المراجعة 50
13 المحرم سنة 1330

وجه الاستدلال (بخصائصه) على امامته

ان من كان مثلكم ـ ثاقب الرؤية، بعيد المرمى، خبيراً بموارد الكلام ومصادره، بصيراً بمراميه ومغازيه، مستبصراً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحكمته البالغة، ونبوته الخاتمة، مقدراً قدره في أفعاله وأقواله، وأنه لا ينطق عن الهوى لا تفوته مقاصد تلك السنن ولا تخفى عليه لوازمها عرفاً وعقلاً، وما كان ليخفى عليك ـ وأنت من أثبات العربية وأسنادها(1) ـ أن تلك السنن قد أعطت علياً من المنازل المتعالية ما لا يجوز على الله تعالى وانبيائه إعطاؤها إلا لخلفائهم وأمنائهم على الدين وأهله، فاذا لم تكن دالة على الخلافة بالمطابقة فهي كاشفة عنها البتة، ودالة عليها لا محالة بالدلالة الالتزامية، واللزوم فيها بيّن بالمعنى الأخص. وحاشا سيد الأنبياء أن يعطي تلك المنازل الرفيعة الا لوصيه، من بعده، ووليه في عهده. على أن من سبر غور سائر السنن المختصة بعلي، وعجم عودها بروية وانصاف؛ وجدها بأسرها ـ الا قليلاً منها ـ ترمي الى امامته، وتدل عليها إما بدلالة

____________

(1) أثبات بفتح الهمزة جمع ثبت بفتحتين، وأسناد جمع سند بفتحتين أيضاً والثبت والسند هو الحجة (منه قدس).

الصفحة 301
المطابقة، كالنصوص السابقة(1) ، وكعهد الغدير، وإما بدلالة الالتزام كالسنن التي أسلفناها ـ في المراجعة 48 ـ وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض(2) »(3) ، وقوله صلى الله

____________

(1) المذكورة في المراجعة 20 والمراجعة 26 والمراجعة 36 والمراجعة 40 (منه قدس).

(2) أخرجه الحاكم في صفحة 124 من الجزء 3 من المستدرك والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه، مصرحين بصحته، وهو من الأحاديث المستفيضة ومن ذا يجهل كون علي مع القرآن والقرآن مع علي بعد صحاح الثقلين ـ الكتاب والعترة ـ فقف على ما أوردناه منهما في ـ المراجعة 8 ـ واعرف حق امام العترة وسيدها لا يدافع ولا ينازع (منه قدس).

(3) يوجد هذا الحديث في: المناقب للخوارزمي الحنفي: 110 ط الحيدرية وص107 ط تبريز، المعجم الصغير للطبراني: 1/55، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 399 ط الحيدرية وص253 ط الغري، مجمع الزوائد: 9/134، الصواعق لابن حجر: 122 وص124 ط المحمدية وص74 وص75 ط الميمنية بمصر تاريخ الخلفاء للسيوطي: 173 ط السعادة بمصر وص67 ط الميمنية، واسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار: 157 ط السعيدية وص143 ط العثمانية، نور الأبصار للشبلنجي: 73 ط السعيدية وص73 ط العثمانية، الغدير للأميني: 3/180، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 40 و90 و185 و237 و283 و285 ط اسلامبول وص44 و103 و219 و281 و339 و342 ط الحيدرية و: 1/38 و88 و: 2/10 و61 و108 و110 ط العرفان بصيدا، غاية المرام ص540 (باب) 45 ط ايران، فيض الغدير للشوكاني: 4/358، الجامع الصغير للسيوطي: 2/56، عبقات الأنوار (قسم حديث الثقلين): 1/277، فرائد السمطين للحمويني: 1/177 ح140.

وفي احقاق الحق: 5/640 عن: المناقب لابن مردوية مخطوط، منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند لأحمد: 5/31 ط الميمنية، المناقب لعبدالله الشافعي مخطوط، مفتاح النجا للبدخشي: 66 مخطوط، أسنى المطالب: 136، أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي: 597 و598 ط لاهور، الفتح الكبير للنبهاني: 2/242 ط مصر.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.

يوجد في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14/321، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/119 ح1162 غاية المرام ص539 (باب) 45 ط ايران، الغدير للأميني: 3/177، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/73 ط مصطفى محمد بمصر و: 1/68 ط آخر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/30، فرائد السمطين للحمويني: 1/177.

وذكره في احقاق الحق: 5/624، أرجح المطالب لعبيدالله الحنفي: 598 ط لاهور.

ونقله في الغدير: 3/178 عن: المناقب لابن مردوية، فضائل الصحابة للسمعاني، ربيع الأبرار للزمخشري.

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

«رحم الله علياً، اللهم أدر الحق معه حيث دار».

يوجد في: صحيح الترمذي: 5/297 ح3798، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: 3/124، المناقب للخوارزمي الحنفي: 56 ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/117 ح1159 و1160 غاية المرام: 539 (باب) 45 ط ايران، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/572 أفست بيروت على ط مصر، و: 10/270 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/62 ط الميمنية بمصر، الفتح الكبير للنبهاني: 2/131، جامع الأصول لابن الأثير: 9/420 فرائد السمطين للحمويني: 1/176.

وذكره في احقاق الحق: 5/626 عن: المحاسن والمساوي للبيهقي: 41 ط بيروت، الأنصاف للباقلاني: 58 ط القاهرة، المناقب لعبدالله الشافعي: 28 مخطوط، الجمع بين الصحاح لزرين ج3 مخطوط، تاريخ الاسلام للذهبي: 2/198 ط مصر، مفتاح النجا للبدخشي مخطوط، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 180 مخطوط، أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 599 ط لاهور...

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال مشيراً الى علي بن أبي طالب عليه السلام «الحق مع ذا الحق مع ذا».

راجع: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 3/119 ح1161؛ مجمع الزوائد: 7/35، الغدير: 3/179.

عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

«الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار».

راجع: فرائد السمطين للحمويني الشافعي: 1/177 ح139.

الصفحة 302

الصفحة 303
عليه وآله وسلم: «علي مني بمنزلة رأسي من بدني(1) »(2) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث عبدالرحمن بن عوف(3) : «والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن اليكم رجلاً مني أو كنفسي... الحديث؛

____________

(1) أخرجه الخطيب من حديث البراء، والديلمي من حديث ابن عباس، ونقله ابن حجر في صفحة 75 من صواعقه، فراجع الحديث 35 من الأربعين حديثاً التي أوردها في الفصل الثاني من الباب 9 من صواعقه (منه قدس).

(2) يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/375 ح870، الصواعق المحرقة لابن حجر: 123 ط المحمدية وص75 الميمنية، نور الأبصار للشبلنجي: 73 ط السعيدية بمصر وص73 ط العثمانية، اسعاف الراغبين للصبان المطبوع بهامش نور الأبصار: 158 ط السعيدية وص143 ط العثمانية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 180 و185 254 و284 ط اسلامبول وص212 و219 و303 و341 ط الحيدرية و: 2/4 و10 و79 و109 ط العرفان بصيدا، المناقب للخوارزمي الحنفي: 87 و91 ط الحيدرية، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 92 ح135 و136، الجامع الصغير للسيوطي: 2/56 ط الميمنية و: 2/140 ح5596 ط مصطفى محمد، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/30، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/214.

وفي احقاق الحق: 5/236 عن: فردوس الأخبار الديلمي، المناقب المرتضوية: 88 ط بمبي، كنوز الحقائق: 18 ط بولاق مفتاح النجا في مناقب آل العبا للبدخشي: 28 و43 مخطوط، مشارق الأنوار للحمزاوي: 91 ط الشرقية بمصر، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 7/12 ط السعادة بمصر، انتهاء الأفهام: 213.

وقريب من هذا اللفظ يوجد في: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافي: 92 ح135 و136، ذخائر العقبى للمحب الطبري الشافعي: 63.

(3) وهو الحديث 6133 ص405 من الجزء 6 من كنز العمال وحسبك حجة على أن علياً كنفس رسول الله آية المباهلة على ما فصله الرازي في معناها من تفسيره الكبير ـ مفاتيح الغيب ـ ص488 من جزئه الثاني، ولا يفوتنك ما ذكرناه من مباحث الآية من كلمتنا الغراء. (منه قدس).

