2024 March 19 - 09 رمضان 1445
هل اقتسم میراث الامام العسکری ع أمه و أخیه؟
رقم المطلب: ٢٦٧ تاریخ النشر: ٠٧ ربیع الاول ١٤٤٣ - ٠٨:٤٥ عدد المشاهدة: 6109
الأسئلة و الأجوبة » المهدوية
هل اقتسم میراث الامام العسکری ع أمه و أخیه؟

السائل: سلمان

طرح الشبهه:

من الاشکالات الواردة علی الشیعة من قبل الوهابیة الذی یعتبرونه دلیل علی عدم ولادة الامام المهدی عجل الله تعالي فرجه الشريف هی قضية تقسيم ميراث الامام العسكري عليه السلام بين اخیه جعفر الكذاب و أم الامام العسكري عليه السلام و یقولون لو ان للامام العسکری ع ولد لماذا لم یورثه و تقسم المیراث بين أمه و اخیه ؟

و یدعون ان علماء الشيعة؛ مثل سعد بن عبد الله (المتوفی300هـ) و حسن بن موسي النوبختي (المتوفی310هـ) نقلوا ان الامام العسكري عليه السلام رحل من الدنیا و الحال ان من الناس لم یر له ولد و لم یعرف له.

ناصر الدين القفاري فی كتاب اصول مذهب الشيعه یقول :

إذ بعد وفاة الحسن ـ إمامهم الحادي عشر ـ سنة (260هـ) لم يُر له خلف، ولم يُعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمّه، كما تعترف بذلك كتب الشيعة نفسها، وبسبب ذلك اضطرب أمر الشّيعة وتفرّق جمعهم؛ لأنّهم أصبحوا بلا إمام، ولا دين عندهم بدون إمام، لأنّه هو الحجّة علي أهل الأرض... .

ناصر الدين القفاري (المعاصر)، اصول مذهب الشيعة، ج2، ص 1004، ناشر: دار الرضا ـ الجيزة.

و احسان الهي ظهير یقول فی هذا المجال :

مات الحسن العسكري بدون خلف ولا عقب، كما نص علي ذلك النوبختي حيث قال: «توفي ولم ير له أثر، ولم يعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ميراثه أخوه جعفر وامه».

احسان الهي ظهير(المعاصر)، الشيعة والتشيع، ص261.

نقد و دراسة:

محاور الشبهه:

الف: امام الحسن العسكري عليه السلام، توفي ولم ير له أثر، ولم يعرف له ولد ظاهر ؛

ب : بعد وفاة الامام العسكري عليه السلام اضطرب أمر الشّيعة وتفرّق جمعهم؛ لأنّهم أصبحوا بلا إمام، ولا دين عندهم بلا امام ؛

ج: بعد وفاة الامام العسكري عليه السلام اقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمّه ؛

تعارض بیِّن فی کلمات القفاري:

الدكتور القفاري یدعی هنا بصراحة انه لم يعرف له (امام العسكري عليه السلام )ولد ظاهر ؛ و الجدیر ان فی موضع آخر یبین نظر الشیعة هکذا :

أما الاثنا عشريّة فقد ذهبت إلي الزّعم بأنّ للحسن العسكري ولداً كان قد أخفي (أي الحسن) مولده، وستر أمره؛ لصعوبة الوقت وشدّة طلب السّلطان له، فلم يظهر ولده في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته.

أصول مذهب الشيعة، ج2، ص1006

هذا التعارض فی نقل عقیدة الشیعة یدل علی انهم لا یریدون الحقیقة و یستفیدون من کل وسیلة للطعن علی الشیعة .

نسبة هذه العقيده بأنها من علماء الشيعة کذب محض:

فلنبین أن موضوع كتاب فرق الشيعة لنوبختي و كتاب المقالات و الفرق لسعد بن عبد الله الاشعري، نقل اعتقادات الفرق المنحرفة ثم نقل العقيده الصحيحة ل لامامية الاثني عشرية . فنقل فقرة من فقرات هذا الکتاب و انتسابه الی فرق الشیعة و حتي فرقة الاثني عشرة، امر خلاف الانصاف و بعید عن الواقع .

