارة قبر الحسين عليه‏السلام، قال: نعم[387].


(512) 2 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه‏الله: حدّثني عليّ بن الحسين، عن سعد بن عبد اللّه،
عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: قلت للرضا عليه‏السلام:
ما لمن زار قبر أبيك أبي الحسن عليه‏السلام؟

فقال: زره، قال: فقلت: فأيّ شيء فيه من الفضل؟

قال: له مثل من زار قبر الحسين عليه‏السلام[388].

(513) 3 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه‏الله: حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد
ابن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر عليه‏السلامعمّن
زار رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم قاصدا، قال: له الجنّة، ومن زار قبر أبي الحسن عليه‏السلام، فله
الجنّة[389].

(514) 4 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه‏الله: حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد،
عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن
الرضا عليه‏السلام، قال: زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه‏السلام[390].

(515) 5 ـ ابن قولويه القمّي رحمه‏الله: وعن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن
سعد، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن عُبْدُوس الخَلَنْجيّ، عن أبيه رحيم، قال: قلت
للرضا عليه‏السلام: جعلت فداك! إنّ زيارة قبر أبي الحسن عليه‏السلامببغداد علينا فيها مشقّة،
وإنّما نأتيه فنسلّم عليه من وراء الحيطان، فما لمن زاره من الثواب؟.

قال: فقال له: واللّه! مثل ما لمن أتى قبر رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم[391].

(516) 6 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه‏الله: وحدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن
الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن رحيم، قال: قلت:
للرضا عليه‏السلام: إنّ زيارة قبر أبي الحسن عليه‏السلام ببغداد علينا فيها مشقّة، فما لمن زاره.

فقال: له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه‏السلام من الثواب.

قال: ودخل رجل فسلّم عليه، وجلس وذكر بغداد ورداءة أهلها، وما يتوقّع أن
ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق، وعدّد من ذلك أشياء.

قال: فقمت لأخرج، فسمعت أبا الحسن عليه‏السلام، وهو يقول: أما أبو الحسن عليه‏السلام فلا[392].

(517) 7 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن
يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن حمدان القلانسيّ[393]، عن عليّ بن محمّد الحضينيّ، عن
عليّ بن عبد اللّه بن مروان[394]، عن إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه‏السلام
أسأله عن زيارة قبر أبي عبد اللّه 
عليه‏السلام وعن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفر عليهماالسلام.

فكتب إليّ: أبو عبد اللّه عليه‏السلامالمقدّم، وهذا[395] أجمع وأعظم أجرا[396].

(518) 8 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن داود، عن الحسين بن أحمد بن
إدريس، عن أبيه، عن سَلَمَة بن الخطّاب، عن عليّ بن ميسّر، عن ابن سِنان، قال:
قلت للرضا عليه‏السلام: ما لمن زار أباك؟

قال: الجنّة، فزره[397].

(519) 9 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: محمّد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن أحمد بن
داود قال حدّثنا أحمد بن جعفر المؤدّب، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن
يزيد، عن الحسين بن بشّار الواسطيّ، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه‏السلام: ما لمن زار
قبر أبيك؟

قال: زره، فقلت: أيّ شيء فيه من الفضل؟

قال: فيه من الفضل كفضل من زار قبر والده ـ يعني رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ـ .

قلت: فإنّي خفت ولم يمكنّي أن أدخل داخلاً، قال: سلّم من وراء الجسر[398].


(520) 10 ـ الشهيد رحمه‏الله: قال [ الرضا] عليه‏السلام: إنّ اللّه نجّى بغداد لمكان قبر بها، وإنّ
لمن زاره الجنّة[399].

 

الثاني ـ كيفيّة زيارته عليه‏السلام:

(521) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه‏الله: حدّثني أبي رحمه‏الله، عن سعد بن عبد اللّه، عن
أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي عليّ الوشّاء، عن الحسين بن يسار الواسطيّ، قال:
قلت للرضا عليه‏السلام: أزور قبر أبي الحسن عليه‏السلام ببغداد، فقال: إن كان لابدّ منه فمن وراء
الحجاب[400].

(522) 2 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: تستأذن بما تقدّم  ]وهو هذا:]

إذا أردت زيارته  عليه‏السلام فينبغي أن تغتسل، ثمّ تأتي المشهد المقدّس، وعليك
السكينة والوقار، فإذا أتيته فقف على بابه، وقل:

«اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، الحمد للّه على هدايته
لدينه، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله، اللّهمّ إنّك أكرم مقصود وأكرم مأتيّ،
وقد أتيتك متقرّبا إليك بابن بنت نبيّك صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين
وأبنائه الطيّبين.

اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، ولا تخيّب سعيي، ولا تقطع رجائي،
واجعلني عندك وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين».

ثمّ تقدّم رجلك اليمنى عند الدخول، وتقول:

«بسم اللّه وباللّه، وفي سبيل اللّه، وعلى ملّة رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله، اللّهمّ  اغفر لي ولوالديّ ولجميع المؤمنين والمؤمنات».

فإذا وصلت إلى باب القبّة، فقف عليه واستأذن، وقل:

«ءأدخل يا رسول اللّه، ءأدخل يا نبيّ اللّه، ءأدخل يا محمّد بن عبد اللّه.

ءأدخل يا أمير المؤمنين، ءأدخل يا أبا محمّد الحسن، ءأدخل يا أبا عبد اللّه
الحسين، ءأدخل يا أبا محمّد عليّ بن الحسين، ءأدخل يا أبا جعفر محمّد بن
عليّ، ءأدخل يا أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد، ءأدخل يا مولاي يا أبا الحسن
موسى بن جعفر، ءأدخل يا مولاي يا أبا جعفر، محمّد بن عليّ».[401].

ثمّ تدخل مقدّما رجلك اليمنى، فإذا دخلت فكبّر اللّه تعالى مائة تكبيرة، وتقف
مستقبل الضريح، وتقول:

«السلام عليك أيّها العبد الصالح، السلام عليك أيّها النور الساطع،
السلام عليك أيّها القمر الطالع، السلام عليك أيّها الغيث النافع، السلام
عليك يا وليّ اللّه وحجتّه، السلام عليك يا نور اللّه في الظلمات، السلام
عليك يا آل اللّه، السلام عليك يا بهاء اللّه، السلام عليك يا باب اللّه، السلام
عليك يا صفوة اللّه، السلام عليك يا خاصّة اللّه، السلام عليك يا سرّ اللّه
المستودع، السلام عليك يا صراط اللّه، السلام عليك يا زين الأبرار، السلام
عليك يا سليل الأطهار، السلام عليك يا عنصر الأخيار، السلام عليك يا
محنة الخلق، السلام عليك يا مزيد اللّه في شأنه، السلام عليك يا وارث علم
النبيّين، وسلالة الوصيّين، وشاهد يوم الدين.

أشهد أنّك وآباءك الذين كانوا من قبلك وأبناءك الذين من بعدك، مواليّ
وأوليائي وأئمّتي.

أشهد أنّكم أصفياء اللّه وخيرته، وحجّته البالغة، انتجبكم بعلمه، وجعلكم
أنصارا لدينه، وقوّاما بأمره، وخزّانا لحكمه، وحفظة لسرّه، وأركانا لتوحيده،
ومعادن لكلماته، وتراجمة لوحيه، وشهودا على عباده.

استرعاكم خلقه، وآتاكم كتابه، وخصّكم بكرائم التنزيل، وأعطاكم فضيلة
التأويل، وجعلكم تابوت حكمته، وعصا عزّه، ومنارا في بلاده، وأعلاما
لعباده، وأجرى فيكم من روحه، وعصمكم من الزلل، وطهّركم من الدنس،
وأذهب عنكم الرجس، وآمنكم من الفتن.

بكم تمّت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، ولكم الطاعة
المفترضة، والمودّة الواجبة، وأنتم أولياء اللّه النجباء، وعباده المكرّمون.

أتيتك يا ابن رسول اللّه! عارفا بحقّك مستبصرا بشأنك، مواليا
لأوليائك، معاديا لأعدائك.

بأبي أنت وأُمّي صلّى اللّه عليك وسلّم تسليما.

الصلاة عليه، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم:

اللّهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته، وصلّ على موسى بن جعفر وصيّ
الأبرار، وإمام الأخيار، وعيبة الأنوار، ووارث السكينة والوقار، والحكم
والآثار، الذي كان يحيي الليل بالسهر إلى السحر بمواصلة الاستغفار، حليف
السجدة الطويلة، والدموع الغزيرة، والمناجاة الكثيرة، والضراعات
المتّصلة، ومقرّ النهى والعدل، والخير والفضل، والندى والبذل، ومألف
البلوى والصبر، والمضطهد بالظلم، والمقبور بالجور، والمعذّب في قعر
السجون، وظلم المطامير، ذي الساق المرضوض بحلق القيود، والجنازة
المنادى عليها بذلّ الاستخفاف، والوارد على جدّه المصطفى، وأبيه
المرتضى، وأُمّه سيّدة نساء، بإرث مغصوب، وولاء مسلوب، وأمر مغلوب،
ودم مطلوب، وسمّ مشروب.

اللّهمّ وكما صبر على غليظ المحن، وتجرّع غصص الكرب، واستسلم
لرضاك، وأخلص الطاعة لك، ومحض الخشوع، واستشعر الخضوع، وعادى
البدعة وأهلها، ولم يلحقه في شيء من أوامرك ونواهيك لومة لائم، صلّ
عليه صلاة نامية منيفة زاكية، توجب له بها شفاعة أمم من خلقك، وقرون
من براياك، وبلّغه عنّا تحيّة وسلاما، وآتنا من لدنك في موالاته فضلاً
وإحسانا، ومغفرة ورضوانا، إنّك ذو الفضل العميم، والتجاوز العظيم،
برحمتك يا أرحم الراحمين».

ثمّ تصلّي ركعتي الزيارة، وتقول عقبها وأنت قائم:

«اللّهمّ إنّي أسألك، بحرمة من عاذ بك منك، ولجأ إلى عزّك، واستظلّ
بفيئك واعتصم بحبلك  ولم يثق إلاّ بك، يا جزيل العطايا، يا فكّاك الأسارى،
يا من سمّى نفسه من جوده وهّابا، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، ولا
تردّني من هذا المقام خائبا، فإنّ هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام، وترجى
فيه الرحمة من الكريم العلاّم، مقام لا يخيب فيه السائلون، ولا يجبه بالردّ
الراغبون، مقام من لاذ بمولاه رغبة، وتبتّل إليه رهبة، مقام الخائف من يوم
يقوم فيه الناس لربّ العالمين، ولا تنفع فيه سفاعة الشافعين إلاّ من أذن له
الرحمن وكان من الفائزين، ذلك
«يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَ لاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ
بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ
[402]، وقيل هذا ما كنتم توعدون، «لِكُلِّ
أَوَّابٍ حَفِيظٍ
»[403]، «مَّنْ خَشِىَ الرَّحْمَـنَ بِالْغَيْبِ وَ جَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا
بِسَلَـمٍ ذَ لِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ
»[404].

اللّهمّ فاجعلني من المخلصين الفائزين، واجعلني من ورثة جنّة النعيم،
واغفر لي ولوالديّ ولولدي يوم الدين، وألحقني بالصالحين، واخلف على
أهلي وولدي في الغابرين، واجمع بيننا جميعا في مستقرّ رحمتك، يا أرحم
الراحمين، وسلّمني من أهوال ما بيني وبين لقائك حتّى تبلّغني الدرجة التي
فيها مرافقة أحبّائك الذين عليهم دللت، وبالاقتداء بهم أمرت، واسقني من
حوضهم مشربا رويّا سائغا هنيئا، لا أظمأ بعده ولا أحلّى عنه أبدا، واحشرني
في زمرتهم، وتوفّني على ملّتهم، واجعلني في حزبهم، وعرّفني وجوههم في
رضوانك والجنّة، فإنّي رضيت بهم أئمّة وهداة وولاة، فاجعلهم أئمّتي
وهداتي وولاتي في الدنيا والآخرة، ولا تفرّق بيني وبينهم طرفة عين يا
أرحم الراحمين، آمين يا ربّ العالمين».

وصلّ ما تختار، وادع بما تريد[405].


(523) 3 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: تستأذن بما تقدّم[406]، وتقف على ضريحه،
وتقول: «السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا صفوة اللّه، السلام عليك
يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا
إمام المتّقين، ووارث علم الأوّلين والآخرين، السلام عليك يا سلالة
الوصيّين، السلام عليك يا شاهد يوم الدين.

أشهد أنّك وآباءك الذين كانوا من قبلك، وأبناءك الذين يكونون من
بعدك مواليّ وأوليائي وأئمّتي وقادتي في الدنيا والآخرة، وأشهد أنّكم
أصفياء اللّه وخيرته من خلقه، وحجّته البالغة، انتجبكم لعلمه، وجعلكم
خزنة لسرّه، وأركانا لتوحيده، وتراجمة لوحيه، ومعادن لكلماته، وشهودا له
على عباده، واسترعاكم أمر خلقه، وخصّكم بكرائم التنزيل، وأعطاكم
التأويل، وجعلكم أبوابا لحكمته، ومنارا في بلاده، وأعلاما لعباده، وضرب
لكم مثلاً من نوره، وعصمكم من الزلل، وطهّركم من الدنس، وآمنكم من
الفتن.

فبكم تمّت النعمة، واجتمعت بكم الفرقة، وبكم انتظمت الكلمة، ولكم
الطاعة المفترضة، والمودّة الواجبة الموظّفة، وأنتم أولياء اللّه النجباء، أحيا
بكم الصدق، فنصحتم لعباده، ودعوتم إلى كتاب اللّه وطاعته، ونهيتم عن
معاصي اللّه، وذببتم عن دين اللّه.

أتيتك يا مولاي يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر! يا ابن خاتم النبيّين، وابن
سيّد الوصيّين، وابن سيّدة نساء العالمين، عارفا بحقّك وبولايتك، مصدّقا
بوعدك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فعليك يا مولاي! منّي أفضل
التحيّة والسلام».

ثمّ تقول:

«اللّهم صلّ على حجّتك من خلقك، وأمينك في عبادك، ولسان حكمتك،
ومنهج حقّك، ومقصد سبيلك، والسبب إلى طاعتك، وصراطك المستقيم،
وخازنك، والطريق إليك موسى بن جعفر، فرط أنبيائك، وسلالة أصفيائك،
داعي الحكمة، وخازن العلم، كاظم الغيظ، وصائم القيظ، وإمام المؤمنين،
وزين المهتدين، الحاكم الرضيّ، والإمام الزكيّ الوفيّ الوصيّ.

اللّهمّ صلّ عليه وعلى الأئمّة من آبائه وولده، واحشرني في زمرته،
واجعلني في حزبه، ولا تحرمني مشاهدته.

اللّهمّ فكما مننت عليّ بولايته، وبصّرتني طاعته، وهديتني لمودّته،
ورزقتني البراءة من عدوّه، فأسألك أن تجعلني معه ومع الأئمّة من آبائه
وولده برحمتك، ومع من ارتضيت من المؤمنين بولايته، يا ربّ العالمين!
وخير الناصرين.

ثمّ تصلّي عليه بما تقدّم في الزيارة الثانية، وتصلّي صلاة الزيارة، وتدعو بعدها
بالدعاء الذي تقدّم عقيب صلاة تلك الزيارة[407]، ثمّ تمضي فتقف عند رجليه عليه‏السلام،
وتقول:

«اللّهمّ عظم البلاء، وبرح الخفاء، وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض،
ومنعت السماء، وأنت يا ربّ المستعان، وإليك يا ربّ المشتكى.

اللّهمّ صلّ على محمّد وآله الذين فرضت طاعتهم، وعرّفتنا بذلك
منزلتهم، وفرّج عنّا كربنا قريبا كلمح البصر أو هو أقرب، يا أبصر الناظرين،
ويا أسمع السامعين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين.

يا محمّد يا عليّ، يا عليّ يا محمّد، يا مصطفى يا مرتضى، يا مرتضى
يا مصطفى، انصراني فإنّكما ناصراي، واكفياني فإنّكما كافياي، يا صاحب
الزمان، الغوث، الغوث، الغوث، أدركني، أدركني، أدركني».

تقول ذلك حتّى ينقطع النفس.

ثمّ تسأل حاجتك فإنّها تقضى بإذن اللّه تعالى[408].

(524) 4 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: أقول: وجدت في أدعية عرفة من كتاب
الإقبال زيارة جامعة للبعيد مرويّة عن الصادق عليه‏السلام، ينبغي زيارتهم عليهم‏السلامبها في
كلّ يوم لا سيّما يوم عرفة ... .

«السلام عليك يا مولاي يا أبا محمّد الحسن بن عليّ ... يا مواليّ كونوا
شفعائي في حطّ وزرى وخطاياي، آمنت باللّه وبما أنزل إليكم وأتولّى
آخركم بما أتولّى أوّلكم، وبرئت من الجبت والطاغوت، واللات
والعزّى ...»
[409].

 

الثالث ـ زيارة الإمام المهديّ إيّاه عليهماالسلام في ليالي الجمعة:

(525) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر الطبريّ، قال:
حدّثنا أبو جعفر محمّد بن هارون بن موسى التَلَّعُكْبريّ، قال: حدّثني أبو الحسين بن
أبي البغل الكاتب، قال: تقلّدت عملاً من أبي منصور الصالحان، وجرى بيني وبينه
ما أوجب استتاري عنه، فطلبني وأخافني.

فمكثت مستترا خائفا، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت المبيت
هناك للدعاء و المسألة.

وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت أبا جعفر القيّم يقفل الأبواب، وأن يجتهد في خلوة
الموضع، لأخلو بما أُريده من الدعاء والمسألة، خوفا من دخول إنسان لم آمنه،
وأخاف من لقائه.

ففعل وقفل الأبواب، وانتصف الليل، فورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن
الموضع، فمكثت أدعو وأزور وأُصلّي.

فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسى عليه‏السلام، وإذا هو رجل يزور، فسلّم
على آدم وعلى أولي العزم، ثمّ على الأئمّة عليهم‏السلام واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى
صاحب الزمان فلم يذكره.

فعجبت من ذلك، وقلت في نفسي: لعلّه نسي، أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا
الرجل. فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين ...  وانتهيت إلى أبي جعفر القيّم، فخرج إليّ
من باب الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله؟

فقال: الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها، فحدّثته الحديث!

فقال: هذا مولانا صاحب الزمان، وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند
خلوتها من الناس ... [410].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

الرابع ـ كيفيّة زيارته عليه‏السلام والسلام عليه:

(526) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه‏الله: حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفيّ، عن
محمّد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه‏السلام: قال: إذا أردت زيارة
موسى بن جعفر ومحمّد بن عليّ عليهم‏السلام فاغتسل، وتنظّف، والبس ثوبيك الطاهرين،
وزر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر، ومحمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليهم‏السلام، وقل
حين تصير عند قبر موسى بن جعفر عليهماالسلام:

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا
نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدأ للّه في شأنه.

أتيتك زائرا عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي
عند ربّك يا مولاي!».

ثمّ سل حاجتك ... [411].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(527) 2 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: تقف على قبر أبي الحسن موسى عليه‏السلام، وتستقبله
بوجهك وتقول:


«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا
نور اللّه في ظلمات الأرض.

أشهد أنّك قد بلّغت عن اللّه ما حمّلت، وحفظت ما استودعت، وحلّلت
حلال اللّه، وحرّمت حرام اللّه، وأقمت حدود اللّه، وتلوت كتاب اللّه،
وصبرت على الأذى في جنب اللّه محتسبا، وعبدته مخلصا حتّى أتاك
اليقين.

أبرأ إلى اللّه وإليك من أعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا
بضلالة من خالفك، اشفع لي عند ربّك.»

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، وتحوّل إلى عند الرأس، وقل:

«السلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه وسمائه».

وتصلّي ركعتين، ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين، فتدعو بما أحببت.

وتزور أبا جعفر عليه‏السلام بهذه الزيارة[412].

(528) 3 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: يوم الأربعاء، وهو باسم موسى بن جعفر
وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد صلوات اللّه عليهم أجمعين،
زيارتهم عليهم‏السلام:

«السلام عليكم يا أولياء اللّه، السلام عليكم يا حجج اللّه، السلام عليكم
يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات اللّه عليكم وعلى آل
بيتكم الطيّبين الطاهرين، بأبي أنتم وأُمّي لقد عبدتم اللّه مخلصين،
وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّى أتاكم اليقين.


فلعن اللّه أعدائكم من الجنّ والإنس أجمعين، وأنا أبرء إلى اللّه وإليكم
منهم.

يا مولاي، يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن عليّ بن
موسى، يا مولاي يا أبا جعفر محمّد بن عليّ، يا مولاي يا أبا الحسن عليّ بن
محمّد، أنا مولى لكم، مؤمن بسرّكم وجهركم، متضيّف بكم في يومكم هذا،
وهو يوم الأربعاء ومستجير بكم، فأضيفونى و أجيرونى بآل بيتكم الطيّبين
الطاهرين»[413].

(529) 4 ـ الشهيد الأوّل رحمه‏الله: زيارة أُخرى لهما [أي لأبي الحسن موسى
وأبي جعفر الجواد عليهماالسلام] فإذا أردت ذلك قف على ضريحهما الطاهر وقل:

«السلام عليكما يا وليّي اللّه، السلام عليكما يا حجتّي اللّه، السلام
عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض، أشهد أنّكما قد بلّغتما عن اللّه ما
حمّلكما، وحفظتما ما استودعتما، وحلّلتما حلال اللّه، وحرّمتما حرام اللّه،
وأقمتما حدود اللّه، وتلوتما كتاب اللّه، وصبرتما على الأذى في جنب اللّه
محتسبين، حتّى أتاكما اليقين، أبرأ إلى اللّه من أعدائكما، وأتقرّب إلى اللّه
بولايتكما، أتيتكما زائرا عارفا بحقّكما، مواليا لأوليائكما، معاديا
لأعدائكما، مستبصرا بالهدى الذي أنتما عليه، عارفا بضلالة من خالفكما،
فاشفعا لي عند
[اللّه] ربّكما، فإنّ لكما عند اللّه جاها [عظيما]، ومقاما
محمودا».

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، وتحوّل إلى عند الرأس فقل:

«السلام عليكما يا حجّتي اللّه في أرضه وسمائه، عبدكما ووليّكما
زائركما متقرّبا إلى اللّه بزيارتكما.

اللّهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين، وحبّب إليّ
مشاهدهم، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين».

وتصلّي لكلّ إمام، ركعتين زيارة مندوبا، وتدعو بما أحببت[414].

 

الخامس ـ كيفيّة الصلاة عليه  عليه‏السلام:

(530) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل
الشيبانيّ، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد بالدالية لفظا، قال: سألت
مولاي أبا محمّد الحسن بن عليّ عليهماالسلام في منزله بسرّ من رأى، سنة خمس وخمسين
ومائتين أن يملي عليّ من الصلوة على النبيّ وأوصيائه عليه وعليهم السلام
وأحضرت معي قرطاسا كثيرا، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب :

الصلوة على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... الصلاة على موسى بن جعفر عليهماالسلام:

«اللّهمّ  صلّ على الأمين المؤتمن موسى بن جعفر، البرّ الوفيّ الطاهر
الزكيّ النور المبين المجتهد المحتسب الصابر على الأذى.

اللّهمّ  وكما بلّغ عن آبائه ما استودع من أمرك ونهيك، وحمل على
المحجّة، وكابد أهل العزّة والشدّة فيما كان يلقى من جهّال قومه.

ربّ فصلّ عليه أفضل وأكمل ما صلّيت على أحد ممّن أطاعك، ونصح
لعبادتك، إنّك غفور رحيم ... »[415].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(531) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... يعقوب بن يوسف الضرّاب الغسّاني - في
منصرفه من إصفهان - قال: حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين، وكنت مع قوم
مخالفين من أهل بلدنا، فلمّا قدمنا مكّة ... وفي التوقيع: ... .

إذا صلّيت على النبيّ فصلّ عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة ... .

نسخة الدفتر الذي خرج: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ  صلّ على محمّد
سيّد المرسلين ... وصلّ على أمير المؤمنين، ووارث المرسلين، وقائد الغرّ
المحجّلين ... وصلّ على موسى بن جعفر، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين،
وحجّة ربّ العالمين ...
[416]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(532) 3 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: وداع أبي الحسن موسى عليه‏السلام، تقف على القبر
كوقوفك أوّل مرّة للزيارة، وتقول: «السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول اللّه،
ورحمة اللّه وبركاته. أستودعك اللّه، وأقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه
وبرسوله، وبما جئت به ودللت عليه، اللّهمّ اكتبنا مع الشاهدين».

ثمّ تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك، وادع بما شئت، وقبّل القبر، وضع خدّيك
عليه إن شاء اللّه[417].

(533) 4 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: حدّث أبو محمّد الصيمريّ، قال: حدّثنا
أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه البَجَليّ بإسناد رفعه إليهم صلوات اللّه عليهم، قال: من
جعل ثواب صلاته لرسول اللّه، وأمير المؤمنين والأوصياء من بعده صلوات اللّه
عليهم أجمعين وسلّم، أضعف اللّه له ثواب صلاته أضعافا مضاعفة، حتّى ينقطع
النفس، ويقال له قبل أن يخرج روحه من جسده: يا فلان! هديّتك إلينا وألطافك لنا،
فهذا يوم مجازاتك ومكافاتك، فطب نفسا، وقرّ عينا بما أعدّ اللّه لك، وهنيئا لك بما
صرت إليه.

