الصفحة 247

المراجعة 35
27 ذي الحجة سنة 1329.

التماس البقية من النصوص

لله أبوك ما أوضح آياتك وأجلها، وما أفصح بيناتك وأدلها، فحي علي البقية، حي على البقية، من نصوصك المتوالية المتواترة الجلية، ولك الفضل، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 36
29 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ حديث ابن عباس

2 ـ حديث عمران

3 ـ حديث بريدة

4 ـ حديث الخصائص العشر

5 ـ حديث علي

6 ـ حديث وهب

7 ـ حديث ابن أبي عاصم

1 ـ حسبك منها ما أخرجه أبو داود الطيالسي ـ كما في أحوال علي من الاستيعاب ـ بالاسناد الى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب: «أنت ولي كل مؤمن بعدي(1) »(2) .

2 ـ ومثله ما صح عن عمران بن حصين، اذ قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فاصطفى لنفسه

____________

(1) أخرجه أبو داود وغيره من أصحاب السنن عن أبي عوانة الوضاح بن عبدالله اليشكري عن أبي بلج يحيى بن سليم الفزاري عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن عباس مرفوعاً، ورجال هذا السند كلهم حجج، وقد احتج بكل منهم الشيخان في صحيحيهما إلا يحيى بن سليم، فانهما لم يخرجا له، لكن أئمة الجرح والتعديل صرحوا بوثاقته، وأنه كان من الذاكرين الله كثيراً. وقد نقل الذهبي حيث ترجمه في الميزان توثيقه عن ابن معين، والنسائي، والدارقطني، ومحمد بن سعد، وأبي حاتم، وغيرهم. (منه قدس).

(2) يوجد في مسند أحمد بن حنبل: 5/25 ح3062 بسند ص صحيح طدار المعارف بمصر، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة:3/28، الاصابة لابن حجر: 2/509، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 55 و182 ط اسلامبول وص215 ط الحيدرية، المستدرك للحاكم: 3/134 ط أفست، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/384 ح490. راجع بقية مصادر الحديث تحت رقم (468) فيما تقدم وما يأتي تحت رقم (518).

الصفحة 248
من الخمس جارية، فأنكروا ذلك عليه، وتعاقد أربعة منهم على شكايته الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم،فلما قدموا، قام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا، فأعرض عنه، فقام الثاني فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه، فأعرض عنه، وقام الرابع فقال مثل ما قالوا: فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والغضب يبصر في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ان علياً مني، وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي(1) »(2) .

3 ـ وكذلك حديث بريدة ولفظه في ص356 من الجزء الخامس من مسند أحمد، قال: «بعث رسول الله بعثين الى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب،

____________

(1) أخرجه غير واحد من أصحاب السنن كالامام النسائي في خصائصه العلوية. وأحمد بن حنبل من حديث عمران في أول ص438 من الجزء الرابع من مسنده، والحاكم في ص111 من الجزء 3 من المستدرك، والذهبي في تلخيص المستدرك مسلماً بصحته على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة، وابن جرير وصححه فيما نقل عنهما المتقي الهندي في أول ص400 من الجزء 6 من كنز العمال وأخرجه أيضاً الترمذي باسناد قوي فيما ذكره العسقلاني في ترجمة علي من اصابته، ونقله علامة المعتزلة في ص450 من المجلد الثاني من شرح النهج. ثم قال: رواه أبو عبدالله أحمد في المسند غير مرة. ورواه في كتاب فضائل علي، ورواه أكثر المحدثين. (منه قدس).

(2) يوجد في: صحيح الترمذي: 5/296 ح3796، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص97 ط الحيدرية وص38 ط بيروت وص23 ط مصر، المناقب للخوارزمي الحنفي: 92، الاصابة لابن حجر: 2/509، نور الأبصار للشبلنجي: 158 ط السعيدية، حلية الأولياء: 6/294، أسد الغابة: 4/27، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/381 ح487 و488، الرياض النضرة: 2/255 ط2، مصابيح السنة للبغوي: 2/275، جامع الأصول لابن الأثير: 9/470، كنز العمال: 15/124 ح359 ط2 بحيدر آباد، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 53 ط اسلامبول، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 36 ط الحيدرية، الغدير: 3/216، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/48 ط النجف.

الصفحة 249
وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: اذا التقيتم فعلي على الناس(1)(2) وان افترقتم فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يخبره بذلك، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم دفعت الكتاب

____________

(1) ما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أحداً على علي مدة حياته، بل كانت له الامرة على غيره، وكان حامل لوائه في كل زحف بخلاف غيره، فان أبا بكر وعمر كانا من أجناد أسامة وتحت لوائه الذي عقده له رسول الله حين أمَّره في غزوة مؤتة، وعبأهما بنفسه صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الجيش باجماع أهل الأخبار، وقد جعلهما أيضاً من أجناد ابن العاص في غزوة ذات السلاسل، ولهما قضية في تلك الغزوة مع أميرهما عمرو بن العاص أخرجها الحاكم في 43 من الجزء 3 من المستدرك، واوردها الذهبي في تلخيصه مصرحاً بصحة ذلك الحديث، أما علي فلم يكن مأموراً ولا تابعاً لغير النبي منذ بعث الى أن قبض صلى الله عليه وآله وسلم. (منه قدس).

(2) ما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على علي أحداً طيلة حياته: والشاهد على ذلك مراجعة التاريخ:

راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/369 ط1.

وقال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم:

«لمبارزة علي بن أبي طالب عليه السلام لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي الى يوم القيامة».

يوجد في: فرائد السمطين للحمويني: 1/256 ح198، مقتل الحسين للخوارزمي: 1/45، المناقب للخوارزمي: 58، شواهد التنزيل للحسكاني: 2/8، المستدرك للحاكم: 3/32.