المرحوم النوبختي فی فرق الشيعه، ینقل عقيدة الاثني عشرية و واصل قائلا بالعقیدة الصحیحة فی الموضع الذی یقول هکذا :

وقالت الفرقة الثانية عشرة وهم الأمامية ليس القول كما قال هؤلاء كلهم بل لله عز وجل في الأرض حجة من ولد الحسن بن علي وأمر الله بالغ وهو وصي لأبيه علي المنهاج الأول والسنن الماضية ولا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ولا يجوز ذلك ولا تكون إلا في غيبة الحسن بن علي إلي أن ينقضي الخلق متصلا ذلك ما اتصلت أمور الله تعالي ولو كان في الأرض رجلان لكان أحدهما الحجة ولو مات أحدهما لكان الآخر الحجة ما دام أمر الله ونهيه قائمين في خلقه...

ولا يجوز أن تخلو الأرض من حجة ولو خلت ساعة لساخت الأرض ومن عليها ولا يجوز شيء من مقالات هذه الفرق كلها فنحن مستسلمون بالماضي وإمامته مقرون بوفاة معترفون بأن له خلفا قائما من صلبه وأن خلفه هو الإمام من بعده حتي يظهر ويعلن أمره كما ظهر وعلن أمر من مضي قبله من آبائه ويأذن الله في ذلك إذ الأمر لله يفعل ما يشاء ويأمر بما يريد من ظهوره وخفائه كما قال أمير المؤمنين عليه السلام «اللهم إنك لا تخلي الأرض من حجة لك علي خلقك ظاهرا معروفا أو خائفا مغمودا كيلا تبطل حجتك وبيناتك»

وبذلك أمرنا وبه جاءت الأخبار الصحيحة عن الأئمة الماضين... وقد رويت أخبار كثيرة أن القائم تخفي علي الناس ولادته ويخمل ذكره ولا يعرف إلا أنه لا يقوم حتي يظهر ويعرف أنه إمام ابن امام ووصي ابن وصي يوتم به قبل أن يقوم ومع ذلك فإنه لا بد من أن يعلم أمره ثقاته وثقات أبيه وإن قلوا ولا ينقطع من عقب الحسن بن علي عليه السلام ما اتصلت أمور الله عز وجل ولا ترجع إلي الأخوة ولا يجوز ذلك وأن الإشارة والوصية لا تصحان من الإمام ولا من غيره إلا بشهود أقل ذلك شاهدان فما فوقهما.

فهذا سبيل الإمامة والمنهاج الواضح اللاحب الذي لم تزل الشيعة الإمامية الصحيحة التشيع عليه.

النوبختي، الحسن بن موسي (المتوفی310هـ)، فرق الشيعة، ج 1 ص96 ـ 112، ناشر: دار الأضواء - بيروت، 1404هـ - 1984م

و ایضا سعد بن عبد الله الاشعري فی  كتاب المقالات و الفرق بعد نقل الآراء المختلفة فی اوائل الغيبة لامام العصر عجل الله تعالي فرجه الشريف یذکر رأی الشيعه الاثني عشرة هکذا :

ففرقة منها وهي المعروفة بالإمامية قالت:... فنحن متمسكون بإمامة الحسن بن علي، مقرّون بوفاته موقنون مؤمنون بأن له خلفاً من صلبه، متدينون بذلك وأنه الإمام من بعد أبيه الحسن بن علي، وأنه في هذه الحالة مستتر خائف مأمور بذلك حتي يأذن الله عز وجل له فيظهر ويعلن أمره.

الأشعري القمي، أبو خلف سعد بن عبد الله (المتوفی300هـ)، المقالات والفرق، ص102ـ 103، تحقيق: محمد جواد مشكور، ناشر: مركز انتشارات علمي و فرهنگي ـ قم، الطبعة: الأولي، 1363هـ ش.

بعد نقل کلام هؤلاء نقول ثبت الاجماع علی ان عند وفاة الامام العسكري عليه السلام کان للامام ولد له من العمر خمس سنین . مع الاسف الدکتور القفاري و الدكتور احسان الهي ظهير، یستدلون بذيل كلام المرحوم النوبختي و سعد بن عبد الله و ینتسبونه بالشیعة کلهم .

فما هو الربط بین الفرق المنحرفة عن الصراط المستقیم و الفرقة المحقة الاثني عشرية فی هذا الکلام ؟

عدم الوجدان لا یدل علی عدم الوجود

کلام سعد بن عبد الله و المرحوم النوبختي الذین قالا «ولم ير له خلف ولم يعرف له ولد ظاهر؛ » لم یدل علی انه لم یکن للامام ع ولد حقیقة .