قال: قلت: كيف يهدي صلاته ويقول؟

قال: ينوي ثواب صلاته لرسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ولو أمكنه أن يزيد على صلاة
الخمسين شيئا، ولو ركعتين في كلّ ركعتين في كلّ يوم، ويهديها إلى واحد منهم: يفتتح
الصلاة في الركعة الأُولى مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو ثلاث مرّات،
أو مرّة في كلّ ركعة، ويقول بعد تسبيح الركوع والسجود ثلاث مرّات: «صلّى اللّه
على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين».
في كلّ ركعة.

فإذا شهد وسلّم، قال: «اللّهمّ أنت السلام ومنك السلام، يا ذا الجلال
والإكرام، صلّ على محمّد وآل محمّد الطيّبين الطاهرين الأخيار، وأبلغهم
منّي أفضل التحيّة والسلام ... ».

ما يهديه إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام: «اللّهمّ إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلى
عبدك وابن عبدك، ووليّك وابن وليّك، سبط نبيّك؛ موسى بن جعفر
عليهماالسلام،
ووارث علم النبيّين.

اللّهمّ فتقبّلها منّي، وأبلغه إيّاهما، وأثبني عليهما أفضل أملي، ورجائي
فيك، وفي نبيّك، ووليّك وابن وليّك، يا وليّ المؤمنين، يا وليّ المؤمنين، يا
وليّ المؤمنين»[418].

(534) 5 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ذكر وداع له وللكاظم عليهماالسلام، تقف على قبر
محمّد بن عليّ عليهماالسلام وتقول: «السلام عليك يا وليّ اللّه وابن وليّه، السلام عليك
يا حجّة اللّه وابن حجّته، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن
أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن
الحسن والحسين، السلام عليك يا ابن الأئمّة الطاهرين، السلام عليك
وعلى آبائك المطهّرين، وعلى أبنائك الطيّبين، السلام عليك يا مولاي يا أبا
جعفر، ورحمة اللّه وبركاته.

السلام عليك سلام مودّع لا سئم ولا قال، ورحمة اللّه وبركاته.

أستودعك اللّه يا مولاي ! وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنت باللّه،
وبالرسول، وبما جاء به من عند اللّه.

اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واكتبنا مع الشاهدين.

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي إيّاه، وارزقني زيارته أبدا ما
أبقيتني، فإن توفّيتني فاحشرني معه وفي زمرته، وزمرة آبائه الطيّبين
الطاهرين.

اللّهمّ لا تفرّق بيني وبينه أبدا، ولا تخرجني من هذه القبّة الشريفة إلاّ
مغفورا ذنبي، مشكورا سعيي، مقبولاً عملي، مبرورا زيارتي، مقضيّا
حوائجي، قد كشفت جميع البلاء عنّي.

اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعلني ممّن ينقلب مفلحا، منجحا،
سالما، غانما، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاره ومواليه ومحبّيه.

بأبي أنت وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي يا موسى بن جعفر! ويا محمّد بن
عليّ! اجعلاني في همّكما، وصيّراني في حزبكما، وأدخلاني في شفاعتكما،
واذكراني عند ربّكما.

صلىّ اللّه عليكما وعلى أهلكما، لا فرّق اللّه بيني وبينكما، ولا قطع عنّي
بركتكما، وغفر لي، ولوالديّ، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنّه حميد
مجيد».

ثمّ تدعو بما تحبّ، ثمّ تخرج، ولا تجعل ظهرك إلى الضريح، وامض كذلك حتّى
يغيب عن معاينتك[419].

(535) 6 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: الصلاة على النبيّ [ والأئمّة] صلوات اللّه
عليهم: ... «اللّهمّ صلّ على موسى بن جعفر إمام المسلمين، ووال من والاه،
وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه، وهو الرشيد ... اللّهمّ
صلّ على ذرّيّة نبيّك، اللّهمّ اخلف نبيّك في أهل بيته ... »
[420].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(536) 7 ـ الشهيد الأوّل رحمه‏الله: فإذا أردت الانصراف فودّعهما [أي أبا  الحسن
الكاظم وأبا جعفر الجواد عليهماالسلام] تقف عليهما كما وقفت أوّل مرّة وتقول: «السلام
عليكما يا وليّي اللّه، أستودعكما اللّه، وأسترعيكما، وأقرأ عليكما السلام،
آمنّا باللّه وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه، اللّهمّ اكتبنا مع الشاهدين.

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي لهما وارزقني مرافقتهما واحشرني
معهما [وانفعني] بحبّهما، والسلام عليكما ورحمة اللّه وبركاته»[421].

(537) 8 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: «السلام والصلاة على موسى الأمين،
العبد الصالح، السلام على سميّ كليم العلى، وابن خير الأُوصياء، وابن سيّدة
النساء، ووارث علم الأنبياء، السلام على نور اللّه في الأرض والسماء،
السلام على خازن علم نبيّ الهدى، والمحنة العظمى، الأمين الرضا
المرتضى، وأبي الإمام الرضا، موسى بن جعفر، خليفة الرحمن، وإمام أهل
القرآن، وصاحب التأويل والتنزيل، السلام عليك يا سيّدي يا أبا إبراهيم!
ورحمة اللّه وبركاته.

اللّهمّ  صلّ على الوصيّ الأمين، ومفتاح باب ربّ الدين، والعلم الواضح
المبين، وابن رسول ربّ العالمين، موسى بن جعفر، خليفة اللّه على
المؤمنين، صاحب العدل، والحقّ اليقين، وخازن بقايا علم النبيّين، وعيبة
علم المرسلين، ووارث السابقين، ووعاء مواريث الأئمّة الماضين، العالم
بما أُنزل من عند اللّه بما كان أو يكون، إمام الهدى، ووارث من مضى من
الأولياء، وسيّد أهل الدنيا، فأظهر به دينه على الدين كلّه، ولو كره
المشركون، وبالوصيّ من ولده وذرّيّته»[422].

 

السادس ـ إهداء الصلاة إليه عليه‏السلام:

(538) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: روي عنهم عليهم‏السلام: أنّه يصلّي العبد في ... يوم
السبت أربع ركعات تهدى إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام ...[423].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(539) 2 ـ الراونديّ رحمه‏الله: يوم الجمعة يصلّي أيضا ثماني ركعات تهدى إلى موسى
ابن جعفر عليهماالسلام [424].

(540) 3 ـ الراونديّ رحمه‏الله: قالوا عليهم‏السلام: إنّه يصلّي العبد ... يوم الجمعة يصلّي أيضا
ثماني ركعات تهدى إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام ... .

الدعاء بعد كلّ ركعتين منهما:«اللّهمّ أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود
السلام حيناً ربّنا منّ السلام، اللّهمّ إنّ هذه الركعات هديّة منّي إلى وليّك فلان
ابن فلان، فصلّ على محمّد وآل محمّد، وبلّغه إيّاها وأعطني أفضل أملي
ورجائي فيك وفي رسولك وفيه
[موسى بن جعفر]»، وتدعو بما تحبّ.[425].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

السابع ـ الطواف عنه وعن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

(541) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه‏الله: ... موسى بن القاسم، قال: قلت
لأبي جعفر الثاني عليه‏السلام: قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي: إنّ الأوصياء
لا يطاف عنهم ... ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف
عنك وعن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء اللّه، ثمّ وقع في قلبي شيء،
فعملت به.

قال: وما هو؟

قلت: طفت يوما عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... واليوم الثامن عن أبيك
موسى عليه‏السلام ... فقال: استكثر من هذا، فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء اللّه[426].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثامن ـ منع الخليفة عن زيارة قبره عليه‏السلام:

(542) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: ما روي عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، قال:
خرج نهي عن زيارة مقابر قريش، وقبر الحسين عليهم‏السلام، فلمّا كان بعد أشهر [زارها
رجلان من الشيعة فدعاهما] الوزير الباقطاني، وزجرهما، فقال [لخادمه]: ألق بني
الفرات، والبرسيّين، وقل لهم: لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة، أن يقبض
على كلّ من زار[427].


 

(ب) ـ التوسّل به عليه‏السلام

وفيه اثنان وعشرون موردا

 

الأوّل ـ لأداء الدين:

(543) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: ... عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن أبيه، قال:
جاء رجل إلى سيّدنا الصادق عليه‏السلام، فقال له: يا سيّدي! أشكو إليك دينا ركبني،
وسلطانا غشمني ... .

فقال عليه‏السلام: إذا جنّك الليل، فصلّ ركعتين، اقرأ في الأُولى منهما: «الحمد، وآية
الكرسيّ»، وفي الركعة الثانية: «الحمد، وآخر الحشر» ... .

ثمّ تقول: ... يا موسى بن جعفر، عشر مرّات ... [428].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني ـ للعافية من جميع الأسقام والأمراض:

(544) 1 ـ الراونديّ رحمه‏الله: وحدّث أبو الوفاء الشيرازيّ، قال:

كنت مأسورا [بكرمان في يد ابن إلياس مقيّدا مغلولاً]، فوقفت على أنّهم همّوا
بقتلي، فاستشفعت إلى اللّه تعالى بمولانا أبي محمّد عليّ بن الحسين
زين العابدين  عليهماالسلام، فحملتني عيني.


فرأيت [في المنام] رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، وهو يقول: لا تتوسّل بي [ولا بابنتي ]ولا
بابنيّ في شيء من عروض الدنيا، بل للآخرة، ولما تؤمّل من فضل اللّه تعالى فيها ... .

وأمّا موسى بن جعفر، فالتمس به العافية ... [429].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(545) 2 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: الدعاء المتضمّن للتوسّل بكلّ واحد من
الأئمّة عليهم‏السلام لما جعل له.

«اللّهمّ  صلّ على محمّد وأهل بيته، وأسألك اللّهمّ بحقّ محمّد وابنته
وابنيها الحسن والحسين إلاّ أعنتني بهم على طاعتك ورضوانك، وبلّغتني
بهم أفضل ما بلّغته أحدا من أوليائهم في ذلك ... .

وأسألك اللّهمّ بحقّ وليّك العبد الصالح، موسى بن جعفر الكاظم بغيظه،
إلاّ عافيتني به ممّا أخافه وأحذره على بصري، وجميع سائر جسدي،
وجوارح بدني، ما ظهر منها وما بطن، من جميع الأسقام والأمراض
والأعلال والأوجاع، بقدرتك يا أرحم الراحمين ... »[430].

 

الثالث ـ لدفع الوباء والطاعون:

(546) 1 ـ السيّد الشبّر رحمه‏الله: في كتاب المحدّث الكاشانيّ ... أيضا يكتب ويحمل
معه [أي من أصابه الوباء والطاعون]:


«بسم اللّه الرحمن الرحيم يا هو، يا من هو هو، يا من ليس هو إلاّ هو، صلّ
على محمّد و آل محمّد
[واجعل لحامل كتابي هذا من كلّ همّ وغمّ وخوف
فرجا ومخرجا
] ... بحقّ محمّد وعليّ ... وجعفر وموسى ...»[431].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الرابع ـ لسرعة الإجابة:

(547) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: وجدت في نسخة قديمة، من مؤلّفات بعض
أصحابنا رضي اللّه عنهم ما هذا لفظه: هذا الدعاء رواه محمّد بن بابويه رحمه‏اللهعن
الأئمّة عليهم‏السلام، وقال: ما دعوت في أمر إلاّ رأيت سرعة الإجابة وهو:

«اللّهمّ  إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة ... يا أبا الحسن، يا
موسى بن جعفر، أيّها الكاظم، يا ابن رسول اللّه، يا حجّة اللّه على خلقه، يا
سيّدنا ومولانا، إنّا توجّهنا واستشفعنا وتوسّلنا بك إلى اللّه، وقدّمناك بين
يدي حاجاتنا، يا وجيها عند اللّه، اشفع لنا عند اللّه ... »
[432].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الخامس ـ توسّل الملائكة به عليه‏السلام:

(548) 1 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: ومنها [ أي من تعقيب صلاة الظهر] دعاء أهل البيت
المعمور، وهو: «يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة
ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو يا حسن التجاوز، يا باسط اليدين بالرحمة،
يا صاحب كلّ حاجة، يا واسع المغفرة، يا مفرّج كلّ كربة، يا مقيل العثرات، يا
كريم الصفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا ربّاه، يا
سيّداه، يا غاية رغبتاه؛ أسألك بك، وبمحمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن،
والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى
ابن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن
عليّ، والقائم المهديّ، الأئمّة الهادية عليهم السلام أن تصلّي على محمّد
وآل محمّد.

وأسألك يا اللّه، أن لا تشوّه خلقي بالنار، وأن تفعل بي ما أنت أهله،
[ولا  تفعل بي ما أنا أهله[433]] »[434].

 

السادس ـ في عالم الرؤيا:

(549) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ... حدّثنا أبو العبّاس أنّه كان ممّن أُسر بالهبير
مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال: وكان أبو ظاهر سليمان مكرما لأبي الهيجاء بأن كان
يستدعيه إلى طعامه، فيأكل معه ... فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري
ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي؟

فأجابني إلى ذلك، ومضى إلى أبي ظاهر في تلك الليلة على رسمه، وعاد من عنده،
ولم يأتني ... فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة ... استوحشت لذلك ... فانصرفت إلى
موضعي الذي أُنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة واستشعار الهلكة،
فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني وأقبلت على القبلة، فجعلت أُصلّي، وأُناجي
ربّي، وأتضرّع، وأعترف بذنوبي، وأتوب منها ذنبا ذنبا.

وتوجّهت إلى اللّه بمحمّد وعليّ و ...  جعفر وموسى ... إلى أن انتصف الليل، وجاء
وقت الصلاة والدعاء وأنا أستغيث إلى اللّه، وأتوسّل إليه بأمير المؤمنين عليه‏السلامإذ
نعست عيني فرقدت، فرأيت أمير المؤمنين عليه‏السلام، فقال لي: يا  ابن كشمرد!

قلت: لبّيك يا أمير المؤمنين!

فقال: ما لي أراك على هذه الحالة؟

فقلت: يا مولاى! أما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله وولده بغير
وصيّة ... .

فقال: تحول كفاية اللّه ودفاعه بينك وبين الذي يوعدك في ما أرصدك به من
سطواته، أُكتب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، من العبد الذليل فلان بن فلان إلى المولى
الجليل الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم، وسلام على آل يس، ومحمّد، وعليّ،
وفاطمة و ... وجعفر، وموسى، و ... 

فقال: ارم بها في البئر، وفي ما دنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد: فانتبهت وقمت، ففعلت ما أمرني به ... فلمّا أصبحنا وطلعت الشمس
استدعيت ... فلمّا دخلت على أبي ظاهر ... أقبل عليّ فقال: قد كنّا عزمنا في أمرك على ما
بلغك، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك، وأن نخيّرك أحد أمرين: إمّا أن تجلس فنحسن إليك،
وإمّا أن تنصرف إلى عيالك ... فخرجت منصرفا من بين يديه ...
[435].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

السابع ـ التوسّل به عليه‏السلام لقضاء الحوائج:

(550) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: أبو جعفر محمّد بن عليّ
الباقر عليهماالسلام، ... الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وعليهم
أجمعين أنّه قال: يا بنيّ! إنّه لابدّ أن يمضي اللّه عزّ وجلّ مقاديره وأحكامه على ما
أحبّ وقضا ... ولا تدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج
الدنيا والآخرة إلاّ أتتك كائنة ما كانت ... .

فقال عليّ  عليه‏السلام: يا بنيّ! إذا أردت ذلك فقل:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه وباللّه، وسبحان اللّه ... وأشهد أنّ
عليّ بن أبي طالب، والحسن ... موسى بن جعفر ... هم الأئمّة الهداة
المهتدون، غير الضالّين ولا المضلّين، وأنزهم أولياؤك المصطفون وحزبك
الغالبون، وصفوتك من خلقك، وخيرتك من برّيّتك، ونجبائك الذين
انتجبتهم لولايتك ... »
[436].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(551) 2 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ... عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه
الصادق عليه‏السلام، قال: كان لأُمّي فاطمة عليهاالسلام صلاة تصلّيها، علّمها جبرئيل ... وتدعو
بهذا الدعاء، وتسأل حاجتك تعطها إن شاء اللّه تعالى.

الدعاء: ترفع يديك بعد الصلاة على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وتقول:

«اللّهمّ  إنّي أتوجّه إليك بهم، وأسألك بحقّك العظيم ... وبحقّ محمّد وآل
محمّد، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تقضي لي حوائجي وتسمع
محمّدا وعليّا وفاطمة ... وموسى وعليّا ومحمّدا ... »
[437].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(552) 3 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: في كتاب القاضي عليّ بن محمّد الفروراريّ
[الفراريّ خ ـ ل] أيّده اللّه قال: قرأت على أبي جعفر الزاهد أحمد بن عيسى العلويّ،
وذكر أنّه لبعض الأئمّة عليهم‏السلام ... ويعرف بدعاء الساراي:

«بسم اللّه، بسم اللّه، ما شاء اللّه توجّها بالدعاء إلى اللّه ... وعلى منهاج
دين محمّد وشريعته، وعلى ولاية عليّ وإمامته، وعلى نهج الأوصياء
والأولياء المختارين من ذرّيّتها المخصوص بالإمامة ... بالسبطين الحسن
والحسين ...  وبموسى بن جعفر العبد الصالح الأمين ... »
[438].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(553) 4 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: في كتاب إغاثة الداعي عن مولانا الصادق
صلوات اللّه عليه، قال: خذ المصحف فدعه على رأسك، وقل:

«اللّهمّ  بحقّ هذا القرآن، وبحقّ من أرسلته به ... ».

ثمّ تقول: «وبمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» عشر مرّات ... «بموسى
ابن جعفر»
عشر مرّات ... وتسأل حاجتك[439].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(554) 5 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ... عن جابر بن يزيد الجعفيّ، قال: قال:
أبو جعفر  عليه‏السلام: من دعا بهذا الدعاء مرّة واحدة في دهره، كتب في رقّ، ورفع في
ديوان القائم  عليه‏السلام، فإذا قام قائمنا ناداه باسمه واسم أبيه ... :

«اللّهمّ  يا إله الآلهة، يا واحد يا أحد ...أأتقرّب إليك برسولك المنذر صلّى
اللّه عليه وآله، وبعليّ أمير المؤمنين ... وبموسى بن جعفر، الحصور القائم
بعهدك  ... »
[440].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

6 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: ... عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام،
قال: إنّ عندنا ما نكتمه ولا نعلّمه غيرنا، أشهد على أبي، أنّه حدّثني عن أبيه، عن
جدّه، قال: قال لي عليّ بن أبي طالب  عليه‏السلام:

يا بنيّ! إنّه لابدّ من أن تمضي مقادير اللّه وأحكامه على ما أحبّ وقضى، وسينفذ
اللّه قضاءه وقدره، وحكمه فيك، فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أسرّه إليك حتّى
أموت ... فقل هذا الدعاء:

«سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ إللّه ... وأنّ محمّدا صلواتك عليه
وآله، عبدك و رسولك ...  وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين
و ... وموسى بن جعفر ... الأئمّة الهداة المهديّون، غير الضالّين ولا
المضلّين، وأنّهم أولياؤك المصطفون وحزبك الغالبون، وصفوتك من خلقك،
وخيرتك من برّيّتك، ونجبائك الذين انتجبتهم لولايتك ...»
[441].

(555) 7 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: حرز لمقتدى الساجدين الإمام زين
العابدين  عليه‏السلام: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا أسمع السامعين، يا أبصر
الناظرين ... اللّهمّ صلّ على محمّد المصطفى، وعلى عليّ المرتضى، وفاطمة
الزهراء ... وجعفر بن محمّد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم ... »
[442].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(556) 8 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: يستحبّ أن يستغفر اللّه تعالى في سحر كلّ ليلة سبعين
مرّة وهو أتمّ الاستغفار، وروي ذلك عن عليّ عليه‏السلام، فتقول: «أستغفر اللّه ربّي
وأتوب إليه»
، وتقول سبعا: ... ثمّ قل ما كان زين العابدين عليه‏السلام يقوله: «اللّهمّ إن
استغفاري إيّاك وأنا مصرّ على ما نهيت قلّة حياء، وتركي الاستغفار مع
علمي بسعة رحمتك ... وأسبغ نعمتك علينا، إنّا نتوسّل إليك بمحمّد صلّى
اللّه عليه وآله رسولك، وعليّ وصيّه، وفاطمة ابنته ... وجعفر
وموسى ... أهل بيت الرحمة  ... »
[443]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(557) 9 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: روي عن الصادق عليه‏السلام: أنّه من قلّ عليه رزقه،
أوضاقت عليه معيشته، أو كانت له حاجة مهمّة من أمر داريه، فليكتب في رقعة
بيضاء ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس، ويكون الأسماء في سطر واحد:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم الملك الحقّ المبين، من العبد الذليل إلى المولى
الجليل، سلام على محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمّد
وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن والقائم سيّدنا ومولانا
صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين ... »
[444].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(558) 10 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: عنه [ أي الصادق] عليه‏السلام أيضا: تكتب في بياض بعد
البسملة: «اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بأحبّ الأسماء إليك وأعظمهم لديك،
وأتقرّب وأتوسّل إليك بمن أوجبت حقّه عليك بمحمّد وعليّ وفاطمة
والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ
والحسن ومحمّد المهديّ صلوات اللّه عليهم أجمعين اكفني شرّ كذا وكذا».

ثمّ تطوي الرقعة، وتجعلها في بندقة طين ثمّ اطرحها في ماء جار، أو بئر، فإنّه
سبحانه يفرّج عنك، ومثّل حول الورقة هذا المثال، وهو[445].

(559) 11 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: دعاء العبرات، مرويّ عن القائم عليه‏السلام، يدعى به
المهمّات العظام، ويسمّى دعاء العبرات، وهو:

«اللّهمّ إنّي أسألك يا راحم العبرات ... أتقرّب إليك بأوّل من توّجته تاج
الجلالة ... محمّد رسولك
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... وبالإمام التقيّ، والمخلص الصفيّ،
والنور الأنور، والضياء الأزهر، مولاى موسى بن جعفر ... »[446].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(560) 12 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: عن الشيخ يوسف بن الحسين، أنّه وجد بخطّ
الشهيد السيّد محمّد بن مكّيّ قدّس اللّه روحه، قال: تقرأ «إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ»[447] عشر
مرّات: ثمّ تدعو بهذا الدعاء:

«اللّهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأُمور ... فأسألك بمحمّد
وعليّ ... وجعفر وموسى ... »
[448].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


 

الثامن ـ التوسّل به عليه‏السلام إلى اللّه تعالى:

(561) 1 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمه‏الله: وعن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ،
أنّه قال: خرج التوقيع من الناحية المقدّسة حرسها اللّه تعالى ... .

إذا أردتم التوجّه بنا إلى اللّه وإلينا، فقولوا كما قال اللّه تعالى:

«سلام على آل ياسين  ... أشهدك يا مولاي، أنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه
وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، لا حبيب إلاّ هو وأهله، وأشهد
أنّ أمير المؤمنين حجّته، والحسن حجّته ... وموسى بن جعفر حجّته ... أنتم
الأوّل والآخر، وأنّ رجعتكم حقّ لا شكّ فيها ... »
[449].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

التاسع ـ التوسّل به عليه‏السلام للنجاة من الأعداء:

(562) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: بإسنادي إلى جدّي السعيد أبي جعفر
الطوسيّ رضوان اللّه عليه، قال: روي عن الصادق  عليه‏السلام أنّه قال: من دهمه أمر من
سلطان، أو من عدوّ حاسد فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، وليدع عشيّة
الجمعة ليلة السبت، وليقل في دعائه:

«أي ربّاه، أي سيّداه ... يا حيّ يا قيّوم، يا حيّا لا يموت، لا حيّ لا إله إلاّ
أنت، بمحمّد يا اللّه، بعليّ يا اللّه ... ».