الصفحة 250
فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجهه فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقع في علي فانه مني، وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وانه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي(1) »(2) .اهـ. ولفظه عند النسائي في ص17 من خصائصه العلوية: «لا تبغضن

____________

(1) هذا ما أخرجه أحمد في ص356 من طريق عبدالله بن بريدة عن ابيه. وأخرج ـ في ص347 من الجزء 5 من مسنده ـ من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة، قال، غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قلت: بلى يا رسول الله قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. اهـ. وأخرجه الحاكم في ص110 من الجزء 3 من المستدرك، وغير واحد من المحدثين وهو كما تراه صريح في المطلوب، فان تقديم قوله: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قرينة على أن المراد بالمولى في هذا الحديث انما هو الاولى كما لا يخفى، ونظير هذا الحديث ما أخرجه غير واحد من المحدثين كالامام أحمد في آخر ص483 من الجزء الثالث من مسنده عن عمرو بن شاس الأسلمي، قال: وكان من أصحاب الحديبية، فقال: خرجت مع علي الى اليمن، فجفاني في سفري ذلك حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت، أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله، فدخلت المسجد ذات غدوة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في ناس من أصحابه، فلما رآني أبدني عينيه، يقول حدد الي النظر، حتى اذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني، قلت: أعوذ بالله أن أؤذيك يا رسول الله قال: بلى، من آذى علياً فقد آذاني. (منه قدس).

(2) يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 24 ط التقدم بمصر وص98 ط الحيدرية، مجمع الزوائد: 9/127، ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/369 ح466 و467 و468، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/450 ط1 بمصر و: 9/170 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، فضائل الخمسة: 1/341 ط بيروت.

وبألفاظ مختلفة يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر: 1/371 ح469 و473 و475 و476 و477 و478 و479 و480 و481 و482 ط بيروت، فرائد السمطين: 1/298 ح236.

الصفحة 251
يا بريدة لي علياً، فان علياً مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي(1) »(2) . ولفظه عند ابن جرير: قال بريدة: «واذا النبي قد احمر وجهه، فقال: من كنت وليه فان علياً وليه، قال: فذهب الذي في نفسي عليه، فقلت لا أذكره بسوء»(3) . والطبراني قد أخرج هذا الحديث على وجه التفصيل، وقد جاء فيما رواه: «ان بريدة لما قدم من اليمن، ودخل المسجد، وجد جماعة على باب حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقاموا اليه يسلمون عليه ويسألونه، فقالوا: ما وراءك؟ قال: خير فتح الله على المسلمين، قالوا: ماأقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأخبر النبي بذلك، فقالوا: أخبره أخبره، يسقط علياً من عينه، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يسمع كلامهم من رواء الباب، فخرج مغضباً فقال: ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن فارق علياً فقد فارقني، ان علياً مني، وأنا منه، خلق من طينتي، وأنا خلقت من طينة ابراهيم، وأنا أفضل من ابراهيم(4) ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليهم، يا

____________

(1) فيما نقله عنه المتقي الهندي ص398 من الجزء 6 من كنز العمال. ونقله عنه في منتخب الكنز أيضاً. (منه قدس).

(2) يوجد في: خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 24 ط التقدم بمصر وص98 ط الحيدرية.

(3) يوجد في: كنز العمال: 15/118 ح340 ط2 بحيدر آباد.

(4) لما أخبر أن علياً خلق من طينته صلى الله عليه وآله وسلم، وهو بحكم الضرورة أفضل من علي، كان قوله: وأنا خلقت من طينة ابراهيم مظنة لتوهم أن اراهيم أفضل منه صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث أن هذا مخالف للواقع صرح بأنه أفضل من ابراهيم دفعاً للتوهم المخالف للحقيقة. (منه قدس).

الصفحة 252
بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ. وأنه وليكم بعدي»(1)(2) وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره، وطرقه الى بريدة كثيرة، وهي معتبرة بأسرها.

4 ـ ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس من حديث جليل(3) ، ذكر فيه عشر خصائص لعلي، فقال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنت ولي كل مؤمن بعدي»(4) .

5 ـ وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث جاء فيه: «يا علي سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعاً، ومنعني واحدة، الىأن قال: وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي(5) »(6) .

6 ـ ومثله ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزة قال ـ كما في ترجمة وهب

____________

(1) ان ابن حجر نقل هذا الحديث عن الطبراني في ص103 من صواعقه أثناء كلامه في المقصد الثاني من مقاصد الآية 14، من الآيات التي ذكرها في الباب 11 من الصواعق، لكنه لما بلغ الى قوله: أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية، وقف قلمه، واستعصت عليه نفسه، فقال الى آخر الحديث، وليس هذا من أمثاله بعجيب، والحمد لله الذي عافانا. (منه قدس).

(2) يوجد في: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 272 ط اسلامبول وص326 ط الحيدرية، مجمع الزوائد: 9/128.

(3) أخرجه الحاكم في أول ص134 من الجزء 3 من المستدرك. والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته. والسنائي في ص6 من الخصائص العلوية. والامام أحمد في ص331 من الجزء الأول من مسنده. وقد أوردناه بلفظه في أول المراجعة 26 (منه قدس).

(4) تقدم الحديث مع مصادره تحت رقم (517) فراجع.

(5) هذا الحديث هو الحديث 6048 من أحاديث الكنز، في ص396 من جزئه 6. (منه قدس).

(6) يوجد في: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 119، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/35، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 4/329.