الصفحة 304
وآخره ـ فأخذ بيد علي، فقال: هذا هو»(1) ، الى ما لا يحصى من أمثال هذه السنن، وهذه فائدة جليلة ألفت اليها كل غوّاص على الحقائق، كشاف عن الغوامض، موغل في البحث بنفسه لنفسه، لا يتبع الا ما يفهمه من لوازم تلك السنن المقدسة، بقطع النظر عن العاطفه، والسلام.

ـ ش ـ


الصفحة 304

المراجعة 51
14 المحرم سنة 1330

معارضة الأدلة بمثلها

ربما عارضكم خصومكم بالسنن الواردة في فضائل الخلفاء الثلاثة الراشدين(2) ، وبما جاء منها في فضائل أهل السوابق من المهاجرين والأنصار، فما تقولون؟

ـ س ـ

____________

(1) يوجد في: السمتدرك على الصحيحين للحاكم: 2/120، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/368 ح867 و868، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/163 وص134، الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي: 75 ط الميمنية وص124 ط المحمدية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 40 و285 ط اسلامبول وص44 و341 ط الحيدرية و: 1/38 و110 ط العرفان بصيدا، كنز العمال للمتقي الهندي: 15/144 ح412 ط2، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/276.

وذكره في احقاق الحق: 6/451 عن: أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 446 ط لاهور، انتهاء الأفهام ص212، مفتاح النجا للبدخشي: 28 مخطوط. وقريب منه يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 89 ط الحيدرية وص32 ط بيروت، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 40 الحيدرية، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 3/46، المناقب للخوارزمي الحنفي: 81.

ويأتي أن علياً كنفس الرسول تحت رقم (763) فراجع.

(2)

فضائل الخلفاء

أكثر هذه الفضائل والأحاديث مكذوبة وموضوعة راجع في ذلك: الغدير للمرحوم العلامة الأميني: 5/297 الى ص375 ط بيروت و: 7/87 ـ 114 وص237 ـ 329 و: 8/30 ـ 96 ط بيروت فانه يذكر جملة من الأحاديث مع التصريح بوضعها وكذبها من أعلام القوم. و: 9/218 ـ 396 و: 10/137 ط بيروت، كتاب (أبو هريرة) للسيد عبدالحسين شرف الدين: 28 و29 و30 و36 و37 و38 و117 و135 و136 و137 ط الحيدرية.

الصفحة 305

المراجعة 52
15 المحرم سنة 1330

دفع دعوى المعارضة

نحن نؤمن بفضائل أهل السوابق من المهاجرين والأنصار كافة رضي الله عنهم ورضوا عنه، وفضائلهم لا تحصى ولا تستقصى، وحسبهم ما جاء في ذلك من آيات الكتاب وصحاح السنة، وقد تدبرناه اذ تتبعناه فما وجدناه ـ كما يعلم الله عز وجل ـ معارضاً لنصوص علي، ولا صالحاً لمعارضة شيء من سائر خصائصة. نعم ينفرد خصومنا برواية أحاديث في الفضائل لم تثبت عندنا، فمعارضتهم ايانا بها مصادرة، لا تنتظر من غير مكابر متحكم، اذ لا يسعنا اعتبارها بوجه من الوجوه، مهما كانت معتبرة عند الخصم؛ ألا ترى أنا لا نعارض خصومنا بما أنفردنا بروايته، ولا نحتج عليهم الا بما جاء من طريقهم كحديث الغدير ونحوه، على أنا تتبعنا ما انفرد به القوم من أحاديث الفضائل، فما وجدنا فيه شيئاً من المعارضة، ولا فيه أي دلالة على الخلافة، ولذلك لم يستند اليه ـ في خلافة الخلفاء الثلاثة ـ أحد، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 53
16 المحرم سنة 1330

التماسه حديث الغدير

وتكرر منك ذكر الغدير، فاتل حديثه من طريق أهل السنة نتدبره، والسلام.

الصفحة 306

المراجعة 54
18 المحرم سنة 1330

شذرة من شذور الغدير

أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته(1) ، عن زيد بن أرقم، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بغدير خم تحت شجرات، فقال: «أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب(2) ، واني مسؤول(3) ، وانكم مسؤولون(4) ، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزاك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن السعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها

____________

(1) صرح بصحته غير واحد من الأعلام، حتى اعترف بذلك ابن حجر اذ أورده نقلاً عن الطبراني وغيره في أثناء الشبهة الحاديثة عشرة من الشبهة التي ذكرها في الفصل الخامس من الباب الأول من الصواعق ص25 (منه قدس).

(2) انما نعى اليهم نفسه الزكية تنبيهاً الى أن الوقت قد استوجب تبليغ عهده، واقتضى الأذان بتعيين الخليفة من بعده وأنه لا يسعه تأخير ذلك مخافة أن يدعى فيجيب قبل احكام هذه المهمة التي لا بد له من احكامها، ولا غنى لأمته عن اتمامها (منه قدس).

(3) لما كان عهده الى أخيه ثقيلاً على أهل التنافس والحسد والشحناء والنفاق أراد صلى الله عليه وآله وسلم ـ قبل أن ينادي بذلك ـ أن يتقدم في الاعتذار اليهم تأليفاً لقلوبهم واشفاقاً من معرة أقوالهم وأفعالهم، فقال: واني مسؤول ليعلموا أنه مأمور بذلك ومسؤول عنه، فلا سبيل له الى تركه. وقد أخرج الامام الواحدي في كتابه أسباب النزول بالاسناد الى أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (منه قدس).

(4) لعله أشار بقوله صلى الله عليه وآله وسلم، وانكم مسؤولون، الى ما أخرجه الديلمي وغيره كما في الصواعق وغيرها ـ عن ابن سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: وقفوهم انهم مسؤولون عن ولاية علي، وقال الامام الواحدي: انهم مسؤولون عن ولاية علي وأهل البيت، فيكون الغرض من قوله: وانكم مسؤولون، تهديد أهل الخلاف لوليه ووصيه (منه قدس).

الصفحة 307
الناس ان الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا اولى بهم من أنفسهم(1) ، فمن كنت مولاه(2) ، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس اني فرطكم، وانكم واردون على الحوض؛ حوض أعرض مما بين بصري الى صنعاء، فيه عدد النجوم قد حان من فضة، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله تعالى، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض اهـ.(3) »(4) .

____________

(1) تدبر هذه الخطبة من تدبرها، وأعطى التأمل فيها حقه، فعلم أنها ترمي الى أن ولاية علي من أصول الدين كما عليه الامامية، حيث سألهم أولاً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؟ الى أن قال: وأن الساعة آتية لا ريب فيه، وأن الله يبعث من في القبور، ثم عقب ذلك بذكر الولاية ليعلم أنها على حد تلك الأمور التي سألهم عنها فأقروا بها، وهذا ظاهر لكل من عرف أساليب الكلام ومغازيه من أولي الأفهام (منه قدس).

(2) قوله: وأنا أولى، قرينة لفظية، على أن المراد من المولى انما هو الأولى، فيكون المعنى: أن الله أولى بي من نفسي وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه (منه قدس).

(3) هذا لفظ الحديث عن الطبراني وابن جرير والحكيم الترمذي عن زيد بن أرقم، وقد نقله ابن حجر عن الطبراني وغيره باللفظ الذي سمعته، وأرسل صحته ارسال المسلمات، فراجع ص25 من الصواعق (منه قدس).

(4) خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير:

برواية حذيفة بن أسيد الغفاري الصحابي الجليل. أخرج الطبراني في المعجم الكبير: عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع: نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال:

«يا أيها الناس اني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي الا نصف عمر الذي يليه من قبله واني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب واني مسؤول وانكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا نشهد انك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً.

فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد. ثم قال: ايها الناس ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً رضي الله عنه ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

ثم قال: يا أيها الناس اني فرطكم وانكم واردون علي الحوض؛ حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا (لن يفترقا) حتى يردا علي الحوض».

