بحوت تمهيدية حول

أهمية علم الدراية والرجال

والحاجة اليهما

 

 


 


 

مُقَدِّمة

أهمية علم الرجال والدراية والحاجة اليهما

الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله
الطيبين الطاهرين.

أمّا بعد: لايخفى على البصير ما للابحاث الرجالية والدرائية من أهمية بالغة
في مجال تمحيص وغربلة أسانيد الروايات، وتنقيح صحيحها من سقيمها،
فالبحث الرجالي تكمن أهميته والحاجة اليه من خلال ثلاث مقدمات:

المقدمة الاولى: إن الكتاب الكريم غير متكفل ببيان جميع الاحكام، نعم
هو يعطينا قواعد كلية وهذا مسلم ولا شك فيه، ولكن يترك لنا الجزئيات
لندركها من خلال الراويات، وهذه الروايات لا نستطيع الحكم بصحتها مالم
نعرضها على مجهر علم الرجال والدراية.

المقدمة الثانية: لعل أحداً يقول لماذا لم يكن العقل هو المرجعية لفهم
الاحكام الشرعية؟

نقول: إن دين الله لايصاب بالعقول، فجل موارد إدراكه للأحكام الشرعية
هي الملازمة بين حكم شرعي وحكم آخر.

المقدمة الثالثة: لعله يقول أيضاً، لو سلمنا أن العقل ادراكه محصور بما قلتم،
فلماذا لا ترجعوا إلى الاجماع، اليس الاجماع حجة شرعية؟

نقول: أما الاجماع فكاشفيته عن قول المعصوم شاذة نادرة، واما
غيرالكاشف لا يمكن له أن يكون حجة، لانه ظن غير معتبر.

فالنتيجة إذن: تكمن عند استنباط الحكم الشرعي عبر الروايات المأثورة
عن النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولكن فهمنا-لهذه الروايات
فهماً صحيحاً تاماً بحيث نصل إلى الحكم الشرعي- متوقف على علم الرجال
والدرية، وان شأت فقل الا بفهمنا ودراستنا لسند الروايات ودلالتها؛ والا فلا
يمكن للفقيه الوصول إلى نتيجة ما، مالم يملك قواعد هذا العلم وأصوله.

ولكن بقي شئ أخر وهو ان اثبات الحكم الشرعي، الفقيه لايمكن ان يصل
اليه الا من خلال مقدمتين مهمتين وهما:

المقدمة الاولى: اثبات حجية ظواهر الروايات.

المقدمة الثانية: اثبات حجية الخبر.

أما الاولى: فإنا إذا قلنا باختصاصها بمن قصد بالافهام، وإنهم المخاطبون
فقط، لم يكن الاستدلال بها على ثبوت حكم من الاحكام أصلاً.

وأما الثانية: فلا نسلم الكلية القائلة بحجية كل خبر عن المعصوم، بل إن
دائرة الحجية تتضيق هنا لتختص بالخبر الثقة أو الحسن. واثبات كونه ثقة أو
حسناً يتحصل بمراجعة علم الرجال ومعرفة أحوالهم، فهو نصف العلم كما قيل.

اذن جل الأحكام التي بين أيدينا وصلت عبر الروايات المسندة بأسانيد
غيرمقطوعة الصحة والاعتبار وتحتاج إلى نظر دقيق وعناية فائقة لمعرفة
صحة الطريق إلى الراوية ليصبح إسنادها إلى المعصوم جائزاً والعمل بمقتضاها
مقبولاً.

نعم قد تقل أهمية هذه المباحث بلحاظ زمن المعصوم عليه‏السلام وذلك؛ لان جل
الاصحاب كانوا على تماس مباشر معه
عليه‏السلام، أو ان هذه الروايات نقلت عن
طريق وواسطة واحدة يؤن بنقلها عنه.

وكذلك الشياع، فالاحكام كانت آنذاك شائعة معروفة، فإن تعذر عليهم
ذلك فإن المعصوم يعيش معم وفي أوساطهم؛ لذا نجد بعض الروايات تشير
إلى هذا المعنى.

عن أبي عبد الله عليه‏السلام قال: أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا[1].

فالفقيه آنذاك لا يحتاج إلى إعمال عناية بأكثر من التدبر في كلامهم عليهم‏السلام
ومعرفة الحكم والمراد منه.

أما في عصرنا الحاضر يختلف الحال تماماً؛ إذ أن أهم الكتب الروائية
الناقلة لاحكام الشريعة المطهرة عبارة عن الكتب الأربعة التي هي مدار بحثنا
كتاب الكافي للشيخ الكليني (ت/329 ه ) وكتاب من لايحضره الفقيه للشيخ
الصدوق (ت/ 381 ه ) وكتابي التهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي (ت
/460 ه ) رضوان الله عليهم أجمعين.

وهذه الكتب قد وردت بأسانيد منها البعيد الواسطة ومنها القريب، اضف إلى
ذلك الارسال والتصحيف والتحريف، أضف اليها أيضاً أنها غير قطعية الصدور؛
لذا لابد من إبراز بحوث وقواعد لتشخيص ما يعمل به من غيره، وهذا ما
تكفلت به دراستنا. كما سيتضح بإذن الله تعالى.


 

الرجال والدراية في كلمات العلماء

علم الحديث ودرايته قد اُهملَ وللاسف ركزت حوزاتنا الشريفة على
علمي الاصول والفقه، ونحن لا ننكر فضلهما وما لاهميتهما من دور في عملية
الوصول إلى الحكم الشرعي؛ ولكن لابد في الوقت نفسه ان يقترن هذان
العِلمان بعلم الحديث، بل بالعلوم الاخرى كعلم التفسير وعلم الكلام-؛ لانه
الاس والمركز لهما، فما لم يأنس الطالب بفقه الحديث وقواعد درايته ورجاله،
وتكون عنده ملكة معرفة أسانيد الحديث صحيحها وسقيمها، لايمكن أن يصل
إلى النتيجة المتوخاة من خلال ما طواه من سني عمره التي أفناها في طلب
العلم، لذلك نجد الطالب بعد ان يصل إلى بحث الخارج لا يعرف عن هذا العلم
شيئاً، في حين أن أصول الاستنباط متوقفة عليه، بل أن السيد الخوئي رحمه
الله كل فتاواه تنطلق من دراسته وفنه وذوقه في علم الرجال، فهو الخبير
والمدقق في هذا الفن، فأول مفتاح لاستنباط الحكم الشرعي هو علم الرجال
والدراية، ومالم يفهم الطالب هذا العلم ويملك أدواته لا يمكن ان يطرق علم
الاجتهاد الواسع الابواب.

والظاهر أن هذه الاشكالية لم تقتصر على زمننا الحاضر؛ بل نجد ان
المحدث النوري
رحمه‏الله يشكو من قلة الاهتمام بهذا العلم، وذلك عندما قال معقباً
على ما قاله صاحب المعالم من ضياع حق هذا العلم وجهله.

قال: =فلعمري أنه لو كان في عصرنا (أي صاحب المعالم) لأقام على
الحديث الم‏آتم وبكى عليه بكاء الثكلى؛ فإن أهله القوا حبل ادنى المراتب
على غاربها
[2].

لذا فإن علماءنا رضوان الله عليهم أكدوا على أهميه هذا العلم وفضله
فجاءت كلماتهم مشددة على معرفة هذا العلم وملقية الحجة على من يدخل
ميدان طلب العلوم الدينية، لاسيما ونحن نعيش اليوم هجمة شرسة على مذهبنا
العزيز، فما لم يملك الطالب سلاح علم الحديث لا يمكن ان يجابه الخصم،
لان حجته تكون ضعيفة وواهية.

قال العلامة الحلي ( رحمه‏الله):

=فان العلم بحال الرواة من أساس الأحكام الشرعية، وعليه تبتني القواعد
السمعية، يجب على كل مجتهد معرفته وعلمه، ولا يسوغ له تركه وجهله، إذ
أكثر الاحكام تستفاد من الاخبار النبوية والروايات عن الأئمة المهدية، عليهم
أفضل الصلوات وأكرم التحيات، فلا بد من معرفة الطريق إليهم، حيث روى
مشايخنا رحمهم الله عن الثقة وغيره، ومن يعمل بروايته ومن لا يجوز
الاعتماد على نقله. فدعانا ذلك إلى تصنيف مختصر في بيان حال رواة ومن
يعتمد عليه، ومن تترك روايته
[3].