الصفحة 253
من الاصابة ـ: «سافرت مع علي فرأيت منه جفاء، فقلت لئن رجعت لأشكونه، فرجعت، فذكرت علياً لرسول الله فنلت منه، فقال: لا تقولن هذا لعلي، فانه وليكم بعدي»(1) وأخرجه الطبراني في الكبير، غير أنه قال: «لا تقل هذا لعلي فهو أولى الناس بكم بعدي(2) »(3) . 7 ـ وأخرج ابن أبي عاصم عن علي مرفوعاً: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: من كنت وليه فهو وليه(4) »(5) وصحاحنا في ذلك متواترة، عن أئمة العترة الطاهرة(6) . وهذ القدر كاف لما أردناه، على ان آية الولاية في كتاب الله عز وجل تؤيد ما قلناه، والحمد لله رب العالمين، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 37
29 ذي الحجة سنة 1329

____________

(1) يوجد في: الاصابة لابن حجر الشافعي: 3/641 ط السعادة و: 3/604 ط مصطفى محمد بمصر، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/385 ح491، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 55 ط اسلامبول وص61 ط الحيدرية، الغدير للأميني: 3/216، وقريب منه في: أسد الغابة: 5/94، مجمع الزوائد: 9/109.

(2) هذا الحديث هو الحديث 2579 من أحاديث الكنز في ص155 من جزئه السادس. (منه قدس).

(3) يوجد في: كنز العمال:6/155 ح2579 ط1، مجمع الزوائد: 9/109.

(4) نقله المتقي الهندي عن ابن أبي عاصم في ص397 من الجزء 6 من الكنز. (منه قدس).

(5) راجع: كنز العمال:15/333 ط2 بحيدر آباد.

(6) راجع:أثبات الهداة للحر العاملي ج3 باب ـ 10 ـ ح10 و104 و192 و212 ط طهران، أمالي الصدوق ص2 ط الحيدرية.

الصفحة 254

الولي مشترك لفظي فأين النص؟

الولي مشترك بين النصير والصديق، والمحب والصهر والتابع والحليف والجار، وكل من ولي أمر أحد فهو وليه، فلعل معنى الأحاديث التي أوردتها أن علياً نصيركم، أو صديقكم، أو محبكم بعدي، فأين النص الذي تدعون؟

ـ س ـ

المراجعة 38
30 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ بيان المراد من الولي

2 ـ القرائن على إرادته

1 ـ ذكرتم في جملة معاني الولي: أن كل من ولي أمر أحد فهو وليه، وهذا هو المقصود من الولي في تلك الأحاديث، وهو المتبادر عند سمعها(1) ، نظير قولنا: ولي القاصر أبوه وجده لأبيه، ثم وصي أحدهما،ثم الحاكم الشرعي، فان معناه أن هؤلاء هم الذين يلون أمره ويتصرفون بشؤونه.

2 ـ والقرائن على ارادة هذا المعنى من الولي في تلك الاحاديث لا تكاد تخفى على أولي الألباب، فان قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ـ وهو وليكم بعدي ـ ظاهر في قصر هذه الولاية عليه، وحصرها فيه(2) ، وهذا يوجب تعيين المعنى الذي قلناه؛ ولا يجتمع مع ارادة غيره، لأن النصرة والمحبة والصداقة ونحوها غير مقصورة على أحد، والمؤمنون والمؤنات بعضهم أولياء بعض، وأي ميزة أو مزية

____________

(1) المولى بمعنى الأولى:

راجع: الغدير للأميني: 1/340 ـ 385، التبيان للشيخ الطوسي: 3/559 ط النجف.

(2) لأن معنى قوله ـ وهو وليكم بعدي ـ أنه هو لا غيره وليكم بعدي. (منه قدس).

الصفحة 255
اراد النبي اثباتها في هذه الأحاديث لأخيه ووليه، اذا كان معنى الولي غير الذي قلناه، وأي أمر خفي صدع النبي في هذه الأحاديث ببيانه، إذا كان مراده من الولي النصير أو المحب أو نحوهما، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين البديهيات، إن حكمته البالغة وعصمته الواجبة، ونبوته الخاتمة، لأعظم مما يظنون، على أن تلك الاحاديث صريحة في أن تلك الولاية انما تثبت لعلي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا أيضاً يوجب تعيين المعنى الذي قلناه، ولا يجتمع مع ارادة النصير والمحب وغيرهما، اذ لا شك باتصاف علي بنصرة المسلمين ومحبتهم وصداقتهم منذ ترعرع في حجر النبوة، واشتد ساعده في حضن الرسالة، الى أن قضى نحبه عليه السلام، فنصرته ومحبته وصداقته للمسلمين غير مقصورة على ما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما لا يخفى.

وحسبك من القرائن على تعيين المعنى الذي قلناه، ما أخرجه الامام أحمد في ص347 من الجزء الخامس من مسنده بالطريق الصحيح عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة، قال: «غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت علياً فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال من كنت مولاه فعلي مولاه(1) .». اهـ. وأخرجه الحاكم في ص110 من الجزء الثالث من المستدرك، وصححه على شرط مسلم، وأخرجه الذهبي في

____________

(1) يوجد في تلخيص المستدرك للحاكم: 3/110 و: 2/435 ط أفست، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك: 3/110 ط أفست، مسند أحمد بن حنبل: 5/347 ط الميمنية بمصر، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 22 ط التقدم بمصر وص94 ط الحيدرية وص36 ط بيروت، الدر المنثور: 5/182 ط مصر، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 24 ح36 ط طهران، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/365 ح458، المناقب للخوارزمي الحنفي: 79، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 33 ط اسلامبول وص36 ط الحيدرية و: 1/31 ط العرفان، فتح القدير للشوكاني: 4/263، الرياض النضرة: 2/224، كنز العمال: 15/117 ح337 ط2 بحيدر آباد.