حسب قول المشهور: عدم الوجدان لا يدل علي عدم الوجود؛ عدم وجدان ولد للامام ع لا یدل علی عدم ولادة الامام المهدي عج؛ لانه لا ملازمة بینهما .

بلي لو قالا سعد بن عبد الله و النوبختي انه «لم يولد له ولد» لقبلنا قولهما و لکن بین القولین بون شاسع : «ولم ير له خلف ولم يعرف له ولد ظاهر» و «لم يولد له ولد».

الاختلاف بين فرق اهل السنة :

الدكتور القفاري یعتبر الاختلاف بین الشیعة من الاشکالات علیهم و الحال ان الاختلاف یوجد بین الادیان الالهیة عبر التأریخ وحتی فی زمن الانبیاء و اتباعهم تشکل فرق متضادة من حیث الاعتقادات . لو کان المعیار للقضاوة فی انتساب عقیدة للشیعة رأی عدة من الفرق المنحرفة عن الصراط المستقیم یوجد ایضا هذا المعیار بین اهل السنة اکثر من الشیعة حتی أن بعض فرق اهل السنة تکفر الآخر بصراحة و بینهم اختلافات کثیرة فلنذکر عدة منها :

من لم یکن حنبلیا لیس بمسلم

شمس الدين الذهبي فی کتاب  تاريخ الإسلام و سير اعلام النبلاء و ایضا ابن رجب الحنبلي فی ذيل طبقات الحنابله یقولا :

أحمد بن الحسين بن محمد. المحدث الأمام أبو حاتم بن خاموش الرازي البزاز. من علماء السنة... وحكاية شيخ الإسلام الأنصاري معه مشهورة. وقوله: مَن لم يكن حنبلياً فليس بمسلم.

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفی748هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج 29، ص 303، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م؛

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفی748هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 17، ص 625، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ؛

إبن رجب الحنبلي، عبد الرحمن بن أحمد (المتوفی795هـ)، ذيل طبقات الحنابلة، ج 1، ص 20، طبق برنامه الجامع الكبير.

اصحاب احمد بن حنبل كفار

ابن اثير الجزري یقول :

ذكر الفتنة ببغداد بين الشافعية والحنابلة :

ورد إلي بغداد هذه السنة الشريف أبو القاسم البكري المغربي الواعظ وكان أشعري المذهب وكان قد قصد نظام الملك فأحبه ومال إليه وسيره إلي بغداد وأجري عليه الجراية الوافرة فوعظ بالمدرسة النظامية وكان يذكر الحنابلة ويعيبهم ويقول ( وما كفر سليما ولكن الشياطين كفروا ) والله ما كفر أحمد ولكن أصحابه كفروا.

الجزري، عز الدين بن الأثير أبي الحسن علي بن محمد (المتوفی630هـ)، الكامل في التاريخ، ج 8، ص 428، تحقيق عبد الله القاضي، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية، 1415هـ.

و النويري یقول فی هذا المجال :

وفي سنة خمس وسبعين كانت الفتنة بين الطائفيين، وسببها أنه ورد إلي بغداد الشريف أبو القاسم البكري المقرئ الواعظ وكان أشعريّ المذهب، وكان قد قصد نظام الملك فأحبّه ومال إليه وسيّره إلي بغداد، وأحري عليه الجراية الوافرة. وكان يعِظ بالمدرسة النظامية، ويذكر الحنابلة ويعيبهم ويقول «وما كفر سُليمان ولكن الشياطين كفروا» وما كفر أحمد ولكن أصحابه كفروا ثم قصد يوماً دار قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني فجري بينه وبين قومٍ من الحنابلة مشاجرة أدّت إلي الفتنة.

النويري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (المتوفی733هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 23، ص 141، تحقيق مفيد قمحية وجماعة، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1424هـ - 2004م.

ابن خلكان یقول فی عداوة الاشاعره مع الحنابله و فتنة القتل الذی صار بینهما :

وكان ولده [أبو القاسم القشيري] أبو نصر عبد الرحيم إماما كبيرا أشبه أباه في علومه... وجري له مع الحنابلة خصام بسبب الإعتقاد لأنه تعصب للأشاعرة وانتهي الأمر إلي فتنة قتل فيها جماعة من الفريقين.