وقال صاحب المعالم ( رحمه‏الله):

= إن إعطاء الحديث حقه من الرواية والدراية أمر مهم لمن أراد التفقه في
الدين... وقد كان للسلف الصالح - رضوان الله عليهم - مزيد اعتناء بشأنه
وشدة اهتمام بروايته وعرفانه... ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا حقه
وجهلوا قدره؛ فاقتصروا من روايته على أدنى مراتبها وألقوا حبل درايته على
غاربها
[4].

وقال الشيخ عز الدين العاملي( رحمه‏الله):

= اعلم أن علم الحديث علم شريف، وهو من علوم الآخرة، من حرَمه حُرم
خيراً عظيما، ومن رزقه رزق فضلا جسيما.

قال بعض العلماء: لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب
الأسانيد
[5].

وقال السيد الكاظمي الأعرجي:

= لما كان معرفة مقامات الرجال مما يدور عليه قبول الأخبار وردها،
وخاصة في التراجيح، وجب الفحص عنهم كيف لا؟ ونحن إنما نتناول معالم
الدين منهم
[6].

هذه إلمامة مختصرة لأهمية علم الرجال والدراية ومدى الحاجة إليهما،
والآن نعود إلى صلب موضوعنا.

 

سابقة التحقيق:

دراستنا هذه ليست وليدة هذا اليوم؛ بل قد أهتم بها علماؤا (رضوان الله
عليهم) ودوّنوا وألّفوا كتباً خاصّة في هذا الموضوع ونحن نقتفي ب‏آثارهم
ونهتدي بهديهم.

فمنهم: العالم الفاضل الفقيه جمال الدين أبو منصور الحسن بن زين الدين
الشهيد الثاني (ت/1011ه) صاحب كتاب  منتقى الجمان في الأحاديث
الصحاح والحسان .

قال في مقدمة هذا الكتاب:

 والذي حدانا على ذلك ما رأيناه من تلاشي أمر الحديث، حتّى فشا فيه
الغلط والتصحيف، وكثر في خلاله التغيير والتحريف، لتقاعد الهمم عن القيام
بحقّه، وتخاذل القوى عن النهوض لتلافي أمره، مع أن مدار الاستنباط لأكثر
الأحكام في هذه الأزمان عليه، ومرجع الفتاوي في أغلب المسائل الفقهية
إليه
[7].

ومنهم: العالم المتتبّع الخبيرالحاج محمّد بن عليّ الأردبيلي(ت/ 1101ه)،
الذي ألّف في هذا المضمار رسالته المسمّاة ب  تصحيح الأسانيد  وكتابه
المسمّى ب  جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والأسناد .

قال السيّد محسن الأمين في ترجمته:

له كتاب  جامع الرواة ورافع الاشتباهات  في مجلّدين كبيرين، يكونان
أزيد من خمس مجلدات بقي في تأليفه خمس وعشرين سنة وهو يشتمل على
خمسين ألف بيت (والبيت خمسون حرفاً) وقد لخّصه السيّد حسين بن ميرزا
إبراهيم القزويني، لم يصنّف مثله. ذكر فيه جميع من روى عن الشخص ومن
روى ذلك الشخص عنه بحيث يتميّز بذلك المشترك والمجهول في أكثر
الموارد وهذا المعنى موجود في كتاب  تهذيب التهذيب  لابن حجر عسقلاني
من حفاظ أهل السنّة وكنت أتمنّى أن يكون للشيعة كتاب بهذا النحو حتّى
اطلعت على هذا الكتاب فوجدته قد سدّ فراغاً عظيما بين مؤفات علماء
الشيعة... وله كتاب آخر سمّاه تصحيح الأسانيد
[8].

وقد أورد قده في كتابه هذا جميع رواة الكتب الأربعة، وذكر من رووا عنهم،
وتعيين مقدار رواياتهم ومواضعها في تلك الكتاب ورفع بذلك بعض النقص
في كتب الرجال من التصحيف، والتحريف، والإرسال، وجهالة الراوي.

قال في مقدمة كتابه: وبالجملة بسبب نسختي هذه يمكن أن يصير قريب من
اثنى عشر ألف حديث أو أكثر من الأخبار التي كانت بحسب المشهور بين
علمائنا رضوان اللّه عليهم مجهولة أو ضعيفة أو مرسلة معلومة الحال وصحيحة
لعناية اللّه وتوجّه سيّدنا محمّد وآله الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين
[9].

ومنهم: العلامة المحقّق المدقّق، السيّد حسين الطباطبائي البروجردي
(ت/ 1383 ه )

ان قدس سرّه كثير العناية بالرجال والدراية، وله منهج خاص في معرفة
الراوي وتصحيح الأسانيد وتنقيحها، لم يسبقه إليه أحد، لأنّ دأب الفقهاء
والعلماء في الاستفادة من كتب الرجال أنّهم متى احتاجوا إلى معرفة حال راو
أو تمييزه رجعوا إلى الكتب الموضوعة في علم الرجال، والمرتبة غالباً على
حروف المعجم ليجدوا إسمه ويتعرّفوا شأنه ويحكموا بحسب ما وجدوا فيها
عليه وعلى ما وقع فيه من الأسانيد، فيوثقوها ويعتمدوا عليها أو يضعفوها
ويردّوها.

لكن السيّد البروجردي عمد إلى الكتب الحديثية المتداولة بين الطائفة
بشكل واسع، بدأً بالكتب الحديثية الأربعة وهي الكافي للكليني، والفقيه
للصدوق والتهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي، فمحّض الأسانيد الواردة
فيها، ورتّبها بنسق معين ومنهج خاصّ وتمكّن من خلال ذلك على أمور:

1- وقوع التصحيف والتحريف في الأسانيد وتصحيحها.

2- وقوع السقط أو الإرسال فيها.

3- الوقوف على سائر علل الأسانيد كالزيادة والنقص وكالتقديم والتأخير.

4- الوقوف على طبقات الرواة وغير ذلك[10].

قال قدس سرّه الشريف في مقدّمة  ترتيب أسانيد الكافي:

إنّ تعرّف الأسانيد يحتاج إلى البحث عن عللها، والسعي في تحصيل ما هو
الصواب في مواردها فإنها مع ما في بعضها من الإرسال قد طرأت عليها في
طول الزمان، بسهو الناسخين أو المؤفين المكتفين في تحمّل الحديث عن
الشيوخ بالوجادة أو الإجازة أو المناولة علل كثيرة متنوّعة بالتصحيف،
والقلب، والزيادة والنقص.

والأخير هو أكثرها، فإنّه مضافاً إلى أنّ تأثير السهو في وقوعه أكثر قد ينشأ
أيضاً من توهّم المؤّفين تماميّة السند في المنقول عنه، فيورد الحديث على
حسب ما وجده، مفصولا عمّا تقدّمه، مع أنّه كان معلّقاً على سابقه فيسقط بذلك
من السند رجل أو رجلان والفرق بين النقص بأحد الوجهين وبين الإرسال
واضح
[11].

وقال أيضاً في وجه مميّزات مسلكه عن مسلك المحقّق الأردبيلي صاحب
جامع الرواة:  وإنّي حينما كنت ببروجرد، وكنت أراجع أثناء أبحاثي لمعرفة
أسانيد الروايات ما صنّفه علماؤا في الفهارس، والرجال، والمشتركات
تفطّنت لما تفطّن له هذا الشيخ الجليل
 [محمد بن عليّ الأردبيلي  ]ولغير ذلك
من النقص في تلك الكتب. ولكنّي سلكت في وضع
 [مؤّفاتي  ]مسلكاً آخر
غير ما سلكه. ويمكن أن يوجد فيه شيء ليس في هذا الكتاب
[12].