قال الحسن بن محبوب: فعرضته على أبي الحسن الرضا عليه‏السلام فزادني فيه:


«بجعفر يا اللّه، بموسى يا اللّه، بعليّ يا اللّه، بمحمّد يا اللّه ... »[450].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

العاشر ـ التوسّل به عليه‏السلام في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان:

(563) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: يختصّ باليوم الثالث عشر من  ]شهر
رمضان
[«اللّهمّ إنّي أُدينك بطاعتك، وولايتك، وولاية محمّد نبيّك، وولاية
أمير المؤمنين حبيب نبيّك، وولاية الحسن والحسين ... وموسى بن
جعفر ... أدينك يا ربّ! بطاعتهم، وولايتهم، وبالتسليم بما فضّلتهم راضيا
غير منكر ولا مستكبر على ما أنزلت في كتابك ... »
[451].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الحادي عشر ـ التوسّل به عليه‏السلام لمن ضاق عليه الأمر:

(564) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: عن الشيخ الفاضل الشيخ جعفر البحرينيّ رحمه‏الله،
أنّه رأى في بعض مؤلّفات أصحابنا الإماميّة أنّه روي مرسلاً عن الصادق عليه‏السلام، قال:
ما لأحدكم إذا ضاق بالأمر ذرعا أن لا يتناول المصحف بيده عازما على أمر
يقتضيه من عند اللّه ... قائلاً:


«اللّهمّ  إنّي أتوجّه إليك بالقرآن العظيم ... بحقّ محمّد وعليّ ... وموسى
الكاظم ... »
[452].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثاني عشر ـ التوسّل به عليه‏السلام في الشدائد:

(565) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: من كتاب أصل يونس بن بكير، قال:
وسألت سيّدي أن يعلّمني دعاء أدعو به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما
أكتبه لك، وادع به في كلّ شدّة تجاب وتعطى ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي
عندك ... اللّهمّ وقد أصبحت يومي هذا لا ثقة لي، ولا رجاء، ولا لجأ،
ولا مفزع، ولا منجا غير من توسّلت بهم إليك، متقرّبا إلى رسولك
محمّد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، ثمّ عليّ أمير المؤمنين ... وجعفر وموسى ... »[453].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الثالث عشر ـ التوسّل به عليه‏السلام لمن كسر يده:

(566) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: قال أبو حمزة الثماليّ، انكسرت يد ابني مرّة
فأتيت به يحيى بن عبد اللّه المجبر، فنظر إليه، فقال: أرى كسرا قبيحا، ثمّ صعد غرفته
يجيء بعصابة ورفادة، فذكرت في ساعتي تلك ما علّمني عليّ بن الحسين زين
العابدين عليه‏السلام. فأخذت يد ابني فقرأت عليه، ومسحت الكسر، فاستوى الكسر
بإذن اللّه تعالى ... :

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا حيّ قبل كلّ حيّ ... وأستشفع إليك بنبيّك
نبيّ الرحمة ... وموسى بن جعفر العبد الصالح من أهل بيت المرسلين،
ولسانك في خلقك أجمعين، والناطق بأمرك ... .

يا محمّد! يا أبا القاسماه! بأبي أنت وأُمّي، إلى اللّه أتشفّع بك وبالأئمّة من
ولدك ... موسى بن جعفر ... »[454].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الرابع عشر ـ للميّت:

(567) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: نسخة الكتاب الذي يوضع عند الجريدة، مع
الميّت، يقول قبل أن يكتب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك
له ... وأنّ محمّدا صلّى اللّه عليه وآله عبده ورسوله، وأنّه مقرّ بجميع
الأنبياء والرسل عليهم السلام، وأنّ عليّا وليّ اللّه وإمامه.

وأنّ الأئمّة من ولده أئمّته ... وموسى بن جعفر ... وأنّ عليّا ومحمّدا و
جعفرا وموسى ... عليهم السلام أئمّة وقادة ودعاة إلى اللّه عزّ وجلّ، وحججه
على عباده»[455].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الخامس عشر ـ التوسّل به عليه‏السلام في الأدعية:

(568) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: روي عن الصادقين عليهم‏السلام: أنّ من غفل من صلاة
الليل فليصلّ عشر ركعات ... ثمّ تسجد سجدة الشكر، فتقول فيها إثنتي عشرة مرّة:
«الحمد للّه، شكرا».

ثمّ تقول: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصلّ على عليّ، وفاطمة
والحسن، والحسين، وعليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسي، وعليّ،
ومحمّد ... »
[456].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(569) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: روي عن الصادق عليه‏السلام، أ نّه قال: صم[457] يوم
الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة اغتسل، والبس ثوبا جديدا، ثمّ
اصعد إلى أعلى موضع في دارك ... ثمّ ارفع يديك إلى السماء ... وقل: اللّهمّ إنّي
ذكرت[458] توحيدي إ يّاك ... .

وتقول: «اللّهمّ إ نّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك
وصمدانيّتك‏وأسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمّد وآل محمّد، وعند
الأئمّة: عليّ والحسن، والحسين، وعليّ، ومحمّد، وجعفر، وموسى ... »
[459].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(570) 3 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه‏الله: فإذا صليّت الفجر ... ثمّ تقول ما يختصّ هذا
الموضع: «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ... » ثمّ تقول:

«اللّهمّ إنّي وهذا اليوم المقبل خلقان من خلقك ... اللّهمّ توفّني على
الإيمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعليّ بن أبي طالب، والإتمام
بالأئمّة من آل محمّد ... رضيت باللّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم
نبيّا، وبالقرآن كتابا، وبعليّ إماما، وبالحسن والحسين و ... وموسى بن جعفر
و ... أئمّة وسادة وقادة، اللّهمّ اجعلهم أئمّتي وقادتي في الدنيا
والآخرة ... »[460].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(571) 4 ـ الراونديّ رحمه‏الله: روي عن الأئمّة  عليهم‏السلام: إذا حزنك ]أمر] فصلّ ركعتين
 ... ثمّ خذ المصحف، وارفعه فوق رأسك، وقل:

«اللّهمّ [إنّي أسألك] ... بحقّ محمّد وآل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... وبحقّ  ]الكاظم[
الصالح من الصالحين ... »[461].


والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(572) 5 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: دعاء مستجاب يروى أنّه لمولانا أبي إبراهيم
موسى بن جعفر الصادق (صلوات اللّه عليه)، ما دعا به مغموم إلاّ فرّج اللّه غمّه،
ولا مكروب إلاّ نفّس اللّه كربه، ووقي عذاب القبر، ووسّع في رزقه، وحشر يوم
القيامة في زمرة الصدّيقين، والشهداء والصالحين ... .

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، سبحانك اللّهمّ و بحمدك أثني عليك ... أسألك
أن تصلّي على مولانا وسيّدنا، ورسولك محمّد حبيبك الخالص ... و على
أخيه و وصيّه و صهره و وارثه و الخليفة لك من بعده في خلقك، و أرضك
أمير المؤنين عليّ بن أبي طالب ... و جعفر بن محمّد الصادق، و موسى بن
جعفر الكاظم ... و فرّج عن كربتي، و أبرد بإجابتك حرّ غلّتي، و اقض لي
حاجتي، و سدّ بغناك فاقتي، و أعنّي في الدنيا و الآخرة ... صلّ على محمّد و
آل محمّد، و اجلب لي الرزق جلبا، فإنّي لا أستطيع له طلبا، و لا تضرب
بالطلب  وجهي، و لا تحرمني رزقي، و لا تحبس عنّي إجابتي، و لا توقف
مسألتي ... »
[462].

(573) 6 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله:  ... أبو عليّ محمّد بن همّام رحمه‏الله ذكر أنّ الشيخ
العَمْريّ قدّس اللّه روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به ... .

«اللّهمّ فكما هديتني لولاية من فرضت طاعته عليّ من ولاة أمرك بعد
رسولك صلواتك عليه وآله حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين ... .

موسى ] الكاظم عليه‏السلام] ... ».[463]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(574) 7 ـ السيّد ابن طاووس رحمه‏الله: محمّد بن أبي قُرّة بإسناده، ... أبو عمرو محمّد
ابن محمّد بن نصر السكونيّ رضى‏الله‏عنه قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمّد بن عثمان
البغداديّ رحمه‏الله أن يخرج إليّ أدعية شهر رمضان التي كان عمّه أبو جعفر محمّد بن عثمان
ابن السعيد العمريّ رضي اللّه عنه وأرضاه، يدعو بها.

فأخرج إليّ دفترا ... .

الدعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان ... .

«اللّهمّ إنّي أفتتح الثناء بحمدك، ... .

اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك ورسولك ... .

اللّهمّ صلّ على عليّ أمير المؤمنين ... وصلّ على أئمّة المسلمين ... .

وموسى بن جعفر ... حججك على عبادك وأمناءك في بلادك ... ».[464]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(575) 8 ـ لكفعميّ رحمه‏الله: دعاء التوسّل وهو دعاء شريف مرويّ عنهم عليهم‏السلام:


«اللّهمّ إنّي أسألك يا اللّه، يا من لا عين تراه ... .

يا من اتّخذ إبراهيم خليلاً ومن النار أنجاه ... .

أسألك بالعرش ورفعته، والكرسيّ وسعته ... ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وشفاعته ...
وموسى بن جعفر الكاظم وحلمه ... » [465].

والدعاء طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(576) 9 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: دعاء كنز العرش مرويّ، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، لا إله إلاّ اللّه العليّ
العظيم ... .

وأسألك بحقّ محمّد المصطفى خاتم النبيّين ... .

وأسألك بحقّ موسى بن جعفر الكاظم في اللّه عليك يا ربّ ... » [466].

والدعاء طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

السادس عشر ـ التوسّل به في زيارة الإمام الحسين عليهماالسلام:

(577) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله: في الكتاب العتيق للغرويّ: زيارة الحسين
صلوات اللّه عليه من بعد البلاد: «السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا
حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض ... .

«اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ نبيّنا محمّد المصطفى، وبحقّ وليّك ووصيّ نبيّك
أمير المؤمنين عليّ المرتضى ... وبحقّ موسى الصالح من الصالحين ... .

اللّهمّ فبحقّك عليهم وبحقّهم عليك وبشأنهم عندك، فإنّ لهم عندك شأنا
من الشأن ... »[467].

والزيارة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة.

 

السابع عشر ـ التوسّل به عليه‏السلام لشفاء الأمراض:

(578) 1 ـ السيّد الشبّر رحمه‏الله: وروي أنّ من دعا باسم الكاظم عليه‏السلام، شفاه اللّه من
أيّ وجع ومرض كان[468].

 

الثامن عشر ـ التوسّل به عليه‏السلام للإستغفار:

(579) 1 ـ الكفعميّ رحمه‏الله: قل ما كان زين العابدين عليه‏السلام يقول: «اللّهمّ إنّ
استغفاري إيّاك وأنا مصرّ على ما نهيت قلّة حياء، وتركي الإستغفار مع
علمي بسعة رحمتك تضييع لحقّ الرجاء ... إنّا نتوسّل إليك
بمحمّد
صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ... وموسى [ بن جعفر عليهماالسلام] ... أهل بيت الرحمة ... »[469].

والدعاء طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

التاسع عشر ـ التوسّل بقبره عليه‏السلام:

(580) 1 ـ الخطيب البغداديّ رحمه‏الله: أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين
ابن محمّد بن رامين الأسترآباديّ، قال: أنبأنا أحمد بن جعفر بن حَمْدان القطيعي،
قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا عليّ الخَلاّل، يقول: ما همّني أمر فقصدت قبر
موسى بن جعفر فتوسّلت به إلاّ سهّل اللّه تعالى لي ما أحبّ[470].

 

العشرون ـ التوسّل به عند زيارة مرقد الإمام العسكرى عليهماالسلام:

(581) 1 ـ السيّد بن طاووس رحمه‏الله: ... فإذا وصلت إلى محلّه الشريف بسامرّاء ...
فقف على ضريح مولانا أبي محمّد صلوات اللّه عليه وقل:

«السلام عليك يا مولاي! ... ثمّ تصلّي صلاة الزيارة، فإذا فرغت فقل:

«يا دائم يا ديّوم، يا حيّ يا قيّوم، يا كاشف الكرب والهمّ ... .

أتوسّل إليك بجعفر بن محمّد الصادق عن اللّه، والناطق في علم اللّه،
وبموسى بن جعفر العبد الصالح في نفسه، والوصيّالناصح، الإمامين
الهاديين المهديّين الوافيين الكافيين، فصلّ عليهما ما سبّح لك ملك،
وتحرّك لك فلك، صلاة تنمي وتزيد، ولا تفنى ولا تبيد ... [471].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 

الحادي والعشرون ـ التوسّل به لمن ضلّل الطريق:

(582) 1 ـ البرقيّ رحمه‏الله: عن أبيه البرقيّ، عن محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن
عليّ بن سليمان بن رشيد، عن عليّ بن الحسين القَلانِسيّ، عن محمّد بن سنان، عن عمر
ابن يزيد، قال: ضللنا سنة من السنين، ونحن في طريق مكّة، فأقمنا ثلاثة أيّام نطلب
الطريق فلم نجده، فلمّا أن كان في اليوم الثالث، وقد نفد ما كان معنا من الماء عمدنا
إلى ما كان معنا من ثياب الإحرام ومن الحنوط، فتحنّطنا وتكفّنّا بإزار إحرامنا.

فقام رجل من أصحابنا فنادى: يا صالح! يا أبا الحسن! فأجابه مجيب من بُعد،
فقلنا له: من أنت يرحمك اللّه!؟

فقال: أنا من النفر الذي قال اللّه عزّ وجلّ في كتابه: «وَ إِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ
الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ
»[472] (إلى آخر الآية)، ولم يبق منهم غيري، فأنا مرشد
الضالّ إلى الطريق.

قال: فلم نزل نتّبع الصوت حتّى خرجنا إلى الطريق[473].

 

الثاني والعشرون ـ التوسّل به عليه‏السلام لإطلاق المسجون:

(583) 1 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: رؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل: إلى أين؟

قالت: إلى موسى بن جعفر، فإنّه حبس ابني.

فقال لها حنبليّ: إنّه قد مات في الحبس.

فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني القدرة، فإذا بابنها قد أطلق وأخذ ابن
المستهزئ بجنايته[474].


 

 


 

 

 

 

 

 

 

الفصل السادس: ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه‏السلام:

 

(584) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وكان أبو الحسن موسى عليه‏السلام، أعبد أهل زمانه،
وأفقههم، وأسخاهم كفّا، وأكرمهم نفسا[475].

(585) 2 ـ الشيخ المفيد رحمه‏الله: وكان موسى بن جعفر عليهماالسلام أجلّ ولد أبي عبد
اللّه عليه‏السلامقدرا، وأعظمهم محلاًّ، وأبعدهم في الناس صيتا، ولم ير في زمانه أسخى منه
ولا أكرم نفسا وعشرة، وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلّهم وأفقههم، واجتمع
جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته، والتعظيم لحقّه، والتسليم لأمره، ورووا عن
أبيه عليه‏السلام نصوصا كثيرة عليه بالإمامة، وإشارات إليه بالخلافة، وأخذوا عنه معالم
دينهم، ورووا عنه من الآيات والمعجزات ما يقطع بها على حجّيّته، وصواب القول
بإمامته[476].

(586) 3 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: الخطيب في تاريخ بغداد، والسمعانيّ في الرسالة
القواميّة، وأبو صالح أحمد المؤذّن في الأربعين، وأبو عبد اللّه بن بطّة في الإبانة،
والثعلبيّ في الكشف والبيان.

وكان أحمد بن حنبل مع انحرافه عن أهل البيت عليهم‏السلام لمّا روى عنه قال: حدّثني
موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ،
قال: حدّثنى أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي
عليّ بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم.

ثمّ قال أحمد: وهذا إسناد لو قرئ على المجنون لأفاق.

ولقيه أبو نواس، فقال:


إذا أبصرتك العين من غير ريبة

 وعارض فيه الشكّ أثبتك القلب


ولو أنّ ركبا أمّموك لقادهم

 نسيمك حتّى يستدلّ بك الركب


جعلتك حسبي في أموري كلّها

 وما خاب من أضحى وأنت له حسب[477]




 

(587) 4 ـ ابن شهر آشوب رحمه‏الله: وكان عليه‏السلام أفقه أهل زمانه، وأحفظهم لكتاب
اللّه، وأحسنهم صوتا بالقرآن، فكان إذا قرء يحزن وبكى، وبكى السامعون لتلاوته،
وكان أجلّ الناس شأنا، وأعلاهم في الدين مكانا، وأسخاهم نباتا، وأفصحهم
لسانا، وأشجعهم جنانا، قد خصّ بشرف الولاية، وحاز إرث النبوّة، وبوّأ محلّ
الخلافة، سليل النبوّة، وعقيد الخلافة
[478].

(588) 5 ـ الإربليّ رحمه‏الله: قال ابن الجوزيّ رحمه‏الله في صفة الصفوة: موسى بن جعفر بن
محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ أبو الحسن الهاشميّ صلوات اللّه عليهم كان يدعى
العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان كريما حليما، إذا بلغه عن
رجل أنّه يؤذيه بعث إليه بمال
[479].


(589) 6 ـ الإربليّ رحمه‏الله: قال كمال الدين أثابه اللّه: هو الإمام الكبير القدر، العظيم
الشأن، الكثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد، والمشهود له بالكرامات، المشهور
بالعبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقا
وصائما، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظما، كان يجازي المسيء
بإحسانه إليه، ويقابل الجاني عليه بعفوه عنه، ولكثرة عباداته كان يسمّى بالعبد
الصالح.

ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى اللّه لنجح المتوسّلين إلى اللّه تعالى به،
كراماته تحار منها العقول، وتقضى بأنّ له عند اللّه قدم صدق ولا يزول
[480].

(590) 7 ـ الإربليّ رحمه‏الله: مناقب الكاظم عليه‏السلام وفضائله ومعجزاته الظاهرة،
ودلائله وصفاته الباهرة ومخائله، تشهد أنّه افترع قبّة الشرف وعلاها، وسما إلى
أوج المزايا فبلغ أعلاها، وذلّلت له كواهل السيادة فركبها وامتطاها، وحكم في
غنائم المجد فاختار صفاياها واصطفاها.


تركت والحسن تأخذه تصطفى منه وتنتحب

 فانتفت منه أحاسنه واستزادت فضل ما تحبّ


طالت أصوله فسمت إلى أعلى رتب الجلال

 وطابت فروعه فعلت إلى حيث لا تنال


يأتيه المجد من كلّ أطرافه

 ويكاد الشرف يقطر من أعطافه



أتاه المجد من هنّا وهنّا

 وكان له بمجمتع* السيول



السحاب الماطر قطرة من كرمه، والعباب الزاخر نغبة من نغبه، واللباب الفاخر
من عدّ من عبيده وخدمه، كأنّ الشعري علقت في يمينه ولا كرامة للشعري العبور،
وكأنّ الرياض اشبهت خلائقه، ولا نعمى لعين الروض الممطور، وهو عليه‏السلام غرّة في
وجه الزمان وما الغرر والحجول، وهو أضوء من الشمس والقمر، وهذا جهد من
يقول: بل هو واللّه أعلى مكانة من هذه الأوصاف وأسمى، وأشرف عرقا من هذه
النعوت وأنمى، فكيف تبلغ المدائح كنه مقداره أو ترتقى همّة البليغ إلى نعت فخاره أو
تجري جياد الأقلام في جلباب صفاته، أو يسري خيال الأوهام في ذكر حالاته،
كاظم الغيظ، وصائم القيظ، عنصره كريم، ومجده حادث وقديم، وخلق سؤدده
وسيم؛ وهو بكلّ ما يوصف به زعيم، إلاّ بإعظام وإلاّ بناء كرام، والدين متين، والحقّ
ظاهر مبين، والكاظم في أمر اللّه قويّ أمين، وجوهر فضله عال ثمين، وواصفه لا
يكذب ولا يمين، قد تلقّى راية الإمامة باليمين، فسما عليه‏السلام إلى الخيرات منقطع القرين،
وأنا أحلف على ذلك فيه وفي آبائه وأبنائه عليه‏السلامباليمين.

كم له من فضيلة جليلة، ومنقبة بعلوّ شأنه كفيلة، وهي وإن بلغت الغاية، بالنسبة
إليه قليلة، ومهما عدّ من المزايا والمفاخر فهي فيهم صادقة، وفي غيرهم مستحيلة،
إليهم ينسب العظماء، وعنهم يأخذ العلماء، ومنهم يتعلّم الكرماء، وهم الهداة إلى اللّه،
فبهداهم اقتده، وهم الأدلاّء على اللّه فلا تحلّ عنهم ولا تنشده، وهم الأمناء على
أسرار الغيب، وهم المطهّرون من الرجس والعيب، وهم النجوم الزواهر في الظلام،
وهم الشموس المشرقة في الأيّام، وهم الذين أوضحوا شعار الإسلام، وعرفوا
الحلال من الحرام، من تلق منهم تقل: لاقيت سيّدا، ومتى عددت منهم واحدا كان
بكلّ الكمالات منفردا، ومن قصدت منهم حمدت قصدك مقصدا، ورأيت من لا يمنعه
جوده اليوم أن يجود غدا، ومتى عدت إليه عاد كما بدا، المائدة والإنعام يشهدان
بحالهم، والمائدة والإنعام يخبران بنوالهم، فلهم كرم الأبوّة والبنوّة، وهم معادن الفتوّة
والمروّة، والسماح في طبائعهم عزيزه، والمكارم لهم شنشنة ونحيزة، والأقوال في
مدحهم وإن طالت وجيزة، بحور علم لا تنزف، وأقمار عزّ لا يخسف، وشموس مجد لا
تكسف، مدح أحدهم يصدق على الجميع، وهم متعادلون في الفخار، فكلّهم شريف
رفيع بذّ، والأمثال بطريفهم وتألّدهم ولا مثيل، ونالوا النجوم بمفاخرهم ومحامدهم
فانقطع دون شأواهم العديل ولا عديل، فمن الذي ينتهى في السير إلى أمدهم وقد
سدّدونه السبيل، أمن لهم يوم كيومهم أو غد كغدهم، ولو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهبا
ما بلغ مدّ أحدهم عليهم‏السلام صلاة نامية الامداد، باقية على الاباد مدخرة ليوم المعاد، إنّه
كريم جواد
[481].

(591) 8 ـ الإربليّ رحمه‏الله: موسى بن جعفر عليهماالسلام كان مراعي الحال، معروف القدر
والمكانة، رفيع المنزلة والمحلّ الذي جرى في حقّه من الرشيد كان ينكره ويعتذر منه،
وما زال في حال حيوته في زمن الهادي والرشيد على أتمّ ما ينبغي إلى أن جرى
له عليه‏السلام ما جرى، وأحضر الرشيد يشهدون أنّه مات موتا، ولم يقتل كلّ ذلك تفصّيا
من قتله، وإنكار أن يكون أمر به
[482].

(592) 9 ـ العلاّمة الحلّيّ رحمه‏الله: وكان الكاظم عليه‏السلام أزهد أهل زمانه وأعلمهم[483].

(593) 10 ـ ابن عنبة الحسينيّ رحمه‏الله: وكان [ موسى بن جعفر عليهماالسلام] عظيم
الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء.

وكان يخرج الليل، وفى كمّه صرر من الدراهم، فيعطي من لقيه، ومن أراد برّه،
وكان يضرب المثل بصرّة موسى.

وكان أهله يقولون: عجبا لمن جاءته صرّة موسى، فشكا القلّة[484].

(594) 11 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: [ عن كتاب صفة الصفوة لابن
الجوزيّ]، كان عليه‏السلام يدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل،
وكان كريما حليما إذا بلغه عن رجل أنّه يؤذيه بعث إليه بمال
[485].

(595) 12 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: العلاّمة محمّد بن طلحة الشافعيّ، قال:
أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم هو الإمام الكبير القدر العظيم الشأن المجتهد الجادّ
في الإجتهاد، المشهور بالعبادة، الواظب على الطاعات، المشهور بالكرامات.

يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقا وصائما.

ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظما، كان يجازي المسيء
بإحسانه، ويقابل الجاني بعفوه عنه.

ولكثرة عبادته كان يسمّى بالعبد الصالح، ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى
اللّه لنجح مطالب المتوسّلين إلى اللّه تعالى به.

كراماته تحار منها العقول، وتقضي بأنّ له عند اللّه قدم صدق لا تزلّ ولا تزول.

إلى أن قال: وكان له ألقاب كثيرة: الكاظم، وهو أشهرها، والصابر الصالح
والأمين ثمّ ذكر بعض كراماته، ثمّ قال: فهذه الكرامات العالية الأقدار، الخارقة
العوائد هي على التحقيق جليّة المناقب، وزينة المزايا، وغرر الصفات، ولا يعطاها
إلاّ من فاضت عليه العناية الربّانيّة وأنوار التأييد، ومرّت له أخلاف التوفيق
وأزلفته من مقام التقديس والتطهير، وما يلقّيها إلاّ ذو حظّ عظيم
[486]

(596) 13 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: [ عن فصل الخطاب للعلاّمة محمّد
خواجة النجاري
]، ومن أئمّة أهل البيت أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر
الصادق
[  عليهماالسلام] كان صالحا عابدا جوادا كريما حليما، كبير القدر، كثير العلم، كان
يدعى بالعبد الصالح، وفي كلّ يوم يسجد للّه سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس إلى
الزوال
[487].

(597) 14 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: [عن الروضة النديّة للشيخ مصطفى
رشدي، وإسعاف الراغبين لابن الحبّان المالكى¨]، الإمام موسى الكاظم،
أبو إبراهيم عليه‏السلامكان يبيت الليل، ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقا وصائما
حليما، يتجاوز عن المعتدين، كريما يقابل المسيء بالإحسان إليه، ولذا لقّب
بالكاظم.

ولكثرة عبادته سمّي بالعبد الصالح، ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى اللّه
تعالى لنجح المتوسّلين به إليه سبحانه.

عباداته مشهورة، تقضى بأنّ له قدم صدق عند اللّه لا يزول، وكراماته مشهورة
تحار منه العقول
[488].


(598) 15 ـ السيّد نور اللّه التستريّ رحمه‏الله: [ عن مرآة الجنان للعلاّمة اليافعيّ]،
السيّد أبو الحسن الكاظم عليه‏السلام ولد جعفر الصادق عليه‏السلام، كان صالحا عابدا جوادا
حليما، كبير القدر.

وهو أحد الأئمّة الاثني عشر المعصومين في اعتقاد الإماميّة، وكان يدعى بالعبد
الصالح من عبادته واجتهاده، وكان سخيّا كريما
[489].

(599) 16 ـ احمد بن أبي يعقوب: وكان موسى بن جعفر عليهماالسلام من أشدّ الناس
عبادة، وكان قد روى عن أبيه
[490].