إبن خلكان، ابوالعباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (المتوفی681هـ)، وفيات الأعيان و انباء أبناء الزمان، ج 3، ص 208، تحقيق احسان عباس، ناشر: دار الثقافة - لبنان؛

اليافعي، ابومحمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان (المتوفی768هـ)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان، ج 3، ص 210، ناشر: دار الكتاب الإسلامي - القاهرة - 1413هـ - 1993م؛

العكري الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد (المتوفی 1089هـ)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 3، ص 322، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، ناشر: دار بن كثير - دمشق، الطبعة: الأولي، 1406هـ.

العكري الحنبلي فی ترجمة ل ابوبكر البكري یقول :

البكري أبو بكر المقرئ الواعظ من دعاة الأشعرية وفد علي نظام الملك بخراسان فنفق عليه وكتب له سجلا أن يجلس بجوامع بغداد فقدم وجلس ووعظ ونال من الحنابلة سبا وتكفيرا ونالوا منه.

العكري الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد (المتوفی 1089هـ)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 3، ص 353، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، ناشر: دار بن كثير - دمشق، الطبعة: الأولي، 1406هـ.

النويري یقول فی ترجمة ل عز الدين السلمي الشافعي (المتوفی 660هـ) :

فأنه [مظفر الدين موسي ابن الملك العادل] كان قد عزر جماعة من أعيان الحنابلة المبتدعة تعزيرا بليغا رادعا وبدع بهم وأهانهم.

النويري، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (المتوفی733هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج 30، ص 41، تحقيق مفيد قمحية وجماعة، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1424هـ - 2004م.

تغيير المذهب ممنوع

محمد بن اسماعيل الصنعاني یقول بنقل عن ملا علي القاري :

اشتهر بين الحنفية أن الحنفي إذا انتقل إلي مذهب الشافعي يعزر وإذا كان بالعكس فإنه يخلع عليه.

الصنعاني، محمد بن إسماعيل (المتوفی1182هـ)، إرشاد النقاد إلي تيسير الاجتهاد، ج 1، ص 147، تحقيق: صلاح الدين مقبول أحمد، ناشر: الدار السلفية - الكويت، الطبعة: الأولي، 1405هـ.

الحنابلة یسبّون و یلعنون الشوافع

ابن عساكر الشافعي یقول :

إن جماعة من الحشوية والأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفضيعة والمخازي الشنيعة ما لم يتسمح به ملحد فضلاً عن موحد... وتناهوا في قذف الأئمة الماضين وثلب أهل الحق وعصابة الدين، ولعنهم في الجوامع والمشاهد، والمحافل والمساجد، والأسواق والطرقات، والخلوة والجماعات، ثم غرهم الطمع والإهمال ومدهم في طغيانهم الغي والضلال، إلي الطعن فيمن يعتضد به أئمة الهدي وهو للشريعة العروة الوثقي، وجعلوا أفعاله الدينية معاصي دنية، وترقوا من ذلك إلي القدح في الشافعي رحمة الله عليه وأصحابه.

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله،(المتوفی571هـ)، تبيين كذب المفتري، ص310، دار الكتاب العربي ـ بيروت.

اخذ الجزیة من الحنابلة

شمس الدين الذهبي فی ترجمة ل ابوحامد الطوسي یقول :

وأبو حامد البروي الطوسي الفقيه الشافعي محمد بن محمد تلميذ تلميذ محمد بن يحيي وصاحب التعليقة المشهورة في الخلاف كان إليه المنتهي في معرفة الكلام والنظر والبلاغة والجدل بارعا في معرفة مذهب الأشعري قدم بغداد وشغب علي الحنابلة أهدوا له مع امرأة صحن حلو مسمومة وقيل إن البروي قال لو كان لي أمر لوضعت علي الحنابلة الجزية.

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ابوعبد الله (المتوفی 748 هـ)، العبر في خبر من غبر، ج 4، ص 200، تحقيق: د. صلاح الدين المنجد، ناشر: مطبعة حكومة الكويت - الكويت، الطبعة: الثاني، 1984؛

العكري الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد (المتوفی 1089هـ)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج 4، ص 224، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، ناشر: دار بن كثير - دمشق، الطبعة: الأولي، 1406هـ.