الصفحة 256
تلخيصه مسلماً بصحته على شرط مسلم ايضاً. وأنت تعلم ما في تقديم قوله: ألست أولى بالمؤمن من أنفسهم، من الدلالة على ما ذكرناه.. ومن أنعم النظر في تلك الأحاديث وما يتعلق بها لا يرتاب فيما قلناه. والحمد لله.

ـ ش ـ

المراجعة 39
30 ذي الحجة سنة 1329

التماسه آية الولاية

أشهد أنك راسخ الوطأة، صادق الحملة، لك بأس في اللقاء، لا تقوى عليه الأكفاء،ولا تثبت معه في هيجاء، فأنا من الموقنين بدلالة الحديث على ما تقولون، ولولا وجوب حمل الصحابة على الصحة لنزلت فيها على حكمكم، لكن صرفها عن ظاهرها مما لا بد منه، اقتداء بالسلف الصالح رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

أما الآية المحكمة التي زعمتم ـ في آخر المراجعة 36 ـ أنها تؤيد ما قلتموه في معنى هذه الأحاديث فلم توقفونا عليها فاتلوها نتدبرها ان شاء الله تعالى، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 40
2 المحرم سنة 1330

1 ـ آية الولاية ونزولها في علي

2 ـ الأدلة على نزولها

3 ـ توجيه الاستدلال بها

1 ـ نعم أتلوها عليك آية محكمة من آيات الله عز وجل في فرقانه العظيم؛ ألا وهي قوله تعالى في سورة المائدة (أنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون

الصفحة 257
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول(1) الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) حيث لا ريب في نزولها في علي حين تصدق راكعاً في الصلاة بخاتمه.

2 ـ والصحاح ـ في نزولها بعلي اذ تصدق بخاتمه وهو راكع في الصلاة ـ متواترة، عن أئمة العترة الطاهرة(2) وحسبك مما جاء نصاً في هذا من طريق غيرهم حديث ابن سلام مرفوعاً الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فراجعه في صحيح النسائي أو في تفسير سورة المائدة من كتاب الجمع بين الصحاح الستة. ومثله حديث ابن عباس، وحديث علي مرفوعين أيضاً. فراجع حديث ابن عباس في تفسير هذه الآية من كتاب النزول للامام الواحدي. وقد أخرجه الخطيب في المتفق(3) . وراجع حديث علي في مسندي ابن مردويه وأبي الشيخ. وان شئت فراجعه في كنز العمال(4)(5) .

____________

(1) من هنا أطلق في عرف سوريا «المتوالي» على الشيعي، لأنه يتولى الله ورسوله والذين آمنوا، الذين نزلت فيهم هذه الآية، وفي أقرب الموارد المتوالي واحد المتاولة وهم الشيعة، سموا به لأنهم تولوا علياً وأهل البيت. (منه قدس).

(2) آية الولاية: نزولها في أمير المؤمنين عليه السلام من طريق أهل البيت من المتسالم عليه عندهم.

راجع: بحار الأنوار للمجلسي: 35/183 ـ 206 باب ـ 4 ـ ط الجديد، أثبات الهداة للحر العاملي ج3 الباب العاشر، وغيرهما من كتب الشيعة.

(3) وهو الحديث 5991 من أحاديث كنز العمال في ص391 من جزئه السادس. وقد أورده في منتخب الكنز أيضاً فراجع ما هو مطبوع من المنتخب في هامش ص38 من الجزء الخامس من مسند أحمد. (منه قدس).

(4) فهو الحديث 6137 من أحاديث الكنز في ص405 من جزئه السادس. (منه قدس).

(5)

آية الولاية

نزلت في الامام علي عليه السلام حين تصدق وهو راكع.

راجع: شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/ 161 ح216 و217 و218 و219 و221 و222 و223 و224 و225 و226 و227 و228 و229 و230 و231 و232 و233 و234 و235 و236 و237 و238 و239 و240 و241 ط بيروت، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 311 ح354 و355 و356 و357 و358، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 228 و250 و251 ط الحيدرية، وص106 و122 و123 ط الغري، ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي: 88 و102، المناقب للخوارزمي الحنفي: 187، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/409 ح908 و909، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 123 و108، الدر المنثور للسيوطي: 2/293، فتح القدير للشوكاني: 2/53، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 1/181، الكشاف للزمخشري: 1/649، تفسير الطبري: 6/288 ـ 289، زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي الحنبلي: 2/383، تفسير القرطبي: 6/219 ـ 220، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي: 1/210، فتح البيان في مقاصد القرآن: 3/51، اسباب النزول للواحدي: 148 ط الهندية وص113 ط الحلبي بمصر لباب النقول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين: 213، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 18 و208 ط النجف وص15 ط الحيدرية، نور الأبصار للشبلنجي: 71 ط العثمانية وص70 ط السعيدية بمصر، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 115 ط اسلامبول وص135 ط الحيدرية و: 1/114 و: 2/37، تفسير الفخر الرازي: 12/26 و20 ط البهية بمصر و: 3/431 ط الدار العامرة بمصر، تفسير ابن كثير: 2/71 ط دار إحياء الكتب، أحكام القرآن للجصاص: 4/102 ط عبدالرحمن محمد، مجمع الزوائد: 7/17، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 86 ـ 88، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/277 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 3/275 ط1 بمصر، الصواعق المحرقة لابن حجر: 24 ط الميمنية وص39 ط المحمدية، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/150 ح151 ط بيروت، تفسير النسفي: 1/289، الحاوي للفتاوي للسيوطي: 1/139 و140 كنز العمال: 15/146 ح416 وص95 ح269 ط2، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/38، جامع الأصول: 9/478، الرياض النضرة: 2/273 و302، احقاق الحق: 2/399، الغدير للأميني: 2/52 و: 3/156 مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 31 ط طهران و: 1/87 ط النجف، معالم التنزيل بهامش تفسير الخازن: 2/55، فرائد السمطين: 1/11 و190 ح150 و151 و153 ط1.