(600) 17 ـ ابن الصبّاغ: قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر،
والأوحد الحجّة الحبر، الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمّى لفرط حلمه
وتجاوزه عن المعتدين كاظما. وهو المعروف  عند أهل العراق بباب الحوائج إلى اللّه،
وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين
[491].

(601) 18 ـ ابن حجر: هو وارثه [ أي جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام] علما
ومعرفة وكمالاً وفضلاً، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفا عند أهل
العراق بباب قضاء الحوائج عند اللّه، وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم وأسخاهم
[492].


(602) 19 ـ الخطيب البغداديّ رحمه‏الله: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن
ابن محمّد بن يحيى العلويّ، حدّثني جدّي، قال: كان موسى بن جعفر عليهماالسلاميدعى
بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده
[493].



[1] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/40، ح 1.

تقدّم الحديث أيضا في رقم 48.

 

[2] الأمالي: 291، ح 566.

عنه حلية الأبرار: 5/415، ح 2، وإثبات الهداة: 1/558، ح403، و737 س17، عن فرائد
السمطين، والبحار: 36/202، ح 6.

بشارة المصطفى: 183، س 2، بتفاوت.

الجواهر السنيّة: 162، س 16، بتفاوت يسير.

 

[3] تأويل الآيات الظاهرة: 210، س 16. عنه البرهان: 2/123، ح 6.

 

[4] إثبات الهداة: 1/651، ح 810، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.

 

[5] ما بين القوسين ليس في البحار.

 

[6] إكمال الدين و إتمام النعمة: 495، س 19. عنه البحار: 52/27، ح 22، بتفاوت يسير.

 

[7] الصراط المستقيم: 2/141، س 11

تقدّم الحديث أيضا في رقم 18.

 

[8] الصراط المستقيم: 2/238 س 18.

تقدّم الحديث أيضا في رقم 19.

 

[9] هامش عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/164، س 16.

قطعة منه في اسمه  عليه‏السلام في التوارة.

 

[10] إكمال الدين و إتمام النعمة: 313، ح 1. عنه نور الثقلين: 1/728، ح 125، و3/217، ح 434، و4،
 489 ح 64، قطعات منه، و إثبات الهداة: 2/544، ح 9، قطعة منه. وعنه وعن العيون، والغيبة للطوسيّ، والنعمانيّ، والمحاسن، والاحتجاج، وتفسير القمّيّ، البحار: 36/414، ح 1.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/65، ح 35. عنه وعن الإكمال، البحار: 6/414، ح1.

الغيبة للطوسيّ: 154، ح 114، باختصار.

الغيبة للنعمانيّ: 58، ح 2، بتفاوت.

علل الشرائع: ب 85/96، ح 6. عنه حلية الأبرار: 3/33، ح 1، ونور الثقلين: 5/551، ح 10، قطعة منه. وعنه وعن العيون، البحار: 58/36، ح 8. وعنه وعن الاحتجاج، والغيبة للنعمانيّ، وسائل الشيعة: 7/198، ح 9106، قطعة منه.

الكافي:1/525، ح1، و2، قطعة منه، في كليهما. عنه الوافي:2/299 ح 756، والبرهان:2/487، ح 35. وعنه وعن العيون، والإكمال، والعلل، والغيبة للطوسيّ، والنعمانيّ، وتفسير القمّيّ، إثبات الهداة: 1/452، ح 72، قطعة منه. وعنه وعن الإكمال والعيون، وسائل الشيعة:16/238 ح 21455 قطعة منه.

إثبات الوصيّة: 160، س 13، مرسلاً وبتفاوت.

الاحتجاج: 2/9، ح 148. عنه الوافي: 2/301، س 5.

دلائل الإمامة: 174، ح 95، بتفاوت يسير. عنه وعن تفسير القمّيّ، والكافي، والغيبة، مدينة المعاجز: 3/341، ح 923.

المحاسن: 332، ح 99، قطعة منه، مرفوعا عن الصادق عليه‏السلام.

إعلام الورى: 2/191، س 8.

الإمامة والتبصرة: 106، ح 93.

تفسير القمّيّ: 2/44، س 13، رواه عن أبي عبد اللّه عليه‏السلام. عنه البرهان: 4/77، ح 1، قطعة منه، والبحار: 58/39، ح 9.

المناقب لابن شهر آشوب: 1/286، س 11.

 

[11] كتاب سليم بن قيس: 748، س 18، و763، س 14. عنه إثبات الهداة: 1/661، ح 853،
والبحار: 33/141، ح 421، بتفاوت.

 

[12] إكمال الدين و إتمام النعمة: 258، ح 3. عنه البحار: 36/251، ح 68، و إثبات الهداة:
1/502، ح 215.

البحار: 27/118، ح 99، عن إيضاح دفائن النواصب.

الجواهر السنيّة: 218، س 16 و219، س 10، بتفاوت.

قصص الأنبياء للراونديّ: 368، ح 440، بتفاوت.

الاحتجاج: 1/167، ح 34.

كفاية الأثر: 143، س 5.

الصراط المستقيم: 2/149، س 8، بتفاوت.

إعلام الورى: 2/183، س 7.

كشف الغمّة: 2/510، س 13.

 

[13] النساء: 4/59.

 

[14] إكمال الدين وإتمام النعمة: 253، ح 3. عنه البرهان: 1/381، ح 1، ونور الثقلين:
1/499، ح 331، و إثبات الهداة: 1/500، ح 212، والبحار: 36/249، ح 67، والأنوار البهيّة: 340، س 10.

كفاية الأثر: 53، س 5.

قصص الأنبياء للراونديّ: 360، ح 436.

العدد القويّة: 85، ح 149.

عوالي اللئالي: 4/89، ح 120، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 1/665، ح 863.

المناقب لابن شهر آشوب: 1/282، س 7، قطعة منه.

إعلام الورى: 2/181، س 13، قطعة منه. عنه تأويل الآيات الظاهرة: 141، س 2.

وعنه وعن المناقب، البحار: 23/289، ح 16.

حلية الأبرار: 3/357، ح 2، عن كتاب «النصوص على الأئمّة الإثنى عشر عليهم‏السلام».

الصراط المستقيم: 2/143، س 18.

ينابيع المودّة: 3/398، ح 54.

كشف الغمّة: 2/509، س 14.

 

[15] إكمال الدين و إتمام النعمة: 282، ح 36. عنه إثبات الهداة: 1/512، ح 239، قطعة منه،
وحلية الأبرار: 3/105، ح 1، بتفاوت، والبحار: 43/248، ح 24.

إحقاق الحقّ: 11/284 س10، بتفاوت يسير، عن كتاب فرائد السمطين.

 

[16] كفاية الأثر: 11، س 5. عنه البحار: 36/283، ح 106، و إثبات الهداة: 1/571، ح 469،
وفي:  736، س 1، عن فرائد السمطين.

الصراط المستقيم: 2/144، س 11.

العدد القويّة: 81، ح 143، بتفاوت.

ينابيع المودّة: 3/281، ح 1.

إحقاق الحقّ: 4/82 س 22، بتفاوت يسير، عن كتاب فرائد السمطين.

 

[17] كفاية الأثر: 56، س 14. عنه إثبات الهداة: 1/577، ح 492، والبحار: 36/304، ح
144، ومستدرك الوسائل: ج 12/280، س 2.

ينابيع المودّة: 3/283، ح 2، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 1/736، س 19، بتفاوت.

البرهان: 3/146، ح 7.

مستدرك الوسائل: 12/279، ح 14093، عن الغيبة للفضل بن شاذان، بتفاوت يسير.

 

[18] كفاية الأثر: 61، س 5. عنه البحار: 36/306، ح 145، و إثبات الهداة: 1/578، ح 493.

الصراط المستقيم: 2/144، س 2، أشار إليه.

 

[19] في المصدر: وسبطيك، وهو غير صحيح كما يدلّ عليه سائر المآخذ.

 

[20] كفاية الأثر: 147، س 1. عنه البحار: 36/333، ح 195.

الصراط المستقيم: 2/153، س 13.

 

[21] كفاية الأثر: 166، س 14. عنه البحار: 36/340، ح 204، بتفاوت، و إثبات الهداة:
1/592، ح 547، قطعة منه.

الصراط المستقيم: 2/154، س 18، بتفاوت.

 

[22] كفاية الأثر: 16، س 5.

عنه إثبات الهداة: 1/572، ح 470.

الصراط المستقيم: 2/145، س 6.

 

[23] كفاية الأثر: 40، س 5.

عنه إثبات الهداة: 1/576، ح 487، والبحار: 36/289، ح 111.

المنتخب للطريحي: 244، س 8.

 

[24] مختصر بصائر الدرجات: 39، س 5.

الغيبة للطوسيّ: 150 ح111، مرسلاً وبتفاوت. عنه البحار: 36/260، ح 81، و إثبات
الهداة: 1/549، ح 376.

 

[25] الصراط المستقيم: 2/154، س 9.

 

[26] أذرعات: بالفتح، ثمّ السكون، وكسر الراء، وعين مهملة، وألف وتاء، كأنّه جمع أذرعة، وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان. الأنساب للسمعاني: 1/103.

 

[27] قال الشيخ (في بيانه على الحديث الثاني الذي يرويه بعد هذا الحديث، وفيهما مشابهة)،
قوله: «أما إنّه يملأها قسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا» لايمتنع أن يكون المراد أنّ من ولده من يملأها قسطا وعدلاً، وإذا احتمل ذالك سقطت المعارضة.

 

[28] الغيبة: 51، ح 40.

 

[29] والظاهر: أ نّه يحيى بن يعمر بقرينة رواية يحيى بن عقيل عنه، كما في تهذيب الكمال:
32/53، رقم 6953، في ترجمة يحيى بن يعمر، وج 31/473، رقم 6888، في ترجمة يحيى بن عقيل.

الجرح والتعديل: 9/196، رقم817، وثقات ابن حبّان: 5/523، وسير أعلام النبلاء:4/441، رقم 170، وتاريخ الإسلام: 6/502، رقم 433.

 

[30] كفاية الأثر: 232، س 9. عنه البحار: 36/384، ح 5، و إثبات الهداة: 1/599، ح 573،
بتفاوت يسير.

الصراط المستقيم: 2/156، س 2.

 

[31] الغيبة: 46، ح 31.

 

[32] كفاية الأثر: 248، س 5. عنه البحار: 36/390، ح 2، وإثبات الهداة: 1/601، ح 582،
قطعة منه.

 

[33] الغيبة: 44، ح 27. عنه إثبات الهداة: 3/163، ح 31.

 

[34] الغيبة: 46، ح 30.

 

[35] الغيبة: 58، ح 54.

 

[36] بصائر الدرجات: الجزء العاشر/492، ح 11. عنه البحار: 23/72، ح 14، و48/25، ح
43، وإثبات الهداة: 3/165، ح 42.

كتاب زيد المطبوع ضمن «الأصول الستّة عشر»: 49، س 13، بتفاوت يسير. عنه البحار: 47/269، ح 42، وإثبات الهداة: 3/170، ح 59.

 

[37] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

 

[38] الكافي: 1/279، ح 1، و308، ح 2، قطعة منه. عنه البحار: 48/27، ح 46، ومدينة
المعاجز: 5/90، ح 1492، وحلية الأبرار: 3/367، ح 1، و4/321، ح 2، والوافي: 2/261، ح 740، وإثبات الهداة: 1/439، ح 17.

الإرشاد للمفيد: 289، 4، قطعة منه. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/17، ح 15 و16.

الصراط المستقيم: 2/163، س 13، باختصار.

الغيبة للنعمانيّ: 52، ح 3، بتفاوت يسير. عنه البحار: 36/209، ح 10.

إعلام الورى: 2/9، س 12، قطعة منه.

كشف الغمّة: 2/219، س 21، نحو ما في الإعلام.

روضة الواعظين: 234، س 22، نحو ما في الإعلام.

 

[39] الكافي: 1/280، ح 2. عنه وعن أمالي الصدوق، الجواهر السنيّة: 170، س 14، وحلية
الأبرار: 3/368، ح 2، ومدينة المعاجز: 5/91، ح 1493، والوافي: 2/262، ح 741.

الإمامة والتبصرة: 38، ح 20، بتفاوت.

أمالي الصدوق: 328، ح 2. عنه وعن أمالي الطوسيّ والإكمال، والبحار: 36/192، ح 1.

أمالي الطوسيّ: 441، ح 990. عنه حلية الأبرار: 4/23، ح 1.

الصراط المستقيم: 2/148، س 20، باختصار.

إكمال الدين و إتمام النعمة: 231، ح 35، بتفاوت، 669، ح 15.

عنه وعن العلل، البحار: 36/201، ح 7، وحلية الأبرار: 3/370، ح 3.

المناقب لابن شهرآشوب: 1/298، س 23، مرسلاً.

علل الشرائع: 171 ب35، ح 1، بتفاوت. عنه البحار: 63/535، ح 29، قطعة منه.

 

[40] الكافي: 1/286، ح 5، و309، ح 7، بتفاوت. عنه البحار: 25/253، ح 11 وإثبات
الهداة: 1/85، ح 47.

إكمال الدين: 2/349، ح 43، بتفاوت، و415، ح 7. عنه إثبات الهداة: 1/518، ح 257 والبحار: 48/16، ح 8.

إرشاد المفيد: 289، س 21.

الإمامة والتبصرة: 124، ح 122.

إعلام الورى: 2/ 10، س 15.

 

[41] الكافي: 1/307، ح 1. عنه إعلام الورى: 2/10، س 4، وحلية الأبرار: 4/321، ح 1.

الإرشاد للمفيد: 289، س 14. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/18، ح 18 و19.

روضة الواعظين: 234، س 20.

كشف الغمّة: 2/220، س 9.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 231، س 18.

 

[42] الكافي: 1/308، ح 3. عنه الوافي: 2/356، ح 830، وحلية الأبرار: 4/322، ح 3.

الإرشاد للمفيد: 289، س 9. عنه البحار: 48/17، ح 17.

كشف الغمّة: 2/220، س 4.

 

[43] الكافي: 1/308، ح 4. عنه إعلام الورى: 2/9، س 20، وحلية الأبرار: 4/322، ح 4.

الإرشاد للمفيد: 289، س 2. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/17، ح 13 و14.

كشف الغمّة: 2/219، س 18.

 

[44] الكافي: 1/308، ح 5. عنه مدينة المعاجز: 6/148، ح 1911، وإثبات الهداة: 3/157،
ح 6، وحلية الأبرار: 4/323، ح 5.

الإرشاد للمفيد: 290، س 17، بتفاوت يسير.

كشف الغمّة: 2/221، س 13، نحو ما في الأرشاد. إعلام الورى: 2/14، س 10، بتفاوت يسير. عنه وعن الإرشاد، البحار: 48/20، ح 29.

 

[45] الكافي: 1/309، ح 6. عنه البحار: 48/18، ح 21، أشار إليه، وحلية الأبرار: 4/324، ح
6.

الإرشاد للمفيد: 289، س 17. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/18، ح 20.

كشف الغمّة: 2/220، س 12.

إعلام الورى: 2/10، س 9.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 232، س 2، بتفاوت يسير.

الغيبة للنعمانيّ: 329، ح 9.

 

[46] الكافي: 1/309، ح 8. عنه إثبات الهداة: 3/157، ح 7.

 

[47] الكافي: 1/310، ح 10. عنه إعلام الورى: 2/12، س 16، وحلية الأبرار: 4/326، ح
10، وإثبات الهداة: 3/158، ح 11.

كشف الغمّة: 2/220، س 20.

الإرشاد للمفيد: 290، س 4. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/18، ح 22 و23.

الإمامة والتبصرة: 73، ح 63، بتفاوت يسير.

قطعة منه في أحوال أخيه «عبد اللّه بن جعفر».

 

[48] الكافي: 1/310، ح 11. عنه مدينة المعاجز: 6/224، ح 1965، وإثبات الهداة: 3/158،
ح 12، حلية الأبرار: 4/327، ح 11، ووسائل الشيعة: 21/389، ح 27376، والوافي: 2/354، ح 824.

إعلام الورى: 2/14، س 2. عنه وعن الإرشاد، البحار: 48/19، ح 24.

الإرشاد للمفيد: 290، س 5.

كشف الغمّة: 2/221، س 1.

دلائل الإمامة: 326، ح 281، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/225، ح 1966.

إثبات الوصيّة: 191، س 10.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/287، س 24. عنه وعن الكافي، البحار: 48/73، س 8، ضمن ح 99.

الثاقب في المناقب: 200، ح 176، و433، ح 365، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/225، ح 1967.

الصراط المستقيم: 2/163، س 24، باختصار.

 

[49] الكافي: 1/310، ح 12. عنه إعلام الورى: 2/12، س 5، وحلية الأبرار: 4/327، ح 12.

الإرشاد للمفيد: 290، س 10، بتفاوت يسير. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/19، ح 25
و26.

كشف الغمّة: 2/221، س 7، بتفاوت يسير.

الإمامة والتبصرة: 70، ح 57.

 

[50] الكافي: 1/310، ح 13، و14. عنه إعلام الورى: 2/13، س 6، ومهج الدعوات: 259، س
3، وحلية الأبرار: 4/328، ح 13 و14، والوافي: 2/356، ح 828، وإثبات الهداة: 3/158، ح 15.

الغيبة للطوسيّ: 197، ح 162. عنه وعن الإعلام، البحار: 47/3، ح 8 و9.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/320، س 15.

 

[51] الكافي: 1/311، ح 15. عنه الوافي: 2/354، ح 825، وحلية الأبرار: 4/329، ح 15،
وإثبات الهداة: 3/158، ح 13.

كشف الغمّة: 2/221، س 9، بتفاوت يسير.

إعلام الورى: 2/12، س 10.

الصراط المستقيم: 2/164، س 3، باختصار.

الإرشاد للمفيد: 290، س 13، بتفاوت يسير. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/19، ح 27 و28.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/317، س 22. عنه البحار: 48/107، ح 9.

الخرائج والجرائح: 2/896، س 1، مرسلاً وبتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 3/167، ح 48.

 

[52] الكافي: 1/311، ح 16. عنه حلية الأبرار: 4/329، ح 16، وإثبات الهداة: 3/159، ح
16، والوافي: 2/353، ح 9، ومقدّمة البرهان: 189، س 26.

 

[53]الكافي: 1/385، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 9.

 

[54] إكمال الدين وإتمام النعمة: 334، ح 4. عنه البحار: 51/143، ح 7، وعنه وعن الإعلام:
وسائل الشيعة: /245 16، ح 21474.

إعلام الورى: 2/234، س 13.

 

[55] إكمال الدين وإتمام النعمة: 334، ح 5، و647، ح 8، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/15،
ح 6 و7، و51/144، ح 8، و52/129، ح 24، وإثبات الهداة: 3/93، ح 52، قطعة منه، والأنوار البهيّة: 370، س 12.

إعلام الورى: 2/234، س 19.

الغيبة للنعمانيّ: 90، ح 21. عنه البحار: 36/401، ح 12، وإثبات الهداة: 1/622، ح 674، قطعة منه.

 

[56] الأمالي للصدوق: 470، ح 11. عنه البحار: 98/23، ح 15، قطعة منه، و99/42، ح 48،
ومدينة المعاجز: 6/33، ح 1826.

التهذيب: 6/108، ح 191. عنه إثبات الهداة: 3/161، 23، و233، ح 20، قطعتان منه.

وعنه وعند الأمالي، وسائل الشيعة: 14/415، ح 19486، وإثبات الهداة: 3/91، ح 44، قطعة منه فيهما.

 

[57] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/100، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 200.

 

[58] كفاية الأثر: 256، س 4. عنه إثبات الهداة: 1/602، ح 585، قطعة منه، والبحار: 4/54،
ح 34، و 36/406، ح 16، والبرهان: 2/34، ح 3.

 

[59] كفاية الأثر: 262، س 9. عنه إثبات الهداة: 1/603، ح 587، والبحار: 36/409، ح 18.

الصراط المستقيم: 2/158، س 4، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار.

 

[60] كتاب الغيبة: 326، ح 3، عنه البحار: 48/22، ح 33.

 

[61] كتاب الغيبة: 327، ح 8. عنه البحار: 48/22، ح 32.

المناقب لابن شهر آشوب: 1/266، س 22، بتفاوت يسير، عنه البحار: 47/254، س 6،
ضمن ح 24، وإثبات الهداية: 3/169، ح 55.

 

[62] رجال الكشّيّ: 459، ح 870. عنه البحار: 48/266، س 8، ضمن ح 27، وإثبات الهداة:
3/561، ح 632.

مسائل عليّ بن جعفر: 319، ح800.

 

[63] رجال الكشّيّ: 462، ح 881. عنه البحار: 48/268، س 13، ضمن ح 28، وإثبات الهداة:
3/136، ح 213، و168، ح 52، قطعة منه في كليهما.

 

[64] الإرشاد: 290، س 22. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/20، ح 30.

إعلام الورى: 2/14، س 17. عنه إثبات الهداة: 3/166، ح 44.

كشف الغمّة: 2/221، س 19.

الصراط المستقيم: 2/163، س 17، بتفاوت يسير.

 

[65] دلائل الإمامة: 294، ح 249. عنه مدينة المعاجز: 5/302، ح 1633.

عيون المعجزات: 95، س 10، بتفاوت يسير. عنه البحار: 47/159، 227.

نوادر المعجزات: 146، ح 15.

 

[66] الغيبة: 41، ح 22. عنه إثبات الهداة: 3/240، ح 52.

وعنه وعن الإكمال، البحار: 49/26، ح 43.

إكمال الدين وإتمام النعمة: 657، ح 2. عنه إثبات الهداة: 3/162، ح 29.

العدد القويّة: 67، ح 99.

 

[67] الغيبة: 42، ح 23. عنه البحار: 29/26، ح 44، وإثبات الهداة: 3/241، ح 53.

 

[68] الغيبة: 45، ح 28.

 

[69] الغيبة: 47، ح 33. عنه إثبات الهداة: 3/163، ح 32، قطعة منه.

 

[70] الغيبة: 48، ح 34. عنه إثبات الهداة: 3/163، ح 33.

 

[71] الغيبة: 48، ح 35. عنه إثبات الهداة: 3/163، ح 34، باختصار.

 

[72] الغيبة: 49، ح 36. عنه إثبات الهداة: 3/163، ح 35.

 

[73] الغيبة: 49، ح 37.

قال الشيخ الطوسي بعد ذكر الحديث، في توجيهه، ما ملخّصه: إنّ الذي يملأ الأرض قسطاً
وعدلاً يكون من ولده دون ولد إسماعيل على ما ذهب إليه قوم، فنفاه وقرنه بالأيمان لتزول الشبهة والشكّ.

 

[74] الغيبة: 52، ح 42. عنه إثبات الهداة: 3/164، ح 37، باختصار.

 

[75] الغيبة: 53، ح 43.

 

[76] الغيبة: 53، ح 44. عنه إثبات الهداة: 1/545، ح 361، قطعة منه.

 

[77] الغيبة: 53، ح 45. عنه إثبات الهداة: 3/499، ح 274.

 

[78] الغيبة: 54، ح 47. عنه إثبات الهداة: 3/95، ح 56، قطعة منه.

 

[79] الغيبة: 56، ح 50. عنه إثبات الهداة: 3/95، ح 57.

 

[80] الغيبة: 57، ح 51. عنه إثبات الهداة: 3/95، ح 58، قطعة منه.

 

[81] الغيبة: 59، ح 55.

 

[82] الغيبة: 55، ح 48. عنه إثبات الهداة: 3/499، ح 275.

 

[83] يحتمل أن يكون المراد من «غيبتين» الحبسين بالبصرة والبغداد، ويحتمل أيضاً تكذيب من يدّعى موته عليه‏السلام قبل أن يعرف وصيّه، كما يستفاد من أواخر الحديث.

 

[84] الغيبة: 57، ح 52. عنه إثبات الهداة: 3/95، ح 59، قطعة منه.

 

[85] الوَضَح جمعه أوضاح: حليّ من الفضّة، الخلخال. المنجد: 904، وضح).

 

[86] الغيبة: 44، ح 26. عنه إثبات الهداة: 3/163، ح 30، بتفاوت يسير.

 

[87] الغيبة: 57، ح 53. عنه إثبات الهداة: 3/95، ح 60، و164، ح 38، قطعتان منه.

 

[88] الغيبة: 64، ح 66.

عنه البحار: 48/252، س 4، ضمن ح 1.

رجال الكشّيّ: 404، ح 759، قطعة منه، و493، ح 946، وفيه: عليّ بن محمّد، قال: حدّثني
محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن ... بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/252، ح 3، أشار إليه.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/112، ح 2، نحو ما في الكشّيّ.

عنه البحار: 48/252، ضمن ح 2، أشار إليه.

علل الشرائع: ب 171/235، ح 1، كذا نحو ما في الكشّيّ.

الإمامة والتبصرة: 75، ح 66، بتفاوت.

 

[89] الخرائج والجرائح: 1/111، ح 186.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3380.

 

[90] المناقب: 4/321، س 8، عنه البحار: 48/20، ح 31.

 

[91] المناقب: 4/320، س 9. عنه البحار: 47/4، ح 11.

 

[92] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 456.

 

[93] تحفة العالم: 2/27، س 8.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 80.

 

[94] إثبات الوصيّة: 192، س 4. عنه إثبات الهداة: 3/169، ح 57، قطعة منه.

 

[95] إثبات الوصيّة: 196، س 4. عنه إثبات الهداة: 3/169، ح 56، قطعة منه.

قطعة منه في سنّه عليه‏السلام عند إمامته.