اخذ الجزيه من الشوافع

ابوالفداء السوداني فی تاج التراجم یقول :

محمد بن موسي بن عبد الله البلاشاغوني التركي تفقه ببغداد وقدم دمشق وولي بها القضاء ومات في جمادي الآخرة سنة ست وخمسمائة وكان يقول لو كان لي أمر لأخذت الجزية من الشافعية.

السوداني، أبو الفداء زين الدين قاسم بن قطلوبغا (المتوفی879هـ)، تاج التراجم في طبقات الحنفية، ج 1، ص 350، تحقيق: محمد خير رمضان يوسف، ناشر: دار القلم - دمشق / سوريا، الطبعة: الأولي، 1413هـ- 1992م.

ینقل هذا المطلب الذهبي فی ميزان الإعتدال، ابوالفداء القرشي فی الجواهر المضية و محمد بن اسماعيل الصنعاني فی طبقات الحنفية .

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفی748هـ)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 6، ص 350، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1995م؛

القرشي، عبد القادر بن أبي الوفاء محمد بن أبي الوفاء أبو محمد (المتوفی775هـ)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية، ج 2، ص 136، ناشر: مير محمد كتب خانه - كراچي؛

الصنعاني، محمد بن إسماعيل (المتوفی1182هـ)، إرشاد النقاد إلي تيسير الاجتهاد، ج 1، ص 23، تحقيق: صلاح الدين مقبول أحمد، ناشر: الدار السلفية - الكويت، الطبعة: الأولي، 1405هـ.

اقتسام المساجد بین الشافعية و الحنفية

محمد بن اسماعيل الصنعاني فی ارشاد النقاد یقول :

لقد وصل الخلاف إلي أن منع بعض الفقهاء الأحناف تزوج الحنفي من المرأة الشافعية ثم صدرت فتوي من فقيه آخر ملقب بمفتي الثقلين فأجاز تزوج الحنفي بالشافعية وعلل ذلك بقوله تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب وقال العلامة رشيد رضا وقد بلغ من إيذاء بعض المتعصبين لبعض في طرابلس الشام في آخر القرن الماضي أن ذهب بعض شيوخ الشافعية إلي المفتي وهو رئيس العلماء وقال له اقسم المساجد بيننا وبين الحنفية فإنا فلانا من فقهائهم يعدنا كأهل الذمة بما أذاع في هذه الأيام من خلافهم في تزوج الرجل الحنفي بالمرأة الشافعية وقول بعضهم لا يصح لأنها تشك في إيمانها يعني أن الشافعية وغيرهم يجوزون أن يقول المسلم أنا مؤمن إن شاء الله وقول آخرين بل يصح نكاحها قياسا علي الذمية.

الصنعاني، محمد بن إسماعيل (المتوفی1182هـ)، إرشاد النقاد إلي تيسير الاجتهاد، ج 1، ص 20، تحقيق: صلاح الدين مقبول أحمد، ناشر: الدار السلفية - الكويت، الطبعة: الأولي، 1405هـ.

الحنابله، یبنون مسجدا ضرارا

التنوخي البصري یقول :

الحنابلة يبنون مسجداً ضراراً. أخبرني جماعة من البغداديين: إن الحنابلة بنوا مسجداً ضراراً، وجعلوه سبباً للفتن والبلاء. فتظلم منه إلي علي بن عيسي، فوقع في ظهر القصة. أحق بناء بهدم، وتعفية رسم، بناء أسس علي غير تقوي من الله، فليلحق بقواعده، إن شاء الله تعالي.

التنوخي البصري، ابوعلي المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم (المتوفی 384هـ)، نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة، ج 1، ص 330، تحقيق: مصطفي حسين عبد الهادي، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1424هـ-2004م.

اقتسام ميراث الامام العسكري (ع)، لم یدل علی عدم ولادة الامام المهدي(عج) :

اما مقالة القفاری و احسان الهی ظهیر بأن اقتسم میراث الامام العسکری بعد وفاته اخیه و امه و هذا یدل علی انه لم یکن للامام ولد و لو کان له ولد لناله من الارث شئ .

و فی الجواب نقول : ان هذه المسألة لا تثبت انه لم یبق للامام العسکری ع ولد لأن الشیعة لو نقلوا هذا المطلب لم یقولوا لأن الامام ع لم یکن له ولد اقتسم میراثه اخیه و امه بل یدعون ان جعفر اخا الامام ع المشهور بالکذاب ادع الامامة کذبا و تصرف فی میراث الامام العسکری ع بتزویر وخدعة و الاستعانة من ایادی الخلیفة العباسی .