ومنهم: العلامة الفقيه المحقق السيّد أبو القاسم الخوئي(ت/1411ه)
صاحب كتاب  معجم رجال الحديث .

قال في مقدمة هذا الكتاب:

ثمّ إنّا ذكرنا في الكتاب كلّ من له رواية في الكتب الأربعة، سواء كان
مذكوراً في كتب الرجال أم لم يكن، وذكرنا موارد الاختلاف بين الكتب
الأربعة في السند، وكثيراً ما تبيّن ما هو الصحيح منها وما فيه تحريف أو
سقط
[13].

 

موضوع دراستنا وثمرته العلمية:

إنَّ محور وموضوع دراستنا يتركز حول أسانيد الكتب الاربعة، الكافي
للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، والتهذيب والاستبصار للشيخ
الطوسي - التي عليها رحى الاستنباط الفقهي- وما وقع فيها من تصحيف
وتحريف أو إرسال أو قطع أو اسقاط بعض الوسائط واضمار بعضها، وكل ما
يحف بالسند من قرائن قد توحي بأنه مقطوع.

فالسند ورجاله هو مو ضوع دراستنا، ومنهجنا المتبع خلال هذه الدراسة هو
إقامة الأدلّة والبراهين والشواهد لمعرفة الراوي المصحّف أو المحرّف أو
المرسل أو المجهول في الموارد والأسانيد التي يحتمل فيها بعض هذه الامور.

وكان الدور الاكبر في دراستنا هو ما تعرض له السيّد البروجردي في
موسوعته، والسيّد الخوئي في معجم رجاله، فكان لهذين العلمين الاثر الكبير
في تمييز كثير من الاسانيد ومعرفة سقيمها من صحيحها.

أما ثمرة هذه الدراسة فهي تتجلى عند الفقيه عند ممارسة استنباطة للحكم
الشرعي، فالفقيه إحدى أدواته هي الرواية بل كل مايملكه هو الحديث
الشريف، ولايمكن أن يصل إلى رؤة واضحة ما لم يكشف عن رجال هذه
الرواية وهذا ما يعبر عنه بالسند، فالسند وإن لم يكن المقصود ولكنّه طريق إلى
المتن وهو كلام المعصوم
عليه‏السلام، فالفقيه الخبير عندما يتبحّر في معرفة ما وقع في
هذه الاسانيد مما ذكرناه آنفا، تكون فتواه مطابقة للموازين العلمية
والموضوعية وهذه أسمى وانبل غاية.

 

منهح دراستنا:

إن منهج دراستنا وقوامه هو التالي:

أـ إن وجدنا تصحيفاً أو تحريفا ًفي الأسانيد صححناه؛ وذلك بمراجعة
جميع الكتب التي تدور حول هذا الشأن، او بمراجعة اسانيد اخرى تنقل نفس
الحديث ومتأخرة عنه مثلاً:

قد نجد الحديث الذي هو محل دراستنا عند محمد بن الصفار (ت/ 290 ه)
في بصائر الدرجات أو غيره، أو كل قرينه ترشدنا إلى صحة ما نبحث عنه.

ب ـ السقط والارسال، هو ايضاً محط دراستنا، فكثيرا ماتجدنا نطرح
السؤل التالي: هل الرواي الذي وقع في اسناد الكافي اومن لايحضره الفقيه
يمكن ان تكون روايته عن راو اخر صحيحة وغيرمنقطعة؛ ام ان هناك ارسال
أو سقط في البين. فنقوم ببحث طبقتهما، وكذلك نبحث عن الراوي والمروي
عنه المتقدم عنهما والمتأخر، فان أوصلتنا النتائج إلى تشخيصهم بيّنا ذلك، وان
احتملنا ذلك فلا نجزم به ونتركه قيد البحث والدراسة. ولكن يبقى في دائرة
الاحتمال.

ج ـ وأهم ما تجده في هذا البحث هو معرفة الطبقات والوقوف عليها وذلك
لتشخيص الرواة الذين قد يتوهم فيهم، واستفدنا كثيراً من السيد البروجردي
رحمه الله من كتابه ترتيب أسانيد الكافي ففيه من الفوائد ما لا يحصى عده.

د ـ معالجة الزيادة أو النقصان أوالتقديم أو العكس، فكل هذه الموارد كان
محل نظر هذه الدراسة.

 

نماذج وأمثلة من دراستنا:

ونذكر على سبيل المثال بعض الامثلة حول ما وقع من تصحيف وتحريف
في بعض الأسانيد، ومنها:

1 وقوع التصحيف في بعض الألفاظ ك  بن  و عن  و  و  بحيث جمع بين
الروايتين أو أكثر في الموضع الذى حرّف  عن  ب  بن  ك  أحمد بن محمد بن
الحسن زعلان
[14] الذي كان الأصل فيه:  أحمد عن محمّد بن الحسن بن زعلان
 فصحّف  عن  ب  بن ، أو العكس كما وقع الفصل بين الابن والأب في راوي
واحد كما ورد في الكافي:  علي بن محمّد عن عبد اللّه بن عليّ
[15]، ولكن
الأصل والصحيح منه  علي بن محمّد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن عليّ كما يأتى
تفصيلا في محله.

فوقع التصحيف بين  عن  و بن  كما ترى، فحذف من اوّل الراوي الثاني لفظ
 إبراهيم  والصحيح هو  إبراهيم بن عليّ  وهكذا....

2 لاشك أنّ بعض الأحاديث قد علّقها الشيخ الكليني على إسناد سابق
عليها، وهى طريقة معروفة في الكافى، فعند نقلها مستقلة قمنا بإرجاعها إلى
أصلها، وذكرنا سندها كاملاً حسب الطريقة المعهودة عند الأصحاب.

3 قد يشتبه اسم راو ب‏آخر، يكون أحدهما موثوق الرواية، ويكون الآخر
ليّناً أو مطعوناً في روايته، ويؤّى هذا الاشتباه إلى أن يضعف الراوي وهو ثفة،
أو يوثق وهو ضعيف، ويختلف تبعاً لذلك الحكم على الرواية باختلاف تعيين
هذا الراوي أو ذاك، ولذا قال علي بن المديني: أشدّ التصحيف التصحيف في
الأسماء
[16].

4 أو يكون راوياً مجهولا والآخر موثوقاً ك  حسين بن محمد  الذى روى
الكليني عنه بواسطتين
[17]، وهو مجهول لانعرفه، لكنه بعد التحقيق يظهر لنا
كونه  محمد بن الحسين بن أبي الخطاب  الثقة، لعدم ذكر رجل باسم  الحسين
بن محمد  في هذه الطبقة فهو مقلوب كماترى وهكذا.

5 وقد يحتمل في بعض الاسانيد سقوط الواسطة بين الراويين بالبداية، كما
تعرضنا له عند ذكر  اقوال العلماء  في العناوين، وبعد البحث والتفتيش ظهر
عدم الارسال وعدم سقوط الواسطة، فالسند يكون مسنداً كما في الكافي،
كتاب العقل والجهل فيه.

روى الكليني بإسناده  عن عليّ بن حديد عن سماعة بن مهران...[18]،
فبالتحقيق يظهر انطباقهما من حيث الطبقة، فلا مانع من رواية علي بن حديد
عن سماعة بن مهران.

وقد يثبت العكس أى استظهار الإرسال كرواية أحمد بن محمّد بن خالد
عن حمّاد بن عيسى
[19].

 

ملاحظات حول التحقيق والدراسة:

هناك ملاحظات لابد من ذكرها لكي نعطي القارئ العزير فكرة واضحة
عن دراستنا لرفع ما يتوهم من خلل في البحث فنقول:

1- قد لا تجد تسلسلا زمنيا لمصادر التحقيق، فمثلاً قد تجدنا نقدم السيد
البروجردي على الأردبيلي، أو السيد الخوئي على غيره. وهذا لا يضر في
البحث التحقيقي لا سيما إذا كان البحث العلمي يقتضي ذلك لنكات أساسية
تعد قوام البحث وصميمه.