توجد هذه الخطبة في: الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي: 25 ط الميمنية بمصر وص41 ـ 42 ط المحمدية بمصر وصحح الحديث، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/164، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/45 ح545، كنز العمال للمتقي الهندي: 1/168 ح959 ط2، الغدير للأميني: 1/26 ـ 27، عبقات الأنوار مجلد حديث الثقلين ج1 مجلد12 ص312 ط أصفهان و: 1/156 ط قم، نوادر الأصول للحكيم الترمذي الشافعي: 289 ط مصر ويد الطبع الأثيمة قد حذفت منه هذا الحديث ولم يبق الا الاشارة اليه وقد نقل عنه الحديث تاماً البدخشي في كتابه نزل الأبرار: 18 فراجع، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 37 ط اسلامبول وص41 ط الحيدرية.

وبلفظ اخر توجد في: الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 24، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 16/23، كنز العمال: 1/168 ح958 ط2 برواية زيد بن أرقم.

الصفحة 308

وأخرج الحاكم في مناقب علي من مستدركه(1) ؛ عن زيد بن أرقم من طريقين صححهما على شرط الشيخين، قال: «لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت، واني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، ثم قال: «ان الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل

____________

(1) ص109 من جزئه الثالث (منه قدس).

الصفحة 309
مؤمن، ثم أخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه… وذكر الحديث بطوله، ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص، وقد أخرجه الحاكم أيضاً في باب ذكر زيد بن أرقم(1) ، من المستدرك مصرحاً بصحته. والذهبي ـ على تشدده ـ صرح بهذا أيضاً في ذلك الباب من تلخيصه؛ فراجع(2) .

وأخرج الامام أحمد من حديث زيد بن أرقم(3) قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير، قال: فخطبنا، وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بثوب على شجرة سمرة، من الشمس، فقال: ألستم تعلمون؟ أولستم تشهدون أني أولى بكم مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى؛ قال: فمن كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(4) اهـ.

وأخرج النسائي عن زيد بن أرقم(5) ؛ قال: لما رجع النبي من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت، واني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله، وعترتي أهل

____________

(1) ص533 من جزئه الثالث (منه قدس).

(2) حديث الغدير برواية زيد بن أرقم الصحابي الكبير.

يوجد في خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 93 ط الحيدرية وص21 ط التقدم بمصر وص35 ط بيروت، المناقب للخوارزمي الحنفي: 93 ط الحيدرية، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 32 ط اسلامبول، الغدير للأميني: 1/30، كنز العمال للمتقي الهندي: 15/91 ح255 ط2، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/117 و121 و144 و152 و161.

(3) في ص372 من الجزء الرابع من مسند (منه قدس).

(4) أخرجه ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق: 2/42 ح543.

(5) ص21 من الخصائص العلوية عند ذكر قول النبي: من كنت وليه فهذا وليه (منه قدس).

الصفحة 310
بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: ان الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن، ثم أنه أخذ بيد علي، فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال أبو الطفيل: فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(1) ، فقال: وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه(2) . اهـ. وهذا الحديث أخرجه مسلم في باب فضائل علي من صحيحه(3) من عدة طرق عن زيد بن أرقم، لكنه أختصره فبتره ـ وكذلك يفعلون ـ.

وأخرج الامام أحمد من حديث البراء بن عازب(4) من طريقين، قال: كنا مع رسول الله، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تحت شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد

____________

(1) سؤال أبي الطفيل ظاهر في تعجبه من هذه الأمة اذ صرفت هذا الأمر عن علي مع ما ترويه عن نبيها في حقه يوم الغدير وكأنه شك في صحة ما ترويه في ذلك فقال لزيد حين سمع روايته منه أسمعته من رسول الله؟ كالمستغرب المتعجب الحائر المرتاب، فأجابه زيد بأنه لم يكن في الدوحات أحد على كثرة من كان يؤمئذ من الخلائق هناك؛ الا من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه، فعلم أبو الطفيل حينئذ أن الأمر كما قال الكميت عليه الرحمة:

ويود الدوح دوح غدير خم * أبان له الخلافه لو أطيعا
ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطراً مبيعا
ولم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقاً أضيعاً

(منه قدس)

(2) خصائص أمير المؤمينن للنسائي الشافعي: 93 ط الحيدرية وص35 ط بيروت، صحيح مسلم: 2/362 ط عيسى الحلبي بمصر و: 7/122 ط محمد علي صبيح بمصر و: 7/123 ط المكتبة التجارية في بيروت، وقد اختصر الحديث، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 2/36 ح534، أنساب الاشراف للبلاذري: 2/315، عبقات الأنوار (حديث الثقلين): 1/122 و125 و132 و159 و177 و212، المناقب للخوارزمي: 93، كنز العمال: 15/91.

(3) ص325 من جزئه الثاني (منه قدس).

(4) في ص281 من الجزء الرابع من مسنده (منه قدس).

الصفحة 311
علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة(1) .

وأخرج النسائي عن عائشة بنت سعد(2) ، قالت: سمعت أبي يقول: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الجحفة، فأخذ بيد علي وخطب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اني وليكم، قالوا صدقت يا رسول الله، ثم رفع يد علي، فقال: هذا وليي ويؤدي عني ديني، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه»(3) .

____________

(1) حديث الغدير برواية الصحابي البراء بن عازب.

يوجد هذا الحديث في: ذخائر العقبى للطبري الشافعي: 67، فضائل الخمسة: 1/350، الرياض النضرة للطبري الشافعي: 2/223، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 24، الحاوي للفتاوي لجلال الدين السيوطي الشافعي: 1/122، كنز العمال: 15/117 ح335 ط2.

وقريب منه يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/47 ح546 و547 و548 و549 و550، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/215، المناقب للخوارزمي: 94، الغدير للأميني: 1/18 ـ 20، فرائد السمطين: 1/64 و65 و71.

(2) في ص4 من خصائصه العلوية في باب ذكر منزلة علي من الله عز وجل، وفي ص25 في باب الترغيب في موالاته، والترهيب من معاداته (منه قدس).

(3) حديث الغدير برواية سعد بن أبي وقاص.

يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 101 ط الحيدرية وص40 ط بيروت وص25 ط التقدم بمصر، فضائل الخمسة: 1/365 ط بيروت، البداية والنهاية: 5/212، الغدير: 1/38 و41.

الصفحة 312

وعن سعد أيضاً،(1) قال: «كنا مع رسول الله فلما بلغ غدير خم، وقف للناس ثم رد من تبعه، ولحق من تخلف، فلما اجتمع الناس اليه قال: أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثم أخذ بيد علي فأقامه، ثم قال: من كان الله ورسوله وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»(2) . اهـ.

والسنن في هذه كثيرة لا تحاط ولا تضبط، وهي نصوص صريحة بأنه ولي عهده وصاحب الأمر من بعده(3) ، كما قال الفضل بن العباس بن أبي لهب(4) :

وكان ولي العهد بعد محمد * علي وفي كل المواطن صاحبه

ش

____________

(1) فيما أخرجه النسائي صفحة 25 من خصائصه (منه قدس).

(2) راجع: خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 101 ط الحيدرية وص41 ط بيروت وص25 ط التقدم بمصر، فضائل الخمسة: 1/365 ط بيروت، فرائد السمطين: 1/70، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 2/53 ح552، الغدير: 1/38.

(3) راجع في ذلك: الغدير للعلامة الأميني: 1/14 ـ 213 ط بيروت، عبقات الأنوار مجلدان في حديث الغدير ط الهند، وغاية المرام، وترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/5 ـ 90.

قول عمر بن الخطاب لعلي يوم الغدير: «هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة».

يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/50 ح548 و549 و550، المناقب للخوارزمي الحنفي: 94، مسند أحمد بن حنبل: 4/281 ط الميمنية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي المكي: 24، الحاوي للفتاوي للسيوطي: 1/122، ذخائر العقبى: 67 فضائل الخمسة: 1/350 فضائل الصحابة للسمعاني مخطوط تاريخ الاسلام للذهبي: 2/197 ط مصر، علم الكتاب لخواجه الحنفي: 161، وذكره في نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 109، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 30 و31 و249 ط اسلامبول وص33 و34 و397 ط الحيدرية، تفسير الفخر الرازي الشافعي: 3/63 ط الدار العامرة بمصر و: 12/50 ط مصر 1375 هـ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي: 29، مشكاة المصابيح: 3/246، عبقات الأنوار قسم حديث الثقلين: 1/285، فرائد السمطين للحمويني: 1/77 ب13.