الصفحة 258
على أن نزولها في علي مما أجمع المفسرون عليه، وقد نقل اجماعهم هذا غير

الصفحة 259
واحد من أعلام أهل السنة، كالامام القوشجي في مبحث الامامة من شرح التجريد(1) وفي الباب 18 من غاية المرام 24 حديثاً من طريق الجمهور في نزولها بما قلناه، ولولا مرعاة الأختصار، وكون المسألة كالشمس في رائعة النهار، لاستوفينا فيها ما جاء من صحيح الأخبار، لكنها والحمد لله مما لا ريب فيه، ومع ذلك فانا لا ندع مراجعتنا خالية مما جاء فيها من حديث الجمهور، مقتصرين في التفسير على ما في تفسير الامام أبي اسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري الثعلبي(2) فنقول: اخرج عند بلوغه هذه الآية في تفسيره الكبير بالاسناد الى أبي ذر الغفاري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بهاتين ولا صمتا، ورأيته بهاتين والا عميتا، يقول: علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، أما اني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئاً، وكان علي راكعاً فأومأ بخنصره اليه وكان يتختم بها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، فتضرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى الله عز وجل يدعوه، فقال: اللهم ان أخي موسى سألك (قال رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيراً، ونذكرك كثيراً، انك كنت بنا بصيراً)(3) فأوحيت اليه (قد أوتيت سؤلك يا موسى)(4) اللهم واني عبدك ونبيك، فاشرح لي صدري ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أشدد به ظهري،

____________

(1) شرح التجريد للقوشجي. المقصد الخامس من الامامة ط ايران.

(2) المتوفي سنة 337 ذكره ابن خلكان في وفياته فقال: كان أوحد زمانه في علم التفسير، وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير، الى أن قال: وذكره عبدالغافر بن اسماعيل الفارسي في كتاب سياق نيسابور وأثنى عليه، وقال: هو صحيح النقل موثوق به… الخ. (منه قدس).

(3) سورة طه: 25 ـ 35.

(4) سورة طه: 36.

الصفحة 260
قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون)(1) اهـ.

3 ـ وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن الولي هنا انما هو الأولى بالتصرف كما في قولنا: فلان ولي القاصر، وقد صرح اللغويون(2) بأن كل من ولي أمر واحد فهو وليه؛ فيكون المعنى أن الذي يلي أموركم فيكون أولى بها منكم، انما هو الله عز وجل ورسوله وعلي، لأنه هو الذي اجتمعت به هذه الصفات، الايمان واقامة الصلاة وايتاء الزكاة في حال الركوع ونزلت فيه الآية، وقد اثبت الله فيها الولاية لنفسه تعالى ولنبيه ولوليه على نسق واحد، وولاية الله عز وجل عامة، فولاية النبي والولي مثلها وعلى أسلوبها، ولا يجوز أن يكون هنا بمعنى النصير أو المحب أو نحوهما اذ لا يبقى لهذا الحصر وجه كما لا يخفى وأظن أن هذا ملحق بالواضحات، والحمد لله رب العالمين.

ـ ش ـ

المراجعة 41
3 المحرم سنة 1330

لفظ الذين آمنوا للجمع فكيف أطلق على المفرد؟

قد يقال في معارضتكم ان لفظ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، حقيقة في الجمع، فكيف أطلق على الامام كرم الله وجهه وهو مفرد، ولو قيل لكم ذلك فما الجواب؟

ـ س ـ

____________

(1) الكشف والبيان للثعلبي، مخطوط.

(2) راجع مادة ولي من الصحاح، أو من مختار الصحاح، أو غيرهما من معاجم اللغة. (منه قدس).

الصفحة 261

المراجعة 42
4 المحرم سنة 1330

1 ـ العرب يعبرون عن المفرد بلفظ الجمع

2 ـ الشواهد على ذلك

3 ـ ما ذكره الامام الطبري

4 ـ ما ذكره الزمخشري

5 ـ ما ذكرته

1 ـ الجواب: أن العرب يعبرون عن المفرد بلفظ الجمع، لنكتة تتسوجب ذلك.

2 ـ والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) وانما كان القائل نعيم بن مسعود الأشجعي وحده، باجماع المفسرين والمحدثين وأهل الأخبار(1) ، فأطلق الله سبحانه وتعالى عليه وهو مفرد لفظ الناس، وهي للجماعة تعظيماً لشأن الذين لم يصغوا الى قوله، ولم يعبأوا بارجافه، وكان أبو سفيان أعطاه عشراً من الابل على أن يثبط المسلمين ويخوفهم من المشركين، ففعل، وكان مما قال يومئذ: ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فكره أكثر المسلمين الخروج

____________

(1) الآية في سورة آل عمران: 173 القائل: نعيم بن مسعود الأشجعي وحده.

راجع: الشكاف للزمخشري: 1/441 ط دار الكتب، تفسير الفخر الرازي: 3/145 تفسير ابي السعود بهامش تفير الرازي: 3/145، فتح البيان في مقاصد القرآن: 2/167، زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي الحنبلي: 1/504، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 1/124، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي: 1/130، تفسير الجلالين: 57 ط عبدالحميد حنفي، فتح القدير للشوكاني: 1/400 ط2، تفسير القرطبي: 4/279.

الصفحة 262
بسبب ارجافه، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، خرج في سبعين فارساً، ورجعوا سالمين، فنزلت الآية ثناء على السبعين الذين خرجوا معه صلى الله عليه وآله وسلم، غير مبالين بارجاف من أرجف، وفي اطلاق لفظ الناس هنا على المفرد نكتة شريفة، لأن الثناء على السبعين الذين خرجوا مع النبي يكون بسببها أبلغ مما لو قال الذين قال لهم رجل أن الناس قد جمعوا لكم كما لا يخفى. وبهذه الآية نظائر في الكتاب والسنة وكلام العرب، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم) وانما كان الذي بسط يديه اليهم رجل واحد من بني محارب يقال له غوث، وقيل انما هو عمرو بن جحاش من بني النضير، استل السيف فهزه وهم أن يضرب به رسول الله فمنعه الله عز وجل عن ذلك، في قضية أخرجها المحدثون وأهل الأخبار والمفسرون، وأوردها ابن هاشم في غزوة ذات الرقاع من الجزء الثالث من سيرته(1) وقد أطلق الله سبحانه على ذلك الرجل، وهو مفرد لفظ قوم، وهي للجماعة تعظيماً لنعمة الله عز وجل عليهم في سلامة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وأطلق في آية المباهلة(2) لفظ الأبناء والنساء والأنفس ـ وهي حقيقة في العموم ـ على الحسنين وفاطمة وعلي بالخصوص اجماعاً وقولاً واحداً تعظيماً لشأنهم عليهم السلام، ونظائر ذلك لا تحصى ولا تستقصى، وهذا من الأدلة على جواز اطلاق لفظ الجماعة على المفرد اذا اقتضته نكتة بيانية.

____________

(1) المائدة: 11. والذي بسط يده هو: غوث من بني محارب، وقيل عمرو بن جحاش من بني النضير.

راجع: السيرة النبوية لابن هشام: 3/120، الكشاف للزمخشري: 1/614، تفسير الطبري: 6/146 ط2، التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي: 1/171، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي: 1/194، تفسير أبي السعود بهامش تفسير الرازي: 3/534، فتح البيان في مقاصد القرآن: 2/463، الدر المنثور للسيوطي: 2/265.

(2) آية المباهلة:

خاصة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

راجع: اختصاصها بهؤلاء مع المصادر للآية فيما تقدم تحت رقم (71) ففيه الكفاية.

الصفحة 263

3 ـ وقد ذكر الامام الطبرسي في تفسير الآية من مجمع البيان: أن النكتة في اطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين تفخيمه وتعظيمه، وذلك أن أهل اللغة يعبرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم (قال): وذلك اشهر في كلامهم من ان يحتاج الى الاستدلال عليه(1) .

4 ـ وذكر الزمخشري في كشافه نكتة أخرى حيث قال: فان قلت كيف صح أن يكون لعلي رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة، قلت: جيء به على لفظ الجمع، وان كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله، فينالوا مثل نواله، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والاحسان، وتفقد الفقراء حتى ان لزمهم أمر لا يقبل التأخير، وهم في الصلاة، لم يؤخروه الى الفراغ منها. اهـ.(2) .

5 ـ قلت عندي في ذلك نكتة ألطف وأدق، وهي أنه انما أتى بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بقياً منه تعالى على كثير من الناس، فان شانئي علي وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس، لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد، اذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في تمويه، ولا ملتمس في التضليل فيكون منهم ـ بسبب يأسهم ـ حينئذ ما تخشى عواقبه على الاسلام، فجاءت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتقاء من معرتهم، ثم كانت النصوص بعدها تترى بعبارة مختلفة ومقامات متعددة، وبث فيهم أمر الولاية تدريجاً تدريجاً حتى أكمل الدين وأتم النعمة، جرياً منه صلى الله عليه وآله وسلم، على عادة الحكماء في تبليغ الناس ما يشق عليهم، ولو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد، لجعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم، وأصروا واستكبروا إستكباراً، وهذه الحكمة مطردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين كما لا يخفى، وقد أوضحنا هذه الجمل واقمنا عليها الشواهد القاطعة والبراهين الساطعة في كتابينا ـ سبيل

____________

(1) مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي: 3/211 ط بيروت

(2) الكشاف للزمخشري: 1/649 ط بيروت.

الصفحة 264
المؤمنين ـ وتنزيل الآيات(1) ـ والحمد لله على الهداية والتوفيق، والسلام.

ـ ش ـ

المراجعة 43
4 المحرم سنة 1330

السياق دال على ارادة المحب أو نحوه

لله أبوك، نفيت معتلج الريب، فاندرأت الشبهة، وصرح الحق عن محضه، ولم يبق الا ما يقال من أن الآية جاءت في سياق النهي عن اتخاذ الكفار أولياء، يشهد بذلك ما قبلها وما بعدها من الآيات، وهذا قرينة على أن المراد من الولي في الآية انما هو النصير أو المحب أو الصديق أو نحو ذلك، فما الجواب؟ تفضلوا به، والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 44
5 المحرم سنة 1330

1 ـ السياق غير دال على ارادة النصير أو نحوه

2 ـ السياق لا يكافى الأدلة

1 ـ الجواب: ان الآية بحكم المشاهدة مفصولة عما قبلها من الآيات الناهيات عن اتخاذ الكفار أولياء، خارجة عن نظمها الى سياق الثناء على أمير المؤمنين وترشيحه ـ للزعامة والامامة ـ بتهديد المرتدين ببأسه، ووعيدهم بسطوته، وذلك لأن الآية التي قبلها بلا فصل انما هي قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع

____________

(1) هذان الكتابان قد أحرقا قبل طبعهما في جملة كتب المؤلف التي أحرقت سنة 1338 هـ 1920 م.

راجع: الفصول المهمة لشرف الدين: 245 ط النعمان.