2- وكذلك اعتمدنا على بعض النسخ المفقودة ولكنها مخطوطة عند
علمائنا رضوان الله عليهم (كالنسخة المعتمدة عند السيد الشبيري الزنجاني
حفظه الله) وهذا أيضا غير مخل بالبحث بعد لحاظ أهمية هذا المخطوط من
الجنبة العلمية.

3- قد تجد في أبحاثنا تقديماً أو تأخيراً حول التصحيف أو التحريف أو
الإرسال؛ وذلك لأننا تناولنا أسانيد هذه الكتب حسب ما موجود من تسلسل
رقمي لها، وهذا ما قد تعمدناه وذلك تسهيلا للقارئ عند المراجعة في هذه
الأسانيد.

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

التصحيف والتحريف

 

* تمهيد

* معنى التصحيف والتحريف

* أقسام التصحيف

* منشأ التصحيف والتحريف

* أقسام التحريف

* حكم التصحيف والتحريف

 

 

 


 

 

تمهيد:

ان معظم أبحاث دراستنا تنصب حول التصحيف والتحريف، فرأينا من
الواجب أن نعطي فكرة موجزة حول هذا الموضوع فنقول:

ان التصحيف والتحريف من الأمور التي تقع في الحديث سنداً أو متناً عند
بعض الرواة، وهو من الأمور المؤية إلى الاختلاف في الحديث. فيحصل
لبعض الرواة أوهام تقع في السند أو في المتن بتغيير النقط أو الشكل أو
الحروف.

وهذا النوع من الخطأ يسمى عند المحدثين ب (التصحيف والتحريف).

 

معنى التصحيف والتحريف:

التصحيف هو: تغيير في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط.

والتحريف: هو العدول بالشيء عن جهته، وحرَّف الكلام تحريفاً عدل به
عن جهته، وقد يكون بالزيادة فيه، أو النقص منه، وقد يكون بتبديل بعض
كلماته وقد يكون بجعله على غير المراد منه؛ فالتحريف أعم من
التصحيف
[20].

وعلى هذا فالتصحيف هو الذي يكون في النقط؛ أي في الحروف المتشابهة
التي تختلف في قراءتها مثل: الباء والتاء والثاء، والجيم والحاء المهملة والخاء
المعجمة، والدال المهملة والذال المعجمة، والراء والزاي.


لذا نجد العلماء لا سيّما الرجاليّين من العامّة والخاصّة أهتموا بتدوين
الكتب في هذين الموضوعين:

أحدهما: يرتبط بضبط الأسماء والألفاظ.

وثانيهما: يرتبط بالتصحيف والتحريف فجاءوا بقواعد وضوابط وأصول في
هذا الباب وكتبوا أبحاثاً ضمن كتب علوم الحديث وأفردوا كتباً خاصّة في
موضوع التصحيف والتحريف.

وأمّا وقوع التصحيف والتحريف في أحاديثنا ففي السند يأتي البحث عنه
مشروحاً وهو موضوع بحثنا.

امّا في المتن فقليل خصوصاً التحريف ونحن لا ننكره ولكن تجب الإشارة
إلى أنّ التحريف في المتن عندنا بل التصحيف ليسا عمديّاً بل صدرا في الغالب
عن السهو والخطأ من ناحية النسّاخ بحيث لا يضرّ بالمضمون وما خفي ذلك
على علمائنا، فمن أراد عليه مراجعة إلى كتب أصحابنا خصوصاً الفقهية عند
تعرّضهم لذكر هذه الموارد من الروايات.

وقد تنبّه إليه السيّد المحقّق المير داماد بعد الإشارة إلى معنى التصحيف
والتحريف بقوله:  وهو فنّ جليل عظيم الخطر، وإنّما ينهض بحمل أعبائه
الحذاق من العلماء الحفّاظ، والنقّاد من الكبراء المتبصرين
[21] هذا في المتن.

أمّا التصحيف في السند فهو موضوع بحثنا كماسيأتي، وقد تعرّض له بعض
علماء الرجاليّين وفقهائنا في كتبهم كابن الشهيد في منتقى الجمّان، والمحقّق
الأردبيلي في جامع الرواة، والسيّد البروجردي في الموسوعة الرجالية والسيّد
الخوئي في معجم رجال الحديث وسيأتي البحث عنه وتعيين مواضعه مفصّلاً
إن شاء اللّه تعالى.

 

منشأ التصحيف والتحريف:

أنّ منشأ التصحيف والتحريف هو التالي:

الأوّل: خطأ البصر فيما إذا تقاربت أشكال الحروف كما في  جرير وحريز
و بريد ويزيد  و شيئاً وستّاً .

الثاني: خطأ السمع فيما إذا كانت الكلمتان متشابهتين عند السمع كما في
تصحيف  عاصم الأحول  ب  واصل الأحدب .

الثالث: جهل النسّاخ.

الرابع: الاعتماد على الحافظة.

ان من أسباب التصحيف اعتماد ذي الحافظة القويّة على حافظته وعدم
مراجعته للمصادر حين الكتابة فيكتب ما يخالف المصدر، وهذا وارد في بعض
الكتب الحديثية.

 

أقسام التصحيف:

التصحيف على قسمين:

تارة يكون في السند: كتصحيف  الحسن  ب  الحسين  وحريز ب  جرير
وبريد ب  يزيد  وغير ذلك.

كما ورد في التهذيب بإسناده عن حمّاد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن
زرارة ومحمد بن مسلم وبكير وفضيلويزيد وإسماعيل الأزرق
[22] الحديث.


قال السيّد الخوئي بعد ذكر هذا السند:

 كذا في الطبعة القديمة أيضاً، ولكن في النسخة المخطوطة:  بريد  وهو
الصحيح الموافق للكافي ج6، كتاب الطلاق2، باب من طلق لغير الكتاب
والسنّة4، الحديث 11، والوافي والوسائل أيضاً
[23].

وكذا ما وقع من تصحيف  ابن سنان  ب  ابن مسكان  كما ورد في التهذيب:
بإسناده عن النضر بن سويد، عن ابن مسكان، عن أبي عبد اللّه
[24]$.

الظاهر أنّ الصحيح  ابن سنان  بدل  ابن مسكان  كما ورد في الكافي.

وأخرى في المتن كتصحيف  ستّاً  ب  شيئاً  في حديث من صام رمضان
وأتبعه ستّاً من شوّال عند أهل السنّة، وكتصحيف  الجمعة  ب  الحجامة  على ما
ادعاه صاحب منتقى الجمان في الكافي:  .. عن زرارة قال: إذا اغتسلت بعد
طلوع الفجر أجزاك غسلك ذلك للجنابة والحجامة
[25].

قال في منتقى الجمان:  الظاهر أنّ الحجامة في الرواية تصحيف
الجمعة
[26].

نقول: والذي وجدناه في الكافي المطبوع وغيره في نفس الرواية:  الجمعة
موضع  الحجامة  وهو الصحيح، ولعل في بعض النسخ صحف بالحجامة إلاّ أنّه
لم نجده.

قال السيّد المحقّق الميرداماد في مبحث التصحيف:  وهو إمّا محسوس
لفظي وإمّا معقول معنوي، والمحسوس اللفظي إمّا من تصحيف البصر أو من
تصحيف السمع في موارد الألفاظ وجواهر الحروف، أو في صورها الوزنيّة
وكيفيّاتها الإعرابيّة وحركاتها اللازمة وكلّ منهما إمّا في الأسناد أو في المتن.

أمّا الذي من تلقاء البصر في الأسناد فكحديث شعبة عن العوام بن مراجم
بالراء والجيم صحّفه يحيى بن معين، فقال مزاحم: بالزاي والحاء.

وكتصحيف جرير بحريز وبريد بيزيد... وقد صحّف العلاّمة(رحمه الله)
كثيراً من الأسماء والكنى والألقاب في خلاصة الرجال وفي إيضاح الاشتباه،
فالشيخ تقى الدين الحسن بن داود تولّى التنبيه عليه ونبّه على كثير من ذلك
وأصاب أكثرياً.

وأمّا في المتن فكحديث من صام رمضان واتبعه ستّاً من شوال صحّفه أبو
بكر الصولي فقال: شيئاً بالشين المعجمة
[27].