وذكره في الغدير: 1/272 عن: المصنف لابن أبي شيبة، المسند الكبير لأبي العباس الشيباني، المسند لأبي يعلى الموصلي، تفسير ابن مردويه، الكشف والبيان للثعلبي، الرياض النضرة: 2/169 ط الخانجي، كفاية الطالب في حياة علي بن أبي طالب للشنقيطي: 28، المناقب لابن الجوزي الحنبلي، الخصائص العلوية للنطنزي، وسيلة المتعبدين لعمر بن محمد الملا، البداية والنهاية لابن كثير: 5/212، الخطط للمقريزي: 223، بديع المعاني للأذرعي الشافعي: 75، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 406، كنز العمال: 6/397، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي الشافعي: 2/173، الصراط السوي في مناقب آل النبي لمحمود الشيخاني المدني، وسيلة المال للشيخ أحمد باكثير الشافعي، من أفض الروافض لحسام الدين السهارنبوري، مفتاح النجا للبدخشي، نزل الأبرار له أيضاً، الروضة الندية للصنعاني، معارج العلى للشيخ محمد صدر العالم.

«من كنت مولاه فعلي مولاه».

يوجد في: صحيح الترمذي: 5/297 ح3797، سنن ابن ماجة: 1/45 ح121، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/213 ح276 و277 و278 و279 و281 و460 و461 و465 و: 2/14 ح509 و510 و519 و520 و524 و525 و529 و530 و531 و533 و534 و536 و537 و538 و540 و541 و542 و551 و554 و555 و556 و557 و563 و564 و574 و575 و577 و578 و579 و587 ط1 بيروت، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/103 و105 و106 و107 و108، كنز العمال: 15/91 و92 و120 و135 و143 و147 و150 ط2، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 94 و95 و50 ط الحيدرية، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/110 وصححه وص116، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك: 3/110، حلية الأولياء لأبي نعيم: 5/26، أسد الغابة لابن الأثير: 1/369، و: 3/274 و: 5/208، جامع الأصول لابن الأثير: 9/468، المناقب للخوارزمي الحنفي: 79 و94 و95، الدر المنثور للسيوطي: 5/182، نظم درر السمطين للزرندي الحفني: 112، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 19 ح24 و23 و30 و31 و32 و34 و36، الحاوي للسيوطي: 1/122، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4 ق2 ص431 ط حيدر آباد اشار الى الحديث فقط مسند أحمد بن حنبل: 1/88 ط1 و: 2/672 بسند صحيح، و: 4/372 ط1، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 31 و33 و36 و37 و38 و181 و187 و274، ذخائر العقبى: 67، الاصابة: 1/305 و372 و567 و: 2/257 و382 و408 و509 و: 3/542 و: 4/80 الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: 8/307 تاريخ الخلفاء للسيوطي الشافعي: 169 ط السعادة بمصر وص65 ط الميمنية بمصر، مصابيح السنة للبغوي الشافعي: 2/275 كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 58 و60 و62 و286 ط الحيدرية وص14 و15 و16 و153 ط الغري، الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري المتوفي سنة 276 هـ: 1/101 شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/157 ح210 و212 و213، سر العالمين للغزالي: 21، مشكاة المصابيح للعمري: 3/243، الرياض النضرة: 2/222 و223 و224 التاريخ الكبير للبخاري ج1 ق1 ص375 ط2 بتركيا، فرائد السمطين: 1/63 و66.

ورواه في ذيل احقاق الحق: 6/228 عن: أخبار أصفهان لأبي نعيم: 1/235، فضائل الصحابة للسمعاني الشافعي مخطوط، الجمع بين الصحاح لرزين العبدري مخطوط، تاريخ الاسلام للذهبي: 2/196، البداية والنهاية: 5/211 و212 و213 و214 و: 7/338 و348 و448 و334، المناقب لعبدالله الشافعي: 106 مخطوط، وفاء الوفاء: 2/173، مفتاح النجا للبدخشي: 58 مخطوط، تيسير الوصول لابن الديبع: 2/147 ط نول كشور، راموز الأحاديث للنقشبندي: 168، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 8/290، الكنى والأسماء للدولابي: 1/160 ط حيدر آباد، نزهة الناظرين: 39، الجرح والتعديل لابن المنذر: ج4 ق2 ص431، أخلاق النبي لعبدالله الأصفهاني، الشذرات الذهبية ص54، أخبار الدول للقرماني: 102، شرح أرجوزة الشيخ الخزرجي له: 275 و293 مخطوط، ذخائر المواريث للنابلسي: 1/213، كنوز الحقائق للمناوي حرف الميم ط بولاق، أرجح المطالب للشيخ عبيدالله الحنفي: 564 و568 و570 و571 و448 و581 و36 و579، المنتخب من صحيح البخاري ومسلم ملحمد بن عثمان البغداي: 217 مخطوط، فتح البيان لحسن خان الحنفي: 7/251 ط بولاق، الأربعين لابن أبي الفوارس: 39 مخطوط، الاعتقاد على مذهب السلف للبيهقي: 182، الأربعين حديثاً للهروي مخطوط، المعتصر من المختصر: 2/332 ط حيدر آباد، موضع أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي: 1/91، التهذيب لابن حجر العسقلاني الشافعي: 1/337، البيان والتعريف لابن حمزة: 2/230، الأضداد: 25 و180، العثمانية للجاحظ: 134 و144، مختلف الحديث لابن قتيبة: 52، النهاية لابن الأثير الجزري: 4/346 ط المنيرية بمصر، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/244 ط الخانجي بمصر، دول الاسلام: 1/20، تذكرة الحفاظ للذهبي: 1م10 المواقف للايجي: 2/611، شرح المقاصد للتفتازاني: 2/219، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 4 مخطوط، متخب كنز العمال للمتقي الهندي المطبوع بهامش مسند أحمد: 5/30، فيض القدير للمناوي الشافعي: 1/57 أسنى المطالب في أحاديث مختلف المراتب: 221، الروض الأزهر للقندر الهندي: 94، الجامع الصغير للسيوطي ح900، الكنى والأسماء للدولابي: 2/88.

رواه في ذيل ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق عن: المعجم الكبير للطبراني ج1 ورق 149 والورق 205، الفضائل لأحمد بن حنبل ح91 و82 و139 من باب فضائل أمير المؤمنين مخطوط، الكامل لابن عدي ج2 الورق 20 مخطوط، وفي احقاق الحق أيضاً عن: الشرف المؤبد لآل محمد للنبهاني البيروتي: 111، مقاصد الطالب للبرزنجي: 11، تاريخ آل محمد لبهجت أفندي: 121، بلوغ الأماني المطبوع في ذيل الفتح الرباني: 21/213.

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الغدير:

«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».

يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/211 ح275 و: 2/5 ح501 و503 و504 و505 و506 و512 و526 و527 و532 و535 و539 و543 و545 و546 و549 و561 و566 و567 و568 و570 و571 و572 و573 و580 و583 ط1 بيروت خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 96 و100 و104 ط الحيدرية وص23 و25 ط التقدم بمصر، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 56 و59 و62 ط الحيدرية وص14 و17 ط الغري، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 16 ح23 و26 و27 و29 و33 و37 و38 و155، أسد الغابة لابن الأثير الشافعي: 1/367 و: 2/233 و: 3/92 و93 و307 و321 و: 4/28 و: 5/6 و205 و275، مسند أحمد بن حنبل: 2/ ح961 بسند صحيح ط دار المعارف و: 4/281 ط1، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: 1/190 ح245 و247 و248، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 7/17 و: 9/104 و105 و106 و107 و108 ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 29 و30 و31 و32 و33 و37 و38 و206 و249 و274 و281 وصححه ط اسلامبول وص33 و34 و35 و36 و37 ط الحيدرية، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/112، تاريخ اليعقوبي: 2/93، المستدرك على الصحيحين للحاكم: 3/116 و371، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/47، مناقب الكلابي من المسند ح31 مطبوع بآخر المناقب لابن المغازلي، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 109، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 23 و24، ذخائر العقبى: 67، المناقب للخوارزمي الحنفي: 93، الحاوي للفتاوي: 1/122، ميزان الاعتدال للذهبي: 3/294، الاستيعاب لابن عبدالبر المالكي المطبوع بهامش الاصابة: 3/36، تاريخ الخلفاء للسيوطي الشافعي: 169 ط السعادة بمصر وص65 ط الميمنية بمصر، الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي الشافعي: 25 وصححه وص73 ط الميمنية بمصر وص41 وصححه وص120 ط المحمدية، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4/388 ط1 بمصر و: 19/217 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تفسير الفخر الرازي الشافعي: 3/636 ط الدار العامرة بمصر و: 12/50 ط مصر 1375 هـ مشكاة المصابيح للعمري: 3/246 كنز العمال: 15/138 ح400 و401 و426 و430 ط2، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري: 2/223، أخبار أصفهان لأبي نعيم: 1/107 و: 2/227، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14/236، الشرف المؤبد للنبهاني: 113، صفوة الصفوة لابن الجوزي الحنبلي: 1/121، نهاية العقول للفخر الرازي الشافعي: 199، المعتصر من المختصر ليوسف بن موسى الحنفي: 2/301، تاريخ الاسلام للذهبي. فرائد السمطين للحمويني: 1/71 و77.