الصفحة 265
عليم) .(1) وهذه الآية مختصة بأمير المؤمنين، ومنذره ببأسه(2) وبأس أصحابه، كما نص عليه أمير المؤمنين يوم الجمل، وصرح به الباقر والصادق، وذكره الثعلبي في تفسيره، ورواه صاحب مجمع البيان عن عمار، وحذيفة، وابن عباس، وعليه اجماع الشيعة وقد رووا فيه صحاحاً متواترة عن أئمة العترة الطاهرة، فتكون آية الولاية على هذا واردة بعد الايماء الى ولايته، والاشارة الى وجوب امامته، ويكون النص فيها توضيحاً لتلك الاشارة، وشرحاً لما سبق من الايماء اليه بالامارة، فكيف يقال بعد هذا ان الآية واردة في سياق النهي عن اتخاذ الكفار أولياء؟!

2 ـ على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، جعل أئمة عترته بمنزلة القرآن فهم عدل الكتاب، وبهم يعرف الصواب، وقد تواتر احتجاجهم بالآية(3) ، وثبت عنهم تفسير الولي بما قلناه(4) فلا وزن للسياق لو سلم كونه

____________

(1) المائدة: 54 هذه الاية نزلت في الامام علي عليه السلام حيث أنه هو الذي يحبه الله ويحب الله والذليل على المؤمنين والعزيز على الكافرين.

راجع الكشاف والبيان للثعلبي. مخطوط، التبيان للشيخ الطوسي: 3/555 ط النجف.

(2) نظير قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه بالايمان، يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه اجفال الغنم، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله، قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله، قال: لا ولكنه خاصف النعل، قال وفي كف علي نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أخرجه كثير من اصحاب السنن وهو الحديث 610 في أول صفحة 393 من الجزء 6 من الكنز ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ان منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا هو، وقال عمر: أنا هو، قال: لا، ولكنه خاصف النعل في الحجرة، فخرج علي ومعه نعل رسول الله يخصفها. أخرجه الامام أحمد بن حنبل من حديث أبي سعيد في مسنده، ورواه الحاكم في مستدركه، أبو يعلى في المسند وغير واحد من اصحاب السنن، ونقله عنهم المتقي الهندي في ص155 من جزئه السادس. (منه قدس).

(3) احتجاج أهل البيت بآية (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه…) .

راجع: الافصاح في امامة أمير المؤمنين للمفيد: 74 و79 ط الحيدرية، التبيان للشيخ الطوسي: 3/556، الصافي في تفسير القرآن: 1/449 ط الاسلامية بطهران.

(4) الولي بمعنى الأولى:

التبيان للشيخ الطوسي: 3/559، الغدير: 1/340.

الصفحة 266
معارضاً لنصوصهم(1) ، فإن المسلمين كافة متفقون على ترجيح الأدلة على السياق فإذا حصل التعارض بين السياق والدليل، تركوا مدلول السياق واستسلموا لحكم الدليل(2) ، والسر في ذلك عدم الوثوق حينئذ بنزول الآية في ذلك السياق، اذ لم يكن ترتيب الكتاب العزيز في الجمع موافقاً لترتيبه في النزول باجماع الأمة(3) ، وفي التنزيل كثير من الآيات الواردة على خلاف ما يعطيه سياقها كآية التطهير المنتظمة في سياق النساء مع ثبوت النص على اختصاصها بالخمسة أهل الكساء(4) ، وبالجملة، فان حمل الآية على ما يخالف سياقها غير مخل بالاعجاز، ولا مضر بالبلاغة، فلا جناح بالمصير اليه، اذا قامت قواطع الأدلة عليه، والسلام.

ش

المراجعة 45
6 المحرم سنة 1330

اللواذ الى التأويل حملاً للسلف على الصحة مما لا بد منه

____________

(1) وأي وزن للظاهر اذا عارض النص (منه قدس).

(2) كما ثبت في علم الأصول.

(3) لم يجمع القرآن على حسب ترتيب نزوله في الآيات والسور.

راجع: التمهيد في علوم القرآن: 1/212 ـ 224، موجز علوم القرآن: 159 و173.

(4) آية التطهير:

نزلت في الخمسة: النبي وعلي وفاطمة وابنيها، راجع ما تقدم من مصادر تحت رقم (99) ففيه عشرات من المصادر.

الصفحة 267

لولا خلافة الخلفاء الراشدين المقطوع بصحتها، ما كان لنا مندوحة عن المصير الى رأيكم، والنزول في فهم هذه الآية ونحوها على حكمكم، لكن التشكيك في صحة خلافتهم رضي الله تعالى عنهم، مما لا سبيل اليه، فاللواذ الى التأويل اذن مما لا بد منه، حملاً لهم ولمن بايعهم على الصحة، والسلام.

س

المراجعة 46
6 المحرم سنة 1330

1 ـ حمل السلف على الصحة لا يسلتزم التأويل

2 ـ التأويل متعذر

ان خلافة الخلفاء رضي الله عنهم، هي موضع البحث ومحل الكلام، فمعارضة الأدلة بها مصادرة.

1 ـ على أن حملهم وحمل من بايعهم على الصحة، لا يسلتزم تأويل الأدلة، فان لكم في معذرتهم مندوحة عن التأويل، كما سنوضحه اذا اقتضى الأمر ذلك.

2 ـ وهيهات التأويل فيما تلوناه عليك من النصوص، وفيما لم نتله كنص الغدير ونصوص الوصية، ولا سيما بعد تأييدها بالسنن المتضافرة المتناصرة، التي لا تقصر بنفسها عن النصوص الصريحة، ومن وقف عليها بانصاف، وجدها بمجردها أدلة على الحق قاطعة، وبراهين ساطعة، والسلام.

ش

المراجعة 47
7 المحرم سنة 1330

ليتك أوقفتنا على السنن المؤيدة للنصوص، وهلا اطردتها من حيث أفضيت، والسلام.