 

أقسام التحريف:

ينقسم التحريف باعتبار موضعه إلى قسمين:

الأول: تحريف في السند، كأن يجعل بَشيراً ولَهيعة - بفتح أولهما - بُشيراً
ولُهيعة بضمهما.

والثاني: تحريف في المتن، ومثاله: ما وقع لبعض الأعراب في حديث:
=النبي صلى الله عليه واله وسلم إلى عنزة .

والعنزة الحربة فظنها بسكون النون ثم روى ذلك بالمعنى على حسب
فقال: كان النبي صلى الله عليه
 ]واله  [وسلم إذا صلّى نصبت بين يديه شاة.[28]


 

حكم تصحيح التصحيف والتحريف:

أما حكم تصحيح التصحيف والتحريف فهو:

لو توصل الباحث إلى قرائن بعد التحقيق والتمحيص في طبقات الرجال
وحال الرواة، وكذلك مراجعة النسخ الأصلية التي وقع فيها الحديث، وإفراغ
الوسع في هذا المجال عندئذ يمكن أن يحكم أن هذا الحديث محرف أو
مصحف فلان أو فلان. وعليه يمكن تغيره إلى الصواب؛ وإلا فيبقى في دائرة
الاحتمال ولا يمكن الجزم به.

أما عند أهل السنة، قال ابن الصلاح في مقدمته:

إذا وقع في روايته لحن أو تحريف فقد اختلفوا فمنهم من كان يري انه
يرويه علي الخطأ كما سمعه.

وذهب إلى ذلك من التابعين محمد بن سيرين وأبو معمر عبد الله بن سخبرة
وهذا غلو في مذهب أتباع اللفظ والمنع من الرواية بالمعنى.

ومنهم من رأي تغييره وإصلاحه وروايته على الصواب روينا ذلك عن
الأوزاعي وابن المبارك وغيرهما وهو مذهب المحصلين والعلماء من
المحدثين
[29].

هذه نظرة سريعة وموجزة حول التصحيف والتحريف، وضّحنا من خلالها
تعريف التصحيف والتحريف ومنشأهما وأقسامهما وحكمهما لارتباطها
الوثيق بدراستنا.


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مؤفو الكتب الأربعة في سطور

 

* الكليني رحمه‏الله

* الصدوق رحمه‏الله

* الطوسي رحمه‏الله

 

 

 

 

 

 


 

بما أن دراستنا موضوعها هو الكتب الأربعة رأينا من الوفاء أن نتعرض
لحياة هؤاء العظماء بنوع من الاختصار؛ لنفي ولو بجزء يسير لما قدموه
وحفظوه لنا من موروث ضخم في موسوعاتهم القيمة فجزاهم الله عن الإسلام
خير جزاء المحسنين.

 

الشيخ الكليني رحمه‏الله

اسمه ولقبه ونعوته:

هو أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق، الكليني الرازي السلسلي،
البغدادي. ثقة الإسلام، رئيس المحدثين، فخر الشيعة، كهف الأعلام، جهينة
الأخبار
[30].

 

ولادته ونشأته:

وُلد الشيخ محمد بن يعقوب الكليني في النصف الثاني من القرن الثالث
بقرية كُلَين على بعد (38) كيلو متراً من مدينة رَي، الواقعة في جنوب العاصمة
طهران.

تولَّى أبوه منذ صغره رعايته وتربيته، حيث علَّمه الأخلاق، وحسن
السلوك، والآداب الإسلامية، والولاء لأهل البيت
عليهم‏السلام.

وكان خاله من كبار المحدّثين والموالين لأهل البيت عليهم‏السلام له عظيم الأثر
في نشأته وتربيته.


 

دراسته:

درس العلوم الأوّلية في كُلَين[31]، ودرس علمي الرجال والحديث عند
والده وخاله، ثمّ سافر إلى مدينة رَي التي كانت مركزاً مهمّاً من مراكز العلم
واطَّلَع على الآراء، والعقائد، والأفكار المتضاربة للمذاهب الإسلامية.

وبعدما صمّم على دراسة علم الحديث والرجال، لغرض ضبط الروايات
من جهة، سافر إلى مدينة قم المقدّسة حيث كان فيها الكثير من الرواة
والمحدّثين فلم يُرْوَ غليلُه من علم الحديث والروايات في مدينة قم المقدسة،
فسافر إلى مدينة الكوفة، وكانت مركز يغص برجالات العلم والفقه والأدب،
وقد كان منهم العلَم المعروف ابن عقده، الذي كان يحفظ مِائة ألف حديث
بأسانيدها.

خلال دراسته وتجواله في المدن والقرى المختلفة ذَاعَ صِيته، وعندما زار
بغداد لم يكن مجهولاً، إذ كانت الشيعة يعتزّون به، وأهل السنّة ينظرون إليه
بإعجاب، ويثقون به، لذلك لُقِّب ب (ثقة الإسلام).

 

أساتذته: نذكر منهم ما يلي:

1 أبو الحسن محمّد بن الأسدي الكوفي.

2 أحمد بن محمّد الأشعري.

3 أحمد بن إدريس القمّي.


4 عبد الله بن جعفر الحميري.

5 أحمد بن محمّد بن عاصم الكوفي.

6 حسن بن فضل بن زيد اليماني.

7 محمّد بن حسن الصفّار.

8 سهل بن زياد الآدمي الرازي.

9 محمّد بن إسماعيل النيشابوري.

10 أحمد بن مهران.

 

تلامذته: نذكر منهم ما يلي:

1 ابن أبي رافع.

2 أحمد بن أحمد الكاتب الكوفي.

3 أحمد بن علي بن سعيد الكوفي.

4 أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري.

5 جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي.

6 علي بن محمّد بن موسى الدقاق.

7 محمّد بن إبراهيم النعماني.

8 محمّد بن أحمد السناني الزاهري.

9 محمّد بن علي ماجيلويه.

10 محمّد بن محمّد بن عصام الكليني.

11 هارون بن موسى.

 


 

مكانته العلمية

للشيخ الكليني منزلة عظيمة بين العامّة من المسلمين، فهو رأس الشيعة،
وفقيههم، وفخرهم، وهو بحق من المجددين لمذهب الإمامية على رأس المائة
الثالثة للهجرة، كما يقول ابن الأثير
[32]، فلجلالة هذا الرجل ومنزلته، وثقته،
وأمانته، وعدالته، إننا لم نجد من يلمزه بقدح بل نجد الثناء العطر لهذه الشخصية
العظيمة والكبيرة، وهذا ما اعترف به القاصي والداني. وبحسب تتبعنا لم نجد
من تعرض له بسوء من الفريقين، وهذا الذهبي المتعصب، بشهادة السبكي في
طبقاته:

قال: فأني اعتقد أن الرجل إذا مد القلم لترجمة أحدهم غضب غضبا مفرطاً،
ثم قرطم الكلام وفرقه وفعل من التعصب ما لا يخفى على ذي بصيرة
[33] نجد
هذا الرجل (أي الذهبي) لم يمس هذه الشخصية الكبيرة؛ بل ذكره في سير
أعلام النبلاء واعتقد أن اسم الكتاب يدل على المدح لأنه قيده (بالنبلاء)، وهذا
فيه دلالة كافية على سمو هذه الشخصية عند علماء أهل السنة.

 

ترجمته من الفريقين: أما من ترجم له من الخاصة:

قال النجاشي: «محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو جعفر الكليني... شيخ
أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم»
[34].


وقال الشيخ الطوسي: «محمد بن يعقوب الكليني، يكنى أبا جعفر، ثقة،
عارف بالأخبار»
[35].

وقال أيضاً: «يكنى أبا جعفر الأعور، جليل القدر، عالم بالأخبار، وله
مصنفات»
[36].

وقال العلامة الحلي: «ومحمد شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان
أوثق الناس في الحديث وأثبتهم»
[37].

وقال الحسن بن علي بن داود: «أبو جعفر الكليني، بالياء المثناة تحت
والنون لم (جش، جخ، ست)، شيخ من أصحابنا في وقته ووجههم، كان أوثق
الناس في الحديث وأثبتهم»
[38].