ورواه في احقاق الحق: 6/233 عن أرجح المطالب: 213 و560 و562 و563 و572 و574 و577 و580 و679 ط لاهور، البداية والنهاية لابن كثير: 5/210 و211 و213 و219 و366 و: 7/346، تفسير الثعلبي مخطوط، وفاء الوفاء للسمهودي: 2/173، الاعتقاد على مذهب السلف للبيهقي: 195، الكاف الشاف لابن حجر العسقلاني الشافعي: 29 وص95 ط مصر، فضائل الصحابة للسمعاني مخطوط، الروض الأزهر: 100، سعد الشموس والأقمار: 209، درر بحر المناقب: 92 مخطوط، مفتاح النجا للبدخشي: 57 وصححه مخطوط، نقد عين الميزان للشيخ محمد بهجت: 22، تاريخ آل محمد لبهجت أفندي: 48، مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري: 276، معجم ما استعجم لأبي عبيد الأندلسي: 2/368، الشفاء للقاضي عياض: 2/41، روضات الجنات للاسفزاري: 158، الكواكب الدرية للمناوي الشافعي: 1/39.

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم:

«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذ من خذله».

يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/13 ح508 و513 و514 و515 و523 و544 و562 و569 ط1 بيروت، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 63 ط الحيدرية وص17 ط الغري، كنز العمال: 6/403 ط1 و: 15/115 ح332 و402 ط2، شواهد التنزيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/157 ح211 وص192 ح250 مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/105، اسعاف الراغبين للشيخ محمد الصبان الشافعي المطبوع بهامش نور الأبصار: 151 ط السعيدية و137 ط العثمانية، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 96 ط الحيدرية وص26 و27 ط مصر، الملل والنحل للشهرستاني الشافعي: 1/163 أفست بيروت وبهامش الفصل لابن حزم: 1/220 أفست على ط مصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/209 و289 ط1 بمصر و: 2/289 و: 3/208 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/32، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/112، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 112، المناقب للخوارزمي الحنفي: 80 و94 و130، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 249 ط اسلامبول وص297 ط الحيدرية.

قول عمر بن الخطاب لعلي يوم الغدير:

«بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم».

يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/75 و575 و577 و578 ط1 بيروت، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 18 ح24، المناقب للخوارزمي الحنفي: 94، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 8/290، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي: 1/158 ح213، سر العالمين لأبي حامد الغزالي: 21، احقاق الحق: 6/256، الغدير للأميني: 1/132، فرائد السمطين: 1/77.

(3)من أبيات له أجاب فيها الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فيما ذكره محمد محمود الرافعي في مقدمة شرح الهاشميات صفحة 8 (منه قدس).

الصفحة 313

المراجعة 55
19 المحرم سنة 1330

ما الوجه في الاحتجاج به مع عدم تواتره؟

الصفحة 314
الشيعة متفقون على اعتبار التواتر فيما يحتجون به على الامامة لأنها عندهم من

الصفحة 315
أصول الدين، فما الوجه في احتجاجكم بحديث الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنة؟ وان كان ثابتاً من طرقهم الصحيحة؟

ـ س ـ


الصفحة 316

المراجعة 56
22 المحرم سنة 1330

الصفحة 317

1 ـ النواميس الطبيعية تقضي بتواتر نص الغدير

الصفحة 318

2 ـ عناية الله عز وجل به

3 ـ عناية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

4 ـ عناية أمير المؤمنين

5 ـ عناية الحسين

6 ـ عناية الأئمة التسعة

7 ـ عناية الشيعة

8 ـ تواتره من طريق الجمهور.

حسبك من وجوه الاحتجاج هنا ما قلناه لك آنفاً ـ في المراجعة 24 ـ.

1 ـ على أن تواتر حديث الغدير(1) مما تقضي به النواميس التي فطر الله

____________

(1) تواتر حديث الغدير: اعترف بتواتره.

1 ـ جلال الدين السيوطي الشافعي: 1 ـ في الفوائد المتكاثرة في الاخبار المتواترة و2 ـ في الأزهار المتناثرة في الاخبار المتواترة.

ونقل كلام السيوطي في تواتر الحديث:

1 ـ العلامة المناوي في التيسير في شرح الجامع الصغير: 2/442.

2 ـ العلامة العزيزي في شرح الجامع الصغير: 3/360.

3 ـ الملا علي القاري الحنفي في المرقاة شرح المشكاة: 5/568.

4 ـ جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي في كتابه الأربعين مخطوط، وراجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/123.

5 ـ المناوي الشافعي في كتابه التيسير في شرح الجامع الصغير: 2/442.

6 ـ ميرزا مخدوم بن مير عبدالباقي في النواقص على الروافض، وراجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/121.

7 ـ محمد بن اسماعيل اليماني الصناعاني في كتاب الروضة الندية. راجع احقاق الحق: 6/294، وخلاصة عبقات الأنوار: 6/126.

8 ـ محمد صدر عالم في كتاب معارج العلى في مناقب المرتضى، راجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/127.

9 ـ الشيخ عبدالله الشافعي في كتابه الأربعين.

10 ـ الشيخ ضياء الدين المقبلي في كتاب الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة، وراجع: خلاصة عبقات الأنوار: 6/125.

11 ـ ابن كثير الدمشقي في تاريخه في ترجمة محمد بن جرير الطبري.

12 ـ أبو عبدالله الحافظ الذهبي. نقل كلامه بتواتر حديث الغدير ابن كثير في تاريخه: 5/213 ـ 214.

13 ـ الحافظ ابن الجزري. ذكر تواتر الحديث في كتابه أسنى المطالب من مناقب علي بن أبي طالب: 48 حيث قال: «هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو متواتر أيضاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رواه الجم الغفير ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم…».

14 ـ الشيخ حسام الدين المتقي، ذكر ذلك في كتابه مختصر قطف الأزهار المتناثرة.

15 ـ ثناء الله باني بتي تواتر الحديث في السيف المسلول راجع عبقات الأنوار: 6/127.

16 ـ محمد مبين اللكهنوي في وسيلة النجاة في فضائل السادات: 104.

راجع بقيتهم في احقاق الحق: 2/423 وعبقات الأنوار، والغدير للعلامة الأميني ج1 ط بيروت.

طرق حديث الغدير

1 ـ رواه أحمد بن حنبل من ـ 40 ـ طريقاً.

2 ـ وابن جرير الطبري من ـ 72 ـ طريقاً.

3 ـ والجزري المقري من ـ 80 ـ طريقاً.

4 ـ وابن عقدة من ـ 105 ـ طرق.

5 ـ وأبو سعد السجستاني من ـ 120 ـ طريقاً.

6 ـ وأبو بكر الجعابي من ـ 125 ـ طريقاً.

7 ـ ومحمد اليمني أن له ـ 150 ـ طريقاً. الغدير للأميني: 1/14.

8 ـ رواه أبو العلاء العطار الهمداني من 250 ـ طريقاً. الغدير: 1/158.