شيخ الصدوق رضوان الله تعالي عليه فی كتاب كمال الدين یقول :

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَي عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ قَالَ:... قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عليه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ إِذَا وُلِدَ ابْنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَسَمُّوهُ الصَّادِقَ فَإِنَّ لِلْخَامِسِ مِنْ وُلْدِهِ وَلَداً اسْمُهُ جَعْفَرٌ يَدَّعِي الْإِمَامَةَ اجْتِرَاءً عَلَي اللَّهِ وَكَذِباً عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ جَعْفَرٌ الْكَذَّابُ الْمُفْتَرِي عَلَي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمُدَّعِي لِمَا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ الْمُخَالِفُ عَلَي أَبِيهِ وَالْحَاسِدُ لِأَخِيهِ ذَلِكَ الَّذِي يَرُومُ كَشْفَ سَتْرِ اللَّهِ عِنْدَ غَيْبَةِ وَلِيِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَ بَكَي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام بُكَاءً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ كَأَنِّي بِجَعْفَرٍ الْكَذَّابِ وَقَدْ حَمَلَ طَاغِيَةَ زَمَانِهِ عَلَي تَفْتِيشِ أَمْرِ وَلِيِّ اللَّهِ وَالْمُغَيَّبِ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَالتَّوْكِيلِ بِحَرَمِ أَبِيهِ جَهْلًا مِنْهُ بِوِلَادَتِهِ وَحِرْصاً مِنْهُ عَلَي قَتْلِهِ إِنْ ظَفِرَ بِهِ وَطَمَعاً فِي مِيرَاثِهِ حَتَّي يَأْخُذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ....

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص319 ـ 320، تحقيق: علي اكبر الغفاري، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ( التابعة ) لجماعة المدرسين ـ قم، 1405هـ.

هذه الرواية التی نقلت عن لسان رسول الله صلي الله عليه وآله ، تدل بشكل واضح و بین ان قصد جعفر الکذاب من الطمع بمیراث الامام العسكري عليه السلام ان یفشی سرالله فی زمن غیبة ولیّه لطاغیة زمانه ، یجعل جلاوزة السلطان فی بیت الامام ع لعلهم اذا وجدوا ابن الامام یقتلوه و هو یصل الی میراث الامام ع .

ف اقتسام ارث الامام ع من دون حضور ولده المهدی عليهما السلام  لا یدل بتاتا انه لم یکن للامام ولد .

شيخ المفيد رضوان الله تعالي عليه یقول فی هذه القضیة :

وَخَلَّفَ ابْنَهُ الْمُنْتَظَرَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ وَكَانَ قَدْ أَخْفَي مَوْلِدَهُ وَسَتَرَ أَمْرَهُ لِصُعُوبَةِ الْوَقْتِ وَشِدَّةِ طَلَبِ سُلْطَانِ الزَّمَانِ لَهُ وَاجْتِهَادِهِ فِي الْبَحْثِ عَنْ أَمْرِهِ وَلِمَا شَاعَ مِنْ مَذْهَبِ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ فِيهِ وَعُرِفَ مِنِ انْتِظَارِهِمْ لَهُ فَلَمْ يُظْهِرْ وَلَدَهُ عليه السلام فِي حَيَاتِهِ وَلَا عَرَفَهُ الْجُمْهُورُ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَتَوَلَّي جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخُو أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام أَخْذَ تَرِكَتِهِ وَسَعَي فِي حَبْسِ جَوَارِي أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام وَاعْتِقَالِ حَلَائِلِهِ وَشَنَّعَ عَلَي أَصْحَابِهِ بِانْتِظَارِهِمْ وَلَدَهُ وَقَطْعِهِمْ بِوُجُودِهِ وَالْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَأَغْرَي بِالْقَوْمِ حَتَّي أَخَافَهُمْ وَشَرَّدَهُمْ وَجَرَي عَلَي مُخَلَّفِي أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام بِسَبَبِ ذَلِكَ كُلُّ عَظِيمَةٍ مِنِ اعْتِقَالٍ وَحَبْسٍ وَتَهْدِيدٍ وَتَصْغِيرٍ وَاسْتِخْفَافٍ وَذُلٍّ وَلَمْ يَظْفَرِ السُّلْطَانُ مِنْهُمْ بِطَائِلٍ.