وقال السيد رضي الدين بن طاووس: «الشيخ المتفق على ثقته وأما نته
محمد بن يعقوب الكليني»
[39].

و قال في فرج المهموم: =محمد بن يعقوب أبلغ فيما يرويه، وأصدق في
الدراية
[40].

وقال الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي: «الشيخ السعيد، الجليل،
رئيس المذهب، أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني عن رجاله المتضمنة
لكتابه (الكافي)، الذي لا يوجد في الدنيا مثله، جمعا للأحاديث، وتهذيبا
للأبواب وترتيبا، صنفه في عشرين سنة، شكر الله تعالى سعيه، وأجزل أجره،
عن رجاله المودعة بكتابه، وأسانيده المثبتة فيه»
[41].

وقال الحافظ محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني: «محمد بن
يعقوب الكليني، أبو جعفر الأعور، عالم بالأخبار»
[42].

 

أما ترجمته من العامة:

لقد أثنى على هذه الشخصية الجليلة جملة من علمائهم وفقهائهم، بحيث
عدّوه من المجددين على رأس المائة الثالثة.

قال المبارك بن محمّد بن الأثير (ت / 606 ه ):

«إلامام على مذهب أهل البيت، عالم في مذهبهم، كبير، فاضل مشهور،
وعدّ من مجددى مذهب الإماميّة على رأس المئة الثالثة»
[43].

وقال ايضاً في كتابه الكامل في التاريخ في حوادث سنة 328: «وفيها
توفّى محمّد بن يعقوب أبو جعفر الكليني وهو من ائمة الإماميّة وعلمائهم»
[44].

وقال الذهبي: «الكليني شيخ الشيعة، وعالم الإماميّة، صاحب
التصانيف»
[45].

وقال أيضاً: «شيخ فاضل شهير، من رؤس الشيعة وفقهائهم من المصنّفين
في مذهبهم الرذلة، وقبره ظاهر عليه لوح»
[46]، وقال في توضيح المشتبه في
حرف الكاف: «من رؤس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر»
[47].

وقال ابن حجر العسقلاني(ت / 852 ه ): «من رؤاء فضلاء الشيعة في
أيّام المقتدر»
[48].

 

وقال أيضاً: «وكان من فقهاء الشيعة والمصنّفين على مذهبهم»[49].

وقال ابن عساكر: «من شيوخ الرافضة قدم دمشق وحدّث ببعلبك»[50].

وقال في موضع آخر: «من الشيعة المصنّفين، مصنّف على مذهب أهل
البيت»
[51].

وقال الفيروز آبادي (ت / 817 ه ): «من فقهاء الشيعة»[52].

وقال الزبيدي الحنفي (ت / 1205 ه ): «... من فقهاء الشيعة ورؤاء
فضلائهم في ايّام المقتدر العباسى»
[53].

وقال ابن ماكولا (ت / 475 ه )، قال: «من فقهاء الشيعة والمصنّفين في
مذهبهم»
[54].


وقال الصفدي (ت / 764 ه )، تحت عنوان  كليني الشيعي : «سكن بغداد
إلى حين وفاته وكان من فقهاء الشيعه‏والمصنفين على مذهبهم»
[55].

وقال الزركلي: «فقيه إمامي، من أهل كلين بالري، كان شيخ الشيعة

ببغداد»[56]. وقال عمر كحالة: «من فقهاء الشيعة ببغداد، وتوفى فيها»[57].

 

مؤفاته:

نذكر منها ما يلي:

1. كتاب الكافي.

2. كتاب الرجال.

3. كتاب الرد على القرامطة.

4. كتاب رسائل الأئمّة عليهم‏السلام.

5. كتاب تعبير الرؤا.

6. موسوعة شعرية في مناقب وفضائل أهل البيت عليهم‏السلام.

 

وفاته:

توفّي الشيخ الكليني (قدس سره) في شعبان 329 ه، ودفن بباب الكوفة في
العراق. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

 


 

 

الشيخ الصدوق رحمه‏الله

اسمه ولقبه ونعوته:

هو الشيخ الأجل الأقدم العالم الجليل والمحدث النبيل نقاد الأخبار وناشر
آثار الأئمة الأطهار
عليهم‏السلام، عماد الملة والمذهب والدين شيخ القميين ورئيس
المحدثين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي،
ويعرف بالصدوق، وابن بابويه، ويطلق عليه وعلى أبيه الصدوقان وابنا بابويه
والفقيهان. وُلد بعد سنة(305 ه )، في أوائل فترة السفير الثالث للإمام
المهديّ
عليه‏السلامالحسين بن روح في مدينة قمّ المقدّسة.

 

ولد ببركة دعاء الإمام الحجة عليه‏السلام:

روى الشيخ الطوسيّ أنّ أباه عليّ بن الحسين بن بابوَيه لم يُرزَق من بنت
عمّه ولَداً، فكتب إلى الحسين بن روح أن يسأل الإمام المهديّ
عليه‏السلام أن يدعوَ
الله له أن يرزقه أولاداً فقهاء، فجاء الجواب: إنّك لا تُرزق من هذه وستملك
جارية دَيلميّةً وتُرزَق منها ولَدَينِ فقيهَين
[58].

وقال الشيخ عبّاس القمّي:

ولد بدعاء مولانا صاحب الأمر عليه‏السلام ونال بذلك عظيم الفضل والفخر فعمت
بركته الأنام وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الأيام
[59].


وجاء في التوقيع الشريف عن الإمام الحجة عليه‏السلام:

أُوصيك يا شيخي ومعتمَدي وفقيهي، أبا الحسن عليَّ بن الحسين القمّي
وفّقك الله لمرضاته، وجعل من صُلبك أولاداً صالحين برحمته بتقوى الله
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
[60].

 

منزلته العلميّة ومؤّفاته:

نشأ الشيخ الصدوق في مرابع العلم وأجواء الفضيلة، فغذّاه والده من لُباب
المعارف وأغدق عليه من فيض علومه وآدابه. ثمّ هو بنفسه كان يلتمس سبيل
الزهد والتقوى وطلب العلم الصحيح، فزاد ذلك في تكامله وحسّن في نشوئه
العلميّ. وفوق ذلك كلّه وقبله.. أنّه وُلد بدعاء مبارك خاصّ من قِبل الإمام
المنتظر المهديّ عجّل الله تعالى فرَجَه الشريف. كما تقدم.

وأما مولفاته فأشهرها:

1. كتاب مَن لا يَحضرُه الفقيه.

2. إكمال الدين وإتمام النعمة.

3. الأمالي: المعروف ب (أمالي الصدوق).

4. معاني الأخبار.

5. الخصال.

6. علل الشرائع.

7. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام.

8. فضائل الشيعة.


9. صفات الشيعة.

10. مصادقة الإخوان.

11. المواعظ.

12. الاعتقادات.

13. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال.

14. التوحيد.

15. فضائل الأشهر الثلاثة (رجب، شعبان، شهر رمضان)

16. المُقِنع.

إلى عشرات من المؤّفات التي لم تصل إلينا أو لم تُطبع بعد، ومنها: المرشد،
الوصايا، فضل العلَويّة، الخواتم، المواريث، مقتل الإمام الحسين
عليه‏السلام، الرجال،
المصباح، المعراج، دين الإماميّة، تفسير لم يُتّمه.. وكثير من المؤّفات في علوم
الإسلام ومعارفه وما تحتاج إليه الأمّة
[61].

 

مشايخه:

نذكر بعض من مشايخه رحمه الله:

1 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الحافظ.

2 - أبو الحسن إبراهيم بن هارون الهيتي.

3 - أحمد بن إبراهيم بن إسحاق.

4 - أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي.

5 - أحمد بن إبراهيم بن هارون الفامي.


6 - أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي.

7 - أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي.

8 - أحمد بن أبي جعفر البيهقي.

9 - أحمد بن الحسن العطار.

10 - أحمد بن الحسن القطان.

11 - أبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن مهران الأزدي
الآبي العروضي.

12 - أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الضبي المرواني النيسابوري. 13
- أبو حامد أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي الحاكم.

14 - أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني.

15 - أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي[62].

 

تلامذته:

نذكر بعض تلامذته رحمه الله:

1 - أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن العباس بن نوح.

2 - أبو الحسن أحمد بن محمد الرهاوي.

3 - أبو محمد أحمد بن محمد المعمري.

4 - جعفر بن أحمد بن علي، أبو محمد القمي، نزيل الري، الذي تقدم في
مشايخه.

5 - جعفر بن أحمد المريسي.


6 - أبو الحسن جعفر بن الحسن بن حسكة القمي.

7 - أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي الرازي.

8 - الحسن بن الحسين بن علي بن موسى بن بابويه القمي.

9 - الحسن بن عنبس بن مسعود بن سالم بن محمد بن شريك أبو محمد
الرافقي.

10 - أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الشيباني القمي.

11 - أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري.

12 - أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي،
أخو المترجم.

13 - عبد الصمد بن محمد التميمي.

14 - علي بن أحمد بن العباس النجاشي، والد الرجالي الكبير.

15 - السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوزي الحلي الحسيني[63].

 

أقوال العلماء:

1- الشيخ الطوسيّ: =محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي،
جليل القدر، يكنى أبا جعفر، كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال،
ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه. له نحو من ثلاثمائة
مصنف
[64].


2- ابن إدريس: =كان ثقةً جليل القدر، بصيراً بالأخبار، ناقداً للآثار، عالماً
بالرجال، حفظةً، وهو أُستاذ الشيخ المفيد
[65].

3- السيّد ابن طاووس: = الشيخ المعظّم والشيخ المتَّفق على علمه
وعدالته
[66].

4- الشيخ المفيد: =أخبرني برني الشيخ الثقة الصدوق[67].

5- الشيخ البهائيّ: رئيسَ المحدّثين وحجّة الإسلام[68].

السيّد محمّد مهدي بحر العلوم: =ركنٌ من أركان الشريعة، رئيس
المحدّثين، والصدوق فيما يرويه عن الأئمّة
عليهم‏السلام أجمعين[69].

إلى غير ذلك من كلمات الثناء والإطراء والتوثيق والإقرار له بالفضل
والأفضليّة.

 

وفاته:

تُوفّي الشيخ الصدوق سنة (381 ه ) في بلدة الريّ، فدُفن قرب مرقد السيّد
عبد العظيم الحسنيّ رحمه الله. جنوبيّ مدينة طهران، عند بستان طغرليّة في
بقعة عالية ظهرت عنها الكرامات بعد مدفنه. عن عمرٍ مبارك بلغ نيّفاً وسبعين
عاماً. رحمه الله ونفع به المسلمين. وحشره مع محمد واله الطيبين الطاهرين.

 


 

الشيخ الطوسي رحمه‏الله

اسمه ولقبه ونعوته:

هو المفسر، والمحدث، والفقيه، والأصولي، والمتكلم، والرجالي في القرن
الخامس الهجري، علامة الآفاق الشيخ أبو جعفر، محمد بن الحسن بن علي بن
الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة.

 

ولادته ونشأته

ولد الشيخ الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن
الطوسي، في شهر رمضان عام 385 ه‏د، في طوس - على الأرجح - وبها نشأ،
وكانت طوس إحدى مراكز العلم المهمة في خراسان، ذلك الإقليم الواسع
الذي أنجب كثيرا من المفكرين، وينسب إليه خلق كثير من العلماء في كل فن،
ومن المحتمل أن الشيخ الطوسي درس فيه علوم اللغة والأدب والفقه وأصوله
والحديث وعلم الكلام، ولما بلغ الثالثة والعشرين من عمره عام 408 ه‏د هاجر
إلى بغداد، وكانت في ذلك الوقت ملتقى رجال العلم والفكر والأدب، وكانت
تدرس في معاهدها مختلف العلوم العقلية والنقلية.

 

شيوخه:

شيوخه وهم الذين تدور روايته عليهم في كتبه ونقتصر على بعضهم:

1 - أحمد بن إبراهيم القزويني، المتوفى بعد سنة 408 ه .

2 - أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز، المعروف بابن الحاشر، ويعرف
أيضا بابن عبدون، المتوفى سنة 423 ه .

3 - أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي، المكنى بأبي
العباس أو بأبي الحسين، المتوفى سنة 450 ه .

4 - أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت الأهوازي، ويعرف بابن أبي
الصلت أيضا، ويكنى بأبي الحسن، المتوفى سنة 409 ه .

5 - جعفر بن الحسين بن حسكة القمي، يكنى بأبي الحسين.

6 - أبو حازم النيشابوري.

7 - أبو الحسن الصقال، أو ابن الصقال.

8 - الحسن بن القاسم المحمدي، ويكنى بأبي محمد، ويلقب بالشريف
والنقيب والعلوي والمحمدي، المتوفى بعد سنة 5410.

9 - الحسن بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أشناس البزار، وقيل.
البزاز، المعروف بابن أشناس، وابن الحمامي، ويكنى بأبي علي، المتوفى سنة
439 ه .

10 - الحسن بن محمد بن يحيى الفحام، أو ابن الفحام، ويكنى بأبي محمد
ويلقب بالسر من رائي أو السامري، المتوفى سنة 408 ه .

11 - الحسين بن إبراهيم القزويني، ويكنى بأبي عبد الله، المتوفى بعد سنة
408 ه‏د

12 - الحسين بن إبراهيم القمي، ويكنى بأبي عبد الله، ويعرف بابن
الخياط، أو ابن الحناط.

13 - الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري، ويكنى بأبي عبد الله،
وينعت بالعطاردي، وبشيخ الطائفة، المتوفى سنة 411 ه .


14- الحسين بن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، المتوفى بعد سنة
408 ه .

15 - أبو الحسين بن سوار المغربي.

 

تلامذته:

نقتصر على ذكر بعضهم وهو كالتالي:

1 - آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسفي.

2 - أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري، يكنى بأبي بكر. المتوفى نحو
سنة 480 ه‏د

3 - إسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، ويكنى بأبي
طالب.

4 - إسماعيل بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، ويكنى
بأبي إبراهيم، المتوفى سنة 500 ه .

5 - بركة بن محمد بن بركة الأسدي، ويكنى بأبي الخير.

6 - تقي بن نجم الحلبي، ويكنى بأبي الصلاح، المتوفى سنة 447 ه . 7 -
جعفر بن علي بن جعفر الحسيني، ويكنى بأبي إبراهيم، أو بأبي الحسن.

8 - الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، ويدعى حسكا، ويكنى بأبي
محمد، ويلقب شمس الإسلام، المتوفى سنة 5512 ه .

9 - الحسن بن عبد العزيز بن الحسن الجبهاني، ويكنى بأبي محمد، ويعرف
بالمعدل والعدل.

10 - أبو الحسن اللؤؤ.


11 - الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، يكنى بأبي علي، ويلقب
بالمفيد، أو المفيد الثاني، المتوفى نحو سنة 511 ه .

12 - الحسن بن مهدي السليقي، ويكنى بأبي طالب، وينعت بالعلوي
والحسني والحسيني.

13 - الحسين بن الفتح الواعظ البكر آبادي الجرجاني.

14 - الحسين بن المظفر بن علي الهمداني، وقيل: الهمداني، ويكنى بأبي
عبد الله، ويعرف بالقزويني المتوفى سنة 460 ه .

15 - السيد ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني المروزي، ويكنى بأبي
الصمصام، ويلقب بعماد الدين
[70].

 

مؤفاته:

لقد أبدع وأجاد في هذا المضمار فهو المفسر والمحدث والفقيه والكلامي
والرجالي

1 - التفسير وعلوم القران.

وله فيه:

أ: التبيان. ب: المسائل الرجبية. ج: المسائل الدمشقية.

2 - الحديث، وله فيه:

أ: تهذيب الأحكام. ب: الاستبصار فيما اختلف من الأخبار.