 

[96] الكافي: 1/352، ح 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3067.

 

[97] الكافي: 1/327، ح 10. عنه الوافي: 2/388، ح 874، ومدينة المعاجز: 7/521،
ح 2507.

 

[98] التوحيد: 81، ح 37.

عنه البحار: 3/268، ح 3.

كفاية الأثر: 282، س 5.

عنه البحار: 36/412، ح 2.

إكمال الدين: 2/379، ح 1.

عنه حلية الأبرار: 5/131، ح 14، والبحار: 66/1، ح 1.

روضة الواعظين: 39، س 21.

صفات الشيعة: 48، ح 68.

عنه و عن الأمالي و الإكمال و التوحيد، وسائل الشيعة: 1/20، ح 20 و اثبات الهداة:
1/542، ح 354.

إعلام الورى: 2/244، س 5.

الأمالي للصدوق: 278، ح 24.

كشف الغمّة: 2/525، س 6.

الأنوار البهيّة: 346، س 7.

 

[99] الصراط المستقيم: 2/151، س 18.

عنه إثبات الهداة: 1/722، ح 213.

 

[100] المناقب: 1/266، س 15. عنه البحار: 47/254، س 3، ضمن ح 24.

 

[101] كفاية الأثر: 300، س 4.

عنه إثبات الهداة: 1/604، ح 591، والبحار: 46/198، ح 72.

الصراط المستقيم: 2/156، س 8.

 

[102] إثبات الهداة: 1/714، س 23، ضمن ح 170.

 

[103] رجال الكشّيّ: 153، ح 251، و154، ح 252، وفيه: حدّثني حمدويه، قال: حدّثني
يعقوب بن يزيد، قال: حدّثني عليّ بن حديد، عن جميل بن درّاج، قال: ... بتفاوت يسير و156، ح 256، بسند آخر وتفاوت.

عنه البحار: 47/339، ح 19.

 

[104] مقتضب الأثر: 11، س 19. عنه الصراط المستقيم: 2/146، س 13، والبحار: 36/217،
ح 19، وإثبات الهداة: 1/709، ح 149، بتفاوت فيها..

قطعة منه في مدفنه عليه‏السلام، و(كيفيّة شهادته عليه‏السلام)، و(إنّه سمّي موسى بن عمران عليهم‏السلام).

 

[105] الحِندِس: الليل الشديد الظلمة. المنجد: 157.

 

[106] الكافي: 1/527، ح 3.

عنه الوافي: 2/296، ح 755، و إثبات الهداة: 1/453، ح 73.

الاحتجاج: 1/162، ح 33، بتفاوت.

إرشاد القلوب: 290، س 13، بتفاوت يسير.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/41، ح 2، بتفاوت يسير.

جامع الأخبار: 18، س 9.

إكمال الدين و إتمام النعمة: 308، ح 1، بتفاوت.

عنه وعن العيون والإحتجاج والإختصاص، البحار: 36/195، ح 3.

الغيبة للطوسي: 143، ح 108.

الهداية الكبرى: 364، س 18، بتفاوت.

الإختصاص للمفيد: 210، س 1.

الفضائل لشاذان بن جبرئيل: 113، س 3، بتفاوت يسر.

الغيبة للنعمانيّ: 62، ح 5، بتفاوت.

كتاب ألقاب الرسول وعترته عليهم‏السلام، ضمن المجموعة النفيسة: 170، س 1، بتفاوت يسير.

إثبات الوصيّة: 168، س 23، بتفاوت،.

المناقب لابن شهر آشوب: 1/296، س 23، عن كتاب مولد فاطمة عليهاالسلام، بتفاوت.

الصراط المستقيم: 2/137، س 5، بتفاوت.

الإمامة والتبصرة: 103، ح 92، بتفاوت.

إعلام الورى: 2/174، س 7.

مشارق أنوار اليقين: 103، س 28.

إحقاق الحقّ: 4/122، س 9، عن كتاب فرائد السمطين، و5/114، س 18، عن كتاب درّ
بحر المناقب، بتفاوت يسير في كليهما.

 

[107] الأمالي: 291، ح 566 .

عنه حلية الأبرار: 5/415، ح 2، وإثبات الهداة: 1/558، ح 403، و737، س 17 عن فرائد
السمطين، والبحار: 36/202، ح 6، والجواهر السنيّة: 162، س 16.

 

[108] الجواهر السنيّة: 163، س 21.

 

[109] تأويل الآيات الظاهرة: 210، س 16.

عنه البرهان: 2/123، ح 6.

 

[110] كفاية الأثر: 69، س 8.

عنه إثبات الهداة: 1/579، ح 497.

إرشاد القلوب: 415، س 9، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 36/301، ح 140.

الصراط المستقيم: 2/139، س 9، مرسلاً وبتفاوت.

 

[111] كفاية الأثر: 185، س 4.

عنه البحار: 36/348، ح 217، ومدينة المعاجز: 2/379، ح 615، وإثبات الهداة:
1/595، ح 560.

الجواهر السنيّة: 220، س 14.

 

[112] كفاية الأثر: 244 س 4.

عنه البحار: 36/390 ح 1.

 

[113] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/58، ح 27.

عنه إثبات الهداة: 1/475، ح 126، ونور الثقلين: 3/119، ح 25.

غيبة النعمانيّ: 93، ح 24.

عنه البحار: 36/280، ح 100.

بحار الأنوار: 36/222، ح 21 عن كتاب مقتضب الأثر، بتفاوت.

إكمال الدين وإتمام النعمة: 1/252، ح 2.

عنه وعن العيون، البحار: 52/379، ح 185، و36/245، ح 58.

كفاية الأثر: 152، س 3.

عنه الأنوار البهيّة: 341، س 5.

 

[114] كنز الفوائد: 256، س 6.

عنه البحار: 18/293، ح 3، و26/298، ح 65، ومقدّمة البرهان: 27، س 23.

المناقب لابن شهرآشوب: 1/287، س 1، بتفاوت.

عنه البحار: 38/43، ح 3.

إثبات الهداة: 1/711، ح 158، والبحار: 15/241، ح 60، نقلاً عن مقتضب الأثر.

الصراط المستقيم: 2/239، س 7، بتفاوت يسير.

 

[115] مائة منقبة لابن شاذان: 64، س 2.

عنه البحار: 27/199، ح 67، والبرهان: 1/266، ح 4، ومدينة المعاجز: 2/312، ح 575،
بتفاوت يسير، والجواهر السنيّة: 241، س 3، و إثبات الهداة: 1/721، ح 209، باختصار.

تأويل الآيات الظاهرة: 104، س 13، بتفاوت، واختصار.

الغيبة للطوسيّ: 147، ح 109، بتفاوت واختصار.

عنه البحار: 36/261، ح 82، و إثبات الهداة: 1/548، ح 374.

بحار الأنوار: 36/216، ح 18، و إثبات الهداة: 1/709، ح 148، بتفاوت واختصار، عن مقتضب الأثر.

إثبات الهداة: 1/697، ح 94، عن كتاب الطرائف للسيّد بن طاووس.

الصراط المستقيم: 2/143، س 9، باختصار.

حلية الأبرار: 5/490، الحديث التاسع والعشرون والمائة، نقلاً عن مقتل الحسين عليه‏السلامللخوارزميّ.

ينابيع المودّة: 3/380، ح 2، بتفاوت.

عنه إثبات الهداة: 1/739، س 31.

 

[116] الفضائل: 158، س 6.

عنه البحار: 36/213، ح 15.

إثبات الهداة: 1/523، ح 278، عن كتاب الروضة في الفضائل المنسوب إلى ابن بابويه،
و740، س 18 عن الأربعين، بتفاوت يسير.

مستدرك الوسائل: 4/398، ح 5010، عن كتاب الغيبة، لفضل بن شاذان بن خليل، بتفاوت يسير.

 

[117] كفاية الأثر: 114، س 4.

عنه البحار: 36/324، ح 182.

 

[118] كفاية الأثر: 136 س 5.

عنه البحار: 36/331 ح 191، وحلية الأبرار: 3/160 ح 2.

حلية الأبرار: 3/81، ح 1، «عن كتاب النصوص على الأئمّة الإثني عشر عليهم‏السلام».

 

[119] كفاية الأثر: 246، س 5.

عنه إثبات الهداة: 1/601، ح 581، قطعة منه، والبحار: 36/357، ح 226.

البرهان: 4/139، ح 8، عن ابن بابويه.

ينابيع المودّة: 3/249، ح 44.

 

[120] كفاية الأثر: 213، س 5.

عنه مدينة المعاجز: 2/384، ح 618، وإثبات الهداة: 1/598، ح 568، والبحار:
36/354، ح 225.

 

[121] مدينة المعاجز: 2/367، ح 610.

الفضائل لشاذان بن جبرئيل: 54 س 2، بتفاوت.

عنه وعن كتاب غرر الدرر للسيّد حيدر الحسينيّ، البحار: 35/99 ح 33.

روضة الواعظين: 88 س 16، بتفاوت يسير.

 

[122] كفاية الأثر: 81، س 3.

عنه البحار: 36/312، ح 158، وإثبات الهداة: 1/580، ح 504، قطعة منه.

الصراط المستقيم: 2/140، س 11، باختصار، والأنوار البهيّة: 344، س 10.

 

[123] الهداية الكبرى: 378، س 19.

 

[124] كفاية الأثر: 187، س 5.

عنه البحار: 36/348، ح 218، وإثبات الهداة: 1/596، ح 561، باختلاف.

الصراط المستقيم: 2/145، س 20، بتفاوت يسر.

 

[125] كفاية الأثر: 195، س 4. عنه البحار: 36/351، ح 221، و إثبات الهداة: 1/597، ح 564.

الصراط المستقيم: 2/147، س 19.

 

[126] كفاية الأثر: 16، س 5. عنه إثبات الهداة: 1/572، ح 470.

الصراط المستقيم: 2/145، س 6.

 

[127] كفاية الأثر: 162، س 9. عنه البحار: 36/338، ح 201، و إثبات الهداة: 1/591، ح
544، والبرهان: 2/279، ح 2.

 

[128] دلائل الإمامة: 447، ح 424. عنه حلية الأبرار: 5/358، ح 3، والبرهان: 2/406، ح 2،
و3/219 ح9.

مصباح الشريعة: 63، س 3.

البحار: 25/6، ح 9، عن كتاب مقتضب الأثر، و: 53/142، ح 162.

إثبات الهداة: 1/708، ح 145، عن كتاب مقتضب الأثر.

الهداية الكبرى: 375، س 8.

الصراط المستقيم: 2/142، س 22.

 

[129] إثبات الهداة: 1/651، ح 811، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.

 

[130] كفاية الأثر: 154، س 6. عنه البحار: 36/336، ح 197، وحلية الأبرار: 3/159، ح 1.

 

[131] الأنفال: 8/75.

 

[132] كفاية الأثر: 175، س 1.

عنه البحار: 36/343، ح 209، وإثبات الهداة: 1/593، ح 552.

الصراط المستقيم: 2/155، س 20، بتفاوت.

البرهان: 3/293، ح 15، عن ابن بابويه.

 

[133] كفاية الأثر: 177، س 2. عنه البحار: 36/345، ح 211، و إثبات الهداة: 1/594، ح
554.

 

[134] إثبات الهداة: 1/543، ح 357، عن كتاب الاعتقادات، ولم نعثر فيه، على ذكر أسامي
الأئمّة
عليهم‏السلام إلاّ في هامش 122 رقم 2.

سليم بن قيس: 2/620، س 16، و626، س 5، بتفاوت.

الاعتقادات للصدوق: 118، س 6، و121، س 13، بتفاوت.

الغيبة للنعمانيّ: 75، ح 10، بتفاوت. عنه البحار: 36/273، ح 96.

إكمال الدين وإتمام النعمة: 284، ح 37، بتفاوت.

 

[135] الأحزاب: 33/33.

 

[136] كفاية الأثر: 155، س 11.

عنه البحار: 36/336، ح 199، وإثبات الهداة: 1/590، ح 541.

البرهان: 3/310، ح 6، عن ابن بابويه.

 

[137] في المصدر: بن أُبي كعب، ولكنّه غير صحيح.

 

[138] عيون اخبار الرضا  عليه‏السلام: 1/59، ح 29. عنه إثبات الهداة: 1/477، ح 128، والبحار:
52/309، ح 4.

إكمال الدين: 1/264، ح 11، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 36/204، ح 8.

قصص الأنبياء: 361، ح 437. إعلام الورى: 2/185، س 20.

الصراط المستقيم: 2/154، س 23، عن الصدوق بتفاوت.

قطعة منه في البشارة بولادته عليه‏السلام عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم، و(اسمه عليه‏السلام ونسبه في الكتب والأقوال)، و(دعاؤه عليه‏السلام).

 

[139] نوادر المعجزات: 76، ح 40.

الصراط المستقيم: 2/150، س 23.

عنه إثبات الهداة: 1/722، ح 211.

دلائل الإمامة: 475، ح 466.

 

[140] بحار الأنوار: 27/107، ح 80.

 

[141] مهج الدعوات: 184، س 14، عنه البحار: 92/408، ح 41.

يأتي الحديث أيضا في التوسّل به عليه‏السلام لقضاء الحوائج.

 

[142] التوبة: 9/36.

 

[143] التوبة: 9/36.

 

[144] الغيبة: 149، ح 110. عنه إثبات الهداة: 1/549، ح 375، ونور الثقلين: 2/215، ح
140، والبحار: 24/240، ح 2، والبرهان: 2/123، ح 5.

 

[145] النساء: 4/58.

 

[146] البقرة: 2/140.

 

[147] الكافي: 1/313 ح 14. عنه مدينة المعاجز: 6/251 ح 1988 و7/272 ح 2313،
وحلية الأبرار: 4/330، ح 17، و496 ح 19، و526، ح 5، وإثبات الهداة: 3/172، ح 5، و230 ح 11 و12، قطعات منه، والوافي: 2/361 ح 15، والأنوار البهيّة: ص 249، س 9، وتحفة العالم: 2/30 س 1، قطعة منه.

الإمامة والتبصرة: 77، ح 68، وفيه: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن عبد اللّه بن محمّد الشاميّ، عن الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط، عن الحسن مولى أبي عبد اللّه، عن أبي الحكم، عن عبد اللّه بن إبراهيم الجعفريّ، عن يزيد بن سليط الزيديّ، بتفاوت يسير.

الغيبة للطوسيّ: 40، ح 19، قطعة منه. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/23 ح 9، بتفاوت.

عنه وسائل الشيعة: 27/313، ح 33819، والبحار: 48/12، ح 1، ح 1، وحلية الأبرار: 4/503، ح 20، ونور الثقلين: 1/132، ح 398.

وعنه وعن الإعلام والإمامة والتبصرة، البحار: 49/11 ح 1، ومدينة المعاجز: 6/256 ح 1989 والأنوار البهيّة: 209 س 9، قطعة منه.

الصراط المستقيم: 2/165 س 1، قطعة منه.

كشف الغمّة: 2/272 س 2، قطعة منه.

الإرشاد للمفيد: 306، س 18، بتفاوت.

إعلام الورى: 2/47، س 7. عنه وعن الإمامة والتبصرة، البحار: 50/25 ح 17.

الإمامة والسياسة: 77، س 7.

ينابيع المودّة: 3/164، س 21، و166، س 16. في الموضعين أورد قطعة منه. عنه إثبات الهداة: 3/245، س 16، وإحقاق الحقّ: 12/308، س 9، و351، س 16.

قِطَع منه في اسم أمّه، و(النصّ على إمامة ابنه الرضا عليهماالسلام)، و(إخباره عليه‏السلامبشهادته)، و(ضحكه عليه‏السلام)، و(حبّه عليه‏السلام لابنه القاسم وكلامه فيه)، و(النصّ عليه عن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم) و(النصّ عليه عن أمير المؤمنين عليه‏السلام) و(النصّ عليه عن الصادق عليهماالسلاموأ نّه غوث الأمّة ويحقن به الدماء)، و(إخباره عليه‏السلام بولادة أبي جعفر الثاني عليه‏السلام) و(سورة النساء:  4/58 )، و(ما رواه عليه‏السلامعن جدّه رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم)، و(ما رواه عن جدّه عليّ أمير المؤمنين عليهماالسلام).

 

[148] كفاية الأثر: 260، س 10. عنه إثبات الهداة: 1/603، ح 586، والبحار: 36/408، ح 17.

الصراط المستقيم: 2/241، س 9.

البرهان: 2/279، ح 1.

 

[149] إثبات الوصيّة: 192، س 6.

 

[150] كتاب زيد المطبوع ضمن «الأصول الستّة عشر»: 49، س 15. عنه البحار: 47/269، ح
43، وإثبات الهداة: 3/170، ح 60.

 

[151] الإمامة و التبصرة: 66، ح 56.

الكافي: 1/309، ح 9، وفيه: محمّد بن يحيى، وأحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار،
عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثميّ، عن فيض بن المختار، في حديث طويل في أمر أبي الحسن
عليه‏السلامقطعة منه. عنه حلية الأبرار: 4/325، ح 9، وإثبات الهداة: 3/157، ح 10، والبحار: 48/15، ح 4، أشار إليه.

إعلام الورى: 2/11، س 10، نحو ما في الكافي.

بصائر الدرجات: الجزء السابع/356، ح 11، نحو ما في الكافي، و359، ح 7، نحو ما في الإختصاص. عنه البحار: 47/83، ح 75، و48/14، ح 3، و24، ح 41.

الاختصاص: 290، س 4، قطعة منه.

عنه وعن البصائر، البحار: 47/82، ح 72، و48/25، ح 42.

رجال الكشّيّ: 354، ح 663، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/26، ح 45.

الإرشاد للمفيد: 289، س 14، قطعة منه.

إثبات الوصيّة: 192، س 20، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/321، س 15.

الغيبة للنعمانيّ: 324، ح 2، وفيه: حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا حميد بن زياد، قال: حدّثني الحسن بن محمّد بن سماعة، أحمد بن حسن النيثميّ، قال: حدّثنا أبو نجيح المسمعيّ، عن الفيض بن المختار، قال: ... بتفاوت يسير مع ذكر السؤال والجواب في الأرض. عنه مستدرك الوسائل: 8/262، ح 9406، قطعة منه.

قطعة منه في أحوال أخيه إسماعيل.

 

[152] الواقعة: 56/79.

 

[153] كتاب الغيبة: 326، ح 4. عنه البحار: 48/22، ح 34.

 

[154] التوبة: 9/36.

 

[155] الغيبة: 87، ح 18.

عنه البحار: 24/243، ح 4، و36/400، ح 10، و47/141، ح 193، ومدينة المعاجز:
2/462، ح 681، و/367، ح 1716، والبرهان: 2/123، ح 2، وإثبات الهداة: 1/711، ح 157.

الصراط المستقيم: 2/157، س 12.

بحار الأنوار: 46/173، ح 26، عن كتاب مقتضب الأثر.

المناقب لابن شهرآشوب: 1/307، س 17، بتفاوت.

تأويل الآيات الظاهرة: 209، س 13.

 

[156] الصافّات: 37/83.

 

[157] تأويل الآيات الظاهرة: 485، س 8.

عنه مدينة المعاجز: 4/39، ح 1073، والبحار: 82/80، ح 20، قطعة منه، والبرهان:
4/20، ح 2.

بحار الأنوار: 36/151، ح 131، عن كنز الفوائد.

إثبات الهداة: 1/646، ح 656، ح 838، عن كنز المناقب وجامع الفوائد

 

[158] كفاية الأثر: 255 س 4.

عنه إثبات الهداة: 1/602، ح 584، قطعة منه، والبحار: 36/403، ح 15.

مختصر بصائر الدرجات: 121، س 14.

الصراط المستقيم: 2/157، س 3، بتفاوت يسير.

البرهان: 4/65، ح 4، عن ابن بابويه.

 

[159] الخصال: 2/478، ح 46.

إكمال الدين: 2/336، ح 9 .

عنه وعن العيون، البحار: 36/396، ح 2.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/54، ح 20.

عنه إثبات الهداة: 1/474، ح 122.

الصراط المستقيم: 2/158، س 8، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار .

 

[160] عيون المعجزات: 97، س 5. عنه إثبات الهداة: 3/168، ح 53.

 

[161] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 2/121، ح 1.

عنه إثبات الهداة: 1/485، ح 157، والبحار: 10/352، ح 1.

الصراط المستقيم: 2/158، س 17، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار.

 

[162] الهداية الكبرى: 335، س 18.

عنه مدينة المعاجز: 7/594، ح 2580، بتفاوت يسير، وحلية الأبرار: 5/121، ح 1،
وإثبات الهداة: 3/572، ح 694، قطعة منه.

مشارق أنوار اليقين: 100، س 8، من غير ذكر لأسامي الأئمّة عليهم‏السلام.

عنه البحار: 11/34، ح 27، و50/304، ح 81.

بحار الأنوار: 50/316، س 5، عن بعض مؤلّفات أصحابه.

 

[163] كفاية الأثر: 169، س 6. عنه البحار: 36/341، ح 206، وإثبات الهداة: 1/592، ح
549.

 

[164] المناقب لابن شهرآشوب: 1/280، س 1.

عنه إثبات الهداة: 1/668، ح 887.

 

[165] النور: 24/35.

 

[166] البرهان: 3/136، ح 16.

 

[167] الكافي: 3/92، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1155.

 

[168] مائة منقبة: 49، س 2.

المناقب لابن شهرآشوب: 1/292، س 10.

عنه البحار: 36/270، س 2، ضمن ح 91.

إثبات الهداة: 1/699، ح 106 عن كتاب دفائن النواصب.

الصراط المستقيم: 2/150، س 9.

العدد القويّة: 88، ح 152.

عنه إثبات الهداة: 1/721، ح 210.

مشارق أنوار اليقين: 180، س 21، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 27/312، ح 7.

 

[169] مصباح المتهجّد: 337، ح 444.

البلد الأمين: 153، س 1. عنه وعن المصباح، البحار: 87/43، ح 8.

 

[170]) مائة منقبة: 47، س 5.

عنه إثبات الهداة: 1/700، ح 107، وحلية الأبرار: 5/493، س 5.

المناقب لابن شهرآشوب: 1/292، س 18.

عنه البحار: 36/270، س 10، ضمن ح 91.

الصراط المستقيم: 2/150، س 1.

العدد القويّة: 88، ح 153.

إثبات الهداة: 1/749، س 23، عن مقتل الحسين للخوارزميّ.

البحار: 26/316، ح 80، عن كتاب تفضيل الأئمّة.

 

[171] الغيبة: 137، ح 100.

عنه البحار: 36/258، ح 77، وإثبات الهداة: 1/547، ح 372.

المناقب لابن شهر آشوب: 1/293، س 7.

عنه إثبات الهداة: 1/729، ح 242.

الصراط المستقيم: 2/151، س 12، بتفاوت يسير.

عنه إثبات الهداة: 1/722، ح 212.

 

[172] الفضائل: 166، س 12.

بحار الأنوار: 36/296، ح 125، عنه وعن كتاب الروضة.

الصراط المستقيم: 2/148، س 6، بتفاوت.

إثبات الهداة: 1/524،ح 280،عن كتاب الروضة فيالفضائل المنسوب إلى‏ابن بابويه.

 

[173] في الكافي: كان مثله في هذا الموضع من أبي، بدل ما يأتي.

 

[174] في كشف الغمّة: في أبي.

 

[175] الإرشاد: 318، س 20.

عنه كشف الغمّة: 2/352، س 14، مرسلاً، والبحار: 25/120، ح 3.

الكافي: 1/321، ح 8.

عنه الوافي: 2/376، ح 855، ومدينة المعاجز: 7/294، ح 2333، وإثبات الهداة:
3/323، ح 12، وحلية الأبرار: 4/606، ح 8.

إعلام الورى: 2/95، س 6.

عنه وعن الإرشاد، البحار: 50/23، ح 13.

إثبات الوصيّة: 218، س 18. وفيه: روي عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن عليّ بن جعفر، باختصار.

الخرائج والجرائح: 2/900، س 2، قطعة منه.

الصراط المستقيم: 2/167، س 8.

المستجاد من كتاب الإرشاد: 225، س 14.

 

[176] إثبات الوصيّة: 219، س 12.

 

[177] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

 

[178] الخصال: 394، ح 102. عنه نور الثقلين: 5/326، ح 40، والبحار: 24/238، ح 1،
و50/194، ح 6، و56/20، ح 3.

معاني الأخبار: 123، ح 1.

عنه إثبات الهداة: 1/491، ح 177، ومدينة المعاجز: 7/510، ح 2505.

الخرائج والجرائح: 1/412، ضمن ح 17، بتفاوت.

عنه جمال الأسبوع: 36، س 9، والبحار: 50/195، ح 7، ومدينة المعاجز: 7/483، ح 2479، وحلية الأبرار: 5/52، ح 4.

إقبال الأعمال: 278، س 12، أورد مضمونه.

إثبات الوصيّة: 266، س 11، باختصار.

جامع الأخبار: 90، س 3.

إكمال الدين وإتمام النعمة: 2/382، ح 9.

روضة الواعظين: 430، س 11، باختصار.

المناقب لابن شهرآشوب: 1/308، س 9.

الصراط المستقيم: 2/159، س 12.

جمال الأسبوع: 35، س 5. عنه البحار: 99/210، ح 1.

كفاية الأثر: 285، س 7. عنه البحار: 36/413، ح 3.

إعلام الورى: 2/245، س 15.

الهداية الكبرى: 363، س 10.

عدّة الداعي: 52، س 10، أورد مضمونه.