9 ـ مسعود السجستاني يروي حديث الغدير ب ـ 1300 ـ اسناد.

10 ـ وقال الشيخ عبدالله الشافعي في كتابه المناقب: 108 مخطوط وهذا الخبر ـ أي حديث الغدير ـ قد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق كهذه الطرق… الخ كما في احقاق الحق: 6/290.

الصفحة 319

الصفحة 320
الطبيعة عليها، شأن كل واقعة تاريخية عظيمة يقوم بها عظيم الأمة، فيوقعها بمنظر وبمسمع من الألوف المجتمعة من أمته من أماكن شتى، ليحملوا نبأها عنه الى من وراءهم من الناس(1) ، ولا سيما اذا كانت من بعده محل العناية من أسرته وأوليائهم في كل خلف، حتى بلغوا بنشرها واذاعتها كل مبلغ(2) ، فهل يمكن

____________

(1) عدد من كان مع النبي في غدير خم:

اختلف في عددهم على أقوال:

1 ـ قيل (000،90) تسعون ألفاً.

2 ـ وقيل: (000،114) مائة وأربعة عشر ألفاً.

3 ـ وقيل (000،120) مائة ألف وعشرون ألفاً.

4 ـ وقيل (000،124) مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، ويقال أكثر من ذلك. وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا مع علي أمير المؤمنين عليه السلام وأبي موسى.

راجع تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 30، السيرة الحلبية: 3/257، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 3/3، الغدير: 1/9.

(2) المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير:

1 ـ مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى.

2 ـ مناشدته أيام عثمان.

3 ـ مناشدته يوم الرحبة في الكوفة.

4 ـ مناشدته يوم الجمل.

5 ـ حديث الركبان في الكوفة.

6 ـ مناشدته يوم صفين.

7 ـ احتجاج فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الغدير.

8 ـ احتجاج الامام الحسن عليه السلام.

9 ـ مناشدة الامام الحسين عليه السلام.

10 ـ احتجاج عبدالله بن جعفر بحديث يوم الغدير على معاوية.

11 ـ احتجاج برد على عمرو بن العاص بحديث الغدير.

12 ـ احتجاج عمرو بن العاص بحديث الغدير على معاوية.

13 ـ احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على الحجز.

14 ـ احتجاج الأصبغ بن نباتة في مجلس معاوية.

15 ـ مناشدة شاب أبا هريرة بحديث الغدير في الكوفة.

16 ـ مناشدة رجل زيد بن أرقم بحديث الغدير.

17 ـ مناشدة رجل عراقي جابر بن عبدالله الأنصاري.

18 ـ احتجاج قيس بن عبادة بحديث الغدير على معاوية.

19 ـ احتجاج درامية الحجونية على معاوية.

20 ـ احتجاج عمرو الاودي على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام.

21 ـ احتجاج عمر بن عبدالعزيز.

22 ـ احتجاج المأمون على الفقهاء بحديث الغدير.

راجع في ذلك: الغدير للمرحوم الأميني: 1م159 و212.

الصفحة 321
أن يكون نبؤها ـ والحال هذه ـ من أخبار الآحاد؟ كلا؛ بل لابد أن ينتشر انتشار الصبح، فينظم حاشيتي البر والبحر (ولن تجد لسنة الله تحويلاً) .

2 ـ ان حديث الغدير كان محل العناية من الله عز وجل؛ اذ أوحاه تبارك وتعالى، الى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل فيه قرآناً يرتله المسلمون آناء الليل وأطراف النهار، يتلونه في خلواتهم وجلواتهم، وفي أورادهم وصلواتهم، وعلى أعواد منابرهم، وعوالي منائرهم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1)(2) فلما بلغ

____________

(1) لا كلام عندنا في نزولها بولاية علي يوم غدير خم، وأخبارنا في ذلك متواترة عن أئمة العترة الطاهرة، وحسبك مما جاء في ذلك من طريق غيرهم، ما أخرجه الامام الواحدي في تفسير الآية من سورة المائدة ص150 من كتابه ـ أسباب النزول ـ من طريقين معتبرين عن عطية عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب، قلت: وهو الذي أخرجه الحافظ أبو نعيم في تفسيرها من كتابه نزول القرآن ـ بسندين «أحدهما» عن أبي سعيد «والآخر» عن أبي رافع، ورواه الامام ابراهيم بن محمد الحمويني الشافعي في كتابه ـ الفرائد ـ بطرق متعددة عن أبي هريرة. وأخرجه الامام أبو اسحاق الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير بسندين معتبرين، ومما يشهد له أن الصلاة كانت قبل نزولها قائمة، والزكاة مفروضة، والصوم كان مشروعاً، والبيت محجوجاً، والحلال بيناً، والحرام بيناً، والشريعة متسقة، وأحكامها مستتبة، فأي شيء غير ولاية العهد يستوجب من الله هذا التأكيد، ويقتضي الحض على بلاغه بما يشبه الوعيد، وأي أمر غير الخلافة يخشى النبي الفتنة بتبليغه، ويحتاج الى العصمة من أذى الناس بأدائه؟ (منه قدس).

(2)

آية التبليغ

(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين) المائدة 67، نزلت يوم 18 ـ من ذي الحجة في غدير خم حينما نصب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام علماً للناس، وخليفة من بعده. وذلك يوم الخميس، فقد نزل بها عليه جبرائيل بعد مضي خمس ساعات من النهار فقال: يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول لك: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك…) الخ.

نزول هذه الآية في يوم الغدير:

يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/86 ح586ط بيروت، فتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة السيد صديق حسن خان ملك بهوبال: 3/63 ط مطبعة العاصمة بالقاهرة و: 3/89 ط بولاق بمصر، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحاكم الحسكاني: 1/187 و243 و244 و245 و246 و247 و248 و249 و240 ط1 بيروت، اسباب النزول للواحدي النيسابوري: 115 ط الحلبي بمصر و150 ط الهندية بمصر، الدر المنثور في تفسير القرآن لجلال الدين السيوطي الشافعي: 2/298 أفست بيروت على ط مصر، فتح القدير للشوكاني: 2/60 ط2 الحلبي وص57 ط1، تفسير الفخر الرازي الشافعي: 12/50 ط مصر 1375 هـ و: 3/636 ط الدار العامرة بمصر، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/44 ط دار الكتب في النجف وص16 ط طهران، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي المكي: 25 ط الحيدرية وص27 ط آخر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 120 و249 ط اسلامبول وص140 و297 ط الحيدرية، الملل والنحل للشهرستاني الشافعي: 1/163 أفست بيروت على ط مصر وبهامش الفصل لابن حزم: 1/220 أفست على ط مصر، فرائد المسطين للحمويني: 1/158 ح120 ط1 بيروت.

وفي الغدير للعلامة الأميني: 1/214 ط بيروت عن: كتاب الولاية في طرق حديث الغدير لابن جرير الطبري صاحب التاريخ المشهور، الأمالي للمحاملي، ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين لأبي بكر الشيرازي، الكشف والبيان للثعلبي مخطوط، ما نزل من القرآن في علي لأبي نعيم الأصبهاني، كتاب الولاية لأبي سعيد السجستاني، تفسير الرسعني الموصلي الحنبلي، الخصائص العلوية للنطنزي، عمدة القاري في شرح صحيح البخاري لبدر الدين الحنفي: 8/584، مودة القربي للهمداني، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي: 415 مخطوط، تفسير النيسابوري: 6/170، تفسير القرآن لعبد الوهاب البخاري عند تفسير قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) الأربعين لجمال الدين الشيرازي، مفتاح النجا للبدخشي: 41 مخطوط، روح المعاني للألوسي: 2/348، تفسير المنار لمحمد عبده: 6/463، كتاب النشر والطي وفي احقاق الحق: 6/347 عن: المناقب لعبدالله الشافعي: 105 و106 مخطوط، أرجح المطالب لعبيدالله الحنفي الآمرتسري: 66 و67 و68 و566 و567 و570. وأما الشيعة فانها مجمعة على أن هذه الآية نزلت في يوم 18 من ذي الحجة في يوم غدير خم وفيها أمر الله نبيه أن يجعل علياً خليفة واماماً. راجع: بحار الأنوار للعلامة المجلسي:37 ط الجديد وغيره من كتبهم.

الصفحة 322
الرسالة يومئذ بنصه على علي بالامامة، وعهده اليه بالخلافة، أنزل الله عز وجل عليه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً)(1)

____________

(1) صحاحنا في نزول هذه الآية بما قلناه متواترة من طريق العترة الطاهرة، فلا ريب فيه وان روى البخاري أنها نزلت يوم عرفة ـ وأهل البيت أدرى ـ (منه قدس).

الصفحة 323
(1) بخ بخ (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) ان من نظر الى هذه الآيات بخع لهذه العنايات

____________

(1)

آية الاكمال

(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) سورة المائدة. آية: 3.

نزلت هذه الآية بعد أن نصب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب خليفة واماما على أمته في اليوم ـ 18 ـ من ذي الحجة في مكان يقال له غدير خم.

يوجد ذلك في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/75 ح575 و576 و577 و585 ط1 بيروت. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/157 ح211 و212 و213 و214 و215 و250 ط1 بيروت مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 19 ح24 ط1 طهران، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 8/290 ط السعادة بمصر، الدر المنثور في تفسير القرآن لجلال الدين السيوطي الشافعي: 2/259 ط1 بمصر، الاتقان للسيوطي الشافعي: 1/31 ط سنة 1360 هـ و: 1/52 ط المشهد الحسيني بمصر، المناقب للخوارزمي الحنفي: 80 ط الحيدرية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 30 ط الحيدرية وص18 ط آخر، تفسير ابن كثير الشافعي: 2/14 ط1 بمصر و: 3/281 ط بولاق مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/47 ط مطبعة الزهراء، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 115 ط اسلامبول وص135 ط الحيدرية، فرائد السمطين للحمويني: 1/72 و74 و315 ط1 بيروت، تاريخ اليعقوبي: 2/35 وصححه ط الحيدرية في النجف وفي الغدير للعلامة الأميني: 1/230 عن كتاب الولاية لابن جرير الطبري صاحب التاريخ، مفتاح النجا للبدخشي مخطوط، ما نزل من القرآن في علي لأبي نعيم الأصبهاني، كتاب الولاية لأبي سعيد السجستاني، الخصائص العلوية لأبي الفتح النطنزي، توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل لشهاب الدين أحمد، تاريخ ابن كثير الدمشقي الشافعي: 5/210، كتاب النشر والطي.

ونقله في احقاق الحق: 6 عن: المناقب لعبدالله الشافعي: 106 مخطوط، أرجح المطالب لعبيدالله، الحنفي الآمرتسري: 568 و67 ط لاهور، الكشف والبيان للثعلبي مخطوط، روح المعاني للألوسي: 6/55 ط المنيرية، البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي الشافعي: 5/213 و: 7/349 ط القاهرة.

وأما من طريق الشيعة فلا كلام لنا فيه فان شئت فراجع البحار للمجلسي ج37 باب ـ 52 ـ ط الجديد.

الصفحة 324

3 ـ واذا كانت العناية من الله عز وجل، على هذا الشكل، فلا غرو أن يكون من عناية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما كان، فانه لما دناه أجله، ونعيت اليه نفسه، أجمع ـ بأمر الله تعالى ـ على أن ينادي بولاية علي في الحج الأكبر على رؤوس الأشهاد، ولم يكتف بنص الدار يوم الانذار بمكة(1) ، ولا بغيره من النصوص المتوالية، وقد سمعت بعضها، فأذن في الناس قبل الموسم أنه حاج في هذا العام حجة الوداع، فوافاه الناس من كل فج عميق، وخرج من المدينة بنحو

____________

(1) حديث الدار يوم الانذار: تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (459) فراجع.

الصفحة 325
مئة ألف أو يزيدون(1) فلما كان يوم الموقف بعرفات نادى في الناس: «علي مني، وانا من على، ولا يؤدي عني إلا أنا وعلي(2) »(3) ، ولما قفل بمن معه من تلك الألوف وبلغوا وادي خم، وهبط عليه الروح الأمين بآية التبليغ عن رب العالمين، حط صلى الله عليه وآله وسلم، هناك رحله، حتى لحقه من تأخر عنه من الناس، ورجع اليه من تقدمه منهم، فلما اجتمعوا صلى بهم الفريضة، ثم خطبهم عن الله عز وجل فصدع بالنص في ولاية علي، وقد سمعت شذرة من شذوره، وما لم تسمعه أصح وأصرح، على أن فيما سمعته كفاية، وقد حمله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كل من كان معه يومئذٍ من تلك الجماهير، وكانت تربو على مئة الف نسمة(4) من بلاد شتى، فسنة الله عز وجل، التي لا تبديل لها في خلقه تقتضي تواتره مهما كانت هناك موانع تمنع من نقله، على أن لأئمة أهل البيت طرقاً تمثل الحكمة في بثه واشاعته.

4 ـ وحسبك منها ما قام به أمير المؤمنين أيام خلافته، إذ جمع الناس في الرحبة فقال: «أنشد الله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم ما قال، الا قام فشهد بما سمع، ولا يقم الا من رآه بعينيه وسمعه بأذنيه، فقام ثلاثون صحابياً فيهم اثنا عشر بدرياً، فشهدوا أنه أخذ بيده،

____________

(1) قال السيد أحمد زيني دحلان في باب حجة الوداع من كتابه ـ السيرة النبوية ـ: وخرج معه صلى الله عليه وآله وسلم ـ من المدينة ـ تسعون ألفاً، ويقال مئة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، ويقال أكثر من ذلك (قال) وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك الى آخر كلامه. ومنه يعلم أن الذين قفلوا معه كانوا أكثر من مئة ألف وكلهم شهدوا حديث الغدير. (منه قدس).

(2) أوردناه هذا الحديث في المراجعة 48 فراجعه تجده الحديث 15 ولنا هناك في أصل الكتاب وفي التعليقة عليه كلام يجدر بالباحثين أن يقفوا عليه (منه قدس).

(3) تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت رقم (65) فراجع.

(4) عدد من حضر خطبة النبي يوم غدير خم: (000،100) مائة ألف أو يزيدون، تقدمت مصادر ذلك تحت رقم (624) فراجع.

الصفحة 326
فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه… الحديث(1) . وأنت تعلم أن تواطؤ الثلاثين صحابياً على الكذب مما يمنعه العقل، فحصول التواتر بمجرد شهادتهم اذن قطعي لا ريب فيه، وقد حمل هذا الحديث، عنهم كل من كان في الرحبة من تلك الجموع، فبثوه بعد تفرقهم في البلاد، فطار كل مطير، ولا يخفى أن يوم الرحبة انما كان في خلافة أمير المؤمنين، وقد بويع سنة خمس وثلاثين، ويوم الغدير انما كان في حجة الوداع سنة عشر، فبين اليومين ـ في أقل الصور ـ خمس وعشرون سنة، كان في خلالها طاعون عمواس، وحروب الفتوحات والغزوات على عهد الخلفاء الثلاثة، وهذه المدة ـ وهي ربع قرن ـ بمجرد طولها وبحروبها وغاراتها، وبطاعون عمواسها الجارف، قد أفنت جل من شهد يوم الغدير من شيوخ الصحابة وكهولهم، ومن فتيانهم المتسرعين ـ في الجهاد ـ الى لقاء الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى لم يبق منهم حياً بالنسبة الى من مات الا قليل، والأحياء منهم كانوا منتشرين في الأرض اذ لم يشهد منهم الرحبة الا من كان مع أمير المؤمنين في العراق من الرجال دون النساء، ومع هذا كله فقد قام ثلاثون صحابياً، فيهم اثنا عشر بدرياً فشهدوا بحديث الغدير سماعاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورب قوم أقعدهم البغض عن القيام بواجب الشهادة كأنس بن مالك(2) وغيره، فأصابتهم دعوة أمير المؤمنين عليه السلام(3) ، ولو

____________

(1) يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/7 ح503 ط بيروت مع اختلاف يسير.