3 - الرجال، وله فيها: أ: الفهرست. ب: الرجال. ج: اختيار الرجال. 4 -
علم الكلام والإمامة، وله فيه:

أ. تلخيص الشافي. ب: الغيبة. ج: المفصح في الإمامة. د: الاقتصاد فيما
يجب على العباد. ه‏د: النقض على ابن شاذان في مسألة الغار. و. مقدمة في
المدخل إلى علم الكلام. ز. رياضة العقول، في شرح المدخل المتقدم. ح: ما
يعلل وما لا يعلل. ط: أصول العقائد. ي: المسائل في الفرق بين النبي والإمام.
ك: المسائل الرازية في الوعيد.

ل: ما لا يسع المكلف الإخلال به. م: تمهيد الأصول، في شرح كتاب السيد
المرتضى (جمل العلم والعمل). ن: الكافي، في علم الكلام. س: تعليق ما لا
يسع. ع: مسألة في الحسن والقبح. ف: ثلاثون مسألة كلامية. ص: اصطلاحات
المتكلمين. ق: الاستيفاء في الإمامة.

5 - علم الفقه والفقه المقارن، وله فيه:

أ: النهاية. ب: المبسوط في الفقه. ج: الإيجاز في الفرائض. د. الجمل
والعقود. ه‏د: المسائل الجنبلائية.

6 - علم الأصول، وله فيه:

أ: العمدة في أصول الفقه. ب: شرح الشرح. ج: مسألة في العمل بخبر
الواحد.

7 - الأدعية والعبادات، وله فيها: أ: مصباح المتهجد. ب: مختصر المصباح.
ب: هداية المسترشد وبصيرة المتعبد. إلى غيرها من المؤفات القيمة والمفيدة.

 

وفاته:

توفي رحمه الله في 22 محرم سنة 460 ه ودفن في منزله بالنجف الأشرف
وبوفاته فقد العالم الإسلامي واحداً من أعظم و أشهر الفقهاء والذي قل نظيره
من حيث الشمولية التي امتاز بها و لازال الفقهاء يستضيئون بنوره الذي لا
يخبو ولا ينطفأ أبداً. فرحمه الله واسكنه فسيح جنانه.

هذه جذوة وقبس من نور حياتهم رحمهم الله جميعاً وجعلنا من السائرين
على هديهم ومقتفين آثارهم.

 

آخر المطاف:

أخيرا فهذه الدراسة التي سنشرع بها الآن ان شاء الله تعالى تكون بذرة
طيبة صالحة يغترف منها الفقيه والمتكلم والمؤخ، ونكون قد أسدينا خدمة
وبضاعة مزجاة ابتغاء لمرضاة المولى جل وعلا وتقربا إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين
عليهم‏السلام. ولا ندعي العصمة فهذه الأبحاث
قابلة للبحث والتنقيب أكثر، ومن وجد فيها خللاً أو خطأّ فليرشدنا إليه فان
العصمة لأهلها، ورحم الله امرئ أهدى إليّ عيوبي. والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.


 



[1] بصائر الدرجات: الصفار، ص 349.

 

[2] مستدرك الوسائل: ج 3 ص 876.

 

[3] خلاصة الأقوال: العلامة الحلي ، ص43.

 

[4] بحار الأنوار: ج 106 ص 3.

 

[5] وصول الأخيار إلى وصول الأخبار: حسين عبد الصمد العاملي، ص 121.

 

[6] عدة الرجال: الاعرجي ، ص 43.

 

[7] منتقى الجمان: 2/1.

 

[8] أعيان الشيعة: 442/9.

 

[9] المصدر نفسه: 6/1.

 

[10] راجع: المنهج الرجالي عند السيّد البروجردي للسيّد الحسيني الجلالي.

 

[11] ترتيب أسانيد الكافي: 108.

 

[12] ترتيب أسانيد الكافي: 108.

 

[13] معجم رجال الحديث: 1/ 13.

 

[14] الكافي: 159/1ح 8.

 

[15] الكافي: 213/1ح 2.

 

[16] العسكري، أخبار المصحفين: 33، 13.

 

[17] الكافي: 1/160 ح13.

 

[18] الكافي: 20/1 ح 14.

 

[19] الكافي: 42/1 ح 6.

 

[20] تصحيفات المحدثين: العسكري، المقدمة ص 38.

 

[21] الرواشح السماوية: 133.

 

[22] التهذيب: 47/8، ح 147، 66.

 

[23] معجم رجال الحديث: 102/20 رقم 13628.

 

[24] التهذيب: 279/5 ح 956.

 

[25] الكافي: 529/4 ح 7، وراجع أيضاً معجم رجال الحديث: 34/23 رقم 15151.

 

[26] منتقى الجمان: 335/1.

 

[27] الرواشح السماوية: 134 ـ 135.

 

[28] توجيه النظر إلى أصول الأثر: طاهر الجزائري الدمشقي ، ج2 ص 592. الناشر: مكتبة
المطبوعات الإسلامية - حلب ط/1، 1416ه - 1995م. تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة.

 

[29] مقدمة ابن الصلاح، ص 138.

 

[30] خاتمة المستدرك: الميرزا النوري ، ج3 ص 467.

 

[31] قرية كُلَين على بعد 38 كيلو متراً من مدينة رَي، الواقعة في جنوب العاصمة طهران.

انظر: هدية العارفين، إسماعيل باشا البغدادي: ج2 ص35.

 

[32] جامع الأصول: 11/ 233.

 

[33] سير أعلام النبلاء - الذهبي ج 15 ص 280 /125

 

[34] رجال النجاشي: 377/رقم 1026.

 

[35] الفهرست: 135

 

[36] رجال الطوسي: 495

 

[37] الخلاصة: القسم الأول، ص 145.

 

[38] رجال ابن داود: ص 178.

 

[39] كشف المحجة: ص 158.

 

[40] فرج المهموم: ص 9.

 

[41] البحار: 108//141.

 

[42] نقلاً عن مشيخة الفقيه: ص 116.

 

[43] جامع الأصول: 11/ 233.

 

[44] الكامل في التاريخ: 274/6.

 

[45] سير أعلام النبلاء: 15/ 280 رقم 125.

 

[46] تاريخ الإسلام: 24/ 250 رقم 416، حوادث سنة 328.

 

[47] المشتبه: ص 553، توضيح المشتبه: 337/7.

 

[48] روضات الجنات: 551 نقلا من التبصير.

 

[49] لسان الميزان: 637/6 رقم 8277.

 

[50] تاريخ دمشق: ج 297/56

 

[51] تاريخ دمشق: 56 /298.

 

[52] القاموس المحيط: 263/4 في مادة: كلان.

 

[53] تاج العروس: 322/9 في مادة: كلان

 

[54] الإكمال: 145/7 ط 1 سنة 1411 من الهجرة، دار الكتب العلمية، بيروت.

 

[55] الوافي بالوفيات: 5/ 226 رقم 2300.

 

[56] الأعلام للزركلي: 145/7.

 

[57] معجم المؤفين: 116/12.

 

[58] الغيبة: الشيخ الطوسي ، ص 309.

 

[59] الكنى والألقاب: ج1 ص 221.

 

[60] الإمامة والتبصرة: ابن بابويه القمي ص 20 ، المقدمة.

 

[61] الفهرست: الشيخ الطوسي ، ص 238-237.

 

[62] ومن أراد إحصاء جميع مشايخه يراجع مقدمة كتاب الامالي ص 16.

 

[63] تلامذته رحمه الله أكثر من هذا العدد ومن أراد الاطلاع يراجع مقدمة كتاب الامالي
ص26.

 

[64] الفهرست: ص 237.

 

[65] السرائر: ابن إدريس، ج2 ص 529.

 

[66] فرج المهموم: ابن طاووس ، ص 129.

 

[67] خلاصة الإيجاز: الشيخ المفيد ص 40.

 

[68] الهداية ، المقدمة ص 213.

 

[69] الفوائد الرجالية: ج 3 ص 292.

 

[70] ومن أراد الوقوف على مشايخه وتلامذته يراجع ما كتبه المحقق الشهير أغا بزرك
طهراني بعنوان حياة الشيخ الطوسي.