 

[179] مشارق أنوار اليقين: 45، س 20.

 

[180] الخرائج والجرائح: 1/455، ح 1.

عنه حلية الأبرار: 5/173، ح 1، ومدينة المعاجز: 8/31، ح 2666.

كشف الغمّة: 2/498، س 2.

كتاب ألقاب الرسول وعترته عليهم‏السلام، ضمن المجموعة النفيسة: 241، س 12.

 

[181] الهداية الكبرى: 338، س 9.

 

[182] بصائر الدرجات: الجزء الثاني/113، ح 13، و114، ح 20، عن إبراهيم بن هاشم.

عنه مدينة المعاجز: 6/72، ح 1853، والبحار: 26/355، ح 15، ونور الثقلين: 4/349، ح
18.

 

[183] بصائر الدرجات: الجزء الخامس/245، ح 17.

عنه البحار: 22/513، ح 13، و27/289، ح 3.

 

[184] بصائر الدرجات: الجزء الثالث/174، ح 8.

عنه البحار: 26/45، ح 79.

 

[185] السَفَط: وعاء يوضع فيه الطيب ونحوه من أدوات النساء. ووعاء من قضبان الشجر ونحوها توضع فيه الأشياء كالفاكهة ونحوها. المعجم الوسيط: 433.

 

[186] بصائر الدرجات: الجزء الرابع/193، ح 7. عنه البحار: 26/123، ح 15.

 

[187] قرب الإسناد: 333، ح 1234. عنه البحار: 48/44 ح24، ومدينة المعاجز: 6/282، ح
200، وإثبات الهداة: 3/191، 54.

قطعة منه في كتابه عليه‏السلام إلى موسى بن بكر.

 

[188] قرب الإسناد: 317، ح 1227. عنه البحار: 48/160، ح 4.

 

[189] كشف الغمّة: 2/244، س 3.

عنه البحار: 48/32، س 7، ضمن ح 2، وإثبات الهداة: 3/204، ح 102.

 

[190] العناق: الأنثى من أولاد المعز والغنم من حين الولادة إلى تمام حول. المعجم الوسيط: 632.

 

[191] الغيبة: 327، ح 6، وح 5، قطعة منه. عنه البحار: 48/23، ح 35، و117، ح 34.

الغيبة للطوسيّ: 52، ح 41، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 3/164، ح 36.

 

[192] الكِلَّة: ستر رقيق مثقّب يتوقّى به من البعوض وغيره.المعجم‏الوسيط: 796، كلّ.

 

[193] بصائر الدرجات: الجزء الخامس/270، ح 1، و271، ح 4، وفيه: حدّثنا يعقوب بن يزيد،
عن محمّد بن الحسن بن زياد الميثميّ، قال: حدّثنا الحسن الواسطيّ، عن هشام بن سالم، قال: ... بتفاوت يسير. عنه البحار: 47/250، ح 20، و48/50، ح 44، و51، ح 47، ومدينة المعاجز: 6/212، ح 1951، وحلية الأبرار: 4/211، ح 3، وإثبات الهداة: 3/186، ح 44.

الثاقب في المناقب: 437، ح 373، بتفاوت. عنه حلية الأبرار: 4/212، ح 4، ومدينة المعاجز: 6/213، ح 1952.

 

[194] بصائر الدرجات: الجزء الخامس/258، ح 11. عنه البحار: 48/50، ح 43، ومدينة
المعاجز:6/286، ح 2015، وإثبات الهداة: 3/187، ح 46.

 

[195] علل الشرائع: باب 170/235، ح 1. عنه مدينة المعاجز: 6/191، ح 1935، ووسائل
الشيعة: 12/178، ح 16014، قطعة منه.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/112، ح 1. عنه البحار: 48/255، ح 8، واثبات الهداة: 3/183، ح 33. وعنه وعن العلل والمعاني، البحار: 48/10، ح 1، وحلية الأبرار: 4/289، ح 1.

معاني الأخبار: 65، س 6، قطعة منه.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/323، س 10، قطعة منه.

قطعة منه في علّة تسميته عليه‏السلام بالكاظم.

 

[196] الكافي: 6/55، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2289.

 

[197] الكافي: 3/210، ح 6.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1205.

 

[198] الطيلسان ج طيالس وطيالسة: كساء أخضر يلبسه الخواصّ من المشايخ والعلماء، وهو من لباس العجم. المنجد: 469.

 

[199] الطراز: الجيّد من كلّ شيء. المعجم الوسيط: 554.

 

[200] الساج: الطيلسان الواسع المدّر. المنجد: 361.

 

[201] قرب الإسناد: 332، ح 1232. عنه مدينة المعاجز: 6/280، ح 2007، والبحار: 48/43،
ح 22، وإثبات الهداة: 3/191، ح 62، ووسائل الشيعة: 5/34، ح 5823، قطعة منه.

قطعة منه في لباسه عليه‏السلام، و(كتابه عليه‏السلام إلى بعض أصحابه).

 

[202] الخرائج والجرائح: 1/316، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 417.

 

[203] تهذيب الأحكام: 5/439، ح 1524.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3396.

 

[204] بطن الرُمَّة: واد معروف بعالية نجد. وقال: أبو عبيد السكوني: منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة، بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة. معجم البلدان: 3/72.

 

[205] الشاكريّ: الأجير والمستخدم. المنجد: 398.

 

[206] رجال الكشّيّ: 436، ح 821، و822. عنه البحار: 48/34، ح 5.

الثاقب في المناقب: 457، ح 385، وفيه: عن إسماعيل بن سلام وأبي حميد، قالا:بتفاوت
يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/441، ح 2092.

الخرائج والجرائح: 1/327، ح 20، مرسلاً وبتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/35، ح 6، أشار إليه، وإثبات الهداة: 3/205، ح 106.

الصراط المستقيم: 2/191، ح 16، مرسلاً وباختصار.

كشف الغمّة: 2/249، س 15.

قطعة منه في كتابه عليه‏السلام إلى عليّ بن يقطين.

 

[207] الخرائج والجرائح: 1/319، ح 12. عنه البحار: 48/62، ح 81.

الصراط المستقيم: 2/190، ح 10، باختصار. عنه إثبات الهداة: 3/213، ح 140.

قطعة منه في إعطاؤه عليه‏السلام الدراهم إلى بعض أصحابه لنكاح المتعة.

 

[208] عيون المعجزات: 103، س 20. عنه مدينة المعاجز: 6/343، ح 2040، والبحار:
48/85، ح 105.

الثاقب في المناقب: 458، ح 386، بتفاوت يسير.

قطعة منه في الاهتمام بحقوق الناس.

 

[209] الخرائج والجرائح: 1/318، ح 11. عنه البحار: 48/61، ح 80.

الثاقب في المناقب: 463، ح 393. عنه مدينة المعاجز: 6/446، ح 2095.

الصراط المستقيم: 2/190 ح 9 مرسلاً ومختصراً. عنه إثبات الهداة: 3/212 ح 139.

قطعة منه في إرشاده عليه‏السلام بعض أصحابه للتزويج.

 

[210] قرب الإسناد: 332، ح 1233. عنه مدينة المعاجز: 6/281، ح 2008، والبحار: 48/44،
ح 23، وإثبات الهداة: 3/191، ح 63.

قطعة منه في مطالبته عليه‏السلام ما استقرضوا من أمواله.

 

[211] الكافي: 6/10، ح 11.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2218.

 

[212] إحقاق الحقّ: 12/322، س 2.

يأتي الحديث أيضاً في ج 6 رقم 3466.

 

[213] قرب الإسناد: 331، ح 1231.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3409.

 

[214] البَهْمة: ولد الضأن يُطلق على الذكر والأنثى، والجمع بَهْم، مثل تمرة وتمر. المصباح المنير: 64.

 

[215] الكافي: 2/418، ح 3.

عنه البحار: 48/116، ح 30، و66/219، ح 3، والوافي: 4/241، ح 1880.

 

[216] دلائل الإمامة: 317، ح 263.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3388.

 

[217] الكافي: 3/332، ح 14.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3505.

 

[218] الجمعة: 62/4.

 

[219] الجنّ: 72/26 و27.

 

[220] نوادر المعجزات: 154، ح 1.

قطعة منه في (ظهور القصر له عليه‏السلام في الجبانة مع الوصائف والأشجار)، و(ظهوره عليه‏السلامكالقمر
المنير)، و(تكلّم البغلة بأمره
عليه‏السلام )، و(لباسه عليه‏السلام)، و(سورة الجنّ: 72/26 و27).

 

[221] دلائل الإمامة: 323، ح 274. عنه مدينة المعاجز: 6/207، ح 1948، عن خالد الخزّاز،
وإثبات الهداة: 3/210، ح 125، باختصار، نحو ما في المدينة.

بصائر الدرجات: الجزء الثالث/146، ح 7، عن خالد الجوّار. عنه البحار: 26/139، ح 9، و48/49، ح 40.

الخرائج والجرائح: 2/869، ح 86، بتفاوت. عنه وعن البصائر، البحار: 48/50، ح 41، أشار إليه.

الثاقب في المناقب: 437 ح 372 بتفاوت يسير. مدينة المعاجز: 6/434 ح 2087.

قطعة منه في تقبيل الناس إيّاه عليه‏السلام.

 

[222] آل عمران: 3/34.

 

[223] دلائل الإمامة: 330، ح 288.

عنه مدينة المعاجز: 6/236، س 7، ضمن ح 1979.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/293، س 3، باختصار.

عنه البحار: 48/58، ح 68، وإثبات الهداة: 3/191، ح 65.

قرب الإسناد: 334، ح 1237.

عنه مدينة المعاجز: 6/235، ح 1979، والبحار: 48/24 ج 40.

الخرائج والجرائح: 2/653، ح 5، بتفاوت يسير.

الصراط المستقيم: 2/193، ح 25، مرسلاً، وباختصار.

 

[224] القَراح وزان كلام: الخالص من الماء الذي لم يخالطه كافور ولا حنوط ولا غير ذلك،
والقَراح أيضا المزرعة التي ليس فيها بناء ولا شجر. المصباح المنير: 496.

 

[225] دلائل الإمامة: 332، س 10، ح 290. عنه مدينة المعاجز: 6/239، ح 1981، وإثبات
الهداة: 3/210، ح 128، باختصار.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/293، س 25، باختصار. عنه مدينة المعاجز: 6/241، س 3، والبحار: 48/76، س 19، ضمن ح 100.

 

[226] كراديس الفرس: مفاصله. المنجد: 680، كردس.

 

[227] المناقب: 4/301، س 10. عنه مدينة المعاجز: 6/427، ح 2080، والبحار: 48/39، ح
16.

قطعة منه في تكلّمه عليه‏السلام مع السحاب وانقياده له.

 

[228] المناقب: 4/287، س 2.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 457.

 

[229] كشف الغمّة: 2/242، س 3. عنه البحار: 48/31، س 10، ضمن ح 2، وإثبات الهداة:
3/204، ح 100، قطعة منه.

الكافي: 6/459، ح 3، وفيه: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن عليّ الهمدانيّ، عن الحسين بن أبي عثمان، عن خالد الجوّان، قال: ... قطعة منه.

عنه وسائل الشيعة: 5/50، ح 5871.

قطعة منه في موعظته عليه‏السلام في لبس الثوب الجديد، و(موعظته عليه‏السلام في قضاء الحوائج).

 

[230] مختصر بصائر الدرجات: 70، س 15، عنه مدينة المعاجز: 6/384، ح 2059.

 

[231] الكافي: 4/220، ح 7. عنه البحار: 15/164، ح 96، والوافي: 12/75، ح 11521،
وإثبات الهداة: 2/16، ح 65، قطعة منه.

قطعة منه في البشارة بالنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم وأوصيائه عليهم‏السلام قبل ولادتهم و(البشارة بأنّ عليّا من نسل عبد المطّلب وكونه أخا لرسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم) و(كون السيف من أشراط قيام الحجّة عليه‏السلام).

 

[232] ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 202، ح 1. عنه البحار: 8/297، ح 48، و349، ح 11،
و71/305، ح 52، ووسائل الشيعة: 16/289، ح 21570.

 

[233] الخرائج والجرائح: 1/316، ح 9. عنه البحار: 48/60، ح 74.

كشف الغمّة: 2/241، س 1. عنه إثبات الهداة: 3/203، ح 98، باختصار، والبحار:
48/61، ح 75، أشار إليه. نور الأبصار: 303، س 25، بتفاوت يسير.

عنه إحقاق الحقّ: 12/321، س 5، وإثبات الهداة: 3/219، س 11.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 235، س 7، نحو ما في نور الأبصار.

قطعة منه في علمه  عليه‏السلام بالغائب.

 

[234] الاحتجاج: 2/333، ح 270.

عنه البحار: 11/356، ح 13، والبرهان: 4/176، ح 3.

الخرائج والجرائح: 2/655، ح 8، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 6/405، ح 2069،
والبحار: 48/120، ح 39، ونور الثقلين: 5/18، ح 29.

الصراط المستقيم: 2/193، ح 28، باختصار.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/311، س 10، باختصار.

عنه البحار: 48/104، س 14، ضمن ح 8.

 

[235] الرعد: 13/11.

 

[236] الضرّة: إحدى زوجتي الرجل، أو إحدى زوجاته، جمع ضرائر. المعجم الوسيط: 538.

 

[237] في المصدر «وجهها»، وما أثبتناه عن سائر المصادر.

 

[238] تفسير العيّاشيّ: 2/205 ح 18. عنه البحار: 6/56 ح 3، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ:
1/291 ح327، ومستدرك الوسائل: 5/408، ح 6205، والبرهان: 2/284، ح 3، ونور الثقلين: 2/488، ح 49، وفيه: عن سليمان بن عبد الملك  قال: كنت عند أبي الحسن الرضا
عليه‏السلام ... .

قطعة منه في سورة الرعد: 13/11.

 

[239] بصائر الدرجات: الجزء الخامس/267، ح 10. عنه البحار: 48/45، ح 26، و65/153،
ح 9، وإثبات الهداة: 3/187، ح 47.

الخرائج والجرائح: 2/729، ح 35.

 

[240] بصائر الدرجات: الجزء السادس/285، ح 12.

عنه البحار: 48/54، ح 55، وإثبات الهداة: 3/189، ح 55، باختصار.

الثاقب في المناقب: 434، ح 367. عنه مدينة المعاجز: 6/432، ح 2083.

المناقب لابن شهآشوب: 4/335، س 15.

الخرائج والجرائح: 2/715، ح 14، بتفاوت يسير.

 

[241] قصص الأنبياء: 123، ح 125.

عنه البحار: 12/196، ح 22، و48/50، ح 42.

 

[242] الخرائج والجرائح: 1/319، ح 13.

عنه مدينة المعاجز: 6/391، ح 2064، والبحار: 48/62، ح 82.

الصراط المستقيم: 2/190، ح 11، باختصار.

الثاقب في المناقب: 211، ح 186، بتفاوت يسير.

قطعة منه في إعطاؤه عليه‏السلام نفقة السفر إلى أحد مواليه، و(كتابه عليه‏السلام إلى عليّ بن أبي حمزة).

 

[243] تاريخ بغداد: 13/29، س 3. عنه أعيان الشيعة: 2/7، س 8.

نوادر المعجزات: 165، ح 11، بتفاوت يسير.

كشف الغمّة: 2/217، س 16، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/29، ح 1.

قطعة منه في تلطّفه عليه‏السلام بالزارع الغريم وإنفاقه له.

 

[244] روى عن أبي الحسن موسى عليه‏السلام، وروى رسالة أبي الحسن عليه‏السلام إليه، راجع رجال النجاشي: 276، رقم 724.

 

[245] بصائر الدرجات: الجزء العاشر/450، ح 10. عنه البحار: 27/286، ح 5.

 

[246] قرب الإسناد: 338، ح 1242. عنه مدينة المعاجز: 6/285، ح 2013، والبحار: 48/46، ح 30.

كشف الغمّة: 2/245، س 8، بتفاوت يسير.

الفصول الهمّة لابن الصبّاغ: 235، 17. عنه إحقاق الحقّ: 12/331، س 2.

 

[247] قرب الإسناد: 336، ح 1239. عنه مدينة المعاجز: 6/283، ح 2011، والبحار: 48/44،
ح 25، و76/265، ح 3.

قطعة منه في سباحته عليه‏السلام في حوض من الحياض.

 

[248] قرب الإسناد: 337، ح 1241.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3394.

 

[249] قرب الإسناد: 337، ح 1241.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3394.

 

[250] الكافي: 1/366، ح 19.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3497.

 

[251] النور: 24/63.

 

[252] الكافي: 6/543، ح 7. عنه البحار: 61/135، س 15، ضمن ح 31، قطعة منه، وإثبات
الهداة: 3/176، ح 18، ونور الثقلين: 3/629، ح 266. وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 11/501، ح 15372.

المحاسن: 639، ح 145، وفيه: «فدخلت على أبي عبد اللّه عليه‏السلام»، بدل ما في المتن.

قطعة منه في سورة النور: 24/63.

 

[253] فخّ بفتح أوّله وتشديد ثانيه: هو واد بمكّة. معجم البلدان: 4/237.

وللعلاّمه المجلسى رحمه‏الله كلام في الحديث. انظر: البحار: 48/160، ح 6.

 

[254] البقرة: 2/156.

 

[255] الكافي: 1/366، ح 18. عنه البحار: 48/160، ح 6، ومدينة المعاجز: 6/292، ح
2020، و والوافي: 2/171، ح 623.

قطعة منه في سورة البقرة: 2/156.

 

[256] الكافي: 3/42، ح 6.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1228.

 

[257] الكافي: 7/61، ح 15.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2424.

 

[258] لَقَمَ لَقْماً الطعام: أكله سريعاً، ألقم الطعام: جعله ليقمه. المنجد: 730.

 

[259] رجال الكشّيّ: 271، ح 489. عنه البحار: 48/33، ح 3.

قطعة منه في مشاورة الناس معه عليه‏السلام.

 

[260] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/88، ح 11.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 793.

 

[261] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/69، ح 1. عنه البحار: 48/207، ح 7، وحلية الأبرار:
4/253، ح 2، قطعة منه.

قطعة منه في منعه عليه‏السلام ابن أخيه عن مساعدة أهل الجور.

 

[262] في الكافي: أبي الحسن موسى عليه‏السلام، وكذا في الإرشاد ورجال الكشّيّ.

 

[263] ما بين المعقوفتين عن الكافي.

 

[264] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/32، ح 29. عنه نور الثقلين: 2/542 ح 76، قطعة منه، ومدينة
المعاجز: 6/329، ح 2032، وحلية الأبرار: 4/518، ح 21.

وعنه وعن الغيبة والإرشاد وإعلام الورى، البحار: 49/21 ح 27.

الكافي: 1/319، ح 16، وفيه: عن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عليّ وعبيد اللّه بن المرزبان، عن ابن سنان ... إلى قوله: «فالرضا والتسليم». عنه إثبات الهداة: 3/321، ح 3، بتفاوت واختصار، والوافي: 2/372، ح 846.

غيبة الطوسيّ: 32، ح 8، بتفاوت. عنه البحار: 50/19، ح 4.

رجال الكشّيّ: 508، ح 982، حدّثني حمدويه، قال: حدّثني الحسن بن موسى ... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 6/331، ح 2033.

الإرشاد للمفيد: 306، س 24. عنه كشف الغمّة: 2/272، س 7، مرسلاً.

إعلام الورى: 2/51، س 8.

قطعة منه في النصّ على إمامة ابنه الرضا عليهماالسلام وأنّ من أنكر إماته كان كمن ظلم عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام و(النصّ على إمامة الإمام الجواد عليهماالسلام) و(مدح محمّد بن سِنان) و(مدح المفّضل).

[265] الدُرّاعة: جبّة مشقوق المقدّم. المنجد: 213.

 

[266] استشاط عليه: النهب غيظاً. واستشاط في الحرب: استفتل. المصدر: 411.

 

[267] الإرشاد: 293، س 15. عنه وعن الإعلام، مدينة المعاجز: 6/203، ح 1647، والبحار:
48/137، ح 12.

دلائل الإمامة: 322، ح 273 بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/202، ح 1946.

عيون المعجزات: 102، س 18، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/60، ح 73، ومدينة المعاجز: 6/206، س 10، أشارا إليه.

إعلام الورى: 2/19، س 15، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 3/193، ح 73.

الخرائج والجرائح: 1/334، ح 25، باختصار، و2/656، ح 9.

عنه البحار: 48/59، ح 72، و193، ح 72.

الصراط المستقيم: 2/192، ح 20، باختصار.

كشف الغمّة: 12/224، س 19، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/289، س 7، باختصار.

الثاقب في المناقب: 449، ح 379.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 236، س 18، بتفاوت.

عنه وعن نور الأبصار، إثبات الهداة: 3/218، س 4،وإحقاق الحقّ: 12/319، س 5.

نور الأبصار: 304، س 9، عن عبد اللّه بن إدريس، عن ابن سنان، وبتفاوت.

روضة الواعظين: 235، س 18، بتفاوت يسير.

قطعة منه في قبوله عليه‏السلام هدايا الناس، و(كتابه عليه‏السلام إلى عليّ بن يقطين).

 

[268] زَحَرَ: أخرج صوته أو نفَسه بأنين من عمل أو شدّة. المعجم الوسيط: 390.

 

[269] الغيبة: 26، ح 6. عنه البحار: 48/231، ح 38، وإثبات الهداة: 3/185، ح 37، قطعة منه.
وعنه وعن الإرشاد، أعيان الشيعة: 2/12، س 1، قطعة منه.

الإرشاد للمفيد: 298، س 19، مرسلاً، وبتفاوت يسير. عنه البحار: 48/234، ح 39، أشار إليه، و78/330، ح 29، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 6/353، ح 2046، وحلية الأبرار: 4/254، ح 3، قطعة منه.

فلاح السائل: 72، س 10، قطعة منه.

كشف الغمّة: 2/230، س 16، بتفاوت يسير.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/73، ح 3، قطعة منه، و85، ح 10، بتفاوت.

عنه البحار: 48/213، ح 13، قطعة منه، و221، ح 25.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 238، س 22، بتفاوت يسير. عنه نور الأبصار: 305، س 23، وإحقاق الحقّ: 12/335، س 10.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/308، س 2، باختصار، و327، س 1، قطعة منه.

مقاتل الطالبيّين: 414، س 13، بتفاوت يسير.

الخرائج والجرائح: 2/944، س 8، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: 3/199، ح 89.

روضة الواعظين: 240، س 7، و241، س 24، و243، س 13، قطعات منه.

المستجاد من كتاب الارشاد: 201، س 4، نحو ما في الإرشاد.

إحقاق الحقّ: 12/334، س 13، قطعات منه عن كتب العامّة.

من لا يحضره الفقيه: 1/120، ح 577، قطعة منه. عنه وعن الإرشاد، الوافي: 24/355، ح 24199، ووسائل الشيعة: 3/55، ح 3011، و11/144، ح 14479.

تحف العقول: 412، س 18، قطعة منه. عنه البحار: 75/324، ح 28.

إعلام الورى: 2/34، س 9، قطعة منه.

قطعة منه في مدفنه عليه‏السلام، و(مهور نساء أهل البيت عليهم‏السلام وحجّهم وأكفانهم) و(ما رواه عليه‏السلامعن رسول اللّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم).

 

[270] الحُصْر والحُصُر: احتباس الغائط والبول. المعجم الوسيط: 178، حصر.

 

[271] دلائل الإمامة: 334، س 16، ح 292. عنه مدينة المعاجز: 6/244، ح 1983.

رجال الكشّيّ: 445، ح 838، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/34، ح 4، وإثبات الهداة:
3/207، ح 112.

قطعة منه في شفاء من أصابه الحصر.

 

[272] الفَجّ: الطريق الواسع البعيد. المعجم الوسيط: 674، فجّ.

 

[273] في نسخة: الفسقادات، ولم نجدهما في كتب اللغة.

 

[274] دلائل الإمامة: 335، ح 293. عنه وعن المناقب، مدينة المعاجز: 6/245، ح 1984.

الكافي: 1/477، ح 3، وفيه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وعليّ بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن أبي قتادة القمّيّ، عن أبي خالد الزباليّ، قال:

لمّا أقدم بأبى الحسن موسى عليه‏السلام على المهديّ القدمة الأولى، نزل زبالة ... بتفاوت.

عنه مدينة المعاجز: 6/248، ح 1985، وإثبات الهداة: 3/175، ح 13، والوافي: 3/798، ح 1413.

قرب الإسناد: 330، ح 1229، نحو ما في الكافي. عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 48/228، ح 32.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/287، س 10، وفيه: أبو خالد الرمانيّ، وأبو يعقوب الزباليّ، باختصار، و294، س 22، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/77، س 9، ضمن ح 100.

كشف الغمّة: 2/238، س 7، نحو ما في قرب الإسناد.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 234، س 16، عن دلائل الحميريّ، نحو ما في الكافي.

الخرائج والجرائح: 1/315، ح 8، بتفاوت. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/71، ح 96.

إعلام الورى: 2/23، س 10، نحو ما في قرب الإسناد.

إثبات الوصيّة: 196، س 16، نحو ما في قرب الإسناد.

الثاقب في المناقب: 454، ح 382، نحو قرب الإسناد. عنه المدينة المعاجز: 6/408، ح 2072، والبحار: 48/72، س 18، ضمن ح 99.

قطعة منه في من مات ولم يعرف إمامه.

 

[275] خَبَص الشيى‏ء بالشيى‏ء: خلطه، والخبيص والخبيصة: الحلواء المخبوصة. المنجد: 167، خبص.

 

[276] الخرائج والجرائح: 1/310، ح 4. عنه إثبات الهداة: 3/196، ح 80، والبحار: 48/69،
ح 92.

دلائل الإمامة: 338، ح 296، وفيه: وروى الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: ... بتفاوت يسير.

عنه مدينة المعاجز: 6/265، ح 1995، وإثبات الهداة: 3/210، ح 130، باختصار.

الصراط المستقيم: 2/190، ح 4، باختصار.

 

[277] الخرائج والجرائح: 1/326، ح 19.

عنه البحار: 48/66 ح87.

الصراط المستقيم: 191، ح 15، باختصار.

 

[278] الخرائج والجرائح: 2/655، ح 7. عنه البحار: 48/59، ح 70.

كشف الغمّة: 2/243، س 19. عنه البحار: 48/59، ح 71، أشار إليه، وإثبات الهداة:
3/204، ح 101.

الصراط المستقيم: 2/193 ح 27 مرسلاً قطعة منه. إثبات الهداة: 3/213 ح 142.

 

[279] الثاقب في المناقب: 453، ح 381.

عنه مدينة المعاجز: 6/440، ح 2091.

 

[280] بحار الأنوار: 57/216، ح 37، عن كتاب تاريخ قمّ.

 

[281] بحار الأنوار: 57/214، ح 31، عن كتاب تاريخ قمّ.

 

[282] مقاتل الطالبيّين: 375، س 21. عنه البحار: 48/169، س 2.

قطعة منه في معاشرته عليه‏السلام مع الأُسرة.

 

[283] الغيبة: 60، ح 59. عنه إثبات الهداة: 3/185، ح 38.

 

[284] الصراط المستقيم: 2/194، س 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 808.

 

[285] تفسير العيّاشيّ: 2/150، ح 37.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 3523.

 

[286] الخرائج والجرائح: 1/313، ح 6. عنه البحار: 48/70، ح 94، ومدينة المعاجز:
6/388، ح 2062، ونور الثقلين: 4/77، ح 20.

دلائل الأمامة: 340، ح 297، وفيه: وروى الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ، عن الحسن، عن عاصم الحنّاط، عن إسحاق بن عمّار، قال: كنت عنده إذ دخل عليه ... بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/268، ح 1996.

مشارق أنوار اليقين: 140، س 4.

الثاقب في المناقب: 462، ح 391.

الصراط المستقيم: 2/190، ح 6، باختصار.

كشف الغمّة: 2/247، س 6.

قطعة منه في علمهم عليهم‏السلام بمنطق الطير وكلّ ذي روح.

 

[287] الخرائج والجرائح: 2/742، ح 59.

عنه إثبات الهداة: 3/199، ح 88، باختصار.

بصائر الدرجات: الجزء السابع/353، ح 2، بتفاوت يسير.

عنه نور الثقلين: 4/176، ح 28، والبحار: 48/56، ح 64.

 

[288] المنتخب: 178، س 7.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 809.

 

[289] المحاسن: 626، ح 92. عنه البحار: 61/205، س 10، ضمن ح 8.

مسائل عليّ بن جعفر المستدركات: 349، ح 861.

 

[290] بصائر الدرجات: الجزء السابع/369، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 772.

 

[291] الإرشاد: 295، س 15. عنه وعن المناقب والخرائج، البحار: 48/57، ح 67، ومدينة
المعاجز: 6/313، ح 2026.

كشف الغمّة: 2/227، س 4.

الخرائج والجرائح: 2/649، ح 1.

عنه وعن الإرشاد وكشف الغمّة، إثبات الهداة: 3/198، ح 86، قطعة منه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/298، س 16، بتفاوت يسير.

عنه وعن الإرشاد والخرائج، البحار: 48/54، ح 67.

ألقاب الرسول وعترتة عليهم‏السلام، ضمن كتاب مجموغة نفيسة: 221، س 6، بتفاوت يسير.

الصراط المستقيم: 2/192، ح 22، باختصار.

روضة الواعظين: 236، س 16.

الثاقب في المناقب: 456، ح 384.

 

[292] النمل: 27/16.

 

[293] بصائر الدرجات: الجزء السابع/366، ح 25.

عنه مدينة المعاجز: 6/275، ح 2003، والبحار: 48/56، ح 65، والبرهان: 3/201، ح
17، ونور الثقلين: 4/81، ح 38.

مختصر بصائر الدرجات: 114، س 15، بتفاوت يسير.

الخرائج والجرائح: 2/833، ح 49.

قطعة منه في سورة النمل: 27/16.

 

[294] دلائل الإمامة: 343، ح 301. عنه البحار: 61/302، ح 3، ومدينة المعاجز: 6/274، ح 2002.

 

[295] دلائل الإمامة: 328، ح 285.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 3884.

 

[296] الخرائج والجرائح: 2/651، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3403.

 

[297] الثاقب في المناقب: 435، ح 370.

يأتي الحديث أيضا في ج 2 رقم 751.

 

[298] رجال الكشّيّ: 448، ح 842.

عنه مدينة المعاجز: 6/234، ح 1978، والبحار: 48/37، ح 11.

دلائل الإمامة: 329، ح 287، بتفاوت يسير.

عنه مدينة المعاجز: 6/234، ح 1977.

قطعة منه في مدح عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ.

 

[299] الخرائج والجرائح: 1/322، ح 14.

عنه مدينة المعاجز: 6/395، ح 2065، والبحار: 48/64، ح 83، وإثبات الهداة: 3/198،
ح 84، باختصار.

كشف الغمّة: 2/248، س 4.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 241، س 4، بتفاوت يسير.

 

[300] الخرائج والجرائح: 1/324، ح 16.

عنه إثبات الهداة: 3/205، ح 105، والبحار: 48/65، ح 84.

الصراط المستقيم: 2/191، ح 13، باختصار.

كشف الغمّة: 2/249، س 7.

 

[301] بصائر الدرجات: الجزء السادس/285، ح 16، و284، ح 11، وعن جعفر بن إسحاق، عن
عثمان بن عيسى، عن خالد، قال: كنت مع أبي الحسن
عليه‏السلام بمكّة، بتفاوت.

عنه مدينة المعاجز: 6/269، ح 1997، وإثبات الهداة: 3/187، ح 45، و189، ح 54، باختصار، و البحار: 48/54، ح 54، و55، ح 61.

دلائل الإمامة: 340، ح 298 بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/270، ح 1998.

الثاقب في المناقب: 435، ح 369.

الخرائج والجرائح: 2/714، ح 12.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/335، س 15، بتفاوت يسير.

 

[302] الثاقب في المناقب: 435، ح 371. عنه مدينة المعاجز: 6/433، ح 2086.

بصائر الدرجات: الجزء السادس/283، ح 4، وفيه: حدّثنا محمّد بن عيسى، عن الحسين
بن عليّ الوشّاء، عن الهشام ... . عنه البحار: 48/53، ح 51.

كشف الغمّة: 2/243، س 8.

عنه وعن كشف الغمّة، والبصائر، إثبات الهداة: 3/188، ح 49.

الخرائج والجرائح: 2/716، ح 16، بتفاوت يسير.

 

[303] العَجوز: المرأة المسنّة. قال ابن السكّيت: ولا يؤنّث بالهاء، وقال ابن الأنباريّ: ويقال أيضا: «عجوزة» بالهاء لتحقيق التأنيث. المصباح المنير: 394.

 

[304] يس: 36/39.

 

[305] التوبة: 9/25.

 

[306] الثاقب في المناقب: 439، ح 376. عنه وعن الخرائج والمناقب، مدينة المعاجز: 6/411
ح2074، ومستدرك الوسائل: 2/216، ح 1835، و224، ح 1854، و15/467، ح 18875، و16/85، ح 19228، قطعات منه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/291 س2، بتفاوت. عنه البحار: 48/73 ح100، و76/192، 34، و101/427، ح 9، قطعتان منه، وإثبات الهداة: 3/213، ح 144، قطعة منه، ، ومستدرك الوسائل: 5/468، ح 18876، أشار إليه.

الخرائج والجرائح: 1/328، ح 22، عن داود بن كثير الرقّيّ بتفاوت يسير.

عنه مدينة المعاجز: 6/397، ح 2066، والبحار: 47/251، ح 23، وإثبات الهداة: 3/198، ح 85، باختصار، والأنوار البهيّة: 173، س 8.

قِطَعة منه في النصّ على امامته عن أبيه عليهماالسلام، و(داره عليهماالسلام وجلوسه)، و(قبوله عليه‏السلامهدايا الناس)، و(مركبه  عليه‏السلام )، و(حجّه عليه‏السلام) و(حضورهم  عليهم‏السلامعند جنائز مواليهم)، و(أنّ فاطمة عليهاالسلامقد بذر قطنا لأكفان أولاده)، و(انفاقه عليه‏السلام دراهم لمعيشة عجوزة ثمّ الصلاة على جنازتها)، و(حكم من نذر عتق كلّ مماليكه)، و(حكم من حلف على تصدّق مال كثير)، و(حكم من نبش قبرا وقطع رأس الميّت وأخذ كفنه)، (التوبة: 9/25.)، و(يس: 36/39)، و(موعظته عليه‏السلامفي تقوى اللّه)، و(كتابه عليه‏السلامفي جواب أسئلة مختلفة).

 

[307] المناقب: 4/287، س 2. عنه مدينة المعاجز: 6/407، ح 2071، والبحار: 48/72، ح
99، وإثبات الهداة: 3/213، ح 143، قطعة منه.

قطعة منه في إخباره عليه‏السلام عمّا في الضمير.

 

[308] الغيبة: 65 ح 68. عنه إثبات الهداة: 3/185 ح 39، و241 ح 55، قطعتان منه.

قطعة منه في النصّ على ابنه الرضا عليهماالسلام.

 

[309] المناقب: 4/290، س 2. عنه مدينة المعاجز: 6/409، ح 2073.

الغيبة للطوسيّ: 24، ح 4، و25، ح 06 عنه إثبات الهداة: 3/144، ح 36.

وعنه وعن المناقب، البحار: 48/230، ح 37.

قطعة منه في أحواله  عليه‏السلام مع هارون.

 

[310] كامل الزيارات: 507، ح 790. عنه البحار: 99/41، ح 43، وإثبات الهداة: 3/200، ح
93.

قطعة منه في فضل زيارة الرضا عليه‏السلام.

 

[311] رجال الكشّيّ: 329 ح 597. عنه والبصائر، إثبات الهداة: 3/206 ح 110.

الخرائج والجرائح: 2/715، ح 13، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/72، ح 98.

بصائر الدرجات: الجزء السادس/284 ح10، نحو ما في الخرائج.

عنه البحار: 47/77، ح 51. وعنه وعن الكشّيّ، إثبات الهداة: 3/189، ح 53.

الثاقب في المناقب: 435، ح 368، مرسلاً وبتفاوت يسير.

عنه مدينة المعاجز: 6/432، ح 2084.

قطعة منه في مدحه عليه‏السلام المفضّل.

 

[312] دلائل الإمامة: 341، ح 299. عنه مدينة المعاجز: 6/270، ح 1999.

فرج المهموم: 231، س 9، بتفاوت يسير.

الخرائج والجرائح: 2/717، ح 17، بتفاوت يسير.

بصائر الدرجات: 284، ح 7. عنه إثبات الهداة: 3/188، ح 51.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/335، س 19، مرسلاً، وباختصار.

 

[313] الكافي: 1/484، ح 7. عنه مدينة المعاجز: 6/215، ح 1953، والبحار: 48/55، ح 60،
أشار إليه، وإثبات الهداة: 3/176، ح 16، و195، ح 75، والوافي: 3/810، ح 1417.

إعلام الورى: 2/23، س 2، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/219، ح 1958.

بصائر الدرجات: الجزء السادس/284، ح 9، و285، ح 13. عنه البحار: 42/123، ح 4 و5، و48/54، ح 53 و56، ومدينة المعاجز: 6/216، ح 1955، وإثبات الهداة: 3/188، ح 52.

الصراط المستقيم: 2/190، ح 3، أشار إليه. عنه إثبات الهداة: 3/212، ح 137.

الخرائج والجرائح: 1/310، ح 3، و2/712، ح 9، بتفاوت يسير في كليهما.

عنه البحار: 48/54، ح 57، أشار إليه، و68، ح 90، وإثبات الهداة: 3/196، ح 79، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 6/387، ح 2061.

دلائل الإمامة: 324، ح 277، و325، ح 278. عنه البحار: 42/139، ح 20، ومدينة المعاجز: 6/218، ح 1957.

كشف الغمّة: 2/242، س 11، بتفاوت يسير.

عيون المعجزات: 101، س 13، نحو ما في كشف الغمّة. عنه مدينة المعاجز: 6/220، ح 1960.

إثبات الوصيّة: 197، س 16، نحو ما في كشف الغمّة.

رجال الكشّيّ: 409، ح 768، وفيه: نصر بن الصباح، قال: حدّثني سجّادة، قال: حدّثنا محمّد بن وضّاح، عن إسحاق بن عمار، قال: كنت عند أبي الحسن عليه‏السلام جالسا حتّى دخل عليه رجل ... بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 3/206، ح 108.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/287، س 19، مرسلاً وبتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/220، ح 1961.

الثاقب في المناقب: 434، ح 366، نحو ما في المناقب، و461، ح 390. عنه مدينة المعاجز: 6/219، ح 1959.

الهداية الكبرى: 267، س 11، وفيه: عن محمّد بن موسى القمّيّ، عن عليّ بن الحكم، عن يوسف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار الكوفيّ ... بتفاوت يسير.

 

[314] الكافي: 1/485، ح 8.

عنه مدينة المعاجز: 6/310، ح 2025، والوافي: 3/811، ح 1418، وإثبات الهداة:
3/176، ح 17، قطعة منه، وحلية الأبرار: 4/251، ح 1، ووسائل الشيعة: 5/30، ح 5807، قطعة منه.

رجال الكشّيّ: 263، ح 478، وفيه: حدّثني أبو جعفر مجمّد بن قولويه القمّيّ، قال: حدّثني بعض المشايخ ولم يذكر اسمه، عن عليّ بن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: ... بتفاوت.

عنه البحار: 48/239، ح 48.

وعنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 12/174، ح 16001، قطعة منه.

مسائل عليّ بن جعفر: 313، ح 792.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/72، ح 2، وفيه: حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن موسى بن القاسم البجليّ، عن عليّ بن جعفر، قال: ... قطعة منه.

عنه البحار: 48/210، ح 8.

 

[315] النبع: شجر تتّخذ منه القسيّ ومن أغصانه السهام، ينبت في قلّة الجبل، والنابت منه في السفح الشريان. والنبعة واحدة النبع كقوله: «وتُرهِب عنّا نبعة ويمان» أراد بالنبعة قوساً. أقرب الموارد: 5/334.

 

[316] دلائل الإمامة: 330، س 21، ح 289. عنه مدينة المعاجز: 6/237، ح 1980.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/293، س 9، باختصار. عنه البحار: 48/76 س2، ضمن، ح
100.

قطعة منه في إعطاؤه عليه‏السلام الدراهم لمؤونة من لم يسأله.

 

[317] دلائل الإمامة: 333، ح 291. عنه وعن المناقب، مدينة المعاجز: 6/242، ح 1982.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/294، س 11، قطعة منه. عنه البحار: 48/37، ح 9.

الخرائج والجرائح: 1/307، ح 1، وفيه: روي عن أبي الصلت الهرويّ، عن أبي الرضا عليه‏السلام،
قال: قال أبي موسى بن جعفر
عليهماالسلام، لعلىّ بن أبي حمزة ... بتفاوت يسير.

عنه إثبات الهداة: 3/165، ح 45، قطعة منه، و195، ح 77، والبحار: 48/37، ح 8.

كشف الغمّة: 2/245، س 21، نحو ما في الخرائج.

الإختصاص للمفيد: 89، س 12، ضمن «مصنّفات الشيخ»، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/37، ح 10.

رجال الكشّيّ: 442 ر 831، وفيه: وجدت بخطّ جبريل بن أحمد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن الحسن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: أخبرني شعيب العقرقوفيّ، قال: قال لي أبو الحسن عليه‏السلام مبتدئا ... بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/35، ح 7.

عنه وعن الخرائج والمناقب والإختصاص، مستدرك الوسائل: 9/136، ح 10480.

الهداية الكبرى: 268، س 19، بتفاوت يسير.

الصراط المستقيم: 2/189، ح 1، مرسلاً وباختصار.

 

[318] دلائل الإمامة: 327، ح 283. عنه مدينة المعاجز: 6/226، ح 1969.

فرج المهموم: 230، س 16، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/61، ح 78، أشار إليه.

عيون المعجزات: 101، س 1، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/61، ح 77، أشار إليه.

إثبات الوصيّة: 197، س 5.

الثاقب في المناقب: 462، ح 392، بتفاوت يسير.

الصراط المستقيم: 3/190، ح 7، بإختصار.

الخرائج والجرائح: 1/317، ح 10. عنه البحار: 48/61، ح 76.

كشف الغمّة: 2/241، س 13، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/61، ح 79، وإثبات الهداة:
3/203، ح 99.

 

[319] وهو أبو جعفر الدوانيقيّ.

 

[320] قرب الإسناد: 337، ح 1240. عنه مدينة المعاجز: 6/284، ح 2012، والبحار: 48/45،
ح 27.

كشف الغمّة: 2/245، س 1. عنه البحار: 48/45، ح 28، أشار إليه.

 

[321] دلائل الإمامة: 325، ح 279. عنه مدينة المعاجز: 6/221، ح 1962.

 

[322] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/93، ح 13. عنه وعن الأمالي للطوسيّ والصدوق، البحار:
48/219، ح 20، ووسائل الشيعة: 8/140، ح 10253، قطعة منه، وحلية الأبرار: 4/270، ح 5، وإثبات الهداة: 3/180، ح 30، قطعة منه.

أمالي الصدوق: 308، ح 3، بتفاوت. عنه طبّ الأئمّة للسيّد الشبّر: 428، س 19، قطعة منه.

وعنه وعن العيون، البحار: 92/210، ح 2.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/305 س 21. عنه البحار: 48/220، ح 23.

أمالي الطوسيّ: 422، ح 945، بتفاوت. عنه وعن العيون مدينة المعاجز: 6/326، ح 2031.

 

[323] دلائل الإمامة: 328، ح 284. عنه مدينة المعاجز: 6/227، ح 1970.

قرب الإسناد: 310، ح 1210. عنه مدينة المعاجز: 6/228، ح 1971.

رجال الكشّيّ: 316، ح 572، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/229، ح 1972،
والبحار: 48/47، ح 36.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/306، س 8، بإختصار.

الأمالي للمفيد: 12، ح 11، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 3/206، ح 107، ومستدرك الوسائل: 8/52، ح 9076.

إثبات الوصيّة: 199، س 6.

الاختصاص للمفيد: 205، س 17، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: 6/230، ح 1973.

قطعة منه في دعاؤه عليه‏السلام لبعض أصحابه.

 

[324] في الحديث: «فأخذه المغص في بطنه» هو بالفتح فالسكون، وجع في الأمعاء وتقطيع فيها. مجمع البحرين: 4/184، مغص.

 

[325] المناقب: 4/305 س 15. عنه مدينة المعاجز: 6/431، ح 2082، والبحار: 48/140، ح 17.

 

[326] وسائل الشيعة: 24/223، هامش رقم 1.

يأتي الحديث أيضا في ج 2 رقم 811.

 

[327] دلائل الإمامة: 334، ح 292.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 435.

 

[328] البقرة: 2/156.

 

[329] آل عمران: 3/34.

 

[330] الهداية الكبرى: 270، س 2.

عنه مدينة المعاجز: 6/173، ح 1925، و455، ح 2101، وإثبات الهداة: 3/209، ح
116، أشار إليه.

مشارق أنوار اليقين: 95، س 11، قطعة منه.

عنه البحار: 48/99، س 10، ومدينة المعاجز: 6/381، ح 2056.

 

[331] السكُرُّجَة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْم. المعجم الوسيط: 439.

 

[332] دلائل الإمامة: 343، ح 302. عنه مدينة المعاجز: 6/276، ح 2004، وإثبات الهداة:
3/211، ح 132، باختصار.

نوادر المعجزات: 160، ح 3.

قطعة منه في معجزته في ردّ الليل والنهار.

 

[333] بصائر الدرجات: الجزء الثاني/123، ح 15.

عنه البحار: 27/21، ح 13، و48/48، ح 39، و60/67، ح 8.

قطعة منه في إطاعة الهوامّ لأهل البيت عليهم‏السلام.

 

[334] مدينة المعاجز: 6/340، ح 2036.

 

[335] نوادر المعجزات: 154، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 408.

 

[336] دلائل الإمامة: 321، ح 271. عنه إثبات الهداة: 3/210، ح 123، ومدينة المعاجز:
6/200، ح 1944.

نوادر المعجزات: 165، ح 10، بتفاوت يسير.

 

[337] الخرائج الجرائح: 2/941، س 8، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 3/199، ح 90.

 

[338] الأمالي: 127، ح 19. عنه وعن العيون، مدينة المعاجز: 6/314، ح 2027، والبحار:
48/41، ح 17.

عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/95، ح 1. عنه وعن الأمالي، إثبات الهداة: 3/181، ح 31.

روضة الواعظين: 237، س 5، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/299، س 12، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/42، ح 18، أشار إليه.

الثاقب في المناقب: 432، ح 364.

 

[339] المناقب: 4/300، س 8. عنه مدينة المعاجز: 6/425، ح 2077.

 

[340] نخس الدابّة: غرز جنبها أو مؤخّرها بعود ونحوه فهاجت. المنجد: 796.

 

[341] الكافي: 1/484، ح 6. عنه الوافي: 3/809، ح 1416.

وعنه وعن البصائر، مدينة المعاجز: 6/288، ح 2017، والبحار: 48/56، ح 63، وإثبات
الهداة: 3/171، ح 1.

بصائر الدرجات: الجزء الثالث/292، ح 2، وبتفاوت يسير. عنه البحار: 48/55، ح 62.

الثاقب في المناقب: 431، ح 363، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/309، س 1، بتفاوت يسير.

الدعوات للراونديّ: 69، ح 167.

 

[342] الخرائج والجرائح: 1/314، ح 7.

عنه البحار: 48/71، ح 95، ومدينة المعاجز: 6/389، ح 2063.

الصراط المستقيم: 2/190، ح 8، باختصار. عنه إثبات الهداة: 3/212، ح 138.

كشف الغمّة: 2/242، س 13.

 

[343] دلائل الإمامة: 321، ح 267. عنه إثبات الهداة: 3/209، ح 119، ومدينة المعاجز:
6/199، ح 1941.

نوادر المعجزات: 163، ح 6.

 

[344] دلائل الإمامة: 321، ح 268. عنه إثبات الهداة: 3/209، ح 120، ومدينة المعاجز:
6/199، ح 1940.

نوادر المعجزات: 164، ح 7.

 

[345] الخرائج والجرائح: 2/617، ح 16. عنه مدينة المعاجز: 6/51، ح 1838، والبحار:
47/100، ح 119، وإثبات الهداة: 3/117، ح 142، قطعة منه.

الثاقب في المناقب: 420، ح 353.

 

[346] الكافي: 1/352، ح 8.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3067.

 

[347] دلائل الإمامة: 317، ح 263.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3388.

 

[348] دلائل الإمامة: 317، ح 263.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3388.

 

[349] المناقب: 4/301، س 10.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 412.

 

[350] دلائل الإمامة: 321، ح 269. عنه إثبات الهداة: 3/209، ح 121، ومدينة المعاجز:
6/200، ح 1943.

نوادر المعجزات: 164، ح 8.

 

[351] دلائل الإمامة: 343، ح 302.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 474.

 

[352] الهداية الكبرى: 267، س 23.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3456.

 

[353] نوادر المعجزات: 154، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 408.

 

[354] نوادر المعجزات: 154، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 408.

 

[355] الخرائج والجرائح: 1/323، ح 15.

كشف الغمّة: 2/248، س 20، عن الدلائل للحميريّ، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة:
3/205، ح 104.

 

[356] المناقب: 4/302، س 23. عنه مدينة المعاجز: 6/430، ح 2081، والبحار: 48/78، س
8، ضمن ح 100.يأتي الحديث أيضا في ما قيل فيه من الشعر.

[357] الهداية الكبرى: 167، س 11. عنه مدينة المعاجز: 3/190، ح 824، و7/245، ح
2301.

إرشاد القلوب: 288، س 18.

 

[358] يحيى بن أكثم قاضي سامرّاء. وسأل يحيى بن أكثم القاضى أبا الحسن الأوّل عليه‏السلامفي باب وصف الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها. جامع الرواة: 2/325.

 

[359] الصافّات: 37/165 و166.

 

[360] الثاقب في المناقب: 447، ح 378. عنه مدينة المعاجز: 6/437، ح 2090.

قطعة منه في أحواله عليه‏السلام مع الرشيد و(سورة (الصافّات: 37/165 و166).

 

[361] آل عمران: 3/34.

 

[362] التوحيد: 270، ح 1. عنه البحار: 10/234، ح 1، و26/181، ح 7، قطعة منه، والأنوار
البهيّة: 182 س 11، باختصار.

الثاقب في المناقب: 172، ح 159، أشار إليه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/310، س 16، قطعة منه. عنه البحار: 48/104، ح 8.

الإمامة والتبصرة: 138، ح 159، قطعة منه.

الكافي: 1/227، ح 1، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 6/379، ح 2055، والبحار: 48/114، ح 25، والوافي: 3/557، ح 1106 وحلية الأبرار: 4/223، ح 2.

بصائر الدرجات: 156، ح 4، و360 ح 2، قطعتان منه. عنه البحار: 26/183 ح 13.

الاختصاص: 292، س 2، قطعة منه. عنه وعن البصائر، البحار: 26/180، ح 2.

 

[363] قرب الإسناد: 305، ح 1197. عنه البحار: 48/43، ح 20.

 

[364] المناقب: 4/300 س 23. عنه مدينة المعاجز: 6/426، ح 2079، والبحار: 48/140، ح 16.

 

[365] ظَعَن: سار وارتحل. المعجم الوسيط: 576.

 

[366] ضجع ضَجعا وضُجوعا وانضجع واضّجع واضطجع: وضع جنبه بالأرض. المنجد: 446، ضجع.

 

[367] دلائل الإمامة: 313، ح 261. عنه مدينة المعاجز: 6/447، ح 2096، و7/111، ح 2215.

الهداية الكبرى: 265، س 12، بتفاوت يسير.

مشارق أنوار اليقين: 94، س 25، باختصار. عنه مدينة المعاجز: 6/383، ح 2058، وإثبات
الهداة: 3/199، ح 91.

 

[368] دلائل الإمامة: 320، ح 265. عنه إثبات الهداة: 3/209، ح 117، ومدينة المعاجز:
6/198، ح 1939.

 

[369] الثاقب في المناقب: 460 ح 388، و389.

عنه مدينة المعاجز: 6/444 ح 2094.

رجال الكشّيّ: 438، ح 827، و828.

عنه البحار: 48/241، ح 49، وإثبات الهداة: 3/207، ح 111.

 

[370] المناقب: 4/296، س 21.

عنه مدينة المعاجز: 6/421، ح 2075، والبحار: 48/237، ح 46.

 

[371] قرب الإسناد: 348، ح 1258.

عنه البحار: 27/302، ح 1، و49/87، ح 4، و58/239، ح 3، ومدينة المعاجز: 6/453،
ح 2098، و7/99، ح 2202.

كشف الغمّة: 2/303، س 3.

 

[372] قرب الإسناد: 335، ح 1238. عنه البحار: 26/190، ح 2، و48/100، ح 3، ومدينة
المعاجز: 6/263، ح 1993، وإثبات الهداة: 3/192، ح 66.

الخرائج والجرائح: 1/312، ح 5، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/70، ح 93، و101، ح 4، وإثبات الهداة: 3/197، ح 81، باختصار.

دلائل الإمامة: 338، ح 295، بتفاوت يسير. عنه مدينة المعاجز: 6/264، ح 1994. الصراط المستقيم: 2/190، ح 5، باختصار.

قطعة منه في إنفاقه عليه‏السلام في كلّ شهر على عبده، و(علم الأئمّة عليهم‏السلام).

 

[373] إثبات الوصيّة: 195، س 12. عنه إثبات الهداة: 3/146، ح 267، باختصار.

عيون المعجزات: 99، س 7، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/84، ح 104، ومدينة المعاجز:
6/342، ح 2039.

 

[374] بصائر الدرجات: الجزء السادس/296، ح 8. عنه البحار: 6/248، ح 85، و27/304،
ح 5، وإثبات الهداة: 3/189، ح 56.

 

[375] دلائل الإمامة: 321، ح 270. عنه إثبات الهداة: 3/210، ح 122، ومدينة المعاجز:
6/200، ح 1942.

نوادر المعجزات: 164، ح 9.

 

[376] دلائل الإمامة: 322، ح 272.

عنه مدينة المعاجز: 6/201، ح 1945، وإثبات الهداة: 3/210، ح 124.

نوادر المعجزات: 163، ح 4.

 

[377] عيون أخبار الرضا عليه‏السلام: 1/100، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 200.

 

[378] الفُوطة ج فُوَط: قيل: اللفظة سنديّة وقيل: تركيّة ومعناها مئزر. المنجد: 599.

 

[379] الثاقب في المناقب: 459، ح 387. عنه مدينة المعاجز: 6/442، ح 2093.

كشف الغمّة: 2/239 س 4، بتفاوت يسير. عنه البحار: 48/29، ح 2، وإثبات الهداة:
3/203، ح 97، باختصار.

قطعة منه في دعاؤه عليه‏السلام لكشف السوار في ماء الدجلة.

 

[380] إثبات الهداة: 3/221، س 22، عن كتاب وسيلة النجاة.

 

[381] القُتار ـ بالضمّ ـ: ريح القدر والشواء والعظم المحرق.

 

[382] كشف الغمّة: 2/215، س 11. عنه البحار: 48/83، ح 103.

إثبات الهداة: 3/211، ح 133، و225، س 14، وإحقاق الحقّ: 12/333، س 9، عن كتاب
مطالب السؤول.

 

[383] المزار: 192، ح 4.

مصباح الزائر: 377، س 8، بتفاوت يسير.

المزار الكبير: 40، ح 19.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/329، س 8. عنه البحار: 99/2، ح 4.

قطعة منه في محلّ دفنه عليه‏السلام.

 

[384] جامع الأخبار: 28، س 20.

تهذيب الأحكام: 6/82، ح 162، بتفاوت يسير. عنه البحار: 99/2، ح 6، ووسائل الشيعة:
14/546، ح 19790.

قطعة منه في محلّ دفنه عليه‏السلام.

 

[385] عوالي اللئالي: 4/84، ح 93.

 

[386] الكشّيّ: 594، ح 1111.

عنه البحار: 57/221، س 7.

بحار الأنوار: 57/217، ح 45، و220، س 20، عن كتاب تاريخ قمّ، للحسن بن محمّد بن
الحسن القمّيّ.

 

[387] الكافي: 4/583، ح 2.

كامل الزيارات: 497، ح 769، وفيه: حدّثني عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ رحمه‏الله، عن سعد
بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ... و770، عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ.

عنه البحار: 99/3، ح 12 و13.

تهذيب الأحكام: 6/81، ح 158، وفيه: محمّد بن أحمد بن داود، عن سلامة بن محمّد، قال: أخبرنا أحمد بن عليّ بن أبان القمّيّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن ابن عليّ الوشّاء ... بتفاوت يسير.

عنه البحار: 99/3، ح 14، أشار إليه.

الدروس للشهيد: 2/13، س 12.

من لا يحضره الفقيه: 2/348، ح 1597.

 

[388] كامل الزيارات: 497، ح 772.

عنه البحار: 99/3، ح 11، أشار إليه، ومستدرك الوسائل: 10/352، ح 12166.

ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 123، ح 1، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 99/3، ح 10.

 

[389] كامل الزيارات: 499، ح 777، و501، ح 782.

عنه البحار: 99/5، ح 22، ووسائل الشيعة: 14/547، ح 19793.

 

[390] كامل الزيارات: 499، ح 778.

عنه البحار: 99/5، ح 24، ووسائل الشيعة: 14/547، ح 19794.

 

[391] كامل الزيارات: 499، ح 779.

عنه البحار: 99/5، ح 25، ووسائل الشيعة: 14/547، ح 19795.

 

[392] كامل الزيارات: 500، ح 780.

عنه البحار: 99/5، ح 26، ووسائل الشيعة: 14/548، س 3، ضمن ح 19795، أشار إليه.

 

[393] في عيون أخبار الرضا  عليه‏السلام: حمدان بن سليمان النيسابوريّ.

 

[394] في عيون أخبار الرضا  عليه‏السلام: حمدان بن سليمان النيسابوريّ.

 

[395] في المقنعة: وهذان، وكذا في المناقب.

قال المجلسي رحمه‏الله في ذيل الحديث: قوله عليه‏السلام: أبو عبد اللّه المقدّم أي الحسين عليه‏السلامأقدم
وأفضل، وزيارته فقط أفضل من زيارة كلّ من المعصومين، ومجموع زيارتيهما أجمع وأفضل، أو المراد أنّ زيارة الحسين
عليه‏السلام أولى بالتّقديم، ثمّ إن أضيفت إلى زيارته زيارة الإمامين عليهماالسلامكان أجمع وأعظم أجرا.

أو المعنى أنّ زيارتهما أجمع من زيارته عليه‏السلام وحدها. لأنّ الاعتقاد بإمامتهما يستلزم الاعتقاد بإمامته دون العكس، فكأنّ زيارتهما تشتمل على زيارته، ولأنّ زيارتهما مختصّة بالخواصّ من الشيعة.

 

[396] كتاب المزار: 190، ح 1.

الكافي: 4/583، ح 3.

عنه وعن التهذيب والمقنعة والعيون، وسائل الشيعة: 14/570، ح 19841.

التهذيب: 6/91، ح 172.

عيون أخبار الرضا  عليه‏السلام: 2/261، ح 25.

عنه وعن الكافي والتهذيب والكامل، البحار: 99/2، ح 7.

كامل الزيارات: 500، ح 781. عنه مستدرك الوسائل: 10/362، ح 12186.

روضة الواعظين: 267، س 19. المقنعة: 482، س 13.

جامع الأخبار: 32، س 24. المناقب لابن شهرآشوب: 4/385، س 1.

 

[397] تهذيب الأحكام: 6/82، ح 160.

عنه وسائل الشيعة: 14/545، ح 19788، والبحار: 99/2، ح 5.

مصباح الزائر: 377، س 4.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/329، س 7.

المزار للمفيد: 191، ح 2.

المزار الكبير: 39، ح 17.

جامع الأخبار: 28، س 14.

 

[398] تهذيب الأحكام: 6/82، ح 161.

عنه البحار: 99/4، ح 18.

كامل الزيارات: 498، ح 774، وفيه: حدّثني أبي، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن الحسن،
رحمهم اللّه، جميعا، عن سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطيّ، قال: ... بتفاوت يسير.

عنه مستدرك الوسائل: 10/352، ح 12164، والبحار: 99/4، ح 17.

المقنعة للمفيد: 477، س 3، قطعة منه.

مصباح الزائر: 377، س 6، قطعة منه.

المزار الكبير: 40، ح 18، بتفاوت يسير.

المزار للمفيد: 191، ح 3، بتفاوت يسير.

جامع الأخبار: 28، س 15.

 

[399] الدروس: 154، س 2.

 

[400] كامل الزيارات: 497، ح 771.

عنه البحار: 99/3، ح 15، وسائل الشيعة: 14/547، ح 19792.

 

[401] مصباح الزائر: ص 377 س 10، و ص 395 س 12.

عنه البحار: ج 99 ص 14 ضمن ح 9.

 

[402] الشعراء: 26/88 ـ 90.

 

[403] ق: 50/32.

 

[404] ق: 50/33 و34.

 

[405] مصباح الزائر: 381، س 2.

عنه البحار: 99/16، ح 10.

 

[406] تقدّم في الزيارة السابقة.

 

[407] وهي الزيارة السابقة في موسوعتنا.

 

[408] مصباح الزائر: 385، س 2.

عنه البحار: 99/18، ح 11.

 

[409] بحار الأنوار: 98/374، س 14.

الإقبال: 692، س 6، بتفاوت يسير.

 

[410] فرج المهموم: 245، س 7.

دلائل الإمامة: 551، ح 525.

عنه البحار: 92/200، ح 33.

 

[411] كامل الزيارات: 502، ح 784، و501، ح 783، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 99/7، س 16، ضمن ح 1، وص 7، س 10، ضمن ح 1، ومستدرك الوسائل:
10/353، ح 12168.

الكافي: 4/578، ح 1.

التهذيب: 6/82، ح 163، و91، ح 173.

من لا يحضره الفقيه: 2/363، ح 222، بتفاوت.

عنه البحار: 99/9، ح 5.

 

[412] المزار: 193، س 3.

مصباح الكفعميّ: 654، س 5، بتفاوت.

 

[413] جمال الأُسبوع: 40، س 22. عنه البحار: 99/210، ضمن ح 1.

 

[414] المزار: 216، س 7.

المزار للمفيد: 193، س 3.

عنه و عن المزار الكبير، البحار: 99/13، ح 8.

 

[415] مصباح المتهجّد: 399، س 12 و403، س 13.

البلد الأمين: 305، س 14.

جمال الأُسبوع: 295، س 13.

عنه البحار: 91/73، ضمن ح 1.

 

[416] الغيبة: 273، ح 238، و277، س 17. عنه البحار: ج 52، ص 17 ضمن ح 14.

دلائل الإمامة: 545، ح 524، و549، س 11.

جمال الأُسبوع: ص 301، س 14. عنه وعن الدلائل، البحار: ج 91، ص 78، ح 2.

البلد الأمين: 79، س 10. المزار الكبير: 666، س 3.

مصباح المتهجّد: 406، س 5. مصباح الكفعميّ: 825، س 9، بتفاوت.

 

[417] التهذيب: 6/91، س 13.

عنه البحار: 99/9، ضمن ح 4.

 

[418] جمال الأُسبوع: 29، س 5 و32، س 2.

عنه البحار: 88/215، ضمن ح 1.

 

[419] مصباح الزائر: 402، س 1.

عنه البحار: 99/24، س 2، ضمن ح 13.

 

[420] الإقبال: 372، س 12.

عنه البحار: 95/108، س 20، ضمن ح 3.

روضة الواعظين: 355، س 7، بتفاوت يسير.

مصباح المتهجّد: 620، س 15، بتفاوت يسير.

البلد الأمين: 229، س 16، بتفاوت يسير.

المقنعة للمفيد: 329، س 8، بتفاوت يسير.

المصباح للكفعميّ: 829، س 8، ضمن تسبيح أيّام شهر رمضان، بتفاوت يسير.

 

[421] المزار: 217، س 12.

المزار للمفيد: 194/2، قطعة منه.

عنه و عن المزار الكبير، البحار: 99/13، س 19، ضمن ح 8.

التهذيب: 6/83، س 8، قطعة منه.

 

[422] البحار: 99/225، س 6، نقلاً عن الكتاب العتيق للغروي.

 

[423] مصباح المتهجّد: 322، س 6.

عنه البحار: 99/229، س 8، ضمن ح 2، ووسائل الشيعة: 8/168، ح 1.

جمال الأُسبوع: 34، س 4، بإسناده إلى أبي جعفر الطوسيّ.

عنه وعن المصباح، البحار: 88/218، س 2، ضمن ح 1.

 

[424] الدعوات: 109، س 2، ضمن ح 243.

عنه البحار: 88/218، ح 2.

 

[425] الدعوات: 108، ح 243.

 

[426] الكافي: 4/314، ح 2.

عنه نور الثقلين: 4/303، ح 226، قطعة منه، والبحار: 50/101، ح 15، والوافي:
12/327، ح 12036، والأنوار البهيّة: 262، س 17.

التهذيب: 5/450، ح 1572.

عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 11/200، ح 14620.

 

[427] الخرائج والجرائح: 1/465، ح 10.

الكافي: 1/525، ح 31، باختلاف.

عنه إثبات الهداة: 3/665، ح 30، و مدينة المعاجز: 8/96، ح 2714.

الغيبة للطوسيّ: 284، ح 244.

الإرشاد للمفيد: ص 356، س 14.

عنه كشف الغمّة: 2/456، س 15.

إعلام الورى: 2/267، س 8، باختلاف.

عنه البحار: 51/312، ح 36.

قال العلاّمة المجلسيّ رحمه‏الله في ذيل الحديث: بنو الفرات رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن
جعفر بن فرات، كان من وزراء بني العبّاس ... ويحتمل أن يكون المراد النازلين بشطّ الفرات.

وبرس: قرية بين الحلّة والكوفة.

والمراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمين الإمام موسى الكاظم ومحمّد الجواد عليهماالسلام.

 

[428] الأماليّ: 292، ح 567.

عنه البحار: 88/346، ح 60، و 89/112، ح 1.

 

[429] الدعوات: 191، ح 530.

عنه البحار: 91/35، س 8، بتفاوت.

بحار الأنوار: 91/32، ح 22، عن قبس المصباح، و99/249، ح 10، عن الكتاب العتيق
للغرويّ.

 

[430] البحار: 99/251، س 11، ضمن ح 10، عن الكتاب العتيق للغروي.

 

[431] طب الأئمّة للسيّد الشبّر: 487، س 21.

 

[432] البحار: 99/247، س 16.

البلد الأمين: 325، س 14، وفيه: دعاء الفرج يدعى به عقيب صلوة الحاجة المرويّة عن
الرضا
عليه‏السلام ... في حديث طويل.

 

[433] في فلاح السائل: وتذكر ما تريد.

 

[434] مصباح الكفعميّ: 44، س 12.

البلد الأمين: 18، س 17،

عنه وعن مصباح الكفعميّ، البحار: 83/75، ضمن ح 10.

فلاح السائل: 195، س 19.

 

[435] مصباح الزائر: 535، س 21.

عنه البحار: 99/231، ح 1.

البحار: 91/23، ح 21، عن قبس المصباح.

مصباح الكفعميّ: 532، س 14.

عنه البحار: 91/25، ح 21.

 

[436] جمال الأُسبوع: 279، س 11.

عنه البحار: 87/73، ح 1، و92/415، س 2، أشار إليه.

 

[437] جمال الأُسبوع: 173 س 16.

مصباح المتهجّد: 302 س 12، قطعة منه.

عنه وعن جمال الأُسبوع، البحار: 88/183 ح 9، و184 س 18، ضمن ح 10.

 

[438] مهج الدعوات: 388، س 21.

عنه البحار: 82/268، ح 6.

 

[439] إقبال الأعمال: 474، س 7.

عنه البحار: 95/146، س 9.

 

[440] مهج الدعوات: 398، س 18.

عنه البحار: 92/337، ح 8.

 

[441] مهج الدعوات: 184، س 14.

تقدّم الحديث أيضا في رقم 361.

 

[442] مهج الدعوات: 29 س 11، و281 س 3.

 

[443] المصباح: 87، س 3، و91، س 12.

عنه لبحار: 84/285، ح 77.

البلد الأمين: 46، س 9.

 

[444] مصباح الكفعميّ: 530، س 1.

البلد الأمين: 157، س 5. عنه البحار: 99/236، س 4، ضمن ح 3.

 

[445] المصباح: 530، س 11.

 

[446] البلد الأمين: 333، س 8.

مهج الدعوات: 406، س 19، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 92/377، ح 6.

قطعة منه في النصّ على إمامته عن الإمام المهديّ عليهماالسلام.

 

[447] القدر: 97/1.

 

[448] بحار الأنوار: 88/251، ح 6.

 

[449] الاحتجاج: 2/591، ح 358. عنه البحار: 91/2، ح 4.

 

[450] جمال الأُسبوع: 112، س 1.

مصباح المتهجّد: 423، س 9.

عنه وعن جمال الأسبوع، البحار: 87/329، ح 45.

البلد الأمين: 154، س 16، أورد تمام الأذكا عن الصادق عليه‏السلام، ولم يشر إلى ذكر ّبي الحسن
الرضا
عليه‏السلام.

 

[451] إقبال الأعمال: 426، س 4. عنه البحار: 95/37، س 4.

 

[452] بحار الأنوار: 88/244، س 13.

عنه مستدرك الوسائل: 6/260، ح 6822.

 

[453] مهج الدعوات: 303، س 14.

 

[454] مهج الدعوات: 208، س 9.

عنه البحار: 92/230، ح 8.

 

[455] مصباح المتهجّد: 16، س 10. عنه البحار: 79/59، ح 1.

الدعوات: 233، س 1، عنه وعن المصباح، مستدرك الوسائل: 2/242، ح 1881.

فلاح السائل: 67، س 15، بتفاوت يسير.

البلد الأمين: 4، س 9، بتفاوت يسير.

 

[456] مصباح المتهجّد: 138، س 13، و147، س 1.

عنه البحار: 84/251، ح 59.

 

[457] في المصدر: قم، وهو غير صحيح، يدلّ عليه ما في البحار.

 

[458] في البحار: ذخرت.

 

[459] مصباح المتهجّد: 331، س 7.

عنه البحار: 87/38، ح 7.

قطعة منه فيالنصّ عليه عن أبيه الصادق عليهماالسلام و(أنّ عنده الحقّ).

 

[460] مصباح المتهجّد: 200، س 10، و206، س 1.

البحار: 83/51، ح 56، عن جنّة الأمان، قطعة منه.

 

[461] الدعوات: 57، ح 146. عنه البحار: 89/113، ح 3، و88/375، ح 33، بتفاوت يسير،
ومستدرك الوسائل: 6/316، ح 6897.

 

[462] مهج الدعوات: ص 284، س 8. عنه البحارك 55/21، ح 36، قطعة منه.

البلد الأمين: 389، س 1، بتفاوت يسير.

عنه وعن الهج، البحار: 54/175، ح 132، قطعة منه.

بحار الأنوار: 92/444، ح 1، عن كتاب العتيق الغرويّ.

 

[463] جمال الأسبوع: 315، س 7.

إكمال الدين وإتمام النعمة: 512، ح 43، بتفاوت. عنه وعن جمال الأسبوع، البحار:
92/327، ح 3.

 

[464] إقبال الأعمال: 322، س 6، و324، س 14. عنه البحار: 24/166، ح 14، قطعة منه، عن
القائم
عليه‏السلام.

المصباح للكفعميّ: 770، س 1، مرسلاً، وبتفاوت يسير.

مصباح المتهجّد: 577، س 17، مرسلاً، وبتفاوت.

 

[465] البلد الأمين: 369، س 4.

 

[466] البلد الأمين: 356، س 21.

 

[467] بحار الأنوار: 98/271، ح 15.

 

[468] طب الأئمّة: 357، س 1.

 

[469] المصباح للكفعمي: 91، س 12.

عنه البحار: 84/285، ح 77.

البلد الأمين: 46، س 9.

 

[470] تاريخ بغداد: 1/120، س 14. عنه المناقب لابن شهر آشوب: 4/305، س 10، والبحار:
99/1، ح 1، وفيهما:، عن عليّ بن خلاّل.

 

[471] مصباح الزائر: 409، س 6.

عنه البحار: 99/67، س 2.

 

[472] الأحقاف: 46/29.

 

[473] المحاسن:  379، ح 158. عنه البحار: 6/72، ح 16، و73/247، ح 36.

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 123، س 11.

 

[474] المناقب: 4/305، س 12. عنه البحار: 99/1، ح 2.

 

[475] الإرشاد: 296، س 7.

عنه وسائل الشيعة: 7/10، ح 8573.

كشف الغمّة: 2/228، س 3.

الفصول المهمة لابن الصبّاغ: 237، س 21، بتفاوت يسير.

عنه نور الأبصار: 305، س 18.

إحقاق الحقّ: 12/307، س 8، بتفاوت يسير، عن الكواكب الدريّة.

 

[476] الإرشاد: 287، س 20.

عنه البحار: 47/245، س 7، ضمن ح 2، وأعيان الشيعة: 2/6، س 1.

كشف الغمّة: 2/183، س 4.

 

[477] المناقب: 4/316، س 21. عنه البحار: 48/106، س 13، ضمن ح 8.

[478] المناقب: 4/323، س 13.

روضة الواعظين: 238، س 12، قطعة منه.

الإرشاد للمفيد: 198، س 12، إلى قوله: «السامعون لتلاوته».

عنه حلية الأبرار: 4/294، ح 2، والبحار: 48/103، س 20، ضمن ح 7، وأعيان الشيعة:
2/7، س 1.

كشف الغمّة: 2/230، س 10، قطعة منه.

 

[479] كشف الغمّة: 2/250، س 3.

تاريخ بغداد: 13/27، س 17، وفيه: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمّد بن
يحيى العلويّ، حدّثني جدّي، قال: كان... . عنه مناقب أهل البيت: 276، س 11.

 

[480] كشف الغمّة: 2/212، س 4.

 

[481] كشف الغمّة: 2/256، س 6.

 

[482] كشف الغمّة: 2/517، س 3.

بحار الأنوار: 27/344، س 15، ضمن ح 1، عن إعلام الورى، بتفاوت يسير، ولم نعثر عليه
فيه.

 

[483] نهج الحقّ وكشف الصدق: 258، س 2، بتفاوت.

 

[484] عمدة الطالب: 177، س 5.

عنه البحار: 48/248، ح 57، وأعيان الشيعة: 2/6، س 41.

المجديّ في الأنساب: 106، س 9، بتفاوت يسير.

 

[485] إحقاق الحقّ: 12/304، س 17.

 

[486] إحقاق الحقّ: 12/300، س 9، عن كتاب مطالب السؤول.

قطعة منه في ألقابه عليه‏السلام.

 

[487] إحقاق الحقّ: 12/304، س 21.

 

[488] إحقاق الحقّ: 12/305، س 12، و307، س 15، بتفاوت.

 

[489] إحقاق الحقّ: 12/301، س 3.

 

[490] تاريخ اليعقوبي: 2/414، س 9.

 

[491] الفصول المهمّة: 231، س 5.

إحقاق الحقّ: 12/299، س 2، عن وسيلة النجاة للعلاّمة محمّد مبين، قطعة منه.

نور الأبصار: 301، س 8.

 

[492] الصواعق المحرقة: 203، س 15.

عنه مناقب أهل البيت: 275، س 1، وإحقاق الحقّ: 12/304، س 5.

ينابيع المودّة: 3/117، س 8.

 

[493] تاريخ بغداد: 13/27، س 17.

عنه إحقاق الحقّ: 12/301، س 9، و307، س 11، عن الشذورات الذهبيّة لمحمّد بن
طولون.

مناقب أهل البيت: 4/276، س 11.

دلائل الإمامة: 310، س 2.

قطعة منه في ألقابه عليه‏السلام.