(2) حيث قال له علي عليه السلام: ما لك لا تقوم مع أصحاب رسول الله فتشهد بما سمعته يومئذٍ منه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت سني ونسيت. فقال علي: ان كنت كاذباً فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة، فما قام حتى أبيض وجهه برصاً، فكان بعد ذلك يقول: أصابتني دعوة العبد الصالح. اهـ. قلت: هذه منقبة مشهورة ذكرها الامام ابن قتيبة الدينوري حيث ذكر أنساً في أهل العاهات من كتابه ـ المعارف ـ آخر ص194. ويشهد لها ما أخرجه الامام أحمد بن حنبل في آخر ص119 من الجزء الأول من مسنده، حيث قال: فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا، فأصابتهم دعوته (منه قدس).

(3) من كتم حديث الغدير عند المناشدة فأصابتهم دعوة أمر المؤمنين عليه السلام:

1 ـ أنس بن مالك؛ أصابه البرص: المعارف لابن قتيبة: 194 و391، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/362 و: 4/388 بمصر قديم: و: 4/74 و: 19 ص217 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل برقم 317 من الأصل، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/309.

2 ـ البراء بن عازب؛ فقد عمي: ذكره في احقاق الحق ج6 عن: أرجح المطالب لعبيدالله الآمرتسري الشافعي: 580 ط لاهور، الأربعين حديثاً للهروي مخطوط، أنساب الأشراف للبلاذري ج1 كما في البحار: 37/197 ط جديد، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/312.

3 ـ زيد بن أرقم: كتم الحديث فأصابه العمى: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 23 ح33 ط1 طهران، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/362 ط1 بمصر و: 4/74 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، السيرة الحلبية: 3/337، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/312.

4 ـ جرير بن عبدالله البجلي: رجع أعرابياً بعد أن دعا عليه أمير المؤمنين عليه السلام: أنساب الأشراف للبلاذري: 2/156، عبقات الأنوار (حديث الثقلين) 2/313.

الصفحة 327
تسنى له أن يجمع كل من كان حياً يومئذ من الصحابة رجالاً ونساء، ثم يناشدهم مناشدة الرحبة، لشهد له أضعاف أضعاف الثلاثين، فما ظنك لو تسنت له المناشدة في الحجاز قبل أن يمضي على عهد الغدير ما مضى من الزمن؟ فتدبر هذه الحقيقة الراهنة تجدها أقوى دليل على تواتر حديث الغدير، وحسبك مما جاء في يوم الرحبة من السنن ما اخرجه الامام أحمد ـ من حديث زيد بن أرقم في ص370 من الجزء الرابع من مسنده ـ عن أبي الطفيل، قال: «جمع علي الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرىء مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس (قال) وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه، فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، قال أبو الطفيل: فخرجت وكأن في نفسي شيئاً

الصفحة 328
ـ أي من عدم عمل جمهور الأمة بهذا الحديث ـ فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: اني سمعت علياً يقول: كذا وكذا قال زيد: فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول ذلك له اهـ.(1) .

قلت: فاذا ضممت شهادة زيد هذه، وكلام علي يومئذ في هذا الموضوع الى شهادة الثلاثين، كان مجموع الناقلين للحديث يومئذ اثنين وثلاثين صحابياً، وأخرج الامام أحمد من حديث علي ص119 من الجزء الاول من مسنده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس، فيقول: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم، من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام فشهد، ولا يقم الا من قد رآه، قال عبدالرحمن: فقام اثنا عشر بدرياً كأني أنظر الى أحدهم، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. اهـ.(2) .

ومن طريق آخر، أخرجه الامام أحمد في آخر الصفحة المذكورة، قال: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذ من خذله، قال: فقاموا

____________

(1) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 4/370 بسند صحيح ط الميمنية بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/7 ح503، مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي: 9/104 وصححه، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 56 ط الحيدرية وص14 ط الغري، الغدير للأميني: 1/174.

وقريب منه في: خصائص النسائي الشافعي: 100 ط الحيدرية وص40 ط بيروت، وفي الغدير عن الرياض النضرة: 2/169، والبدخشي في نزل الأبرار: 20، البداية والنهاية لابن كثير: 5/211، زين الفتى لمعاصمي.

(2) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 1/119 ط الميمنية بمصر و: 2/199 ح961 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/11 ح506، كنز العمال: 15/151 ح430 ط2، وقريب منه في: فرائد السمطين: 1/69.

الصفحة 329
الا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته اهـ.(1) وانت اذا ضممت علياً وزيد بن أرقم الى الأثني عشر المذكورين في الحديث، كان البدريون يومئذ 14 رجلاً كما لا يخفى، ومن تتبع السنن الواردة في مناشدة الرحبة، عرف حكمة أمير المؤمنين في نشر حديث الغدير واذاعته.

5 ـ ولسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام، موقف ـ على عهد معاوية ـ حصحص فيه الحق، كموقف أمير المؤمنين في الرحبة، اذ جمع الناس ـ أيام الموسم بعرفات، فأشاد بذكر جده وأبيه وأمه وأخيه، فلم يسمع سامع بمثله بليغاً حكيماً يستعبد الأسماع، ويملك الأبصار والأفئدة، جمع في خطابه فأوعى، وتتبع فاستقصى، وأدى يوم الغدير حقه، ووفاه حسابه؛ فان لهذا الموقف العظيم أثره، في اشتهار حديث الغدير وانتشاره(2) .

6 ـ وان للأئمة التسعة من أبنائه الميامين طرقاً ـ في نشر هذا الحديث واذاعته ـ تريك الحكمة محسوسة بجميع الحواس، كانوا يتخذون اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عيداً في كل عام، يجلسون فيه للتهنئة والسرور، بكل بهجة وحبور، ويتقربون فيه الى الله عز وجل بالصوم والصلاة، والابتهال ـ بالأدعية ـ الى الله تعالى، ويبالغون فيه بالبر والاحسان، شكراً لما أنعم الله به عليهم في مثل هذا اليوم من النص على أمير المؤمنين بالخلافة، والعهد اليه بالامامة، وكانوا يصلون فيه أرحامهم، ويوسعون على عيالهم، ويزورون إخوانهم، ويحفظون جيرانهم ويأمرون أولياءهم بهذا كله.

____________

(1) يوجد في: مسند أحمد بن حنبل: 1/119 ط الميمنية و: 2/201 ح964 ط دار المعارف بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/11 ح507.

(2) احتاج الإمام الحسين عليه السلام بحديث الغدير:

راجع: كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي المتوفي سنة (90 هـ) ص206 ـ 209 ط النجف، الغدير للعلامة الأميني: 1/198.

الصفحة 330

7 ـ وبهذا كان يوم 18 من ذي الحجة في كل عام عيداً عند الشيعة(1)(2) ،

____________

(1) عيد الغدير عند العترة الطاهرة وشيعتهم: تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي من أهل القرن الثالث ص12 ط الحيدرية، الكافي لثقة الاسلام الكليني: 4/148 ح1 وص149 ح3 ط الجديد بطهران، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/44 ط النجف، بحار الانوار للعلامة المجلسي: 37/109 باب 52 ح2 و40 و46 و53 و54 و98 ص298 باب4 ح1 و6 ط الجديد في طهران، أمالي الصدوق: 111، الخصال للشيخ الصدوق: 240، ثواب الأعمال للصدوق: 74.

عيد الغدير في الاسلام

ان عيد الغدير لم يختص بشيعة أهل البيت بل اتخذه أكثر المسلمين عيداً لهم في الأزمنة المتقادمة. كما في كتاب الغدير للعلامة الأميني: 1/267 نقله عن: الآثار الباقية في القرون الخالية للبيروني: 334، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/44 ط النجف، وفيات الأعيان لابن خلكان: 1/60 ترجمة المستعلي بن المنتصر و: 2/223 في ترجمة المستنصر بالله العبيدي.

فضل صوم عيد الغدير:

عن أبي هريرة قال: من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً (سنة) وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (ص) بيد علي صلوات الله عليه وآله فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم.

هذا ويوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/75 ح575 و576 و577، شواهد التنزيل للحسكاني: 1/158 ح210 و213، الغدير للأميني: 1/402، تاريخ بغداد: 8/290 وفي بعض الروايات بدل ستين (شهراً) ستين (سنة) كما في فرائد السمطين للحمويني: 1/77 ب 13، المناقب للخوارزمي.