س


الصفحة 268

المراجعة 48
8 المحرم سنة 1330

أربعون حديثاً من السنن المؤيدة للنصوص

حسبك من السنن المؤيدة للنصوص أربعون حديثاً:

1 ـ قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو آخذ بضبع علي: «هذا امام البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، ثم مد بها صوته». أخرجه الحاكم من حديث جابر في ص129 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك(1) ، ثم قال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه(2) .

2 ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أوحي اليَّ في علي ثلاث: أنه سيد المسلمين وامام المتقين، وقائد الغر المحجلين»، أخرجه الحاكم في أول صفحة 138

____________

(1) وهذا هو الحديث 2527 من أحاديث الكنز ص153 من جزئه 6، وأخرجه الثعلبي من حديث أبي ذر في تفسير آية الولاية من تفسيره الكبير (منه قدس).

(2) يوجد في: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 84 ح120 و125، المناقب للخوارزمي الحنفي: 111، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/476 ح996 و997، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 221 ط الحيدرية وص99 ط الغري، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 72 و185 و234 و250 و284 ط اسلامبول وص82 و219 و278 و341 ط الحيدرية، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 108، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: 57 ط الحيدرية وص25 ط المطبعة الاسلامية بالأزهر، اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: 158 ط السعيدية وص143 ط العثمانية، الصواعق المحرقة: 123 ط الحيدرية وص75 ط الميمنية بمصر، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 31 ط طهران و: 1/86 ط النجف، ميزان الاعتدال: 1/110، الجامع الصغير للسيوطي الشافعي: 2/140 ط مصطفى محمد و: 2/56 ط الميمنية بمصر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/29 و30، احقاق الحق: 4/234 ط طهران، فرائد السمطين: 1/157 ح199 و151.

الصفحة 269
من الجزء 3، من المستدرك(1) ، ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه(2) .

3 ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أوحى اليَّ في علي أنه سيد المسلمين، وولي المتقين، وقائد الغر المحجلين» أخرجه ابن النجار(3) ، وغيره من أصحاب السنن(4) .

4 ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم، لعلي: «مرحباً بسيد المسلمين، وامام المتقين» أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء(5)(6) .

____________

(1) وأخرجه البارودي، وابن قانع، وأبو نعيم، والبزار، وهو الحديث 2628 من أحاديث الكنز: 157 من جزئه السادس (منه قدس).

(2) يوجد في: المعجم الصغير للطبراني: 2/88، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 65 ح93 وص104 ح146 و137، المناقب للخوارزمي الحنفي: 235، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 114، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 107، مجمع الزوائد: 9/121، أسد الغابة: 1/69 و: 3/116، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/257 ح773 و774، فضائل الخمسة: 2/100، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 81 ط اسلامبول، احقاق الحق: 4/11 ط طهران، فرائد السمطين: 1/143.

(3) وهو الحديث 2630 ص157 من الجزء 6 من الكنز (منه قدس).

(4) يوجد في: ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/257 ح772، الرياض النضرة: 2/234 ط2، ذخائر العقبى: 70، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/34.

(5) وهو الخبر 11 من الأخبار التي أوردها ابن أبي الحديد في صفحة 450 من المجلد الثاني من شرح النهج، والحديث 2627 من أحاديث الكنز ص157 من جزئه 6. (منه قدس).

(6) يوجد في: حلية الأولياء لأبي نعيم: 1/66، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/440 ح949، كنز العمال: 15/157 ح443 ط2، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/170 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 115، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/46 ط النجف، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 181 و313 ط اسلامبول وص213 ط الحيدرية، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/55، فرائد المسطين: 1/141.

الصفحة 270

5 ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أول من يدخل من هذا الباب امام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب الدين، وخاتم الوصيين، وقائد الغر المحجلين». فدخل علي، فقام اليه مستبشراً، فاعتنقه وجعل يمسح عرق جبينه، وهو يقول له: «أنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي(1) »(2) .

6 ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ان الله عهد اليَّ في علي أنه راية الهدى، وامام اوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين… الحديث(3) »(4) . وأنت ترى هذه الأحاديث الستة نصوصاً صريحة في امامته، ولزوم طاعته عليه السلام.

____________

(1) أخرجه ابو نعمي في حليته عن أنس، ونقله ابن أبي الحديد مفصلاً في ص450، من المجلد الثاني من شرح النهج، فراجع الخبر 9 من تلك الصفحة (منه قدس).

(2) يوجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9/169 ط مصر بتحقيق أبو الفضل، حلية الأولياء: 1/63، المناقب للخوازرمي الحنفي: 42، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/487 ح1005، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/60 ط النجف وص21 ط طهران، الميزان للذهبي: 1/64، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 212 ط الحيدرية وص93 ط الغري، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 313 ط اسلامبول فضائل الخمسة: 2/253، فرائد السمطين: 1/145.

(3) أخرجه أبو نيعم في حليته من حديث أبي برزة الأسلمي، وأنس بن مالك، ونقله علامة المعتزلة ص449 من المجلد الثاني من شرح النهج فراجع الخبر الثالث من تلك الصفحة (قدس).

(4) قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ان الله عهد الي في علي عهداً فقلت: يا رب بينه لي قال: اسمع: ان علياً راية الهدى، وامام أوليائي، ونور من أطاعني… الخ».

يوجد في: حلية الأوليائ: 1/67، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد: 9/167 ط مصر بتحقيق محمد ابو الفضل، المناقب للخوارزمي الحنفي: 215 و220، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 114، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/189 ح672، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي: 46 ح69، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 73 ط الحيدرية وص22 ط الغري، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 312 ط اسلامبول، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 1/46 ط النجف، احقاق الحق: 4/168، فرائد السمطين: 1/144 و151.