وَحَازَ جَعْفَرٌ ظَاهِرَ تَرِكَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام وَاجْتَهَدَ فِي الْقِيَامِ عِنْدَ الشِّيعَةِ مَقَامَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ ذَلِكَ وَلَا اعْتَقَدَهُ فِيهِ فَصَارَ إِلَي سُلْطَانِ الْوَقْتِ يَلْتَمِسُ مَرْتَبَةَ أَخِيهِ وَبَذَلَ مَالًا جَلِيلًا وَتَقَرَّبَ بِكُلِّ مَا ظَنَّ أَنَّهُ يَتَقَرَّبُ بِهِ فَلَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ.

الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أبي عبد الله العكبري البغدادي (المتوفی413 هـ)، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، ج2، ص 336، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، ناشر: دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية، 1414هـ - 1993 م.

رأی الشیعة فی جعفر الكذاب:

ملخص رأی الشیعة فی جعفر الکذاب لا سیما فی هذه القضیة یتصور فی عدة مسائل :

الف: هو ادع الامامة و فی الحال انه لم یستأهل هذا المنصب فلذا تمسک ب جبابرة زمانه لیهیئوا له مقدمات الامامة و لکن لم ینفعه اقصی جهده فی هذا المجال .

الجدیر للذکر انه عندما حضر عند الوزیر عبيد الله بن يحيي بن خاقان و یطلب منه ( الوزیر) ان یفوضه الامامة یجیب عنه هکذا :

يَا أَحْمَقُ السُّلْطَانُ جَرَّدَ سَيْفَهُ فِي الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاكَ وَأَخَاكَ أَئِمَّةٌ لِيَرُدَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ ذَلِكَ فَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ شِيعَةِ أَبِيكَ أَوْ أَخِيكَ إِمَاماً فَلَا حَاجَةَ بِكَ إِلَي السُّلْطَانِ أَنْ يُرَتِّبَكَ مَرَاتِبَهُمَا وَلَا غَيْرِ السُّلْطَانِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ لَمْ تَنَلْهَا بِنَا.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الأصول من الكافي، ج1، ص505، ناشر: اسلاميه ، تهران ، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

ب: کان جعفر الکذاب یدعی انه هو صاحب الاموال و المیراث الباقی من اخیه خلافا لمقام الامامة الذی لم ینله جعفر و لکن حاز اموال الامام ع بعد مشقة و استعانة من السلطان .

ابن شهرآشوب المازنداني یقول فی المناقب هکذا :

وَتَوَلَّي أَخُوهُ أَخْذَ تَرِكَتِهِ وَسَعَي إِلَي السُّلْطَانِ فِي حَبْسِ جَوَارِي أَبِي مُحَمَّدٍ عليه السلام وَشَنَّعَ عَلَي الشِّيعَةِ فِي انْتِظَارِهِمْ وَلَدَهُ وَجَرَي عَلَي مُخَلَّفِ كُلُّ بَلَاءٍ وَاجْتَهَدَ جَعْفَرٌ فِي المَقامِ مَقَامَهُ فَلَمْ يَقْبَلْهُ أَحَدٌ بَرَأوْ مِنه وَلَقَّبُوهُ الْكَذَّاب .

ابن شهرآشوب، رشيد الدين أبي عبد الله محمد بن علي السروي المازندراني (المتوفی588هـ)، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص524، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، ناشر: المكتبة والمطبعة الحيدرية، 1376هـ ـ 1956م.

ج: افشاء اسرار بیت اخیه الامام العسکری ع من المور الرذیلة لجعفر الکذاب الذی ذهب للسلطان و اخبره بولادة ابن اخیه الامام المهدی عجل الله تعالي فرجه الشريف ، و من هنا بدأ الضغط و التصعب علی اسرة الامام ع لکی یحصلوا علی المولود فی هذه الاسرة . السلطان اتعب نفسه لکی یحصل علی ولد الامام العسکری ع و لکن سیرة الالهیة جرت علی ان لا یبدو الامام ع و یحفظ من الاعداء و هو آخر حجة من الله علی الناس .

 فعندما یشتهر جعفر عند الشیعة ب الکذاب کیف یکون اقتسام ارث الامام ع بیده و  تصرف اموال الامام العسکری ع من عنده دلیل علی عدم ولادة الامام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف؟

والله ولی التوفیق

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة